6 مقدمة
ترجمة صاحب «مجمع الأنهر»!'؟
هو عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الكليبولي المدعوّ بشيخي زاده الحنفي القاضي
بعسكر روم إيلي؛ يعرف بداماد؛ شيخ الإسلام. توفي سنة ٠١8 ها
ترجمة صاحب «الدرّ المنتقى'
هو محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن حسن الحصتي الأصل
المعروف بالعلاء الحصكفي؛ الحتفي؛ المفتي بدمشق. ولد سنة ٠١١١ هاه وتوفي سنة
إفاضة الأنوار على أصول المنار للنسفي.
تعليقة على أنوار التنزيل للبيضاوي ٠
تعليقة على صحيح البخاري
- الجمع بين فتاوى ابن نجيم والتمرتاشي
خزائن الأسرار وبدائع الأفكار في شرح تنوير الأبصار
- الدر المختار في شرح تنوير الأبصارء
)544/1( انظر هدية العارفين )١(
.)148 /7( انظر هدية العارفين )١(
واطلعنا على الأصول وما يتفرع عليها من المسائل الحنفية؛ وفرض علينا الزكا؛ لإزالة الوسخ
عن الأموال البهية؛ وشرفنا بالصوم والحج فإنهما مكفران للذنوب» وكاشفان عن ظلم
المعاصي وغياهب الريوب؛ حمداً لا يكتنه كنهه في البداية والنهاية. وهو مرقاة الأصول
ومعراج الرواية والدراية» هو الله لا إله سواه» ولا منازع لما عدله وسواه والصلاة على أشرف
الخلائق الإنسية؛ ومجمع الخلائق الإنسية وطور التجليات الإحسانية ومهبط الأسرار
الرحمانية؛ وترجمان لسان القدم؛ ومنبع العلم والحلم والحكم» سيدنا محمد الذي وسم
الحلال والحرام؛ ورسم الإحلال والإحرام؛ علماً للدين المبين وإماماً للحكام؛ وموطداً للملة.
هم قاطعوا دابر أهل الضلالة؛ وقالعوا عرق أهل الغواية والجهالة؛ ما تجلت وجوه الإسلام
بغرر التدفيق» وتجلت صدور الأحكام بدرر التحقيق .
وبعد: فيقول المفتقر إلى الملك المنان» عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن سليمان»
المدعو بشيخ زاده» جعل الله له الحسنى وزياده» وغفر له ولوالديه؛ وأحسن إليهما وإليه؛ إن
الكتاب المسمى بملتقى الأبحر بحر فاخرء وغيث ماطر» وإن كان صغير الحجم؛ ووجيز
سين ال ل مجمع مجمع الأنهر قد يوجد في قعره أو في الساحل» وهو
الحمد لله مستحق الحمد والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف رسول وأكمل عبد وعلى آله
بعد فلما يسر الله تعالى تتميم التحرير على التنوير المدعو بالدر المختار في شرح تنوير الأبصار
المنتخب من برحي الكبير المسمى بخزائن الأسرار وبدائع الأفكار في شرح تنوير الأبصار وجامع
اخطبة الكد .
أنقع متون المذهب وأجل» وأتمها فائدة وأكمل»؛ خال عن الزوائد المملة؛ والاختصارات
من العلماء+ وكشف عن حقائقه المستجنة غير واحد من الفضلاء» إلا أن منهم من أطنب بلا
فائدة ومنهم من أوجز بلا ربط ولا قاعدة»؛ لا يرى فيما قالوا: شفاء لعليل ولا رواء لغليل» بل
لا يخلو من زيغان الأبصار على الناظرين» والتخالج في بال أكثر المتأملين» فأردت تبيين
وإيجاز مخل» والحقت به كثيراً من الفوائد الجمة؛ والمسائل المهمة» متوغلاً في تخليص
الح والصواب» وتمييز القشر عن اللباب» مع قلة البضاعة وكثرة الهموم والآلام» واشتغال
نيران شدائد الطريق في الليالي والأيام؛ واختلال الحال» وتراكم بواعث الملال #وسميته
بمجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر» راجياً من المنصف إذا نظر فيه بعين الرضى؛ ووجد
قلما بخلو عن السهو والنسيان؛ ومن ألقى معاذيره يكون عند كرام الناس معذوراً؛ ولا يستحق
أن يكون بلومة لاثم ملوماً مدخوراً» بل يكون السعي لديهم مشكوراً؛ والعمل الخير بين يديهم
وشرعت مستعيناً بالله الفياض الكريم» ومستعيذاً من كل حاسد ولثيم» وذلك في يمن أيام دولة
السلطان الأكرم؛ عضد سلاطين الأمم+ ظل الله في بسيط الأرضء غامر المعمورة في الطول
والعرض+ قطب فلك السلطنة الغراء؛ مركز داثرة الخلافة العلياء مالك أزمة أمور العالمين؛
حافظ ثغور بلاد المسلمين» لنصرة الدين المبين» والشرع المطهر المتين» المنصور بالتأبيدات
الفائضة من السماء» المظفر بورود الجنود الغيبية على الأعداء» المؤيد من عند الله الوهاب
بالتوفيق» المسدد بنصر الله الفتاح على التحقيق» آمر العباد بإقامة النفل والفرض» المخصوص
بتشريف هو الذي جعلكم خلاتف في الأرض؛ أثور من بدر الدجى في هالة البراياء أظهر من
شمس الضحى في العدالة بين الرعاياء ملاذ أرباب الحاجات والعلماء» معاذ كافة الفقراء
والضعفاء؛ حامي حوزة الإسلام» مروج قواعد الشريعة بإجراء الأحكام» ضابط أقطار الأمصار
البحار» وقد جاء بحمد الله تعالى على منوال لم أسبق له بنظير في التعليل والتقرير والتصحيح والتحرير
حاوياً لفوائد تقر بها العين» وفرائد يقول البحر الرائق مع البحر الزاخر والمحيط من أين» وشوارد
ونوادر باشرت اقتناصها وعجائب غرائب استخرجت من قاموس القريحة عناصرهماء و
فماله من هاد التمس مث المترددين أفاضل المشتغلين بعد شروعه في قراءة المتن المسمى
بملتقى الأبحر الذي سار بذكره الركبان؛ واعتبره الموالي والأعيان في غالب البلدان لشيخ شيوخنا فريد
العصر والأوان الشيخ إبراهيم الحلبي نزيل القسطنطينية المحمية عليه رحمة ربّ البرية فإثني أرويه مع
خطبة الكتاب 9
بالقوة القاهرة» رابط أطراف الآفاق بالدولة الباهرة» ناصب رايات النصفة بعد اندراسهاء مظهر
آثار العدالة عقيب انطماسهاء مؤسس مباني الإنصاف» قالع قواعد الإجحاف» مالك ممالك
الآفاق؛ وارث سرير السلطئة بالاستحقاق. خادم الحرمين المعظمين» مالك أماجد
هو المليك الذي ما زال بدرهدى .| يطيعه الخلق من عرب ومن عجم
فمذ أقام بأمرالله قد حرست جوانب الدين والدنيا من الثلم
سلطان العرب والعجم والروم والخاقان؛ والسلطان الغازي محمد خان بن السلطان
إبراهيم خان» ابن السلطان أحمد خان» أسبغ الله ظلال سلطئته على مفارق العالمين؛ ووسع
سجال نوال عاطفته إلى يوم الدين» ولا زالت سماء دولته بكواكب الإقبال مزينة
على صفحات الكائنات مبينة؛ وأقمار دولته ثابتة على بروج الكمال؛ ونجوم عن
مليك الندى ركن الهدى كعبة العلى . قرين التقى والعدل والخير اجمعا
الهي بد مع الواردين لزمزم . ومن طاف بالبيتٍ العتيق ومن سعى
اقبة على
اعلم أن المصتف افتتحه باسم الله» وفاقاً لكتاب الله واقتفاءً لسئّة رسول الله؛ واقتداء
بالمؤلفين عارفين بالله مع إشارة إلى أداء بعض ما عليه من محامد الكريم +
البصريون وقدر الكوفيون بدات؛ والزمخشري متأخراً عن التسمة. والاسم هو اللفظ الدال
بالوضع على موجود في الأعيان إن كان محسوساً. وفي الأذهان إن كان معقولاً من غير تعرض
كما ذهب إليه الكوفيون» وكسرت الباء لتشابه حركتهاء عملها وطولت لتدل على الألف
بعضهم للذات والصفة معاً؛ وهو لفظ عربي علم لموجد العالم» وليس بمشتق عند الأكثر»
والرحمن الرحيم صفتان مشبهتان من رحم بعد نقله إلى فعل بضم العين» لأن الصفة المشبهة لا
والإقانه قد انطوى بهم الزمان ولم يخل من أنفاسهم مكان حيل فيه من كان له بهم إلمام
والطغيان وما شاء الله كان والله المستعان فقد تشرفت بأنفاسهم العظيمة الشأن وبإجازاتهم الساطعة
خطبة الكتاب
الحمد الله الذي وفقنا للتفقه في الدين الذي هو حبله المتين وفضله المبين وميراث
تشتق إلا من فعل لازم؛ وهذا مطرد في باب المدح مثل رفيع الدرجات»؛ وبديع السموات+
وفي الرحمن من المبالغة ما ليس في الرحيم لأن زيادة المباني لز؛
شموله للدارين» واختصاص الرحيم بالدنيا كما وقع في الأثريا رحمن الدنياء والأخرة ورحيم
وأما باعتبار جلالة النعم؛ ودقتها وبالجملة ففي الرّحمن مبالغة في معنى الرحمة ليست في
الرحيم» فقصد به رحمة زائدة بوجه ما فلا ينافيه ما يروى من قولهم: يا رحمن الدنيا والآ
ورحيمهماء لجواز حملهما على الجلائل والدقائق» واشتقاقهما من الرحمة بمعنى الرقة
أفعال دون المبادىء؛ التي هي انفعالات فهي عبارة عن الأنعام أو إرادته؛ فإن كل واحد منهما
مسبب عن رقة القلب والانعطاف» فيكون مجازاً مرسلاً من إطلاق السبب على المسبب»؛ وهذا
مطرد في كثير من صفاته تعالى (الحمد) هو الثناء لتعظيم فاعل مختار يمعنى المدح؛ لكنه
وجهه؛ كقوله تعالى: #وزاده بسطة في العلم والجسم4 [البقرة: /14] وأعم من الشكر لا
للاستغراق أو الجنس إلا أن الأول أولى لما تقرر في الأصول»؛ إن العهد مقدم على الاستغراق+
وهو مبتدأ خبره (لله)؛ واللام للاختصاص أي الحمد مختص به تعالى الحمد» ههنا يحتمل أن
يكون مبنياً للفاعل أي كل حامدية متعلقة به تعالى» وأن يكون مبنياً للمفعول أي كل محمودية
قائمة به تعالى
ويجوز أن يحمل باعتبار المعنى على المعنى الأعم» أي كل ما يصح أن يطلق عليه لفظ
الحمد؛ فحينتٍ يشمل كلا من معنييه؛ فيوفي حت المقام (الذي وفقنا) التوفيق » جعل الله تعالى
فعل عباده موافقاً لما يحبه ويرضاه؛ وقيل : هو استعداد الإقدام على الشيء.
ة المعاني؛ وهي إما بحسب
البرهان المتصلة بصاحب المذهب أبي حنيفة النعمان إلى سيد الأكوان إلى الرحيم الرحمن منهم الشيخ
الوالد والأستاذ المجد الماجدء المرحوم الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ علي بن ١
عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن الشيخ جمال الدين بن الشيخ حسن بن الشيخ زين العابدين الحصني
ثم الدمشقي الإمام والخطيب الحنفي رحمهم الله تعالى وعاملهم بلطفه الخفي قال: حدثنا الأستاذ
الأعظم الأفخم الملقب في زمانه الإمام الأعظم الشيخ علاء الدين بن الشيخ ناصر الدين الطرابلسي+
خطبة الكتاب
الأنبياء والمرسلين وحجته الدامغة عن الخلق أجمعين ومحجته السالكة إلى أعلى عليين
وقيل : هو موافقة تدبير العبد لتقدير الحق» وقيل : هو الأمر المقرب إلى السعادة الأبدية
والكرامة السرمدية؛ وقيل: هو جعل الأسباب موافقة للمسببات (للتفقه)؛ الفقه هو الإصابة
والوقوف على المعنى الحقيقي الذي يتعلق به الحكم؛ وهو علم مستنبط بالرأي والاجتهاد؛
ومحتاج إلى النظر والتأمل .
ولهذا لا يجوز أَنْ يسمى الله فقيهاً لأنه لا يخفى عليه شيء؛ واختار التفقه للإشارة إلى
موافقة قوله 488: «من يرد الله به خيراً يفقةُ في الدين»"؟ وإلى ما في صيغة التكليف من أن
حصول علم الفقه لا يمكن دفعة؛ بل شيئاً فشيئاً (في الدين) الدين والملة متحدان بالذات+؛
وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو من عند الرسول والملة إلى النبي والمذهعب»؛
إلى المجتهد (الذي) الموصول مع صلته صفة للدين (هو) أي الدين (حبله)؛ ووصف الحبل
بما يدل على القوة والمتانة؛ بقوله: (المتين) أي الصلب الشديد (وفضله) الفضل ابتداء إحسان
بلاعلة (المبين) أي الموضح (وميراث) مجاز عن الانتقال (الأنبياء والمرسلين)؛ فالرسول من
العادة في الخطبة» فكل منهما من بعث للتبليغ أو الرسول أخص كما في القهستاني.
ثبت به الدعوى من حيث إفادته البيان يسمى بينة؛ ومن حيث الغلبة على الخصم به يسمى حجة
أجمعين) أكده على وجه التعميم للمبالغة أو لرعاية السجع؛ (ومحجته) يفتح الميم والحاء
زالجع ب المتتازدي الطريق الواسع (السالك) أي الراقية الموصلة (إلى أعلى عليين) أي
ثم الدمدقي الإمام بجامع بي آمية الخطيب بالسليمية؛ والمراد به بدمشق المحمية شارح قرا
المتقي» قال: حدثنا شيخ الإسلام الشمسي مُحمد بن محمد بن محمد البهنسي الخطيب بجامع بني
أمية شارح الملتقى» قال: حدثنا شيخ الإسلام الشمسي محمد بن محمد قطب العلماء الأعلام قط
(مقدمة؛ /17) والموطأ (قدر» 8 (عين» )١ المعجم المفهرس لألفاظ الحديث 54/7
"1 خطبة الكتاب
والسلام على خير خلقه محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه والتابعين
أعلى مكان في الجنة (والصلوة) بالرفع بالابتداء على المشهور ويجوز الجر بالعطف على الاسم
وإنما كتبت بالواو مراعاة للفظ المفخم؛ فالمعنى العطف لكن بالنسبة إليه تعالى
الرحمة» وإلى الملك الاستغفار وإلى المؤمتين الدعاء والجمهور على أنها في الدعاء حقيقة
وفي غيره مجاز
(والسلام) أي السلامة عن الآفات وسميت الجنة دار السلام لهذا وتسمى الله تعالى به
لتنزهه عن النقائص» والرذائل وتعريفهما كتعريف الحمد (على خير خلقه) أي أفضل مخلوقه
(محمد) أشهر أسمائه الشريفة؛ رهي ألف عند بعضهم؛ وقيل: ثلاثماثة؛ وفيل: تسعة
وتسعون وإنما سمي به للإلهام بذلك والمعنى ذات كثرت خصالها المحمودة أو كثر الحمد له
في الأرض والسماء أو كثر حمده تعالى له (المبعوث) إلى الإنس والجن بالإجماع» وإلى
الملائكة على الخلاف (رحمة) نصب على الحالية؛ أو المفعول له (للعالمين) والعالم اسم لما
سوى الله تعالى غلب منه العقلاء» وقيل اسم لذوي العلم من الملائكة والإنس والجن وتناوله
الصدقة والصحب جمع صاحب؛ وهو كل مسلم رأى النبي؛ أو رآ النبي عليه الصلاة والسلام»
وبعد: من الظروف المبنية المنقطعة عن الإضافة أي بعد الحمد والصلاة (فيقول الففير
إلى رحمة ربه الغني) والفاء في فيقول أما على توهم أما وإما على تقدير مهما محذوفة من
الكلام والواو عوض عنها (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي) كان إمامآً؛ وخطياً بجامع
قطب الدين بن سلطان شارح الكنز وغيره» قال: حدثنا شيخ الإسلام صاحب التآلف العظام الجمالي
جمال الدين بن طولون» واين أخيه شيخ الإسلام محمد بن محمد بن طولون الإمام؛ والخطيب بجامع
المرحوم المغفور له السلطان سليم خان بصالحية دمشقى الشام قالا: حدثنا المُصنف المرحوم الشيخ
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي» نزيل القسطنطينية المحروسة الإمام؛ والخطيب بها بجامع
خطبة الكتاب ين
والعلماء العاملين قد سألني بعض طالبي الاستفادة أن أجمع له كتاباً يشتمل على مساثل
القدوري والمختار والكنز والوقاية بعبارة سهلة غير مغلقة فاجبته إلى ذلك وأضفت إليه
بعض ما يحتاج إليه من مسائل المجمع ونبذة من الهداية وصرحت بذكر الخلاف بين
السلطان محمد بمدينة القسطنطينية المحمية ومدرساً بدار القراءة التي بناها سعدي أفندي؛
ومات في سنة ست وخمسين وتسعمائة» وقد جاوز التسعين عمره روح الله روحه وزاد في أعلى
غرف الجنان فتوحه (قد سألني) أي طلب مني (بعض طالبي) جمع مضاف إلى (الإستفادة) ولو
قال بعض المستفيدين لكان أولى (أن أجمع له كتا؛ يشتمل) صفة كتاباً (على مسائل القدوري
والمختار والكنز والوقاية بعبارة سهلة) المراد منها أن يكون الأخذ بالسهولة لا يحتاج إلى الفكر
والدقة (غير مغلقة) أي غير مشكلة (فأجبته) الفاء فصيحة ويجوز أن تكون سببية أي أعطيته
(إليه من مسائل المجمع ونبذة) عبارة عن الشي*
القليل» ولا ينافيه ما في آخر الكتاب من أنه زاده مسائل كثيرة من الهداية لأنه يجوز أن يكون
الهداية وصرحت بذكر الخلاف) الواقع (بين اثمتنا) الإمام محمد الشيباني وإمام أبي يوسف
الرباني والإمام أبي حنيفة الأعظم رحمهم الله تعالى» ثم اخترع قاعدة في المسائل الخلافية
ليعلم منها الأقوى والأرجح المختار للفتوى؛ فقال: (وقدمت من أقاويلهم ما هو الأرجح)
المختار للفتوى من أقاويلهم والموصول مع صلته مفعول قدمت.
(وأخرت غيره) أي غير الأرجح (إلا) الاستثناء من قوله غيره (إن قيدته) والضمير راجع
الترجيح) نحو قوله الصحيح والمختار وعليه الفتوى فإِنّ الأرجح حينعذٍ ما
المرحوم السلطان محمد خان بن السلطان مُراد خان عليه الرحمة؛ والرضوان أن أشرحه شرحاً يسفر
عن جمال حور مقصورات في الخيام؛ ويبين ما فيه من سحر الكلام؛ ويدل على ما حواه من درر
مجتمعة على أحسن نظام؛ فشرعت مستعيناً بالله الملك العلام؛ وأنا أحقر الخدام محمد علاء الدين
سنة سبع وسبعين وألف من خدمة الإفتاء» والتدريس بالسليمانية بدمشق الشام؛ واتصلت بتدريس
السليمية في هذه الأيام مستعيناً بكريم غفار؛ ورحيم ستار مقيل العثرات؛ ومجيب الدعوات وقاضي
ن خطبة الكتاب
وأما الخلاف الواقع بين المتأخرين أو بين الكتب المذكوزة فكل ما صدرته بلفظ قيل أو
لفظ التثنية من غير قرينة تدل على مرجعها فهو لأبي يوسف ومحمد ولم آل جهداً في
(وأما الخلاف الواقع بين ١ ين) من المشايخ» (أو) الخلاف الواقع (بين) أصحاب
أن) وصلية (كان مقر بالأصح ونحوه) أي المختار» وبه يفتي (فإنه) أي ذلك القول المصدر
أقصر ولم أترك اجتهاداً بل استقصيت (في التنبيه على الأصح والأقوى. وما هو المختار
الصحيح عند ذلك الحكم الآخر فاسد؛ (وحيث) ظرف مكان بمنزلة حين (اجتمع) على صيغة
المعلوم (فيه) أي في الكتاب الكتب المذكورة (سميته بملتقى الأبحر ليوافق الاسم المسمى)
هذا تعليل تسمية كتابه بهذا الاسم وذلك أنَّ الأبحر الحقيقية لما كان موضع اجتماعها ملتقى
جميع ما فيها فكذلك الأبحر المجازية يوجد ما فيها من المسائل في هذا المجموع (والله
سبحانه) مفعول لقوله اسأل وإنما قدم على الفعل اهتماماً بشأنه تعالى» وللتخصيص» أو العنابة
(اسأل أن يجمله).
يرسم بزاد أهل التقى في شرح الملتقى وبسكب الأنهر على ملتقى الأبحر؛ ومن أشكل عليه شيء
منية المصلي؛ والمصنف فالمؤلف. في شرحه الصغير أو الثلاثة فالمراد الشافمي ومالك وأحمد
والمؤلفات تتفاضل بفخامة الأسرار لا بضخامة الأسفار» وبالزهر والثمر لا بالهدرء ومؤلف الإنسان
والكمال محال لغير ذي الجلال وعلى الله الإنكال في المبدأ والمآل.