تاركين -في سبيل الله- الديار والأوطان» والآباء والولدان» والأقارب والخلان. فما
ودخل الناس في دين الله أفواجاً؛ إذ رجع صلى الله عليه ونسلم مع أصحايه إلى
مكة؛ فاتحين مكبرين مهللين؛ ودخلوا البيت الحرام آمنين محلقين رؤسهم ومقصرين.
ونصح الأمة؛ وجاهد في الله حق جهاده» وأشهد الناس على ذلك في حجة الوداع»
لكم الإسلام دينا''" فرك الأمة على المححة البيضاء ليلها كنهارهاء لايزيغ عنها إل
ثم استمر مزيد الإسلام؛ واستقامة . طريقه في عهد أصحابه الأطهار الكرام»
وإذا بسنابك خيل جيش الله وحزبه تدك معاقل كسرى وقصور قيصر؛ فحُملت
كنوزهما غنائم إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. واحتثت
الذين كانوا في نظر كسرى لايتحاوزون أن يكونوا أعراباً في الصحراء» يتتبعون
فدخل الحقد قلوب بعض البجوس» وأخذوا يحيكون الكيد والمؤامرات سراً حتى
نجحوا في قتل الخليقة الراشد العادل عمر بن الخطاب #م» وهو قائم يصلي في
المحراب . ثم قتل بعده الخليفة الثالث ذو التّورين عشمان بن عفان نتيجة فتنة قام بها
يهودي خحبيث
(1) وهو عبدالله بن سبأ الحميري اليهودي الملقب بابن السوداء +
فانفتح بذلك باب الفتن على المسلمين؛ وبدأت الفرقة والفرق في الظههور»
وهكذا والله المستعان ؛ ثم عربت كتب الفلاسفة الوثنيين » ويداً كثير من الساس في
النظر في الفلسقة والمنطق وأرادوا به الوصول إلى حقائق الدين؛ تاركين الكتاب
فظهر شر عظيم وخاصة في زمن المأمون؛ الذي تبنت الدولة في عهده مذهب
إلا أن الله جعل في كل زمان فنزة من الرسل بقايا من أهل العلم ؛ يدعون من
ينور الله أهل العمى. فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه» وكم من ضال تائه قد
هدوه» فما أحسن أثرهم على الناس» وأقيح أثر الناس عليهم ون عن كتاب الله
تحريف الغالين وانتحال المبطلين» وتأويل الجاهلين» الذين عقدوا ألوية البدعة»
وأطلقوا عقال الفتتة؛ فهم مختلفون في الكتاب» مخالفون للكتاب؛ بجمعون على
مفارقة الكتاب"" .
ومن هؤلاء العلماء الإمام المبجل أحمد بن حنيل الذي وقف في وجه البدعة»
وتحمل في ذلك أشد أنواع الأذى : من سجن ؛ وقيد » وضرب » وتعذيب . حتى
انظر تفصيل فتنته الخبيثة في كتاب: عبدالله بن سباً وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام لسليما؛
العودة . وأثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية في القرن الأول الهجري لجميل عبد الله المصري.
١7ص / من مقدمة الإمام أحمد لكتاب الرد على الجهمية )١(
بن حمد
نصر الله به السنة وقمع به البدعة» فخرج من هذه المحنة كالذهب الخالص» فأضحى
إماماً لأهل السنة في وقته» حتى إنه ريما أمر يهجر رجل في خراسان فسمع له(" .
ودونوا أقواله في الأصول والفروع.
ومن هؤلاء الأصحاب : الإمام أبو علي الحسن ن أحمد بن البنّا الحنبلي
أهل الأهواء والبدع» كثير التصنيف”" .
أهل البدع والأهواء ؛ كشف عوارهم » وهتك أستارهم . فجزاه الله خير الججزاء »
أنه عبادة وقربة لله تعالى . ولهذا كان الرَّدٌ على المبتدعة الّالين المضلّين أهل الأهواء
والتبهات من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله ؛ وهو شأن أئمّة السّلف وعلمائهم
+ وصون للعقيدة » ونشر للسئنة » قمع للبدعة ؛ وكشف للشبهة ؛ وإخراج من
الظلمات إلى النور : من ظلمات الابتداع إلى نور الاتباع ؛ ومن ظلمات الخرافة إلى
أجمعين
(1) سيأتي بيان ذلك في ترجمته انظر صلا
وينصرهم في العاجلة » ويجعل العقبى شم في الآخرة » وأن يقمع أهل الرّيغ والفساد
» والبدعة والضلال ؛ وأن يجعل كيدهم في نحورهم ؛ وأن بحسي الأمّة منهم ومن
تلبيسهم وزخرفهم وكيدهم إنّه تعالى سميع الدّعاء » على كلّ شيء قدير ؛ وبالإجابة
جدير ؛ عليه توكلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل ٠
وكان من نعم الله تعال علي أن يض من دفع الكتاب إليّ
لتحقيقه لنيل درجة الماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية »
وهو الشيخ الدكتور/ عبدالرزاق بن عبد المحسن العباد فجزاه الله خيراً.
فاستعنت با لله في تحقيق هذا الكتاب متبعاً المنهج التالي:
قسمت البحث إلى قسمين :
القسم الأول : الدراسة ويشتمل على بابين :
الباب الأول : دراسة المؤلف وفيه فصلان :
الفصل الأول : حياته الشخصية وفيه المباحث التالية :
اللبحث الثاني : مولده ونشأته .
المبحث الثالث : أسرته .
المبحث الرابع : وفاته .
الفصل الثاني : حياته العلمية وفيه المباحث التالية :
المبحث الأول : طلبه للعلم .
المبحث الثاني : شيوخه .
المبحث الثالث : تلاميذه .
المبحث الرابع : آثاره ومصنفاتة .
المبحث الخامس : ثناء العلماء عليه .
الملبحث السادس : بعض المطاعن الي وجهت إليه .
وقد استعنت في هذا الباب بمقدمة الدكتور : عبد العزيز البعيمي لكتاب (المقنع
لابن البنا) حيث قام فيه بدراسة مفصلة عنه» وقد ذكر ل أنه جرد في ذلك كل
- فجزاه الله خيراً ومع هذا فلم يكن عملي هو بحرد النقل لكلامه » أو تلخيصه
الباب الثاني: دراسة الكتاب » وفيه فصلان :
الفصل الأول : التعريف بالكتاب » وفيه المباحث التالية :
اللبحث الأول : اسم الكتاب وموضوعه .
الملبحث الثاني : توثيق نسبة الكتاب إلى المصنف .
المبحث الثالث : منهج المصنف في كتايه .
المبحث الرابع : المآخذ على الكتاب .
المبحث الخامس : مواردة .
المبحث السادس : قيمته العلمية .
الفصل الثاني : وصف المخطوطة » وفيه الأمور التالية :
القسم الثاني : النص المحقق .
)١( انظر مثلاً الكلام في عدد مصتفاته : 5 ؛ وفي المطاعن الب وحّهت إليه م6
لقم
وعملي فيه كالآتي : *
أولاً : نسخت الكتاب » ثم أكملت المسح الواقع في أوله بمقابلته على مصادر
الأحاديث والآثار .
ثانياً : رتبت مادة الكتاب العلمية ( الأبواب » والأحاديث والآثار ) في
متسلسلة من أول الكتاب إلى آخره ؛ حيث جعلته للأيواب أرقاماً » وللأحاديث
والآثار أرقاماً أخرى .
بالجانب الأب ن الصّفحة ؛ رذلك بذكر رقم اللوحة ووضع
حرف (1 ) أو ب ) إشارةٌ إلى الصفحة الأولى أو التانية من اللوحة .
رابعاً : عزوت الآيات إلى مواضعها في المصحف ؛ وذلك يذكر اسم السورة »
ورقم الآية -
بقية الكتب الستة!" .
وذلك بذكر: ( اسم الكتاب » ورقم الحديث ؛ ورقم الجزء » والصفحة) ؛ فإن
لم يكن الحديث أو الأثر قد ورد في أحد الكتب الستة فإني أخرجه من مظانه
الأخرى حسب الوسع والاستطاعة.
الحديث من نفس طريق المؤلف» أو بنفس الممنء أو لذكر طرقه... الح. أو يكون المصنتف قد ذ
كتاب آخر له فإني أشير إلى ذلك .
امقاتم
سادساً : إن كان الحديث في غير الصحيحين أو أحدهما» فإني أحاول جباهداً
نقل أقوال علماء الحديث فيه تصحيحاً أو تحسيئاً أو تضعيفاً . (كالحاكم » والذبي
» واين حجرء والميشمي ) ومن المعاصرين (أحمد شاكر » والألباني )!" .
مبابعاً : إن كان الحديث أو الأثر مسنداً فإني أترجم لرجال السند قبل تخريجه 8
وذلك بذكر اسم الراوي وكنيته » وتاريخ وفاته .
بقول الحافظ اين حجر فيه » في كتاب (التقريب) .
وإن لم يكن كذلك اجتهدت في ذكر أقوال بعض العلماء فيه!"".
ثم ذكرت تخريج الحديث على النحو السابق .
: أضع علامة (*) مع رقم الحديث أو الأثر في أوله ثم أنزلها إلى الحاشية 6
واذكر فيها ترجمة الرجال وتخر
الحديث بعد ذلك . وذلك منعاً لإثقال المتن بكثرة الأرقام.
تاسعاً : ترجمت لجميع الأعلام الواردين في الرسالة بترجمة موجزة سوى العشرة
المبشرين بالجنة ؛ والعبادلة الأربعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ؛ وسوى
الحديث أو الأثر» ثم أذكر أقوال العلماء في
أصحاب الكتب الستة وأئمة المذاهب الأربعة .
عاشرا : إذا تكرر ورود العلم في المتن فإني أشير إلى تقدم ترجمته؛ حيث
أترجم له في أول موضع يرد اسمه فيه!"".
)١( وإن لم أقف على أقرال أمثال هؤلاء في الحكم على الحديث فإني أذكر أقوال بعض عققي
الكتب المعاصرين كشعيب الأرناؤط » وبشير عيون وأمثالهما +
() كالخطيب في (تاريخ بغداد ؛ وأبو نعيم في (الحلية) » والدارقطيٌ في (المؤتلف والمختلف) ©
تأريخ دمشق) » وما ورد في بعض كتب الطبقات والثقات والضّعفاء ونحر ذلك من كتب الرجال . <
في رعشي
وكذلك إذا تكرر الحديث أو الأثرء أو جزء منهماء
الحادي عشر: إذا لم أقف على ترجمة أو تخريج فإني أنبه على ذلك .
الثاني عشر: شرحت الألفاظ الغريبة من مصادرها .
الثالث عشر: عرّفت بالأديان والفرق الواردة في امن .
الرابع عشر : علقت على ماأراه ضرورياً من مسائل الاعتقاد» وريم أطلت في
بعض المواطن إذا دعت الحاجة لذلك!".
الخامس عشر : ختمت البحث بفهارس لتقريب محتويات الكتاب.
فجعلت فهارس: ( للآيات ؛ وللأحاديث » وللآثار ؛ وللأديان
والفرق » وللأعلام - المتزجم هم - ؛ وللمصادر والمراجع » ولمحتويات الكتاب ) .
وفي فهارس (الأعلام) وضعت حرف (د) بجوار رقم الصفحة إشارة إلى وروده
في قسم الدراسة .
السادس عشر : خرصت - أثناء طبع الرّسالة - على ترتيب النّصّ المحقق أكثر
من ترتيب الحواشي وهذا ما جعلي أعيد ترتيب الرّسالة وطبعها وإعادة فهرستها
الورقات . فربّما تبعثر الحديث أو الأثر في عدّة ضفحات ؛ بحيث يكون نصف
الأخرى منه على النجو السابق ؛ وربما وجدت كلمة أو كلمتين فقط من السند أو
أحد المواطن ثم أحيل إليها بعد ذلك
كما هو الشأن في باب (القرآن كلام الله وباب (القدر) و (الإبمان) مثلاً
ولما كان المقصود من التحقيق هو خدمة كلام المصنف ونشره » وليس نشر
كلام الحقّق » ريت إعادة ترتيب الرسالة مرّة أخرى بحيث يراعى فيه ترتيب النّصّ
على حساب ترتيب الحواشي » وذلك تقدعاً لتزتيب الأصل على ترتيب الفرع »
حتى يستطيع القارئ قراءة كلام ١ المصتّف بيشسر وسهولة + فيرى الأخبار اللستدة
متكاملة أمامه بأسائيدها ومتوتها في صفحة - وهو الأكثر - أو صفحتين - وهو
قليل دا - مع عدم إثقال المتن بكثرة الحواشي ؛ بل جعلت الكلام عن رجال
السند » وتخريج الحديث » والحكم عليه في حاشية واحدة كما تقدّم .
وإن كان لا يخلو عمل مخلوق من نقص أو خلل » ولكن هذا ما كان في الوسع
والاستطاعة .
وقد واجهت بعض الصعوبات أثناء كتابة البحث تتلخص في المسح الموجود في
فريدة » وقد أشرت إلى هذا ضما عند الكلام عن (وصف المخطوطة)" .
ثم إني أتقدم بالشكر الجزيل للجامعة الإسلامية بالمديئة النبوية . أسأل الله
الدكتور / محمد بن ربيع المدخلي - الأستاذ المشارك بقسم العقيدة - الذي ما انفك
عن التوجيه والإرشاد فجزاه الله خيراً . وكذلك أتوجّه بالشكر لكلّ من فضيلة
عبد المحسن العباد - الأستاذ المشارك في قسم العقيدة - +
الدكتور / عبد الرزا
)١( انظر/ ص حلم
بالكلاب