7ه فنشره في مصر الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى» ثم
طبع بعد ذلك عدة مرات بمصر وغيرها .
هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود .
وتطلق الوسيلة ويراد بها أيضاً: المنزلة العالية؛ وقد روى البخاري
حين يسمع النداء: اللهم و هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة؛ آت
شفاعتي يوم القيامة»؛ يريد بذلك من فرغ من سماع نداء المؤذن وإجابته
فليسأل الله تعالى الوسيلة لرسول الله كل وهي الدرجة العالية؛ وقد بينها
رسول الله كه بوضوح في حديثه الذي رواه مسلم في [صحيحه] عن عبد
الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ؛ وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى
وأما التوسل بالأشخاص فلم يكن من عادة السلف الصالح رضوان الله
عليهم بما فيهم الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة -8 وإنما
على المؤمن أن يتوسل إلى الله عز وجل بأسمائه الحسنى ويدعوه بهاء
الحب من صفاته العلى» وكقول سليمان عليه السلام
وقد علمنا رسول الله كي أن ندعو بمثل قوله : «اللهم إني عبدك؛ ابن
عله أسدا مج علق » أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل
القرآن ربيع قلبي؛ ونور صدري؛ وجلاء حزني؛ وذهاب همي ٠٠١
وهو حديث صحيح رواه أحمد في [مسنده]» وابن حبان في [صحيحه]
من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
فينبغي على المسلم أن يدعو الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته
يتوسل بدعاء الرجل الصالح» ولا تكون الأعمال الصالحة مقبولة عند الله
زب لسن ل العيف 1١:
التوسل والوسيلة
لقد قمنا بتصحيح النص» وضبطه» وشكل آياته؛ وترقيمهاء وتخريج
أحاديثه بالرجوع إلى المصادر التي نقل عنها المؤلف رحمه الله» وبيان
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للتقرب إليه بطاعته» والعمل بما يرضيه»
وبالإجابة جدير . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
دمشق السبت ١ ربيع الأول 1467ه .
الموافق ١ كانون الثاني 1487م
خادم السنة النبوية
عبدالقادر الأرناؤوط
)٠( أما في هذه الطبعة إذا تكرر الحديث فيشار إلى موضعه بذكر رقم الصفحة والهامش لذلك
ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية
هو الإمام الحافظ الفقيه المحدث» ناصر السنة وقامع البدعة؛ شيخ
الإسلام» تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن
عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية
فأبوه عبد الحليم بن عبد السلام» شهاب الدين نزيل دمشق؛ ولد
بحرّان!'" سنة (/1717) ه؛ وسمع من أبيه عبدالسلام وكثيرين غيره . قرأ
المذهب الحنبلي على أبيه حتى أتقنه؛ ودرس وأفتى وصنف .
جواداً » توفي رحمه الله تعالى بدمشق سنة (141)ه .
وأما جده عبد السلام بن عبد الله الفقيه الحنبلي» الإمام المحدث
المفسر الأصولي النحوي» وأحد الحفاظ الأعلام المشهورين» وقد ألين
له الفقه كما ألين لداود الحديد. وهو صاحب كتاب [منتقى الأخبار]
الذي شرحه الشوكاني إمام القطر اليماني» وسماه [نيل الأوطار شرح
منتقى الأخبار]. ولد بحران سنة (048) ه تقريباً. ورحل إلى بغداد
)١( حَرَّان: بلدة شمال شرقي تركياء كانت من أهم مراكز الديانات القديمة؛ وهي الآن عامرة
بعد الخراب الذي أصابها عند احتلال التنار لها أيام رحيل آل ابن تيمية عنهاء وهي غير
إن شيخ الإسلام ابن تيمية من (حران العواميد) فقد أخطأ؛ والنسبة إلى حران: حرناني؛
وإنما اشتهر بالحراني.
وأقام بهاعدة سنوات» يشتغل بأنواع العلوم؛ ثم رجع إلى حرّان؛ وتوفي
الأسرة الكريمة المشهو بالعلم والعلماء؛ وصدق الله عز وجل إذ يقول
في كتابه الكريم : وَأ : َِِ َب [الأعراف مما
وإنما سمي كل من هؤلاء العلماء اء في هذه الأسرة : ابن تيمية؛ لأن
جدهم محمد بن الخضر حج على درب (تيماء)؛ فرأى فيها طفلة جميلة؛
تشبيهاً لبنته بهاء فأطلق على أبنائها: ابن تيمية . وقيل : إن جده محمد بن
وأشهر أبناء ابن تيمية: هو صاحب الترجمة الحفيد: شيخ الإسلام
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام» ولد بحرّان
يوم الإثنين في العاشر من ربيع الأول سنة (371) ه ؛ وأنبته الله نباتاً
وبأسرته إلى دمشق سنة 17100) ه عند قدوم التتار إلى الشام» وكان قد
وفي دمشق الشام المحروسة نشأ أحمد بن تيمية وترعرع؛ *ُ ثم درس
ونضج حتى بلغ أشده؛ وآناه الله تعالى العلم والحكمة؛ وصار أحد
الأثمة الأعلام؛ ومن كبار شيوخ الإسلام؛ الذين خلدوا على الزمن
ولا عجب أن ينبغ الفتى ابن تيمية؛ فقد وفر الله العليم الحكيم له
العجب والإعجاب؛ وتوفيق من الله تعالى؛ وبركة في الوقت» حتى صار
فريد عصره؛ ووحيد دهره؛ وإمام زمانه .
حفظ القرآن وهو حدث؛ ثم أخذ في الدرس وطلب العلم» وأقبل
على الفقه والعربية؛ وبرع في النحو؛ ثم أقبل على التفسير إقبالاً كلياً
حتى سبق فيه ؛ وأحكم أصول الفقه» كل هذا وهو ابن بضع عشرة سنين »
ونشأ في زهد تام وعفاف وتعبّد؛ واقتصاد في الملبس والمأكل» أفتى
وله أقل من تسع عشرة سن ؛ وشرع في الجمع والتأليف .
وطبقاتهم» ومعرفة بفنون الحديث» وبالعالي والنازل؛ والصحيح والسقيم؛
مع حفظه لمتون الحديث» وهو عجيب في استحضاره واستخراج الحجج
وله في استحضار الآيات القرآنية للاستدلال بها قوة عجيبة. وكان يكتب
في اليوم والليلة من التفسير والفقه وأصول الدين نحواً من أربعة كراريس +
سمع الحديث من ابن الدائم»؛ وابن أبي اليسر» وابن عبدان» والشيخ
شمس الدين الحنبلي» والقاضي شمس الدين بن عطاء الحنفي» والشيخ
جمال الدين بن الصيرفي» ومجد الدين بن عساكر؛ والشيخ جمال الدين
البغدادي» والنجيب المقداد» وابن أبي الخيرء وابن علان؛ وأبي بكر
الهروي؛ والكمال عبد الرحيم+؛ والفخر علي ؛ واين شيبات» والشرف بن
القواس» وخلق كثير؛ وشيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ +
لقد تلقى عن المؤلف رحمه الله تعالى كثير من العلماء المشهورين
المشهود لهم بالفضل؛ منهم من هو أكبر منه سنآء ومنهم من هو من
أقرانه؛ ومنهم من هو أصغر منه سناً .
وممن لازمه وأخذ عنه الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي
بكر الزرعي الدمشقي» المشهور ب(ابن قيم الجوزية) صاحب المؤلفات
المفيدة» وقد لازمه ملازمة تامة؛ وقد توفي رحمه الله سنة (1/61)أهء
ودفن بالباب الصغير بدمشق . ١
ومنهم الحافظ المحقق أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عبدالهادي
المقدسي الحنبلي الصالحي؛ وقد لازمه مدة؛ وله مؤلفات نافعة» توفي في
سن الأربعين رحمه الله سنة 0/540 ه » ودفن بسفح جبل قاسيون بدمشق؛
وهو صاحب [العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية] .
ومنهم الحافظ سراج الدين أبو حفص عمر بن علي البزار الأزجي الحنبلي
البغدادي؛ صاحب كتاب [الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية] . ولد ببغداد»
ثم رحل إلى دمشقء فقرأ على علمائها؛ منهم شيخ الإسلام ابن تيمية»
توفي رحمه الله عند توجهه إلى الحج؛ يوم الثلاثاء ١ 7 من ذي القعدة سنة
(/1) ه في حاجر بالطاعون : العام الذي أفنى الكثير من الناس .
وممن سمع منه وأجازه: الحافظ المؤرخ شمس الدين أبو عبد الله
محمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي؛ له المؤلفات
الإسلام] و[سير أعلام النبلاء] و[ميزان الاعتدال في نقد الرجال] وغيرها
كثير؛ توفي رحمه الله سنة (/4/ا) هد وذقن بالباب الصغير بدمشق .
جليلة في التوسل والوميلة
والحافظ أ بو الفتح ابن سيد الناس اليعمري المصري» قرأ على الشيخ
الإمام حامل راية العلوم ومدرك غاية المفهوم تقي الدين أبي العباس
أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني بالقاهرة؛ عندما
قدم عليهم ؛ وقد توفي رحمه الله بالقاهرة سنة 49 1/7)ه .
والحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالي؛ أحد محدثي الشام
سنة )١17/8( ها .
والحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي» أستاذ أئمة الجرح والتعديل»
شيخ المحدثين. صاحب كتاب [تهذيب الكمال في أسماء الرجال]»
توفي رحمه الله سنة (747) ه» ودفن بمقبرة الصوفية جوار قبر شيخ
الإسلام ابن تيمية .
أقوال العلماء فيه:
قال كمال الدين ابن الزملكاني المتوفى 7710 ه : كان إذا سثل عن
فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن» وحكم أن
الطولى في حسن التصنيف» وجودة العبارة؛ والترتيب والتقسيم والتبيين .
وقال الحافظ المزي المتوفى سنة (747)ه : مارأيت مثله؛ ولارأى
هو مثل نفسه؛ وما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه.
وقال الحافظ أبو الفتح ابن سيد الناس اليعمري المصري المتوفى سنة
0 ه: القيت شنيغ الاسلام لين ية ممن أدرك من العلوم حظاًء
وكاد يستوعب السنن والآثار حفظاً؛ إن تكلم في التفسير فهو حامل
رايته؛ أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته» أو ذاكر بالحديث فهو صاحب
علمه وذو روايته» أو حاضر بالنحل والملل لم ير أوسع من نحلته في
ذلك ولا أرفع من درايته . برز في كل فن على أبناء جنسه؛ ولم ترعين من
ربيع فضله في روضة وغدير .
وقال الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالي المتوفى سنة
(77) ها : هو الإمام المجمع على فضله ونبله وديئه» قرأ الفقه وبرع
المجتهدين» وكان إذا ذكر التفسير بهت الناس من كثرة محفوظة؛
وحسن إيراده؛ وإعطائه كل قول ما يستحقه من الترجيح والتضعيف
والتجرد من أسباب الدنياء ودعاء الخلق إلى الله تعالى .
وقال الحافظ الذهبي المتوفى سنة (758)ه : كان شيخ الإسلام آية
في الذكاء وسرعة الإدراك» رأساً فى معرفة الكتاب والسنة والاختلاف»
طويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين» وقل أن يتكلم في مسألة إلآ
ويذكر فيها مذاهب الأربعة؛ وقد خالف الأربعة في سائل
معروفة؛ وصنف فيها واحتج بالكتاب والسنة ١ ١.ه.
الأهواء المبتدعين» وإماماً قائماً ببيان الحق ونصرة الدين» وكان بحرا لا