3 ترجمة المؤلف
يخشى في الله لومة لاثم يقف في وجه الظلم أيًاً كاذ صاحبه؛ وحامل لوائه
نصرة للحق» همه الأوحد نصرة هذا الدين والذود عنه؛ لأجل ذلك ذاق ألواناً
فسجن بها مدة» ونقل إلى الإسكندرية؛ ثم أطلق فسافر إلى دمشق؛ واعتقل بها
سئة 1700 هاء وأطلق ثم أعيد؛ ومات معتقلاً بقلعة دمشق.
أخذ - رحمه الله - العلم عن شيوخ أفاضل منهم:
الشيخ ابن عبد الدائم؛ والقاسم الاربلي» والمسلم بن علان» وابن أبي
عطاء الحنفي» والشيخ جمال الدين بن العيرفي»؛ ومجد الدين ابن عساكر»؛
والشيخ جمال الدين البغدادي؛ والنجيب بن المقداد؛ وابن أبي الخيرء والكمال
عبد الرحيم» وابن شيبان والشرف بن القواس» وخلق كثير. والتقى بابن دقيق
العيد؛ واعترف له بالفضل
تلاميذ ابن تيمية من الكثرة بحيث لا يحصون ولا يعدون؛ في بلاد الشام
ومصر وفلسطين» وسوف نقتصر في هذه الترجمة السريعة على ذكر أشهر
شمس الدينء أبو عبد الله؛. محمد بن أبي بكر بن أيوب المعروف: بابن
قيم الجوزية؛ صاحب التصانيف العديدة؛ والعلوم المفيدة منها: «مدارج
السالكين»؛ وازاد المعاد؟؛ المتوفى سنة (01لاه)؛ والحافظ شمس الدينء أ
عبد الله؛. محمد بن أحمد؛ ابن عبد الهادي المقدسي؛ صاحب: «الصارم
ترجمة المؤلف 7
وإمام أهل الجرح والتعديل؛ شمس الدين؛ أبو عبد الله محمدء ابن أحمد بن
عثمان؛ التركماني» صاحب: «تاريخ الإسلام؟» واسير أعلام النبلاءا؛ واميزان
الاعتدال»؛ المتوفى سئة (48لاه)ء
ومنهم أيضاً: ابن الوردي» وزين الدين» أبو حفص عمر الحراني؛ وشمس
الدين» أبو عبد الله محمد بن مفلح» وغيرهم.
الباطنية؛ وانتشر الجهل والتعصب والتقليد؛ وتعرضت فيه بلاد المسلمين إلى
والتي تتلخص في الجوانب التالية:
-١ فقد صنف في أهل البدع والاعتقادات الفاسدة؛ في الرد عليهاء
وكشف زيفها وانحرافها .
"- صنف في الرد على الفلاسفة» وأهل الكلام؛ والإلحاد والجدل.
-٠ مواقفه المحمودة من الرافضة على اختلاف فرقهم ومشاربهم.
؛- الدعوة إلى العودة بالمسلمين إلى الأصول الثابتة من الكتاب والسنة إذْ
كان عصر ابن تيمية عصر أحداث عظام في الهجمات الحاقدة على الإسلام من
لقد شهد لابن تيمية جمع غفير من علماء الأمة؛ سواء من المعاصرين له؛
ابن سيد الناس يقول فيه: (ألفيته ممن أدرك من العلوم حظاًء وكاد أن
يستوعب السئن والآثار حفظاً؛ إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته؛ أو أفتى
في الفقه فهو مدرك غايته؛ أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه؛ أو حاضر
في الملل والنحل لم تر أوسع من غلته في ذلك).
وابن الوردي» يقول: (حضرت مجالس ابن
وأول الخريدة - اللؤلؤة قبل ثقبها - علماء زمانه فلك هو قطبه؛ وجسم هو
يزيد عليهم زيادة الشمس على البدر» والبحر على القطر» قال ب
إن ابن في كل العلومواحد
ابن قيم الجوزية؛ قال في ترجمته لابن تيمية: (شيخ الإسلام والمسلمين+؛
القائم يبيان الحق» ونصرة الدين» الداعي إلى اللّه ورسوله؛ المجاهد في
الحافظ الذهبي» قال فيه: (شيخ الإسلام مفتي الفرق» قدوة الأمةء أعجوبة
الزمان» بحر العلوم» حبر القرآن» تقي الدين» سين لمات أبي العباس أحمد
ابن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية - رضي الله عنه -).
رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه).
أربعة آلاف كراسة» وفي: «الوفيات؛ أنها تبلغ ثلاثماثة مجلد منها:
«منهاج السنة»؛ «درء تعارض العقل والنقل»» «الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء
الشيطان»؛ «الواسطة بين الحتقى والخلق»؛ «التوسل والوسيلة»؛ «الصارم
ترجمة المؤلف د
المسلول»؛ «اقتضاء الصراط المستقيم»؛ «الجواب الصحيح لمن بدل دين
الكلامية». وغيرها من الكتب والرسائل القيمة.
وقد جمع الشيخ ابن عروة الحنبلي الكثير من مؤلفات الشيخ الإمام في
كنابه «الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري»..
دمشق تشيعه إلى مقبرة الصوفية؛ ذفن إلى جانب أخيه شرف الدين عبد الله -
رحمهما الله -؛ وكانت وفاته ليلة الاثنين لعشرين خلت من ذي العقدة سنة
أله
نر ارا اهدر
وبه أثق
«المقامات والأحوال» - وهي من أصول الإيمان. وقواعد الدين؛ مثل محبة الله
ورسوله؛ والتوكل على الله؛ وإخلاص الدين له؛ والشكر له؛ والصبر على
اقتضى ذلك بعضٌ من أوجب الله حقه من أهل الإيمان» واستكتبها وكلّ
منا عجلان .
وجوب الأعمال على جميع خلقه
فأقول: هذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق -المأمورين في
أعمال الأبدان على «ثلاث درجات»: ظالم لنفسه» ومقتصد» وسابق بالخيرات»
فالظالم لنفسه: العاصي بترك مأمور أو فعل محظور.
والمقتصد: المؤدي الواجبات والتارك المحرمات.
والتارك للمحرم والمكروه. وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له
أولياء الله: هم المؤمنون المتقون؛ ولكن ذلك يتقسم: إلى اعاما؛ وهم
المقتصدون و«خاص» وهم السابقون؛ وإن كان السابقون هم أعلى درجات
«يقول الله: : من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة؛ وما تقرب إليّ عبدي بمثل
أداء ما افترضتُ عليه+ ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أ.
16 وجوب الأعمال على جميع
وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وأئمة
مثقال ذرة من إيمان.
وأما القائلون بالتخليد: كالخوارج و المعتزلة القائلين إنه لا يخرج من الثار
قبل دخول النار ولا بعده؛ فعندهم لا يجتمع في الشخص الواحد ثوابٌ
ودلائل هذا الأصل من الكتاب والسنة؛ وإجماع سلف الأمة كثير ليس هذا هو
موضعه؛ وقد بسطناه في مواضعه.
وينبني على هذا أمور كثيرة؛ ولهذا من كان معه إيمان حقيقي فلا بد أن
ورسوله أوثق عرى الإيمان.
كما أن العابد الزاهد قد يكون لما في قلبه من بدعة ونفاق مسخوطاً عليه
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؛ وأبي سعيد الخدري وغيرهماء عن النبي
وجوب الأعمال على جميع خلقه تَ
حناجرهم» يَمْرُقونْ من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية؛ أينما لقيتموهم
لأقتلنهم قتل عاده!".
وهؤلاء قاتلهم أصحاب رسول الله ف مع أمير المؤمنين علي
طالب» بأمر النبي كَ. وقال النبي تي فيهم في الحديث الصحيح:
مارقةً على حين فرقة من المسلمين» يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحقى»"".
ولهذا قال أئمة الإسلام كُسُفيانَ الثوري وغيره: إن البدعة أحبٌ إلى إبليس
من المعصية؛ لأن البدعة لا يتاب منهاء والمعصية يتاب منهاء
ولكن التوبة منه ممكنة وواقعة بأن يهديه الله ويُرشده حتى يتبين له الحقٌّ؛
كما هدى سبحانه وتعالى مَنْ هدى من الكفار والمنافقين وطوائفٌ من أهل البدع
)١( أخرجه البخاري كتاب فضائل الإيمان» باب إثم من راءى بقراءة القرآن 0810 8) ومسلم+
كتاب الزكاة؛ باب التحريض على قتل الخوارج (1033).
)١( أخرجه مسلم؛ كتاب الزكاة» باب ذكر الخوارج وصفاتهم (1038).
بل تُشَتَقيم >
وكذلك من أعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعاً لهواه؛ فإن ذلك
الجهلّ الفلا حتى يعمى قلي عن الحق الواضح» قال تعالىئ *
يَتَدَنُُمّ في يَتمَهُيدَ 46 [الأنعام: .]1110-٠١4 وهذا استفهام نفي
وإنكار أي: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون وأنًا نقلب أفئدتهم وأبصارهم
جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأيصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة؛ «وَتَذَيُكُمْ
ع يَتْمَهُونَ» ولهذا قال من قال من السلف كسعيد بن جبير: إن من ثواب
وقد ثبت في الصحيحين»؛ عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ عن النبي كَثةِ
الجنة؛ ولا يزال الرجل يصدق» ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِذيقاً.
ولا يزال الرجل يكذب؛ ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباًة!'". فأخبر
كتاب البر والصلة؛ باب قبح الكذب وحسن الصدق (1107) والترمذي؛ كتاب البر والصلة»
باب في الصدق والكذب (14701).