الحمد لله رب العالمين » لا أحصى ثناءا عليه ؛ هو سبحانه كما أثنى على
نمه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له » له الأسياء الحسنى »
سبحانه وتعالى عما يشركون ؛ واشهد أن محمداً عبد الله ررسوله » الصادق
الأمين » عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم + وعلى آله وصحبه والتابعين
أجمعين .. وبمد:
لقد خاضت الصين فى تاريخها القريب المعروف حربا لا أخلاقية مهينة
شنتها عليها حكومة جلالة الملكة فيكتوريا صاحبة الأمبراطورية البرطانية
العظمى » فيما عرف واشتهر ( بحرب الأفيوذ ) ٠
وانتهت هذه الحرب الغريبة باستسلام الحكومة الصينية » وبفرض
تجارة وتعاطى الأفيون عنوة على شعب الصين المقهور » الذى كان يفوق
تعداده تعداد الانجليز بأكثر من خمس عشرة مرة على الأقل » وكان لابد
الإحكام السيطرة عليه من سلب إرادته » وتغييب وعيه » وإلهائه » وإغراقه
بسموم المخدرات حتى الادمان .
وبنفس المنطق شجم الانجليز انتشار الأفيون والحشيش فى مصر
وفلسطين ؛ ومستعمراتهم الهندية فى الشرق ؛ وحوات فرنسا الاستعمارية
الجزائر المسلمة التى كان فائئض انتاجها من القمح يكفى لاعالة مجموع
أوروبا فى انتاج أشهر أنواع الخمور التى غزت بها العالم تصديرا وتسميماً ©
وكان أول ضحاباها شعب الجزائر المسلم » الذى لا يزال يعانى من آثار
هذا وظف المستعمرون سموم الخمر والمخدرات فى استعباد الشعوب +
والموبوءة بدائها العضال : داء البعد عن دينها الحنيف وشريعتها الغراء .
وف ظل هذا الوضع لا تجدى شيئا حملات الضبط » وتشديد العقوبة +
وإحكام المراقبة » مادام الوازع الديثى الصاد عن هذه السموم متج
مستبعدا » فواقع الحال أن ضخامة كميات المخدرات المضبوطة » وتنوعما
الواسع » واستعمال شتى الوسائل المبتكرة والحيل فى التهرب حتى
استعمال طائرات الهليوكبتر كل ذلك إنما يدل دلالة قطعية على انتشار
ظاهرة تعاطى المخدرات بشكل واسع ؛ أكثر بكثير مما يبدو من النظرة
السطحية الأولى » فلو لم يكن ( الزبون ) متوفرا بالقدر الكاف لما استمات
الحرام » من جيوب الضحايا وصحتهم ؛ وعلى حساب الأخلاق والأمن فى
المجشمع بأسره .
طرف السلطات فى بلادنا المسلمة » فانتشرت فى أوساط الشباب أنواع عديدة
من الحقن والأقراص والبودرة » وتعددت الأسماء من حشيش وأفيوذ إلى
إلى أسماء أخرى تشترك جميعها فى تأثيرها المتلف على العقول والأجبساد
والأخلاق » ومساهنتها فى إشاعة إنماط السلوك الاجرامى واللاأخلاقى فق
المجتمم .
لقد اثبتت الاحصاءات أن نسبة لا يستهان بها من جرائم الاعتداء على
الغير » وعلى ممتلكات الآخرين » وأعراضهم » إنما تتم بسبب مباشر أو غير
مباشر من تعاطى أنواع من الخمور والمخدرات . خاصة وأن ادمان الأنواع
الحديثة منها باهظ التكلفة » ولا يكفى لا شباعه الدخل الشررف المحدود +
مما تيعتبر مزلقا للسلوك الاجرامى والعثف » لاسيما بين الشباب والطلبة
والفئات الدنيا من المجتمم +
وقد يلجا بعض الشباب إلى البحث عن بدائل أخرى للمخدرات من
المواد الشائعة الاستعمال فى المجتمع » كالأدوية المحتوية على نسبة من
الكحول : مثل الكينا » وأدوية المهدئات العصيية » والأدوية اللضادة
للاكتئاب والقلق ؛ أو المنشطة للجهاز العصبى » حتى لجأ المدمنون إلى تزوير
وصفات طبية ( روشتات ) لصرف الأدوية المخدرة من الصيدليات لمذا
الاستسال الآثم ؛ كما أن البعض منهم قد يدمن استعمال مواد يضعب
منعها لأهميتها فى العمران » كأن يتعمد شم مادة ( الغراء ) بعمق >
جزئيا ؛ ويمكن أن يصل إلى ادمان ذلك » ومنهم من يدمن شم ( البنزين ) 6
فهو أيضا حين يتم شمه بعبق يخدر » ومنهم من يتعاطى أنواءا من
الأخبار عن ادمان بعض الطلبة فى البحرين شم الأقلام الكحولية المعروفة
باقلام ( الفلوماستر ) » وقد أدى شم هذه الأقلام واستنشاقها بعمق إلى
تخدير جزئى لمن يفعل ذلك » وقد يتطور الأمر إلى الإدمان أيضآً ٠
وهكذا تؤكد الأيام أن القوانين » والعقوبات الرادعة » والمطاردات +
والمراقبات » لا تصلح بديلا عن الزاجر الداخلى فى الإنسان » المتمثل في
الوازع الدينى لدى المسلم ؛ وهو الوازع الذى رآيناه يربق الخمر فى شوارع
المدينة المنورة أنهازا بمجرد أن تناهى إلى أسماع المسلمين نبأ تحريم الخمر +
والأمر باجتنابها : « يا أيها الذين آمنوا إنسا الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . إنسا يريد
الشيطان أن يوقم بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن
ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون » 99 .
ان شعبنا المسلم أصيل فى تدينه + جدير بكل خير نرجوه له ؛ وننتظره
منه » لو احتكمنا معه إلى تعاليم دينه » وبذل العلماء والمسؤلون عن وسائل
مع تبديد الصحة بالتدريج ؛ وانفاق المال على صسفة السرف المحرم بالنص
الصريح .
أنتى لأحسب ان التنبه إلى هذه الحقيقة كان أصلا للتجربة الناججة
التى قامت .بها الجمعية المركزية لمنع الخمور بمصر سلة ١88 م حين ضمت
أحد علساء الدين إلى ( فريق العلاج من الادمان ) فى عيادتها بالقاهرة . وقد
اتضح بالتجربة أن التعاليم الدينية كان لها كبير الأثر فى علاج المدمنين +
وامتد أثرها إلى زوارهم من الأهل والأصدقاء » فكان بذلك مظهرا هاما
لاسلوب ناجح فعال فى محاربة تعاطى الخمر والمغدرات .
لقد اختير مسجد الامام أبى العزائم فى القاهرة بعد ذلك لتطوير
التجربة » وتم بنجاح كبير مساعدة المدمنين على التماس العلاج النهائى مما
هم فيه » وذلك بالاحتكاك القريب بهم » وبدعوتهم فى صبر واخلاص إلى
التوبة وإلى طاعة الله » مع توضيح تعاليم الإسلام حول المسائثل الأساسية
المتعلقة بالخمر والمخدر.” . فالوازع الدينى لم تزل له اليد الطولى فى إيقاظ
الفافلين وإثارة حماس التائبين عن تبصرة وروية » طالما كانت الجائزة رضوان
ان الاعتقاد الراسخ فى صحة هذا المسلك حر ١ا دفعنى الآن إلى تقديم
فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن فى الخمر والمخدرات ميسرة مرتبة +
لينقطع بها جدل المعاندين ؤء < مة الخمر أو المخدرات ؛ مع توضيح أحكام
التعامل مع شارب الخمر ومتعاطى الحش رمن 8!لعدرات عموما » وما ورد فى
ذلك من النصوص الكثيرة من القرآن الكريم والسنة المطهرة واجتهمادات
العلماء .
وشيخ الإسلام ؛ وحجته الدامششة » الامام أحمد بن عبد الحليم
ابن عبد السلام بن عبد الله بن أبى القاسم ابن تيمية ( اتج سمه )
( 1 - 1+8 م ) فى غنى عن التعريف والتقديم ؛ فقد كتبت فى مناقه
المؤلفات » وتهادت بأنوار علمه الزاخر وتقواه الأخبار » ومجمع القول فيه
ما ذكره المرحوم الأستاذ محمد رشيد رضا عنه وعن فتاويه حين قال :
« ويعلم من كل فتوى منها انه رحمه الله تعالى قد جمع من العلوم النقلية ؛
» والشرعية » والتاريخية » والفلسفية ؛ ومن الاحاطة بمذاهب الملل
والنحل » وآراء المذاهب » ومقالات الفرق : حفظا وفهما ما لا نعلم مثله عن
أحد من علماء الأرض » قبله ولا بعده » وأغرب من حفظه استحضاره إياها عند
التكلم والاملاء أو الكتابة » وأحظم من ذلك ما أناه الله من قوة الحكم ف
ابطال الباطل واحقاق الحق فى كل منهما بالبراهين النقلية » والعقلية ؛ ونصر
مذهب السلف فى فهم الكتاب والسنة على كل ما خالفه من مذاهب المتكلمين
والفلاسفة وغيرهم ( ذلك فضل الله ثرتيه من بشاء ولله ذو الفضسل
العظيم ) 9 . » 9 . وحين قال أيضا : « رحم الله ( شيخ الإسلام) وجزاه
عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء » فوالله انه ما وصل إلينا من علم أحد منهم
ما وصل إلينا من علمه : فى بيان حقيقة هذا الدين و
العقل السليم وعلومه للنقل الصحيح : من كتاب الله تعالى » وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم » بل لا نعرف أحدا منهم أوتى مثل ما أوتى من الجبع
بين علوم النقل » وعلوم العقل بأنواعها » مع الاستدلال والتحقيق » دون
محاكاة وتقليد » 09 .
الدم » وموافقة
لقد ولد شيخ الإسلام ابن تيمية فى العاشر من ربيع الأول سنة ١ح ه
فى أسرة عريقة مباركة » توارث فيها العلم الأحفاد عن الآباء عن الأجداد +
وكان أبوه عالما تقيا تعهد ابنه بالتعليم والرعاية » ثم فر به إلى دمشق عام
7« ه اثر قدوم التتار إلى الشام » وفى دمشق لمم نجم أحمد بن تيميسة
حتى صار من الأئمة الأعلام » وتسببت صراحته ومواققه فى خصومات
+ ه » واطلق » ثم أعيد » ومات معتقلا فى قلعة دمشق » فخرجت دمشق
() الآية ١١ من سورة الحديد +
() من تقديم للاستاذ يوسف ياسين المجلد الأول من مجموع فتارى
شيخ الاسلام مكتبة المعارف بالرباط صفحة د +
(؟) نفس المصدر السابق » نفس الصفحة +
0 آلاف كراسة » وفى فوات الوفيات 9" أنها تبلغ ثلاث مشسة
أما الفتاوى التى أشرع الآن بعون الله فى اعدادها للنشر فقد أعتمدت فى
استخراجها على ( مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ) التى جنعها
المرحوم عبد الرحمن بن محمد بن قاسم » وتم طبعها بمكتبة المعارف بالرباط
فى المغرب فى سبع وثلاثين مجلدا على ثشفقة المثفور له خالد بن عبد المزيز
آل سعود ملك السعودية السابق .
وقد تناثرت فتاوى وأحكام الخمر والمخدرات على صفحات متصددة
فى عدد واحد وعشرين مجلدا من السبع والثلاثين » وهذه المجلدات هى :
المجلد السابع ( الإيمان ) ؛ والمجلد الثامن ( القدر ) ؛ والمجلد الت
( المنطق ) ؛ والمجلد العاشر ( علم السلوك ) ؛ والمجلد الحادى عشر
( التصوف ) » والمجلد الرابع عشر ( التفسير » جزء ١ ) » والمجلد الخامس عشر
( التفسير » جزء ؟) » والمجلد السابع عشر ( التفسير ؛ جزء 4 ) » والملجلد
الناسع عشر ( أصول الفقه » جزء ١ ) » والمجلد العشرون ( أصول الفقه »
جزء ؟ ) والمجلد الحادى والعشرون ( الفقه ؛ جزء ١ ) ) والمجلد
الشثانى والعشرون ( الفقه » جزء ؟ ) » والمجلد الثالث والعشرون ( الفقه +
جزء + ) » والمجلد الرابع والعشرون ( الفقه » جزء 4 ) »واللجلد
الثامن والعشرون ( الفقه » جزء م ) ؛ والمجلد التاسع والعشرون ( الفقه +
جزء » ) » والمجلد الثلاثون ( الصلح إلى الوقف ) » والمجلد الثانى والثلاثون
( التكاح ) » والمجلد الثالكث والثلاتون ( الطلاق ) » والمجلد الرابع والثلاثون
(ه) الدرر الكامئة فى اعيان المئة الثامئة 6 لابن حجر العسقلائى . انظطز
( الاعلام ) لخر الدين الزركلى ؛ الجزء الاول . صفحة 122 © دار العلم للملابين
با بروت - يمحا عم
(3) فوات الوفيات ؛ لابن شاكر الكتبى ؛ طبع بمصر 1369 ه . انظر
, الاعلام ) نفس الصفحة السابقة +
( 'لظهار إلى قتال أهل البغى ) ؛ والمجلد الخامس والنلاثون ( قتال أهل البغى
إلى نهاية الاقرار ) ٠
وقمت بحمد الله وتوفيقه باستخراجها . وتنسيتها ؛ وترتيب موضوعاتها +
البينات من الكتاب الكريم . وقدمت ترام مختصرة لجنهور الأعلام الوارد
وحرصت على آن اجمع هنا كل ما يتعلق بالخير والمخدرات ميا ذكرء
شيخ الإسلام حتى ولو لم يكن «تحدثا عن ذلك ألا » نقد بعرج انناء
وقسمت المادة كلها إلى قسمين : القسم الأول جعلنه بعنوان : أحاديث
متفرقة فيما يتعلق بالخمر والمخدرات لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية : جبعت
فيه ما ذكره شيخ الإسلام فى غير ما موضع ميا يتل بأحكام الخر
المسائل التى عرضت عليه فى الخمر والمخدرات ؛ أو فى غير ذلك » طالما تعرض
شيخ الإسلام فى اجاباته عليها إلى حكم من أحكام الشر والمخدرات : بثى»
مما يدخل فى صلب الفائدة المرجوة من هذا المجوع المخثار . الذى ادعو
الله أن ينفع به » وان يجعله فى صحائف أعمالنا الطيبة يوم العرض عليه ء
أبو المجد احيد حرا
الم ارول
احاديث متفرقة
فيما يتعلق بالخمر والمغدرات
لشيخ الاسلام أحمد ب تنملة ؛ حمة الله
قطوف فى تحريم الخمر والمخدرات
© قال رحمه الله فى حد الشرب (371 118/711
وآما حد الشرب : فانه ثابت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسام +
واجماع المسلمين » فقد روى أهل السنن ؛ عن النبى صلى الله عليه وسلم من
وجوه آنه قال : ( من شرب الخمر فاجلدوه ثم ان شرب فاجلدوة ؛ ثم ان
شرب فاجلدوه ؛ ثم ان شرب الرابعة فاقتلوه ) ١ 4 وثبت عنه أنه جلد الشارب
غير مرة ؛ هو وخلفاؤه والمسلمون يعذه .
والقتل عند أكثر العلماء منسوخ . قيل : هو محكم . ٠
أ : هو تعمزير
يفعله الامام عند الحاج
وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم : انه ضرب فى الخمر بالجريد
والتعال أربعين . وضرب أبو بكر !© رضى الله عنه أربعين » وضرب عير !©
فى خلافته ثمانين . وكان على ١ رضى له عنه + يضرب مرة أربعين ؛ ومرة
() هو ابو بكر الصديق : عبد الله بن ابى قحافة عثمان بن عامر . اول
الخلفاء الراشدين + واول من آمن من الرجال . ولد بمكة وتوف بالمدينة ؛ له
فى كتب الحديث 127 حديثا ؛ عاش 18 عاما ١1ه قي ها ب ١9 ها ء
(©) هو ابو حفص امبر المؤمنين : عمر بن الخطاب بن نفيل القرثى العدوى
(.) ق ها 17 ه ) ثانى الخلفاء الراشدين + تم فى عهده فتح الثام والعراق
والقدس ومصر وسائر الجزيرة © اشتهر بالعدل والحزم والاجتهاد : له فى
كتب الحديث لاه حديثا +
تن © ودبيبه © وزوج ابنته فاطمة الزهراء 6 اشتهر بالشجاعة والفطنة
والورع © رابع الخلفاء الراشدين © نازعه معاوية على الخلافة فكانت الفتنة
الكبرى © قتله احد الخوارج عام (20) هد ) +
فتاوى الخمر والمخدرات - م ؟