يا يا الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدةٍ وخلق منها
والأرحام إن الله كان عليكم رقيياً النساء (1) -
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً »
الأحزاب ١ - ٠١( .
فهذا كتابنا « الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط
المتنوعة كل موضوع فى كتاب حتى يكون مرجعاً فى بابه لمن أراد الرجوع
ولعظم الموضوع وكبر حجمه فقد عمل فيه بعض إخواننا أيضاً فابتدأه
« الصحيح المسند من أسباب النزول » ؛ ثم ثنيتٌ أنا يكتاب « الصحيح
المسند من أذكار اليوم والليلة » » ثم صنَّف هو « الصحيح المسند من دلائل
النبوة 6 و « الجامع الصحيح فى القدر » ؛ ثم صنفتُ « الصحيح المسند
من أحكام النكاح ؛ » وكذلك ما يتعلق بأحكام النساء المبنى عل الأحاديث
الصحيحة'" وصتفت أيضاً ١ الصحيح المسند من فضائل الصحابة 6 .
وها هو شيخنا جزاه الله خيراً يعمل فى مشروعه الكبير « الصحيح المسند مما
)١( وهو مشروع يحوى ما يتعلق بالنساء فى جوانب الفقه المختلفة صدر منه حتى
الآن أحد عشر جزءاً والباق فى طريقها للصدور إن شاء الله .
مناف
ليس فى الصحيحين » أعانه الله على إتمامه . وقد عمل بعض إخواننا كتاب
« الصحيح المسند من التفسير النبوى للقرآن » فى جزء لطيف .
وها هو كتابنا ١ الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة »
مستندنا فى جمعه حديث حذيفة بن ابجانذ رضى الله عنه : كان الناس يسالون
رسول الله عل عن الخير ؛ وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى ل" .
هذا ؛ وقد كَثر تداول أحاديث الفتن على الألسنة ؛ ورتبت جماعاتٌ
أسسها على أحاديث منها ؛ وأغلب هذه الأحاديث لا تكاد تثبت ؛ بل لا
خطر هو أعظم من الخطر الأول » أى أعظم من كون الأحاديث لا ثبت
عن رسول الله عل ؛ ألا وهو التسرع فى تنزيل هذه الأحاديث الضعيفة
والواهية على الواقع وبدون تريث ولا 4 فينشاً عن ذلك هناتٌ وهناتٌ »
وتعظُم الزلاتُ والكبواتُ من أقوام صالحين يظنون أنهم يسود صا ء
فتكثر منهم القصص والمواعظ والروايات والحكايات » والتعلق بأوهى
الأحاديث وإثارة ما بها من غرابة فى أوساط الناس فيحملون الشريعة الغراء
المستعاذ - جمع ما صح بالسند إلى خير الأنام - عليه أفضل الصلاة وأنم
السلام - فى موضوع الفتن والملاحم وسائر أشراط الساعة الصغار منها
والعظام » سائلين رب البرية سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها وسائر المسلمين +
إن رن لسميع الدعاء » وإنه لغفور رحم .
© أما عن خطة العمل فى هذا الكتاب المبارك'"'؛ فهى لا تختلف
. المرسلين نَل
عن خطة العمل فى سائر كتبنا التى هى على هذا انمط » وتتلخص
أولاً : مبدأ الاستقراء التام وهو المرور على كتب السنة المستدة بالجملة
واستقراؤها حديثاً حديثاً" » وجمع ما يتعلق بالموضوع بصفة
ثانياً : تحقيق كم الأحاديث وانتقاء الصحيح_منها وطرح الضعيف
الا : النظر فى كتب العلل ومراجعة هل أُعِلّ حديث مما صُحح سندة
رابعاً : وضع أبواب مناسبة لكل حديث أو لكل مجموعة أحاديث .
خامساً : إيراد بعض الشروح لكثير من الأحاديث التى تحتاج إلى شروح ٠
سادساً : النظر فى كتب اللغة لشرح بعض المفردات اللغوية التى تحتاج إل
لشرح بعض ج
شروح ٠
أوردنا بعض الآيات التى تخدم الموضوع مع أقوال أهل العلم فيها
وتحقيق الآثار الواردة فى تفسيرها .
© أما عن خطة ترتيب الكتاب ؛ فهى من الناحية العامة تتجه نحو
الترتيب الزمنى » فأوردنا بعض الفتن لمن كان قبل أمة محمد ع ؛ ثم بعد
بعض الفتن الواردة فى القرون المفضلة ؛ ثم متفرقات من أبواب الفتن +
ثم المخرج من الفتنة » ثم الأشراط الصغرى للساعة ؛ والملاحم عقب ذلك »
ثم الأشراط الكبرى والأحداث الجسام بين يدى الساعة » ثم الحتام .
© أما عن خطة التخريج للأحاديث الواردة فى الكتاب » فإذا كان
الحديث فى الكتب الستة » اقتصرنا على تخريجه منها بواسطة تحفة الأشراف +
وإذا لم يكن فى الكتب الستة فتخريجه بالاستقراء » أو عن طريق المظان »
والعزو يقتصر على عدد منها . فقد يكون الحديث فى أكار من موضع فى
البخارى أو فى مسلم أو فى أحمد » ولكننا نكتفى بالعزو لمصدر واحد فى
البخارى ومسلم وأحمد على سبيل المثال » وقد نزيد للحاجة .
© هذا ء ولا يلزمنا أحد بما صححه غيرنا من أهل العلم » فقد تكوثن
فى الإسناد علة جعلتنا نحجم على إيراد الأحاديث ؛ أو راو له تفردات
والحديث مما استنكر عليه » أو راو يأتى بغرائب وعجائب ورأينا أن الحديث
من غرائبه وعجائبه » إلى غير ذلك مما يجعل الحديث فى مرتبة المردود .
هذه هى الخطوط العامة التى سرنا عليها فى تأليف هذا الكتاب ؛ ولا
ننزه أنفسنا عما يعترى البشر من الخطاً والنسيان والقصور » قنرجو رحمة
فى الدنيا والآخرة » وأن يمنبنا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن +
ويصرف عنا وعن ديار المسلمين كل مكروه وسوء » وأن يتوقنا على الإيمان
والهدى وهو سبحانه راض عنا ؛ ونسأله سبحاته أن يسكتنا الفردوس مع الذين
أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أرئك رفيقاً .
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحيه وسلم .
أبو عبد الله / مصطفى بن العدوى شاباية
مصر - الدقهلية - منية منود
غرة رمضان عام 141١ من هجرة المصطفى عله
قال الحافظ فى « الفتح * (2/17) : والفتن جمع فتنة » قال الراغب : أصل الفتن
إدخال الذهب فى النار لتظهر جودته من رداءته ويستعمل فى إدخال الإنسان الثار ء
© ويطلق على العذاب ؛ كقوله تعال : ف ذوقوا فتتكم » ١ وعلى ما يحصل
عند العذاب ؛ كقوله تعال : ف( ألا فى الفة سقطوا 6 .
© وعلى الاختبار » كقوله : م وفتاك فنونا » .
© وفيما يدفع إليه الإنساذ من شدة ورخاء ؛ وفى الشدة أظهر معنى وأكار
© وقال أيضاً : الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله ومن العبد كالبلية
والمصيبة والقتل والعذاب والمعصية وغيرها من المكروهات ؛ فإن كانت من الله فهى
على وجه الحكمة » وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهى مذمومة ؛ فقد ذم الله
الإنسان بإيقاع الفتنة » كقوله : ف والفتنة أشد من القتل » ؛ وقوله : ( إن الذين
المفتون » ؛ وكقوله : ف واحذرهم أن يفتوك » .
© وقال غيره ( أى غير الراغب ) : أصل الفتنة الاختبار ؛ ثم استعملت فيما
والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك .
وفى «؛ لسان العرب » مادة ( فتن ) :
الأزهرى وغيره : جماع معتى الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار » وأصلها
مأخوذ من قولك : فننت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار تميز الحبيث من الجيد +
وفى الصحاح إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته » ودينار مفتون » والفتن الإحراق +
ومن هذا قوله عز وجل : ف يوم هم على النار يفتدون 6 أى يحرقون بالنار ؛ ويسمى
الصائغ الفتان » وكذلك الشيطان + ومن هذا قيل للحجارة السود التى كأنها أحرقت
بالنار : الفتين + وقيل فى قوله : ( يوم هم على النار يفتون » قال : يقرروت
بذنوبهم ؛ وورق فتين أى فضة محرقة .
© ابن الأعرانى : الفتنة الاختبار » والفتة المحنة » والفتنة المال » والفتنة الأولاد +
والفتنة الكفر » والفتنة اختلاف الناس بالآراء » والفتنة الإحراق بالنار » وقيل : الفتنة
فى التأويل الظلم .
يقال : فلان مفتون بطلب الدنيا قد غلا فى طلييا .
وقوله عز وجل : ف إنا جعلناها فتة للظالمين » أى
تخرج فى أصل الجحم قالوا : الشجر يحترق فى النار فكيف ينبت الشجر فى النار ؟ !!1
وقوله عز وجل : ف ربنا لا تبعلنا فتنة للقوم الظالمين » يقول : لا تظهرهم علينا
فيعجبوا ويظنوا أنهم خير منا » فالفتنة ها هنا إعجاب الكفار بكفرهم » ويقال : فتن
الرجل بالمرأة وافتتن » وأهل الحجاز يقولون : فتنتهالمرأة إذا ولهته ؛ وأحيها + وأهل
نجد يقولون أ
قال أعشى همدان فجاء باللفتين :
فتتنى لى بالأمس أفتنت .. سعيداً فأمسى قد قلا كل مسلم
قال ابن جِتَّى : ويقال هذا البيت لابن قيس » وقال الأصمعى :
هذا سمعناه من مغنث وليس ينبت لأنه كان ينكر أفتن ؛ وأجازه أبو زيد + وقال هو
فى رجز رؤبة + يعنى قوله : يعرضن إعراضاً لدين المفتن +
قال ابن أبز:
وقوله أيضاً : إنى وبعض المفتنين داود
<لترك
عمر بن أنى زائدة ؛ قال : حدثتى أم عمر بنت الأهتم ؛ قالت : مررنا ونحن جوار
بمجلس فيه سعيد بن جبير ومعنا جارية تغنى بدف معها وتقول :
لفن فتتى الى بالأمس أقنت - سعيداً فأمسى قد قلا كل مسلم
وألقى مصابيح القراءة واشترى . وصال الغوانى بالكتاب_المتمم
فقال سعيد : كذيين ؛ كذبن .
بالألف ؛ فأنشد بيت رؤبة : يُحرضن إعراضاً لدين المفتن .
فلم يعرف البيت فى الأرجوزة ؛ وأنشد الأصمعى أيضاً : لفن فتتتى لى بالأمس
أتنت فلم يعبا به ولكن أهل اللغة أجازوا اللغتين ؛ وقال سيبويه : فتته جعل فيه فنة
فلم يتعرض لفتن ؛ وحكى أبو زيد : أفتن الرجل بصيغة ما لم يُسم فاعله أى فحن +
وحكى الأزهرى عن ابن شميل : افتتن الرجل وافتن ؛ لغنان قال : وهذا صحيح +
ثم قال صاحب اللسان : « وقوله تعالى ف فستبصر وبيصرون بأيكم المفتون +
قال أبو إسحاق : معنى المفتون الذى فتن بالجنون »
وقال صاحب اللسان أيضاً
وفتن إلين » أراد الفجوز بين .
والفتنة الضلال والإنم ؛ والفاتن المضل عن الحق »؛ والفاتن الشيطان + .
ثم أورد معان أخر للفتنة منها الفضيحة » ومنها ما يقع بين الناس من قتال + ومنها
الكفر ؛ وقال : « وقتنة الصدر الوسواس ؛ وفنة المحيا أن يعدل عن الطريق 6 وقتنة
اللمات أن يُسأل فى القبر » . ومن أراد المزيد فلبوجع إلى اللسان +
النشر بالمياشير واتمشيط بأمشاط الحديد
قال الإمام البخارى رحمه الله (32617) :
حدثنا محمد بن المثنى : حدثنى يحيى + عن إسماعيل حدثا : قيس + عن
خباب بن الأرت » قال : شكونا إلى رسول الله تك - وهو مُتوسد تُردةٌ له
الرجل فيمن قبلكم حفر له فى الأرض فيُجعل فيه فيجاء باليشار فيوضع
على رأسه فيشق باثتين وما يصده ذلك عن دينه . وممشط بأمشاط الحديد
صحيح
(١)_الأمرء المراد به الإسلام -
قال الحافظ ابن حجر فى ١ فتح البارى 4 (1397//7)
هو بالنصب عطفاً على المستثلى منه لا المستثنى » كذا جزم يه الكرماق +
غنمه ؛ لأن مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض
كا كانوا فى الجاهلية » لا للأمن من عدوان الذئب ؛ فإن ذلك إنما يكون فق
تنبيه : قوله ١ والذئب »
آخر الزماذ عند نزول عيسى 6 2
فتنة أصحاب الأخدود
وقول الله عز وجل : قُبِلّ أصحابٌ الأخدود النار ذات الوقود إذ
هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ؛ وما نقموا منهم إلا
أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذى له ملك السموات والأرض والله على
جهنم وهم عذاب الحريق 6 البروج ١( -
أقوال أهل العلم فى الآية :
قال الحافظ ابن كثير (447/8) : « وقوله تعالل : ف قخل أصحاب الأخدود »
أى لعن أصحاب الأخدود ؛ وجمعه أخاديد وهى الحفر فى الأرض ؛ وهذا خبر عن
قوم من الكفار عمدوا إلى من عندهم من المومنين بالله عز وجل فقهروهم وأرادوهم
تعال : ف( قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود ؛ وهم على
ما يفعلون بالمؤمنين شهود » أى مشاهدون لما يفعل بأولتك المؤمنين » قال الله تعالى +
وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد » أى وما كان لهم عندهم من
ذنب إلا إيمانهم بالله العزيز الذى لا يضام من لاذ بجنابه المنيع » الحميد فى جميع أقواله
به فهو العزيز الحميد وإن خفى سبب ذلك على كثير من الناس . ثم قال تعالى :
الذى له ملك السموات والأرض » من تمام الصفة أنه المالك لجميع السموات
فى جميع السموات والأرض ولا تخفى عليه خافية 6 .
ثم أورد ابن كثير اختلاف المفسرين فى أهل هذه القصة ؛ وهذا الاختلاف فى أصحابها