3 مقدمة الأربعين
من قبل لشي ضلال مبين 8 وآخرين منهسم لا يلحقوا بهم وهوالعزيش
الحكيم © ذلك فضل الله يؤتيه من مشاء والله ذو الفضل العظيم 48
وقال تعالى ؤكيتم خير أمة أخرجت للداس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المشكر وتؤمنون بالله [آل عمران: .]١٠١
الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً [البقرة: 7
وقد صح من حديث الأعمش عن أبي صالح؛ عن أبي سعيد عن النبي
ومما أنعم الله يك به على هذه الأمة أن حفظ لا الكتاب والسنة؛ فأما
الكتاب العزيز فقد تولى الله جل وعلا حفظه بنفسه؛ ولم يكل ذلك إل
أحد من خلقه فقال تعالى لل إنا نحن نزلما الذكر وإنا له لحافظون © 4
والبخاري في رصحيحم (8 44/1/77 44 177) وفي وخلق أفعال العبادم (810؟)
كلهم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي 88 بألفاظ مطولة
متدمة الأربعين 1 ل 6
وأما السنة المباركة فقد قيض الله لها أقواماً مخلصين وأعلاماً عاملين
وحفاظاً متقنين يذبون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل
الجاهلين ويحملونها في صدورهم بصدق وأمانة؛ فيلغونها من تلقى عنهم
ختى بلغت مرحلة التدوين ووصلت إلينا غضة نقية؛ فلما بلغت السنة
مرحلة التدوين وذلك في انقراض عصر التابعين في أول القرن الثاني وفي
منتصفه وبعد ذلك, قام المحدثون من علماء الأمة والحفاظ الأكمة بتدوين
ومؤلفات متنوعة وكانوا يفنون أعمارهم وأوقاتهم في طلب الحديث
بالإسناد العالي» والسماع ممن تقدم وفاق أقرانه في الحفظ والإتقان والضبط»
فاتضح لنا من هذا أن اتصال الأسانيد بالألفاظ والأفعال والتقريرات
النبوية من لدن كل محدث حجة وحافظ جهبذ بنقل العدل الضابط عن مثله
إلى رسول الله 8 من أجل النعم وأكمل الفضائل لأمة محمد #؛ وأن الله
والتبديل» وقطع السبيل على من دان بغير دين الإسلام فقال تعال هل ومنيتغ
0 ال الإمام الحافظط صلاح الدين العلائي رحمه الله: ١ فالإسناد
3 1 4 متدمة الأربيعين
به عرف الصحيح من السقيم» فصان الله دينه عن قول كل أفاك أثيم؛
وليس لمن قبل هذه الأمة غير صحف اختلط منكرها بمقبوضا واشتبه
صحيحها بمعلوفاء فلا تمبيز عند أحد منهم بين ما جاء به أنبياؤهم المرسلون
وبين ما أدخل في ذلك وألحق به الغواة المبطلون؛ ولله الحمد على ما وفق
من القيام بذلك وأرشد إلى أوضح المسالك"" » اه.
ثم روى من طريق المزمذي قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن» قال
حدثنا عبدان» قال: سمعت ابن المبارك رحمه الله يقول: ( الإسناد عندي من
ومن طريق أبي عبد الله الحاكم قال: حدثا أبو العباس محمد بن
يعقوب؛ قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو بكر بن أبي
بقية» قال: حدثنا عتبة بن أبي حكيم أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة
وعنده الزهري» قال: فجعل ابن أبي فروة يقول: قال رسول الله 4 قال
رسول الله ك8 فقال له الزهري:
على الله ألا تسند حديثك؟ تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة؟! .
قاتلك الله يا ابن أبي فروة ما أجرأك
ولما كان حفظ الحديث وروايته بالإسناد اهلا عظطيماً بن
أصول الدين وحصتاً منيعاً لأهل السنة من أصحاب الأهواء والزندقة
(1) بغية المنتمس (ص: 76).
(1) العلل الصغير الملحتى بالجامع (177/7)» بغية الملتمس (ضص: 37-77
(©) معرفة علوم الحديث (ص: 3) بغية الممقمس (ص: 37) وهوعند التزمذي في العلل الصغير
مقدمة الأربعين و 6
الذين يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرمية؛ بادز الأئمة الأعلام
والحفاظ الكبار من علماء الإسلام إلى التصنيف المبكر في سنن الدين"
وأول من صنف في الصحيح الجرد من سنة رسول الله ك أبو عبد الله
محمد بن إجماعيل البخاري» وهو أمير الم
تلاه تلميذه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري رحمه الل
ثم كثر التصنيف وتنوعت المصنفات في سنن الدين وأحكامه؛ فمنهم من
ن في الحديث رحمه الله ثم
صنف الجوامع ومنهم من صنف السنن ومنهم من صنف المسانيد
وبعضهم صنف في فضائل الأعمال وفي الزهد وفي التزغيب والسزهيب وفي
دلائل النبوة» وبعضهم صنف الأجزاء والمعاجم وفضائل الصحابة ومغازي
رسول الله 5 ومنهم من صنف أربعين حديثاً إلى غير ذلك مما لا يضسع
المقام لذكره.
وهذا النوع الأخير نوع مهم من أنواع التصنيف في الحديث ومنهج معروف
من مناهج المحدثين, بدأ التصنيف فيه مبكراء وصنف فيه غير واحد من الحفاظ الذين
لا يحصون كثرة وهم في ذلك مقاصد عدة ومناهج متعددة.
قال الحافظ السلفي رحمه الله في مقدمة كتابه الأربعين البلدانية: و فمنهم من قصد
التوحيد وإثبات الصفات والتمجيد» ومنهم من قصد أحاديث الأحكام وتميز الحلال من
الحرام» ومنهم من قصد العبادات ورآها أفضل القربات كالصوم والصلاة والحج والزكاة»
2 6 مقدمة الأربعين
ومنهم من آثر إيراد المواعظ والرقائق» ورآها الطريق إلى حصول الحقائق»
سبيلاً؛ وآخرون في معان أخر» وكل منهم قصد الخير وطلب الأجر وترجم
كتابه بكتاب لأمسورطة تعالل يتفعهم أجمعين بنشرهم الدّين المتين
ونصرهم الحق المبين
ثم قال: ومن 2 رائحة الحديث وذاق طعم قوانين الرواية
والتحديث وله أدنى اهتمام ممعرفة الرجال» عرف محلهم من العدالة
والاعتدال» واستغنى عن البحث عنهم والسؤال مما منح ورزق من
أبو عبد الله محمد بن أسلم الطوسي؛ وأبو محمد الحسن بن سفيان النسوي
وأبو بكر محمد بن الحسين الآجري البغدادي ومحمد بن إبراهيم بن المقرئ
الأصبهاني والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري؛
الخليل الماليي الهروي وأبو بكر محمد بن أبي علي الهمداني وأبو نعيم
أحمد بن عبد الله المهراني الأصبهانيان» وآخرون من المتأخرين والمتقدمين»
اقتصرت منهم على هؤلاء العشرة الحفاظ المهرة )!") اه.
-)14 الأربعين البلدانية (ص: )١(
)7 0-18 المصدر السابق (ص: )9(
مقدمة الأربعين لا 0
وبين يديك أخي القارئ الكريم جزء فيه "أربعون حديداً من
الصحاح العوالي“ لشيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أ أبي سعد
النيسابوري ولد سنة (478ه) وتوفي سنة (41 ده) رحمه الل وهو عَلَم
من كبار أئمة هذا الشأن وحفاظه.
وقد قمنا بفضل من الله وتوفيق منه بتحقيق نصه وتخريج أحاديثه والتعليق
عليه مما يقتضيه المقام مساهمة منا في نشر وإستخراج تراث سلفنا الصالح وخدمة
لسنة رسول الله و فإن أصبنا فهذا من فضل الله عليناء ونسأله المزيد من فضله
وإن أخطأنا فهذا من طبع البشرء وقد قال عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم
الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران. وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله جز ).
ولا يسعنا في ختام هذه المقدمة إلا أن نشكر الله على ما منّ به علينا
من علم وأعاننا على إتمام العمل بهذا الجزء المبارك؛ فله المنّ والفضل وله
الحمد والشكر.
)١( أخرجه مسلم (171/9و77١) وغيره من حديث يزيد بن عبد الله بن أسامة بن اماد
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي» عن بُسر بن سعيد؛ عن أبي قيس مولى عمرو بن
العاص» عن عمرو بن العاص فقن وله شاهد عند الزمذي )١975( من حديث عبد الرزاق»
عن معمر؛ عن سفيان الثوري» عن يحمى بن سعيد؛ عن أبي بكر بن تحمد بن عمرو بن حزم»
عن أبي سلمة؛ عن أبي هريرة فه.
ل 6 مقدمة الأربعين
وإن كتمه فقد كفره 9.
نتقدم بالشكر والتقدير لمن تكرم علينا وقدم لا العون والمساعدة ألا
وهو أخونا الفاضل الشيخ مقبل بن مريشيد الرفيعي الصاعدي المدرس
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية حيث قدم لنا صورة من الأصل المخطوط
كما نشكر كل من قدم لنا العون والمساعدة أو النصح والتوجيه والله
لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وبهذا العمل القليل نسأل الله الثواب الجزيل» كما نسأله السداد في
المحققان
مفلح بن سليمان الرشيدي . بدر بن فواز المطرفي
)١( أخرجه البخاري في والأدب الفردم (118) قال: حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا يحيى بن
أيورب؛ عن عمارة بن غزيّة؛ عن شرحبيل مولى الأنصار» عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال: قال النبي و فذكره؛ وانظر الكلام عليه في «السلسلة الصحيحة» للشيخ
الألباني رحمه الله برقم (/611).
مقدمة الأربعين ا 4
ترجمة المصنف صاحب الأربعين
هو الشيخ الصالح شيخ الشيوخ صدر الدّين أبو المركات إسماعيل بن
أبي سعد أحمد بن محمد بن دوست النيسابوري» كان أبوه من أهل نيسابور أما
هو فاستوطن بغداد حتى مات بهاا).
لقد أجاب المصنف عن مولده بنفسه حيث قال السمعاني وهو أحد
الآخرة سنة خمس وستين وأربعمائة ببغداد م.
لم تذكر المصادر الي بين أيدينا شيئاً عن نشأته؛ وأما أسرته فقد
سمع أياه وبه تخرج وتأدب؛ وذكر الذهبي أن اثنين من أبنائه أخذا العلم
عنه؛ وهما عبد اللطيف وعبد الرحيم”"؛ وزاد ابن الأثير أنه حينما توفي
)150/70( انظر والسور )١(
(4) «الكامل في التاريخ .)١١/4(
فهو صاحب رحلة في طلب العلم والسماع من المحدثين وغيرهم من
العلماء» فقد سافر إلى الشام» وقدم دمشق بجتازاً بها لزيارة بيت المقدس»
ونزل في دويرية السمسياطي؛ وحدث بهاء فانكب عليه طلاب العلم
وأخذوا عنه؛ منهم الحافظ أبو القامم ين عساكر مؤرخ دمشق ومحدثها
فرتعا »" الرؤيا الصالحة من الله فق » الحديث"؟؛ ثم عاد إلى بغداد
وحدث بها إلى أن توفي رحمه الله تعالى!".
لقد روى المصنف رحمه الله عن جمع من كبار المحدثين والنقاد؛ وقد
استوفى ابن العديم ذكرهم في بغية الطلب؛ وذكر الحافظ الذهبي وابن
في الأربعين العوالي معرفين بهم باختصار وهم على النحو التالي:
١ - الشيخ المسند حسن السيرة جميل الأمر صحيح السماع القاضي
بو متصور عبد لباقي بن محسد بن غالب البغدادي الأزحي ابن العطار
المعدل» ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة"» وتوفي سنة إحدى وسبعين
وأربعماثة في ربيع الأول!؟».
)17( انظر تخريجنا للحديث رقم )١(
(17/4)» ووالواني بالوفياتم (ة/د4).
(©) تاريخ بغداد .)41/1١(