منهج العمل فى الكتاب
الحديث وفنوئه .
مفصلة فى الفهرس .
فإن أديت ووفيت فذلك من توفيق الله عز وجل وذاك جهد المقل وإن جانبى
الصواب فذلك من التقصير الذى يغفر أمام الخير الكثير وصل اللهم على خير من
اصطفى .
بقلم
عبد المعطى عبد المقصود
بسم الله الرسمن الرحيم
تعريف بالمؤلف
هو « أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن القاسم بن تيميه »
الحرانى الدمشقى الحتبلى تقى الدين ولد سنة 17 ه وتجول ابويه إلى حران سنة
7 ه ز قال ابن حجر ] فى الدرر وقرأ بنفسه ونسخ سنن أنى داود وحصل
الأجزاء ونظر فى الرمال والفلك وتفقه وتمهر وتقدم وصنف + ودرس وأفتى +
وفاق الاقران » وصار عجبا فى سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع فى المنقول
والمعقول والاضطلاع على مذاهب السلف والخلف أ ه .
قال الشوكانى : لا أعلم بعد ابن حزم مثله » وما أظنه سمح الزمان ما بين عصر
قال الذهبى : كان يفضى منه العجبُ إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف التى
وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة وكان آية من آيات الله فى التفسير والتوسع
فيه وأما أصول الديانة ومعرفة أقوال المخالفين فكان لا يثك
ما كان عليه من الكرم والشجاعة كان قوالا بالحق » لا تأخذه فى الله لومة لاثم -
مع سعة علمه » وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدين بشراً من
البشر » تعتريه حدة فى البحث وغضبا وصدقة للخصوم » تزرع له عداوة فى
بأنه بحر لا ساحل له ؛ وكنز ليس له نظير » ولكن ينقمون عليه أخلاقا وأفعالا +
وكل أحد يؤؤخذ من قوله ويترك [ إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام ] كان محافظا
على العبادات معظما للشرائع لا يوق من سوء فهم » فإن له الذكاء المفرط » ولا
من قلة علم فإنه بحر ذاخر ولا كان متلاعبا بالدين ولا يتفرد بمسائل بالتشهى ولا
يطلق لسانه بما اتفق » بل يحتج بالقران والحديث والقياس ؛ وييرهن ويناظر أسوة
قال ابن فضل الله حضر عنده شيخنا ابو حيان ما رأت عيناى مثل هذا الرجل
ومدحه بأبيات ذكرانه نظمها بديهة
على محياه سيماء الأولى صحب خير البرية نور دونه القفر
وقال : ثم دار يينهما كلام فجرى ذكر سيبويه فأغلظ ابن تيميه القول فى
شىء من العربية فذكرت له كلام سيبويه فقال : بل اخطأ فى الكتاب ثمانين
المحيط وكذلك فى مختصر النهر وقد ترجم له جماعة ( لابن تيميه ) وبالفوا فى
الثناء عليه ورثاه كثير من الشعراء .
قال جمال الدين السرمدى : فى أمالية ومن عجائب زماننا فى الحفظ ابن تيميه
كان مر بالكتاب مطالعة فينقش فى ذهنه وينقله فى مصنفاته بلفظه أو بمعناه وحكى
فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنثه وترجم له الصفقدى وسرد أسماء تصانيفه قال
الروافض ) فى غاية الحسن لولا أنه بالغ فى الدفع حتى وقعت له عبارات وألفاظ
فيها بعض التحامل وقد نسبه بعضهم إلى طلب الملك . لأنه كان يلهج بذكر ( ابن
ذلك والله أعلم إنه يصر ح بالحق فتاه الأذهان وتبوا عنه الطبائع لقصور
الأفهام فيحوله إلى احقال آخر دفعاً للفتته » وهكذا ينبغى للعامل الكامل أن
يفعل يقول الحق كا يجب عليه ثم يدفع المفسدة ؛ بما يمكنه وحكى عنه أنه لما وصل
ايا علماء الدين ذمى ديتكم . تحير دلوه بأعظم حجة
مجلسه قبل أن يقوم بمائة وتسعة عشرة بيتا أوها :
سؤالك ياهذا سؤال معاند . مخاصم رب العرش رب البريه
وقال ابن سيد الناس البصرى فى ترجمة ابن تيميه : أنه برز فى كل فن على ابناء
فى بعض الاجازات .
قرأ القران والفقه ؛ وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبلغ فى العلوم والتفسير
وأفتى ودرس وهو دون العشرين ؛ وصنف التصانيف وصار من كبار العلماء فى
حياة مشايخه . وتصائيفه نحو أربعة الاف كراسة وأكثر ( قال ) وأما نقله لفقه
ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس فيه نظير . وقال أنه
لا يذكر مسألة إلا ويذكز فيها مذاهب الأئمة وقد خالف الأئمة الأربعة فى مسائل
صنف فيها وأحتج لا بالكتاب والسنة . وقد أثنى عليه جماعة من اكابر علماء
عصره فمن بعدهم ؛ ووصفوه بالتفرد واطلقوا فى نعته عبارات ضخمة وهو
حقيى بذاك .. والظاهر أنه لو سلم مما عرض له من المحن المتفرقة لأكثر أيامه
لغيره قال الصفدى وكان كثيرا ما ينشد .
ومما أنشد له على لسان الفقراء :
جخاعةكتاكال وأكناءاةه قرا
تمع مسا إذاًاجمها حقيقة كلها فار
مرة بعد أخرى فى حياته » وجرت فتن عديدة » والناس قسمان فى شأنه فبعض
منهم مقصر به عن المقدار الذى يستحقه بل يرميه بالعظائم . وبعض آخر يالغ فى
وصفه ويجاوز به الحد ويتعصب له م يتعصب أهل القسم الأول عليه .
وهذه قاعدة مطردة فى كل عالم يتبحر فى المعارف العلمية ويفوق أهل عصره
ويدين بالكتاب والسنة » فإنه لابد أن يستتكره المقصرون ؛ وتقع له محنة بعد
محنة . ثم يكون أمره الأعلى وقوله الأولى » ويصير له بتلك الزلازل لسان صدق فى
الآخرين ويكون لعلمه حظ لا يكون لغيره [ وقد حصل ذلك ] وهكذا حال
هذا الإمام فإنه بعد موته عرف الناس مقداره واتفقت الألسن بالثناء عليه إلا من
لا يعتد به 1 أى من شذ ] وطارت مصنفاته وانتشرت مقالاته وأول ما أنكر عليه
أهل عصره فى شهر ربيع الأول سنة 488 ه انكروا عليه شيئا من مقالاته فقام
عليه الفقهاء وبحثوا معه ومنع الكلام ( لا بالحجة والبرهان والاقناع ولكن
بالغضب الممقوت ] ثم طلب ثانى مرة سنة 705 ه إلى مصر فتعصب عليه بعض
أركان الدول [ وهو برس الجاشتكير ] وأنتصر له ركن آخر وهو [ الأمير
سلار ] ثم ال أمره أن حبس فى خزانة الجنود مدة ثم نقل فى سنة 708 ه إل
السلطان الناصر من الكرك فأطلقه ؛ ووصل إلى دمشق سنة 717 فى آخره
[ عقدت له عدة مجالس فكان يقاوم خصومه إما بالردود إذا كان ذلك فى صالح
الدعوة وصالحه وإما بالصمت إذا وجد الخصم غيبا جاهلا من هذه المجالس ] .
مجلس فى آخر رجب جرى فيه من ابن الزملكانى وابن الوكيل مباحثه فقال ابن
الزملكانى لإبن الوكيل ما جرى على الشافعية فليقل ؛ حيث تكون أنت رئيسهم
السلطان إلى دمشق أن يرسلوا بصورة أخرى فى سنة 148 ه ثم وصل مملوك
النائب وأخبر بيبرس والقاضى المالكى فرمانا فى الأنكار على ابن تيميه » وأن الأمر
قد اشتد على الحنابلة حتى صفع بعضهم ثم توجه القاضى بن صصرى وابن تيميه
صحبة البريد إلى القاهرة ومعهما جماعة فوصل فى العشرة الأخيرة من رمضان
وعقد مجلى من رمضان وعقد مجلس فى ثان عشر منه بعد صلاة الجمعة فادعى
فأخبره . فحكم الملكى بحبسه فأقيم من المجلس وحبس فى برج ثم بلغ المالكى أن
الناس يترددون إليه فقال يجب التضيق عليه إن لم يقتل . وإلا فقد ثبت كفره
فتقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجب » ولقد أحسن المترجم له رحمه الله بالتصمم على عدم
الاجابة عند ذلك القاضى الجرى والجاهل الغبى ٠
ولو وقعت منه الاجابة لم يبعد الحكم بإراقة هذا الإمام الذى سمح الزمان به
وهو باسمه بخيل . ولاسيما هذا القاضى من المالكية » الذى يقال ابن مخلوف فإنه
من شياطينكم المتجرئين على سفك دماء المسلمين بمجرد اكاذيب وكلمات ليس
المراد بها ما يحملونها عليه » وناصيتك بقوله إن هذا الإمام قد استحق القتل وثبت
لديه كفره ولا يساوى شعرة من شعراته بل لا يصلح أن يكون شسعاً لنعله
ومازال هذا القاضى الشيطان يتطلب الفرص التى يتوصل با إلى اراقه دم هذا الامام
ثم بعد هذا نودى يدمشق أن المنفذ عقيدة ابن تيميه حل دمه وماله +
خصوصا الحنابلة + فنودى بذلك وقرىء المرسوم وقرأه ابن الشهاب محمود فى
الجامع . ثم جمعوا الحنابلة من الصالحية وأشهدوا على أنفسهم أنهم على معتقد الامام
الشافعى وكان من أعظم القائمين على المترجم له الشيخ نصر المنجى لأنه كان بلغ ابن
الذى يفرط فى محبة نصر وتعظيمه » وقام القاضى المالكى الم ذكره مع ١
نصر وبالغ فى اذيه الحنابلة » واتفق أن قاضى الحنابلة كان قليل البضاعة فبادر إلى
شمس الدين بن الجزرى انتصر لابن تيميه وكتب فى حقه محضر بالثناء عليه بالعلم
رأى الناس مثله . فبلغ ذلك ابن مخلوف فسعى فى عزل ابن الجزرى فعزل وقرر
عوضه شمس الدين الأزرعى ثم م يلبث أن عزل فى السنة المقبلة وتعذر سلار لإبن
تيميه وأحضر القضاه الثلاثة الشافعى والمالكى والنفى وتكلم معهم فى اخراجه
مرات فامتنع عن الحضور إليهم ؛ واستمر على ذلك ولم يزل ابن تيميه فى الجب
إلى أن تشفع فيه مهنا أمير آل فضل فأخرج فى ربيع الأول فى الثالث والعشرين
منه وأحظر إلى القلعة ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بأنه قال :
أنا أشعرئ . ثم اجتمع جماعة من الصوفية عند تاج الدين ابن عطاء فطلعوا فى
العشر الأوسط من شوال إلى القلعة وشكوا من ابن تيميه أنه يتكلم فى حت مشايخ
فتوجه على خيل البريد » وكل ذلك والقاضى زين الدين ابن مخلوف مشتغل
بالمرض . وقد أشرف على الموت فبلغه سير ابن تيميه » فراسل النائب فرده من
نابلس ؛ وادعى عليه عند ابن جماعة وشهد عليه شرف الدين بن الصابونى وقيل
أن علاءً الدين القوى شهد عليه أيضاً فاعتقل بسجن حارة الديلمة فى ثامن
عشر شوال إلى آخر شهر صفر سنة 709 ه فنقل إليه أن جماعة يترددون إليه
وإنه يتكلم عليهم فى نحو ما تقدم » فؤمر بنقله إلى الاسكندرية ؛ فنقل إليها في
آخر صفر وكان سفره بصحبة أمير مقدم ولم يمكن أحداً من جهته من السفر
معد وحبيى يتح مرق - تم توجه زليه يعلي امتحابه فلم زتعوا منه د وجيت
طائفة منهم بعد طائفة وكان موضعه فسيحاً ؛ فسار الناس يدخلون عليه ويقرأن .
فأمر بإحضاره فاجتمع به فى ثامن عشر شوال سنة 08 ه فأكرمه وجمع القضاه
فاصلح بينه وبين القاضى المالكى فاشترط المالكى أن لا يعود فقال له السلطان قد
تاب وسكن القاهرة » وتردد الناس إليه إلى أن توجه إلى صحبة الناصر إلى الشام
بنية الغزو سنة ١١لا ه فوصل إلى دمشق وكانت غيبته يها أكار من سبع سنين ©
رمضان سنة 118 ه بسبب قوله إن الطلاق الثلاث من دون تخلل رجعه بمنزله
طلقة واحدة .
ثم عقد له مجلس أخر فى رجب سنة 770 ه ثم حبس بالقلعة ثم أخرج فى
عاشوراء سنة 1771 ه ثم قاموا عليه مرة أخرى فى شعبان سنة 77 ه بسبب
مسألة الزيارة واعتقل بالقلعة فلم يزل بها إلى أن مات فى ليلة الاثنين فى 3٠١ من شهر ذى
القعدة سنة 778 ه بجامع دمشق وصار يضرب به المثل لكثرة من حضر جنازته
وأقل ما قيل فى عددهم أنهم خمسون
هذا هو ابن تيميه بحر من بحور العلم الأزكياء المعدودين فى العلماء والفقهاء
والزهاد والأفراد الشجعان الكبار والكرماء والأجواد رحمه الله وأجزل الله له
الغواب على ما قدم من خدمة الاسلام والمسلمين والله نعم المؤل ونعم التصير .
١ العقود الذرية من مناقب شيخ الاسلام ابن تيميه محمد بن عبد الحادى المتوفى سنة
4 ه تحقيق محمد حامد الفقى مطبعة اللسنة المحمدية .
تذكرة الحفاظ للذهبى المنوفى سنة 48 هد من ص ١486 إلى 1488 ترجمة
175 مصور من طبعة الهند سنة 201885 :
37 من ص ١ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكانى الجزء الأول جد *©
. إلى 7 طبع دار المعرفة
النية فى العبادات
عن النية في الطهارة والصلاة والصيام والحج وغير ذلك . فهل محل ذلك
القلب ؟ أم اللسان ؟ وهل يجب أن نجهر بالنية ؟ أو يستحب ذلك ؟ أو قال أحد
الجاهر أفضل من صلاة الخافت . إماماً كان أو مأموماً أو متفرداً » وهل التلفظ بها
واجب أم لا ؟ أو قال أحد من الأئمة الأربعة أو غيرهم من أئمة المسلمين : إن لم
يتلفظ بالنية بطلت صلاته ؟
رسول الله تت والخلفاء الراشدون ؟ وإذا أصر على الجهر بها معتقداً أن ذلك
مشروع : فهل هو مبتدع مخالف لشريعة الإسلام ؟ أم لا ؟ وهل يستحق التعزير
فأجاب : الحمد لله . محل النية القلب دون اللسان » باتفاق أئمة المسلمين فى
جميع العبادات : الصلاة والطهارة والزكاة والحج والصيام والعتق والجهاد » وغير
ذلك . ولو تكلم بلسانه بخلاف ما نوى فى قلبه كان الاعتبار بما نوى بقلبه +
لا باللفظ + ولو تكلم بلسانه ولم تحصل النية فى قلبه لم يجزىء ذلك باتفاق أئمة
فان النية هي من جنس القصد ؛ ولهذا تقول العرب نواك الله بخير : أي قصدك
بير . وقول النبى تت : « إنما الأعمال بالنيات » وإنما لكل امرىء ما نوى +
النية التى فى القلب ؛ دون اللسان باتفاق أئمة المسلمين : الأئمة الأربعة +
1915 اصحيح مسلم شرح وترقم محمد فؤاد عبد الباق حديث رقم 1457 ص 7 اص