المقدمة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ؛ ومن يضلل فلا هادي له ٠
ورسوله كَل ؛ عبده المصطفى ونبيه المجتبى ؛ فالعبد لا يُعبد والرسول لا
يكذب ؛ وبعد ؛
حمداً يكافئ نعمه ويوافي المزيد منها
وهذه معشر الأحبة من القراء والباحثين وطلبة العلم من المسلمين
والمسلمات إطلالة في الدلالة والإرشاد إلى تصانيف ثلاثة من أئمة الإسلام +
ومعاقد العلم والعمل والجهاد والدعوة والبيان +
-١ شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية(174-771ه).
"- وتلميذه العلامة أبي عبدلله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية
*- وتلميذه الحافظ الفقيه أبي الفرج عبدالرحمن بن رجب الحنبلي ( 177
رحمهم مولاهم رحمة واسعة ورفع درجاتهم في أعلى عليين وجزاهم عن
الإسلام وأهله أعظم الجزاء وأوفره
جمعتها من بطون فهارس المخطوطات ورفوفها ؛ مبيناً فيها اسم الكتاب
وشيئا من وصفه يتضمن عدد ورقاته وصفحاته ؛ وسنة نسخه ومكان حفظه
وقد جعلت أسماء مخطوطات كل إمام منهم على حدة مرتبين ترتبهم في
التقدم والفضل والسن والعصر .
المقدمة
لافتاً الانتباه إلى فضل السبق في هذا الجهد من علماء ومشايخ فضلاء +
ومشيداً بفضل المساعد على إنجازه وإتمامه من جهات علمية في بلدنا المعطاء
وغيره ؛ ومشايخ كرام ؛ وإخوة أعزّ الله بهم دينه الإسلام . فللجميع الدعاء
والثناء الجميل بالجزاء الحسن والدرجات العُلى +
والمنهج العلمي المتبع في هذا العمل مبسوط في التوطئة مع طرف من
كتاب (( ذيل تاريخ الإسلام )) ؛ وطرف من نقد الشيخ ابن تيمية للمؤلفات
والمؤلفين ؛ ولفتة في تعداد كتب الشيخ ابن تيمية ومقطوعة من نظم ابن القيم في
الموضوع .
كما أنني قد نوهت وأشدت بعدد من المشايخ والعلماء والفضلاء ممن تملكوا
المخطوطات أو نسخوها أو حفظت ضمن مكتباتهم في البلاد السعودية +
والمأمول ممن يطلع عليه ألا ينسى جامعه من دعوة صالحة وذكر حسن
ينفعه في الدارين ؛ وأن يهب الكريم خطأ المخطئ لحسنته ؛ ونقصه لإصابته +
فالحق قصدت والخير والهداية أردت ؛ والفضل للسابق على اللاحق +
وقد سميت هذا الجهد المبارك (( الأثبات في مخطوطات الأئمة : شيخ
الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن رجب )) ٠
والله المسؤول أن ينفعني به في العاجلة والآجلة ؛ وأن يمحضه لوجهه
الكريم ويرفع به الدرجات ويحط به الخطيئات ؛ ويستر به السيئات ؛ ويغفر به
الحوبات ٠ ويعلي به الدرجات في عوالي الجنان ؛ لي ولوالدي ولعموم المشايخ »
الصالحات .
كتبه الفقير إلى عفو ربه الأجل
علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل
ليلة الثلاثاء 16471/7/16ه
بالرياض عمرها الله بالإيمان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له ؛ ومن يضلل فلا هادي له -
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
فإن طلب العلم من أنفع القرب إلى الله سبحانه وتعالى ؛ والاشتغال به
وتحصيله والدلالة عليه من ذلك ؛ لا سيما علوم الأئمة الراسخين في العلم من
علماء الإسلام الذين عرفوا بالتحقيق والبصيرة والتثبت فيه ؛ ومن بهم حفظت
معالم الدين ؛ والذين لا يكاد يستغني عن علومهم المبثوثة في تصائيفهم أحد ممن
جاء بعدهم +
ومن هذا ما عرف عن شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن
تيمية الحراني (ات 778اه )ء؛ وتلميذه أبي عبدالله محمد بن أبي بكر بن قيم
الجوزية (ات ٠5لاه ) ؛ وتلميذه أبي الفرج عبدالرحمن بن رجب الحنبلي
( ت 795ه ) ؛ رحمة الله عليهم جميعاً +
وسبق أن طبعت قائمة ببعض مخطوطات شيخ الإسلام ابن
كتابيه : " قاعدة في الرد على الغزالي في التوكل " ؛ و " مسألة في الكنائس * +
ضمت أزيد من ستين ومئتي عنوان ( )176١8 ؛ على تفاوت بين الكتابين ٠
وقد لاقت ولله الحمد قبولاً بين المحبين من المشايخ ؛ وطلبة العلم +
وكان لها موقع حسن بين المشتغلين بتحقيق تراث أهل السنة والجماعة
خصوصاً ؛ خلا ذوي الأهواء والأغراض والأحقاد الذين غاظهم وأحتقهم ذا ؛
الصدور ) +
التوطئة
وأيضاً لتوجيه نظر الباحثين إلى العناية بكتب هؤلاء الأثمة بضبطها
الجمع والمراجعة والبحث عن مخطوطات أولئك الأعلام +
ومما يجدر ذكره أن النية توجهت إلى إخراج مؤلفات ابن تيمية لوحده +
ولكن في آخر الأمر أشار بعض المشايخ بإلحاق ما تجمع عندي من كتب
العلامة ابن القيم ؛ قصادف ذلك رغبة مني وتوجهاً ؛ ثم أضفت إليها مؤلفات
ابن رجب ٠
وأصل هذا الثبت هو أنني كنت أطالع فهارس المكتبات ؛ والمجموعات
الخطية العامة والخاصة - بعد انتهائي من السنة المنهجية في قسم العقيدة
والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
للوقوف على كتاب من تراث علمائنا السلفيين ؛ ممن غنوا بالتصنيف في أصول
مذهب أهل السنة والجماعة والرد على مخالفيهم من المبتدعة وأهل الأهواء +؛
ليكون موضوعاً في بحث درجة التخصص " الماجستير " +
ومن خلال هذه المطالعة ؛ كان يمر بي كتب ورسائل للشيخ ابن تيمية ؛ ولم
بعد مدة بدا لي أن أقيد ما يلاقيني من رسائله ضمن فهارس محددة جعلتها
لهذه المهمة .
كثر السؤال عن مخطوطات الشيخ ؛ خصوصاً كتبه الكبار ؛ التي هي في عداد
المققودات كأجوبة الاعتراضات ... إلخ ؛ وهكذا الحال مع مؤلفات ابن القيم ؛ لم
أعتن بذلك إلا قبل إعداد هذا الثبت بمُديدة ؛ بعد مشورة مَن رأى جعل مؤلفاته
ملحقة بقائمة شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ تتميماً للفائدة
ولما طبعت القائمة أولاً في مقدمة كتابي الشيخ اقترح عليّ بعض المشايخ!"
مقابلة هذه الرسائل والفتاوى المجموعة ؛ مع ما ضمنه الشيخ العلامة
عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي وابنه محمد ؛ في مجموع فتاوى شيخ
الرسائل والمسائل طبع رشيد رضا وغيره ؛ ثم بعدهما مجهود الدكتور رشاد
سالم في المجموعتين الكبار والرسائل الصغرى ؛ ليلاحظ ما سبق أن طبع مع
ما لم يطيع +
ومع قبولي باقتراحهم إلا أنني بعد لم أعمل به لعدة أمور :
-١ عدم وقوفي على الأصول الخطية لكثير من الرسائل المذكورة في هذه
القائمة ؛ حتى أقابلها مع ما جمعاه في المجموع +
"- رأيت أن بالإشارة إلى ما طبع منها في المجموع صرفاً لاهتمام طلاب
العلم عنها ؛ ولا يخفى حاجة كثير من مضامين مجموع ابن قاسم ؛ والفتاوى
الكبرى ؛ وجامع الرسائل والمسائل وغيرها مما جَمَعَت رسائل الشيخ
للتوثيق والتحقيق ؛ وتحقيق نسبته إليه +
*- أن بهذا العمل لو كان إراحة لطالب العلم عن مراجعة الرسائل
والبحث عنها ضمن المجموع ؛ وهو ما أريده أن يمارسه ويتعود عليه ؛ لأن ما
الرسائل مطبوعة أم لا ؟ ولكن لتعارض المصلحتين قدمت أظهرهما عندي +
فأغفلت هذه الإشارة ؛ وهي وجهة نظر ليس إلا ! ولربما تتغير +
)١( هما الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل رئيس اللجنة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى
سابقاً ٠ والشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله محدث المدينة ؛ وغيرهما +
التوطئة
مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ ومن مؤلفات تلميذه العلامة ابن القيم وكذلك
الحافظ ابن رجب ما يزيد على الضعف +
كما أنني أطمع أن يحوي في طبعاته القادمة بإذن الله زيادات أكثر ؛
لأن هذا الفن يتجدد كل يوم وتزداد العناية به وبخروج الفهارس والعثور على
المخطوطات وفهرستها ؛ مع استحضار كثرة مؤلفات شيخ الإسلام وانتشارها
وإن المشروع الذي أعددته ثم تبنته لجنة تنسيق الدراسات العليا بكلية أصول
الدين ؛ بإعداد قائمة ضمت نحواً من ثلاثمائة كتاب من كتب أصول السئة من
التي اعتمدها وأثنى عليها الشيخان : ابن تيمية وابن القيم ؛ وكانت من أهم
بها أكثر من ستمائة جهة علمية في العالم أقول : هذا المشروع فتح أمامي
آفاقاً رحبة في تبني هذا العمل وبذل الجهد فيه ؛ عساه أن ينفعنا ؛ ونتخذه
ذخرا وزلفى ٠
طريقة ترتيب هذا الثبت :
هي طريقة مختصرة ؛ حيث قيدته أولاً لنفسي + فكان يكفيني قليل من
المعلومات البطاقية ؛ وهي : عنوان المخطوط ؛ ومكان حفظه ورقمه وصفته :
من جهة عدد صفحاته أو ورقاته ونوع خطه ؛ وسنة نسخه وناسخه ؛ إن وجد ٠
ولأن تدوين جميع المعلومات يستغرق وقتاً لا يتتاسب مع كثرة الفهارس +
مقتضبة . وجاءت هذه القائمة مرتبة على حروف الهجاء في الجملة +
وثمة أمر أحب التفطن إليه ؛ هو أن أسماء الكتب والرسائل والفتاوى على
نوعين :
+ أسماء الكتب الكبار ؛ وهذه غالبها مشهورة ؛ وتكون من مؤلفها -١
"- الرسائل والفتاوى أغلبها اجتهادي من ناسخها ء أو مالك النسخة ؛ أو
الشيخ أجوبة لمسائل أو طلب تقرير أمر معين : عقيدة ؛ أو فقهاً ؛ أو
مناظر
ولأجله ربما تُوجد رسائل في غير مكان اسمها الصحيج - وهو
واقع لهذا السبب فليلاحظ ؛ وأيضاً ربما تتكرر الرسالة بأكثر من عنوان ؛ أو
يكون بعضها مستلاً من مطولات كتب الشيخ +
وساثبت ما وجدته في الفهارس والمجاميع بعنوانه الذي سطر به هناك +
حتى لو تكرر في الرسالة الواحدة أكثر من عنوان !
وما حقق من هذه الكتب والرسائل 3
هذا ؛ وقد قدمت بين يدي ذلك ترجمة الإمام الذهبي لشيخه تقي الدين ابن
تيمية ؛ وهو الذي سبق أن طبعته مع الكتابين المذكورين للشيخ عن أصلين
جامعة ليدن بهولندا ؛ وهي ترجمة حافلة على اختصارها ؛ ولها معان ومغاز
نادرة ؛ كررتها هنا بدلاً من التكلف بجمع ترجمة إنشائية له رحمه الله +
طلب ورغبة :
من القائمين على المكتبات العامة والخاصة ممن لديهم مؤلفات للشيخ
أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية (ات 7748اه ) ؛ والعلامة محمد ابن قيم
الجوزية ( ات ٠5لاه ) ؛ والحافظ ابن رجب (ات 145ه ) مخطوطة ؛
وهذه الرغبة موجهة أيضاً إلى الأفراد من باحثين ومالكين أو قيمين على
المخطوطات ؛ وهي كذلك للباحثين المشتغلين بتحقيق تراث الشيخين أو جمعه أو
التوطئة
من كل هؤلاء أطلب تزويدي بما يفيد تصانيفهم من خلال الثبت ؛ مع
الطبعة ؛ ذكراً لهم وشكراً ؛ لأن هذا العمل بروافد أهله يسير ؛ وبتناصح
المهتمين يزدهر -
وأرجو أن يكون هذا العمل مشروع بحث لجمع مصنفات الأئمة ؛ وتيسير
الإفادة من علومهم ؛ ووسيلة لتحقيق المقصود بنشر كتبهم وبث علومهم +
وترسم خطاهم ومنهجهم ٠
وعظمته ؛ وأثني بعده بالترحم والدعاء للمشايخ الأئمة : ابن تيمية ؛ وابن القيم +
وابن رجب ؛ وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يرفع درجاتهم في عليين ٠ وأن
يجمعهم مع والديهم في الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين ؛ وحسن أولئك رفيقاً ؛ ونحن معهم برحمة
ثم أثني بالشكر والثناء لكل من اتصل بي هاتفياً » أو كتابة ؛ أو مشافهة +
ومنهم من فتح لي باب مكتبته ؛ أو مكتبة أسرته ؛ خدمة للعلم وطلابه ٠
ثم إني على أتم استعداد لتلقي الملاحظات وأخذها بعين الاعتبار ؛ وسماع
الاقتراحات حول الثبت ومنهجه وجمعه ٠
هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب . ربنا آتنا في الدنيا حسنة ٠ وفي
الآخرة حسنة ؛ وقنا عذاب النار +
بمخطوطات شيخ الإسلام
أحمد بن تيمية