التي أخرب للناس قاطبة كما وصفها وشهد لها ربها وخالقها ذا + فقال:
وأنزل أشرف كتبه؛ وجعله مهيمناً على الكتب قبله شاملا لخير ما
بهذا النبي الكريم؛ وهذا الكتاب العظيم شرفت هذه الأمة وبمتابعتهماء
والاهتداء بهديهماء كانت خير الأمم وأوسطها وأعدلها.
ثم كان أسعد هذه الأمة بهذه الخيرية» أسعدها باتباعهماء وأحرضصها
على هديهما قولاً وعم واعتقاداً وهم أصحاب رسول الله 38؛ ثم تابعوهم» ثم
التابعون لهم بإحسان من القرون الثلاثة المفضلة» التي شهد لها النبي قل
ثم يلحق بهم كل من كان على مثل ما كانوا عليه من الهدي والتمسك
خلقه وأفضل رسا دسل
(©) سورة التوية: 2118
(4) سورة المائدة: 48
(ه)خ / كتاب فضائل أصحاب النبي في( / 7ح 668*) (مع الفتح).
بكتاب الله وسنة رسوله كلة. من أهل السنة والجماعه في كل زمان ومكان»
الذين أخبر النبي كَل في حديث الافتراق» بأنهم الفرقة الناجية» وأنهم
فإلَّه بعد انتقال رسول الله فَيةِ إلى جوار ربه؛ وَمُضِيّ عصر الخلافة
الراشدة بدأ في آخر عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه» ظهور
توالى ظهور البدع وَتكَوّدُ الفرق كما سياتي ذكر ذلك .
وكلّ من لهذه الفرق قد خالف ما كانت عليه الأمة في عهد الرسول يل
وصدر الخلافة الراشدة» وابتدع في الدين ما لم يأذن به الل وانحرف عن سواء
فانحطت منزلة هذه الفرق» وابتعدت عن الوسطية الثابتة لهذه الأمة على تفاوت
وأصبح أهل السنة في هذه الأمة كهذه الأمة بالنسبة لسائر الأمم؛ فهم
يدرك هذا المعنى كل دارس متفحص لأقوال أهل السنة وأقوال الفرق
الأخرى في كثير من مسائل العقيدة وأبواب الدين .
إذا يجد أمر هذه الفرق يدور بين الغلووالإفراط» وبين التقصير والتفريط »
وأهل السنة بين إفراط أولثك وتفريط هؤلاء على هدي قاصد وصراط مستقيم .
ولمًا كانت الحاجة نَمْسٌ لتقرير وسطية أهل السنة والجماعة» وبيان
تحتاج فيه هذه الأمة إلى بيان الوسطية والاعتدال والتزامهماء لما نراه من تعدد
السبل واختلافها. وتشعب الطرق. والمناهج ؛ وادعاء أصحابها والداعين إليها
أنهم على الحق والسنة دون غيرهم .
لذلك كله كانت هذه الدراسة المقارنة التي أرجو أن تكون لبنة في بناء
دراسات تالية تسلط الأضواء على الوسطية والتوازن والاعتدال التي هي سمة هذه
الأمة بعامة. وأهل السنة على وجه الخصوص» وتتناول جوانب أخرى لم تُطرق
في بحثنا هذاء تستكمل فيها جوانب ومظاهر وسطية أهل السنة وعدالتهم
خطة البحث:
أما التمهيد فجعملته في أربعة مباحث:
المبحث الأول: في معنى الوسطية في اللغة ولسان الشارع .
المبحث الثاني : في معنى السنة في اللغة والاصطلاح.
والمبحث الثالث: بينت فيه المراد بأهل السّنة؟
والمبحث الرابع : في أسماء أهل السنة وألقابهم عندهم ؛ وعند خصومهم
من أهل البدع .
والباب الأول: في وسطية هذه الأمة
شر الت على دراسات هامة حول الوسطية أبرزت جوائب
أخرى مهمة من جوانب الوسطية» أولاها بعنوان: «الوسطية في الإسلام تعريف وتطبيق»؛ للدكتور
زيد بن عبدالكريم الزيد. نشر: دار العاصمة في الرياض عام 7١4١1ه» والأخرى بعنوان:
«الوسطية في ضوء القرآن» الكريم للدكتور ناصر سليمان العُمّر نشر: دار الوطن عام 417 1ه
نفع الله بها
)١( عند إعداد هذا البحث
بينت فيه وسطيتها من عدة أوجه في تمهيد وثلاثة فصول:
التمهيد: بينت فيها معنى الأمة؛ والوسطية المثبتة لها والمناسبة بين
وسطية هذه الأمة ووسطية أهل السنة.
والفصل الأول: في عدالة هذه الأمة وفيه أربعة مباحث:
الأول: في وجوب العدل على هذه الأمة وصور من قيامها به.
الثاني : في وصف الله هذه الأمة بالعدالة وشهادته لها بها .
الثالث: في اعتراف أعداء هذه الأمة بعدالتها وشهادتهم لها بذلك.
الرابع: العدل عند أهل الكتاب.
الأول: في إثبات خيريتها.
والثاني : في أوجه خيريها .
الفصل الشالث: في اعتدال هذه الأمة وتوسطها بين طرفي الإفراط
الأول: في وسطيتها واعتدالها في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته.
والثاني ؛ وسطيتها في باب أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام .
الباب الثاني : في بيان وسطية أهل السنة بين الفرق
الإفراط والتفريط» وجعلته في : تمهيد؛ وخمسة فصول:
التمهيد: بينت فيه نبذة عن ظهور الفرق في هذه الأمة وأسباب ذلك .
والفصل الأول: في بيان وسطية أهل السنة في باب أسماء الله وصفاته
وفيه أربعة مباحث .
الأول: في بيان قول أهل التعطيل.
الثاني : في بيان قول أهل التشبيه والتمثيل +
والثالث: في بيان قول أهل سواء السبيل .
والرابع : في بيان وسطية قول أهل السنة في هذا الباب.
والفصل الثاني : في بيان وسطية أهل السنة في باب الأسماء والأحكام
الأول: وسطيتهم في الأسماء والأحكام .
الثاني : في وسطيتهم في الوعد والوعيد.
الفصل الثالث: في وسطية أهل السنة في باب القدرء وفيه ثلاثة مباحث:
الثاني : في نشأة الكلام في القدر ونزاع الناس فيه.
الثالث: في بيان وسطية أهل السئة فيه .
الفصل الرابع : في وسطيتهم في باب الصحابة رضوان الله عليهم » وفيه:
تمهيد : بينت فيه معنى الصحابي » ومنزلة الصحابة ومكانتهم في الكتاب
الأول: في بيان قول الخوارج والمعتزلة .
والثاني : في ذكر قول من جمع بين الغلو والجفاء.
والثالث: في ذكر قول أهل السنة والجماعة.
الفصل الخامس: في بيان وسطية أهل السنة في باب تعظيم الرسول قَ
المبحث الأول: في وسطيتهم في باب تعظيم النبي قل .
المبحث الثاني: في بيان وسطيتهم في باب تعظيم الصالحين من أمته.
توصلت إليه فيها من نتائج .
وصنعت بعض الفهارس التي تعين القاريء الكريم على إدراك بغيته»
فهرساً: للآيات القرآنية الكريمة.
وفهرساً: للفرق والطوائف والجماعات.
وفهرساً: للمصادر والمراجع المستخدمة في البحث.
الرموز المستعملة في البحث:
استعملت بعض الرموز لبعض المصادر الحديثية. وذلك على النحو
التالي :
خ: صحيح البخاري (مع فتح الباري).
م صجيج ملم
ات: جامع الترمذي.
د: سنن أبي داود.
جه: سنن ابن ماجه.
حم : مسند الإمام أحمد.
وسائر المراجع والمصادر الأخرى أذكرها بأسمائها كاملة:
وختاماً. أحمد الله عز وجل وأشكره على ما مَنَّ به من الإعانة على إتمام
لهذا البحث وإخراجه؛ ثم أشكر كل من كان عوناً على ذلك؛ وفي مقدمتهم
فضيلة شيخي وأستاذي الكريم الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر فقيهي »
الأثر الكبير في الوصول به إلى ما هو عليه فجزى الله الجميع خير الجزاء .
وبعد أخي القارىء الكريم هذا جهد المقل. أضعه ب
فبتوفيق الله وحده وله المنة والفضل» وما كان فيه من خطل» أو زلل وخلل فمني
يديك وقد
المؤلف
المدينة النبوية
تمهيد
المبحث الأول: في بيان معنى الوسطية .
المبحث الثاني : في بيان معنى السئة.
المبحث الثالث: في بيان المراد بأهل السنة.
المبحث الرابع : في أسماء أهل السنة وألقابهم عندهم
وعند خصومهم .
المبحث الأول
معنى الوسطية في اللغة وفي استعمال الشارع
ف (كلمة (وسط) تضبط على وجهين:
الأول: (وسْط)؛ بسكون السين.
فتكون ظرفاً بمعنى (بين) .
قال في «لسان العرب» : (وأما الوسُط بسكون السين فهو ظرف لا اسم
بوهم 6
)١( أبو الحسين أحمد بن فارس؛ معجم مقاييس اللغة؛ (بتحقيق عبد السلام محمد