إن الحمد لله تعال ؛ نحمده ؛ وتستعين به ونستغفرة » ونعوذ بالله تعال
فلا هادى له ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ؛ وأشهد أن محمدًا
عبدة ورسوله .
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ؛ وأحسن الهدى هدي محمد صلى
الله عليه وآله وسلم » وشر الأمور محدثاتها » وكل محدثةٍ بدعة ؛ وكلّ بدعجة
ضلالاً ؛ وكل ضلالة فى النار .
متلفات فى معناها ومرامها ؛ كت أسأل عنها فأضطر إلى تحقيق القول فيها +
فى موضعها حتى تجمع لد وقتها. أكار من خمسماثة حديث » كنت
أتوخى أن لايكون قد سبقنى إليها شيخنا ؛ حافظ الوقت ناصر الدين الألباق
فى كتابه « سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة » . وقد صدر منها
لمجلد الأول والثانى والثالث .
ثم قدر الله عز وجل وانصرفت عن الكتاب لمشاريعى الأخرى والتى
مها :
. 6 بذل الإحسان بتقريب سنن النسانٌ ألى عبد الرحمن « ١
« مسيس الحاجة إلى تقريب سنن ابن ماجه 4 .
. » غوث المكدود بتخري منتقى ابن الجارود « »
4 « صحيح كتاب الأدب المفرد » للبخارى .
. صحيح كتاب أخلاق النبى» لألى الشيخ ١ ٠
١ - + جنة المستغيث بشرح علل الحديث » لابن أبى حاتم .
مع أشياء أخرى يطول الأمر بذكرها » وإنى أسأل الله تعال أن يجعلها
ومازالت تلتهم كل وقتى إلا ما لابد منه لتستقيم أمور الحياة
فلذلك صرفت عن إكمال مشروعى « النافلة » . وفى مساء يوم من شهر المحرم
سنة ( 1405 ه ) زار فى بيتى الأستاذان : محمد عامر رئيس تحرير جريدة
النور » وعبد الفتاح الشوريجى وكيل حزب الأحرار » برفقة الأخ الصديق
الدكتور أحمد نور الدين أكرمه الله ورعاه ؛ فهو صاحبٌ الفضل الأول
فى نشر هذه المقالات ؛ بعد الفضل الإفى وفاتحنى رئيس التحرير برغبته
فى أن أكتب مجموعة من المقالات أردّ بها على الكاتب عبد الرحن الشرقاوى
فى تهجمه على أعلام المسلمين من الصحابة أمثال « عنان بن عفان » رضى
فقت له : هذا مطلبٌ لايسمُنى التخلفٌ عنه » لاسيما والكاتب المذكور من أجهل
الناس » إن لم أقل أجهلهم بالمتقول » وكيفية قبوله وردّه » ومعروف أن أخبار من
مضى إنما عمدتنا فى معرفتها عن طريق النقل ؛ فقد رأيت الكاتب المذكور أورد فى
مع أشياء أخرى ابول عليها من شم رخ العلم ولوامرة فى حياته ؛ فكم
من مؤلفٍ حاطب ليل ؛ وجارف سيل ؛ لابميز بين الصحيح والضعيف +
ويظن كل مدور رغيفا
على بطلانها بعض من نقلها كالذهبى وابن كثير ممن يعتنون ينقد الروايات ٠
ولكن نقد كتابه أمر يطول ؛ والوقت أعزّ من أن أنفقه فى الرد على رجل +
بقية الكتاب .لكن هذا يحتاج منى إلى وقت أندير فيه انماذج التى سأنتقيها +
وليس ذلك قبل ثلاثة أشهر . فقال لى : وحتى تنعم النظر فى الكتاب ؛ نرجو
منه غالب القراء » ويحبيهم فى السنة النبوية ؛ على صاحبها الصلاة والسلام +
فقلت له : نعم » غير أنى أرى أنه من تام الفائدة أن ننشر لفيفًا من الأحاديث
الضعيفة والموضوعة تحذرًا ونصحًا » والأمر فى ذلك ا قال الشاعر :
الرجل » وهكذا بدأتٌ أنشر مقالين :
الأول : « النافلة فى الأحاديث الضعيفة والباطلة 6 +
وكان الأستاذ رئيس التحرير قد قال لى أكثر من مرة إن الأستاذ 1 الحمزة
دعبس » رئيس مجلس الإدارة يريد أن يوقف هذه المقالات ؛ لأنها ليست
ولكن يوجد من يفهمها ممن يتجهون معنا هذه الوجهة » ومن الخير أن يستفيد
الجميع من « الصحيفة » على اختلاف مذاهبهم » وقد بعنت هذه القالات
ورغبوا فى المزيد » فما الذى يضر أن تكون الصحيفة لعامة الناس إلا نصف
عمود فهو للمتخصصين » أوبهذا تجمع بين الحسنيين . مع أن هذه المقالات
كان كثير من خطباء المساجد والمدرسين يستفيدون منها » لأنى أكتب درجة
الحديث فى أوله ؛ فكان الواحد منهم يعرف درجة الحديث الذى يريده بكلمة
وقتٌ حتى ترك الأستاذ محمد عامر رئاسة تحرير جريدة النور » وبهذا توققت
المقالات . ثم جدد الأخ الدكتور أحمد نور الدين سعيه فى إعادة نشر
المقالات + مع رئيس التحرير الجديد » فكان الجواب أن الأستاذ ١ الحمزة »
الأستاذ المذكور بالهاتف فى شأن امتناعه عن نشر مقالات الأحاديث الضعيفة
مع عظيم أثرها . فكان الجواب : أنا ماعندى مانع » والأخ الحوينى هو الذى
أن مقالاق مازالت عندهم حتى الآن لم أخذها لغ أخونا على ضرورة إرسال
عدة مقالات » لعل المقالات الأول ضاعت . فأعطيتٌ الأخ الدكتور أحمد
نور الدين مقالًا واحدًا ليعطيه لرئيس التحرير » ففوجى بالرفض » وأن الأستاذ
« الحمزة » هو الذى يمتنع عن نشرها . فوضح لى أن الأستاذ اللذكور مع
من إخواننا يحملوننى تبعة توقف المقالات » وأن التقصير كان من جهتى .ولعل
الواقف على كلامى يلتمس لى العذر .والله تعال يوفقنا إلى مرضاته +
صل الله عليه وآله وسلم : رن إل َ
مما يلتبس على أفهام الناس . ويعلم كل عارف بالتاريخ كم أدخل الوضاعون
كثيرًا .غير أن كثرة الأئمة العارفين بهذا الشأن كان يهون من الخطب ؛ حتى
لاين المبارك شيخ الإسلام : * الأحاديث الموضوعة ؟! قال : تعيش
أن يكذب على رسول الله تل وأنا حئُ » . وذلك لسعة دائرة حفظه
وْدَوّنَ النانّ نّ الكتب فمنهم من كان يتحرى الصحيح وحده ؛ كالشيخين
ونم تن 3زم يجمع الصحيح والضعيف دون الموضوع ؛ كأصحاب ال السنن
من الضباع + تخلفوا لا لروة هائلة » جزاهم الله غيرًا . قار المأ ؛ وقبض
العلم بقبض العلماء ا فى الحديث الصحيح : «إن الله لايقبض العلم انتزاعًا
يزه من الناس » ولكن يقبض العلم بقبض العلماء » فإذا لم يق عالمًا اذ
صار النا ب ومنهم من يتصدر للتدريس والوعظ يلوكون هذه الأحاديث
)١( ولاينقض هذا وجود بعض الأحاديث الموضوعة فى بعضها كسنن ابن ماجة والترمذئة ؛ فالاجتباد
إط قبول الرواية يتفاوت » ولعل الموضوع فى نظر غيرهم كان ضعيفًا فقط فى تقدهم ؛ وهذا
هو اللائق بهم لما غرف من سورتهم أنهم إذا ذكروا الحديث الموضوع نيوا عليه . والله أعلم
بلازمها ؛ بل ويعرضون عن الحديث الصحيح أحياًا لأنه يناقض أحد
هذه الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة . وذلك عن جهل بعدم ثبوتها .
ولست أنسى أننى دخلت أصلى الجمعة فى أحد المساجد المشهورة ؛ فصعد
الخطيب وصار يزمجر ويندد بالذين يهاجمون مشايخ الطرق الصوفية ؛ أصحاب
الكرامات » ثم ساق للناس هذه القصة مساق الدليل على صحة دفاعه فقال :
خرج أحد المريدين يقصد شيخه » فاعترضته امرأةٌ فى الطريق » فقالت له :
إن ابنى فى الجندية وقد أرسل لى رسالة » فهلا قرأتها عل ؟! فوافق الرجل
امريد ؛ وذهب معها إلى البيت » ولايوجد فيه أحد !! فدخلت المرأة يا فى
ورميتك بالفاحشة !! فقال الرجل : لكنى أريد أن أذهب إلى الغائط ( دورة
المياه) ! فأذنت له ؛ فدخل ثم صار يدعو الله باسمه الأعظم !1
له : أين كنت يابنى » لقد تأخرت ؟! فقال : عرضت لى حاجة . فقال
الشيخُ : يابنى لاتخجل أنا الذى نصتٌ لك السُلَّم ؟!!! وماأن انتهى الخطيب
من هذه الحكاية حتى هاج الناس ؛ وبكى بعضهم من التأثر ؛ وخلع بعضهم
فإن الناس طربوا ها ؛ مع كون الخطيب ساق عدة آيات وأحاديث صحيحة
تبصير الناس بهذا المسلك الخطر .
)١( ل جزء لى فى شرح حديث « إن الله لابقيض العلم يتزعه انتزاعا .4 يسر الله طبعه
لقلة العالمين بفن نقد الأسانيد والمتون بقول القائل :
فما الذى يُقال فى زماننا ؛ وقد صار المحسنون لهذا الشأن لايتجاوزن أصابع
وكان شيشُنا حافظ الوقت » الشيحٌ الإمام ؛ حسنةٌ الأيام » ناصر الدين
الألبااق حفظه الله وأء أمتع المسلمين بطول حياته » قد بدأ قديمًا بنشر مقالات
فى الأحاديث الضعيفة والموضوعة فى مجلة اتقدن الإسلامى » ثم جمعها ؛ ونشر
وكان عظيم النفع والأثر » لما أحيا به الروح العلمية القوية » التى غابت بموت
المحسنين لهذا الفن » حتى يصدق فيه أنه مجدد شباب الحديث فى القرن الخامس
مختصرًا حتى يلائم المساحة المسمو حل بها ف « جريدة النور 6 » فأهملت الرد التفصيل
عل العلل الموجودة فى الأحاديث » رجاء الاختصار » وليس عن غفلةٍ منى » وأهملت
أيضًا ذكر البديل الصحيح إلا نادرًا. لنفس العلة الساب .ثم طلب منى الكتاب
للنشر ؛ فدفعت بالمائة حديش الأولى على الاختصار السابق مع إضافة شىء يسير سمح
() ثم نشر المجلد الثالك + ورأيثُ فيه بعض الأحاديث النى سبق ل تحقيقها + على اعتبار أنها كانت
عجوبة قبل ذلك » فلم أحذفها من كتاى » رجاء أن تحصل بها فائدة زائدة وله الموفق
البديل إن وفقت إلى وجدانه . الله المستعان .
١ هو أن التحقيق فى هذا المجال » يستلزم مناقشة بعض الأكمة من
ين أو المعاصرين فى بعض ماذهبوا إليه » فلا يقعن فى روع أحد أن ذلك
هو من الحط علييم ؛ وعدم ذكرهم بالجميل » فضلًا عن أن يكون اغتيايا
وكيف يكون تعقبنا لكبراء شيوخنا ؛ وعلماء سلفنا هو من الطعن عليهم :
« .. وبهم ذُكِرْنَا » وبشعاع ضيائهم تبصرنا ؛ وباقتفاء واضح رسومهم ميزنا +
ابن العلاء قال :ما نحن فيمن مضى إلا كبقل فى أصول نحل طوال ...6( .
بل من أنعم النظر » وأعمل الفكر وجد أن بيان ما أهملوا » وتسديد ما
أغفلوا ؛ هو غاية الإحسان إليهم . فإن هؤلاء الأثمة يوم وضعوا الكتب »
أو تكلموا فى العلم إنما كانوا يريدون بيان وجه الحق » فإذا أخطاأً الواحد منهم
كان هذا نقيض ما أحب وقصد » فالتنبيه على خطعه من أجل إعادة الأمر إلى
عليهم لايساوى شيئًا فى جنب ما أحرزوه من صواب ؛ فشكر الله مسعاهم +
وجعل الجنة مأواهم » وألحقنا بهم بواسع إحسانه وم . وحمبنا أن نسوق
على كل مسألة دليلها العمل » حتى لاثرمى بسوء القصد » أو بشهوة النقد .
وإنى على يقين من وقوع الخطأً فى بعض مأأذكره . والسبب واضحٌ » لكون
زا نقنة د مرجع الأرا» الحليت زا سيت
المرء غير معصوم ؛ فإن كان السالفون مع علمهم وورعهم وقع منهم بعض
ذلك أمران :
الأول : إعذارًا ؛ وحتى لايتعقب عل لإغفاله .
أن بعض إخواننا جزاه الله خيرًا ب أنكر عل أننى أتعقب بعض
كبار الأئمة » وأتحدهم غرضًا" ؛ فقال : ه أين هو من فلان الإمام + ؟!
تتناهى » ولو أراد أىئ عالم فى الدنيا إلا يخطىء فى شىء من العلم ؛ لمات وعلمه
فى صدره ؛ فليس إلى العصمة من الخطأ سبيل +
١ إما أن أكون مصمًا فى قولى » فما المائع أن يُقبل الصواب منى ؟!
ب أن أكون مخطيًا » فعل المعترض أن ثيين ذلك بالدليل » فليس قويمًا +
ولا فى ميزان العدل كريمًا أن يقبل القول من إنسان مجرد أنه قديم » وأن
قل لمن لايرى المعاصر شين ويرى الأوائل التقديا
نقول هذا الكلام ونحن والحمد لله من العارفين لأقدار العلماء ؛ وإن بدرت
العلقة التى هى فى قلب ابن آدم .
الأمر الثانى : أن الحكم على الأحاديث بما يناسبها إنما ُخضع فيه