أنه أنزل الفرقان وقد أنزل سبحانه وتعالى الإيمان فى القلوب » وأنزل الميزان +
والإيمان والميزان مما يحصل به الفرقان ايض كما يحصل بلقرآذ؛ وإذا أنزل القرآن
حصل به ؛ الإيمان والفرقان + ونظير هذا قوله : «َوْلَفد آنا مُونَىْ وَعَارُونَالتُزْفَانٌ
على فرعن » كما في قوله : (! ا
[الأتفال : 41] -
النور هو محمد عليه الصلاة والسلام » وقيل : هو الإسلام » وقوله : ََدْ جَاءَكُمْ
بُزْعَانُ ِنْ رَبُكُمْ ورا ورا تين [النساء : 174] قيل : البرهان اهو محمد
ب , وقيل : هو الحجة والدليل + وقيل : القرآن والحجة . ِ
والدليل يتناول الآيات التي بعث بها محمد فيه لكنه هناك جاء بلفظ اتينا
وجاءكم » وهنا قال : شَونْزّلَ القُْثَانَ» جاء بلفظ الإنزال » فلهذا شاع بينهم أن
القرآن والفرقان يحصل بالعلم والبيان كما حصل بالقرآن » ويحصل بالنظر والتمييز
بين أهل الحق والباطل ي هؤلاء وينصرهم ؛ ويعذب هؤلاء ؛ فيكون قد فرق
بين الطائفتين كما يفرق المفرق بين أولياء الله وأعدائه بالإحسان الى هؤلاء ؛ وعقوبة
ابن عباس : يوم الفرقان : يوم بدر » فرق الله فيه بين الحق والباطل » قال ابن أبي
(1) الوالبي بكسر اللام وبالباء الموحدة منسوب الى والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أساد بن خزيمة.
وهو علي بن أبي طلحة سالم بن مخارق الوالبي مولى العباس بن عبد المطلب توفي سنة 1١7 + صلف تفسبر
قال ابن أبي حاتم . وروي عن مجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة والسدي ومقاتل ابن
حيان كذلك ؛ غير أن مجاهداً قال : : مخر. أ في الدنيا والآخرة ؛ وروي عن الضحاك
عن ابن عباس قال نصراً قال وفيع آخر قول اين عباس والسدي: نجاة .
به حقكم ؛ ويطفىء به باطل من خالفكم . وذكر البغوي عن مقاتل بن حيان قال :
مخرجاً في الدنيا من الشبهات . لكن قد يكون هذا تفسيراً لمراد مقائل بن حيان كما
ذكر أبو الفرج بن الجوزي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وابن قتية أنهم
قالوا : هو المخرج » ثم قال :والمعنى : يجعل لكم مخرجاً في الدنيا من الضلال +
وليس مرادهم» وإنما مرادهم المخرج المذكور َ يَجْمَلْ لَه
محْرَجا» والفرقان المذكور في قوله : وما
عن ابن زيد أنه قال هدى في قلويم يعرقون ب الحق من الباطل .
ونوعا الفرقان : فرقان الهدى والبيان » وهو النصر ؛ والنجاة : هو نوعا الظهور
السلطان في قوله : «َوَاجْعْل لي + صيرا» [الاسراء : 8] فهذا النوع
م [غافر : 6 ب لإ ص إل أثنه كينا 8
واليد » وفسر بالحجة والبيان ل
الي كانت َلَبْمْ» [الأعراف : 166 - 167] » ففرق بين المعروف والمنكر ؛ أمر
بهذاء ونهى عن هذا . وبين الطيب والخبيث » أحل هذاء وحرم هذا
ومن الفرقان أنه فرق بين أهل الحق: المهتدين المؤمنين المصلحين أهل
: الكفار والضالين المفسدين آمل ١
ب زه زا لات 3 لز
ِنْهَا » [ الأنعام : 0
ا رشقي ل
سبحانه بين الفرق بين أشخاص أهل الطاعة لله والرسول» والمعصية لهوالرسول»؛ كما
بين الفرق بين ما أمر به وبين ما نهى عنه
واعظم من ذلك أنه بين الفرق بين الخالق والمخلوق ؛ وأن المخلوق لا يجوز
أن يسوى بين الخالق والمخلوق في شيء فيجعل المخلوق ندا للخالق قا تغالى :3
له » [ ٠8 ] وقال تعالى : ي( هَل تَعْلَمْ له سَميُاً » [ مريم : 68 ] . وقال
وضرب الأمثال في القرآن على من لم يفرق ؛ بل عد بربه وسوى بينه وبين
فهو سبحانه الخالق العليم الحق الحي الذي لا يموت ؛ ومن سواه لا يخلق
وهذا مثل ضربه الله » فإن الذباب من أصغر الموجودات » وكل من يدعى من
وعن مغالبته أعجز وأعجز
والمثل هو الاصل والنظير المشبه به كما قال : و وَلَمّا ضُرِبٌ ابن ميم مكل ذا
يصدون أي يضجون ويعجبون منه احتجاجاً به على الرسول » والفرق بين
وقال في فرعون : ( فَجَمَلنَهُمْسَلفاً مث لآخرينَ 6 1 الزخرف : + ] أي
فلا يعمل بمثل عمله .
بلكُمْ [ النور : 34 ] © وهوما ذكره من أحوال الأمم الماضية التي يعبر بها ويقاس
15 اب 6 [ يوسف : ١١١ ]+ فمن كان من أهل الإيمان قيس بهم؛ وعلم أن الله
يسعده في الدنيا والآخرة ؛ ومن كان من أهل الكفر قيس بهم ؛ وعلم أن الله يشقيه في
الدنيا والآخرة ؛ كما قال في حى هؤلاء : ذ أكَْاركُمْ :
المُؤِْئِينَ » [ الأنبياء : 9]
. وقال م حبِتُم أن تَدخْلا الجن
يب » [ البقرة : 1١4 ] -
فلفظ المثل يراد به النظير الذ: يقاس عليه ويعتبربةويراد يه مجموع القياس ؛
يس : 8ا] أي لا أحد بجيواريض رت .
فمثل الخالق بالمخلوق في هذا النفي .فجعل هذا مثل هذا لا يقدر على إحيائها
سواء نظمه قياس تمثيل أو قياس شمول » كما قد بسط الكلام على هذا في غير هذا
الموضع » وبين أن معنى القياسين قياس بالشمول + وقياس بالتمثيل » وأن المثل
المضروب المذكور في القرآن » فإذا قلت : النبيذ مسكر وكل مسكر حرام ؛ وأقمت
الدليل على المقدمة الكبرى بقونه في : « كل مسكر حرام "© فهو كقوله فيه قياساً
() دس يك ورد فيشري وسلم والنسائي عن عائشة رضي الله عنها . وفي الباب عن عدد من
الصحابة ؛ اتظر ؛ جامع الأصول » الحديث رقم (1347) زصتاع) رزداام) ر(71اع) ر(76اع) رر4قاع)
على الخمر ؛ لأن الخمر إنما حرمت لأجل الإسكار ؛ وهو موجود في النبيذ .
فقوله : ضرب مثل فاستمعوا له ؛ جعل ما هو من أصغر المخلوقات مث ونظيراً
خلق ما سواه » فيعلم بها من عظمة الخالق » وأن كل ما يعبدون من دون الله في
السماء والارض لا يقدرون على ما هو أصغر مخلوقاته ؛ وقد قيل : إنهم جعلوا
ومَْلاءِ مُلوا المخلوق بالخالق » وهذا من تكذيهم ايام ا ل التكيلة
يسوون بين آلهتهم وبين الله في كل شيء » بل كانوا يؤمنون بأن الله هو الخالق
المالك لهم ,وهم مخلوقون مملوكون له؛ ولكن كانوا يسوون بيه وبينها في المحبة
والتعظيم والدعاء والعبادة والنذر لها » ونحو ذلك مما يخص به الرب ؛ فمن عدل بالله
غيره في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى فهو مشرك ؛ بخلاف من لا يعدلبه .ولكن
بينه وبين من لا يعترف بتحريم ذلك .
فصل
وهو سبحانه وتعالى كما يفرق ن الأمور المختلفة فانه يجمع ويسوي بين
الأمور المتماثلة ؛ فيحكم في الشيء خلقاً وأمرأ بحكم مثله ؛ لا يفرق بين متمائلين
ولفظ الاختلاف في القرآن يراد به التضاد والتعارض ذ لااقرادديه ترد علم
التمائل + + كما هو اصطلاح كثير من الْظّار ؛ ومنه قوله ف ول كان ين عن غَيْرٍ الله
يرا [ النساء : 87] وقوله : لإِنَكُمْ أفي فَوْل ِ
منهم مَن كفر >[ البقرة: 67 ]
وقد بين سبحانه وتعالى أن الس لا تتبدل ولا ت”: تتحول في غير موضع » وال هي
العادة التي تتضمن أن يفعل في الثاني مثل ما فعل بنظيره الأول » ولهذا أمر سبحانه
وتعالى بالاعتبار . وقال : ( في قَصَصِهِم عِبْرَةٌ لأولي الألْبّاب 6[ يوسف :
والاعتبار أن يقرن الشيء بمثله ؛ فيعلم أن حكمه مثل حكمه ؛ كما قال ابن
عباس : هلا اعتبرتم الأصابع بالأسنان . فإذا قال : « فَحْتَرُوا با أولي الّبصَار »
تويلا 4 [ الإسراء 77-7 ]2
وقال تعالى ين ٍّ لمان َال ف كي رض والسرحِنُونَ في
* سُةَ الله في يلا > [ الأحزاب :
«حكتقي
وهذه الآية أنزلها الله قبل الأحزاب و ر الإسلام وذل المنافقين .فلم يستطيعوا
وبهذا يجيب من لم يقتل الزنادقة ويقول إذا أخفوا زندقتهم لم يمكن قتلهم +
[ الأحزاب :37-31 ] +
لس لل ني لين خلزا ين قل
قال السدي : كان النفاق على ثلا أوجه » نفاق مثل ثفاق عبد الله بن أبي
وعبد الله بن تفيل » ومالك بن داعس » فكان هؤلاء وجوهاً من وجوه الأنصار . فكانوا
قال السدي : هذا حكم في القرآن ليس يعمل به ؛ ولو أن رجلا أو أكثر من
ذلك اقتصوا أثر امرأ فغلبوها على نفسها ففجروا بها كان الحكم فيهم غير الجلد
والرجم أن يؤخذوا فتضرب أعناقهم .
قال السدي قوله ( سُنةٌ » كذلك كان يفعل بمن مضى من الأمم » قال : فمن
كابر امرأة على نفسها فقتل فليس على قاتله دية لأنه مكابر
أحدهما : أن يقتل دفعاً لصوله عنها ؛ مثل أن يقهرهاء فهذا دخل في قوله :
نزاع وتفصيل » وفيه قضيتان عن عمر وعلي معروفتان » وأما إذا فجر بها مستكرهاً ولم
أحدهما أن يكون له شوكة كالمحاربين لأخذ المال ؛ وهؤلاء محاربون
ورأى أن هؤلاء أحق أن يكونوا محاربين . ١
عندهم المرأة أكرهوها » فهذا المحارب غيلة كما قال السدي يقتل أيضاً » وإن كانوا
جماعة في المصر ؛ فهم كالمحاربين في المصر ء وهذه المسائل لها مواضع
والمقصود أن الله أخبر أن سنته لن تبدل ولن تتحول ؛ وسنته عادته التي يسوى
ونظراءهم . وقال دبا افوس ا انيه موحي
البقرة : 114 ] وقال :
)١( رواه ابوداودرقم ( 17171 ) في السنة : باب فتال اللصوص + والترمذي رقم ( 871 ) في الديات : باب من قائل
دون ماله » والنسائي ١13/7 في المحاربة : باب من قاتل دون أهله + وابن ماجة رقم رقم ( +188 ) في الحدود ؛ بلفظ ؛ من
قتل دون أهله فهو شهيد » من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه ؛ وهو حدي