أما بعد : فبين يَدَي القّارئٌ الكريم هذه العقيدة الوسّطية النافعة الجامعة
لخلاصة اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة .
قال : ما جَعٌَ إِلَّ عقيدة الكلف الصّالح جميعهم » ليس للإمام أحمد
خِصَاسٌ بهذا ؛ والإمام أحمد إنما هو تبلغ العلم الذي جاء به الثبي عله
ولو قال أحمد من تلقاء نَفْسِه ما لم يجئ به السول لم تقبله ؛ وهذه عَقِيدَةَ
محمد عله ,0
© هذه د العقيدة الكنية الكلفية 6؛ هي عقيدة الكلف الصّالح ؛ الثُلقة
إنها العقيدة التي قَهَر بها شيخ الإسلام حُصُومه وتَحَدّاهم أن يأنوه بحرف
) 71١7 ( بذلك الحافظ الذهبي ؛ كما في « العقود الدرية » لابن عبد الهادي ص 0١»
+ ) ١78 ( و « الكواكب الدرية » للشيخ مرعي الحتبلي ص
(9) « المناظرة في الواسطية - ضمن مجموع الفتاوى 6 ( 7 / 134 ) +
(©) وصفها بذلك الحافظ ابن رجب كما في « الذيل على طبقات الخابلة 6 ( 3 / 343 ) +
« العقيدة الواسطية » لشيخ الإسلام بن قيمية _.
من جوع ؛ ولا يستفيد منها المرء إلا الحيرة والضياع !!
ومؤلفها : هو شيخ الإسلام ابن قيية » ناصر الشئة » وقمع الع + الإمام
يوذ عن الله » ور شول قث » وت أجمع عي لت الأمة ؛ فم كان في
البخاري ومسلم 996 .
والاظر إلى أحوال المعلمين في هذه لام وقد داعت عليهم الأ من كل
صَوْبٍ » وما غرق فيه المسلم من الذوبان في بَرَائِن الأفكار المدية الاصرة
وغيرها من العقائد الفاسدة » ول العلماء وطلبة العلم » وانتشار الجهل بين
واسط لشيخ الإسلام » وجعله ثُلِحٌ في أن يكتب له عقيدة تكون عُمْدةٌ له
+ ) 131 / 7 ( 6 المناظرة في الواسطية « )»(
ونشرها بين الناس . ولما وفنا الله تعالى للبداية في شرحها وتدَارسها مع إخواننا في
مسجدنا . رأيت أن من الواجب أن نعتني بتحقيق نَصٌ العقيدة قبل الشُرح ؛
.١ الدرّاسة بين يدي العقيدة : حيث اشتملت على خمسة تُصول تدور
». تحقيق النّص : حيث اعتمدت على أربع نسخ خطية » فاتخذت نسخة
الظاهرية أصلً وإليها الإشارة ب ( ظا ) » وأثبت في الهامش بعض الفروق
امهمة بينها وبين النسخ الأخرى » وذلك بينط صغير جدًا حتى لا يختلط
مشتركًا . كما رجعت إلى النسخة المطبوعة ضمن « مجموع الفتاوى 4 +
». الضبط والتنسيق والترقيم : حيث قمنا بضبطها كلها » ونشقنا عباراتها
ورقمنا فقراتها برقم مسلسل ؛ وذلك لكي تُسهل على الدارس والمتعلم فهمها
؛. التقسيم لأبواب وفصول مع وضع عناوين جانبية للتوضيح : وذلك
بالاستفادة من كلام شيخ الإسلام فيها ؛ حيث قمنا بتقسيمها إلى ستة أبواب وكل
باب تحته فصول ووضعت ذلك بين معقوفتين هكذا ز ] دون تنبيه في الهامش .
1 « العقيدة الواسلية » لشيخ الإسلام أبن تيمية.
وزيادة في الفائدة : وضعنا عناوين جانبية للفقرات ؛ ولم نجعلها في صلب
لمتن ؛ تسهيلًا على من أراد أن يحفظها ويفهمها بدون شرح .
أما مايراه القارئٌ من عناوين داخل المتن » أو بالبنط الأسود ؛ فهي من كلام
شيخ الإسلام؛ وإنما ميزته بالبنط الأسود والأحمر للتوضيح .
.٠ التخريج والتعليق : يشمل التخريج : عزو آياتها ووضع العزو بجوار الآية
تقليلًا للهوامش » وتخريج أحاديثها وبيان مرتبتها .
واقتصرت في الّعليق على نقل توضيحات لشيخ الإسلام نفسه لبعض
عباراتها مما اعترض عليه الخصوم في المناظرة فيها ؛ تاركًا التعليقات المتعلقة
بالفوائد والفرائد لشرحنا لها يشر الله اتمامه .
+. الفهارس المساعدة : وضعنا فهارس للآيات » والأحاديث ؛ والأعلام
والفرق والملل والنحل » والموضوعات
٠ الله تعالى يقر لي لي
» لت به القدم ؛ أو طَقَى به
المغفرة » وهو أهل الَو وأهل المغْفِرة ٠
تسميتها وسببها
© فُسمئ ب « العقيدة الواسطية » ؛ من جهة الّشبَة د وَاسِط » وهي بلد
سأل شيخ الإسلام بالحاج أن يكتبّ له عقيدةً تكون عُدةٌ له ولأهل بيته .
فهكذا سَكَامًا شيخ الإسلام ؛ في حكاية مُتاظرته فيها ؛ قال :3 .. ثم
وهو ابن يوسف الثقفي . الذي أنفق على إنشائها مبالغ كبيرة تبلغ خراج
العراق لمدة خمس سنين! . أما بقايا واسط اليوم : فهي تلول وخراب » تقع
في بلع من الأرض على 3 ميلًا شرقي الشطرة » وأيرز آثارها الشاخصة باب
(3) قيل : للعرب مبعة مواضع يقال لكل واحد منه واسط . « مراصد الاطلاع + ص (14184 -
١ ) . وراجع : مقدمة « تاريخ واسط » يقلم محققه : كوركيس عواد .
(©) قاله بحشل في « تاريخ واسط 6 ص ( 49 ) +
(4) مقدمة « تاريخ واسط 6 ( 17 ) +
دة الراسلية » لشيخ الإسلام أبن تيمية _
بين البصرة والكوفة ؛ لأن منها إلى كل واحدة منهما خمسين فرسخاً » ونقل عن
يحي بن مهدي بن كلال قوله : شَرَعَ الحماج في عمارة واسط في سنة “1/ه»
وهكذا كتب هذه التسمية شيخ الإسلام في بدايتها .
وَأَصْحَابه رضي الله عنهم » وهم ومَنْ ابعهم الفِقَةالتّاجية .. )0 .
فالجمع بين هذين الاسمين مهم جدًا . لا سيما وقد جاء في بعض النُسخ
الخطية لها ؛ كما سيأني .
) 1418( د معجم البلدان 6 ( 81م - 84م ) » وراجع أيضًا : د مراصد الاطلاع » ص )١(
+ ) ود الأنساب » للسمعائي م (796اه » ) ١717 ( و د معجم ما استعجم » للبكري ص
١ ) 177 ( حديث صحيح : يأني تخريجه )١(
+ ) 174 0/3 ( 6 المناظرة في الواسطية « )©(
دراسة بين يدي « العقيدة الواسطية * تا
أهل السنة وَسَطْ بين فرق الضلال والزيغ من هذه الأمةا'؟ !!
فيردٌ عليه : بأن ذِكر شيخ الإسلام لهذه الوسطية لأهل السنة والجماعة بين
فرق الضلال ليس مُختصًا بهذا الْسَتُفَ بل هو مذكور في غير موضع من
ولكان الأصح أن يقال : « العقيدة الوْسَطية » . من الوسّط" .
+ ) ١# ( نقل ذلك في « الأسعلة والأجوبة على الواسطية » للسلمان ص )١(
() ومن ذلك : رسالته الشهيرة المسماة 4 3 العدوية » أو « الوصية الكبرى 6 ( 3 / 77/7 د 9/8
ضمن مجموع الفتاوى ) » فقد ذكر فيها بتوسع : وسطية أهل الإسلام بين سائر الملل أولًا ثم
وسطية أهل السنة بين سائر الفرق ثانا . وراجع أيضًا : « منهاج السنة » ( © / 44 )
(©) راجع الكلام على معنى الوسطية في اللغة وفي استعمال الشارع في كتاب : « وسطية أهل السئة
بين الفرق ) (19- 18 )2
فالناظر في طريقة شيخ الإسلام في التصنيف يجد أنها كثيرًا ما تأني جابًا
لسؤال يرد إليه ومس الحاجة للإجابة عليه » لا سيما فيما يتعلق بالاعتقاد .
وفي ذلك يقول في بعض رسائله ردًا عَلَئ رسول نائب السلطان : « أنا لم
يصدر مني قط إلا جواب مسائل ؛ وإفناء مستفت » ما كاتبت أحدًا أبنًا » ولا
خاطبته في شيء من هذا ؛ بل يجيفني الرجل المسترشد المستفتي بما أنزل الله
على رسوله ؛ فيسألني مع بعده ؛ وهو مُخْترق على طلب الهدئ ؛ أفيسعني
في ديني أن أكتمه العلم » وقد قال النبي تَِلِ : د مَن سل عن عِلْم تمه ؛
عه الله يوم القيامة اما من نار ع" ؟1 . ّ
نعلي أن أمتنع عن جواب السترشد لأكون كذلك ؟ وهل بأمرني بهذا
السلطان أو غيره من المسلمين ؟ » اهل" .
(9) « مجموع فاوى شيخ الإسلام 6 ( 3 / 168 1942 )
دراسة بين يدي « العقيدة الواسطية *_ 7
شيخ الإسلام أن يكتب له عقيدة تكون عُمْدَةٌ له
نط تواحيها شيخ يقال له 3 وضع اين الواعلي »
من أصحاب المي قدم علينا حَاجًا ؛ وكان من أهل الخير ودين » وشكا
ما الئاس فيه بتلك البلاد ؛ وفي دولة ال من غلبة الجهل » والطُلم » ووس
الدّين والعلم + أي أن نكب له عقيدة تكون مدة لَه ولأل ينه
عقائد أئمة الشنة . فلح ف 1
5 شيخ الإسلام رحمه الله » في ممتاظرته فيها » وفي قوله في أولها :
الشام » امل .
والمناظرة في الواسطية كانت بداية المجلس الأول منها في 8 رجب سنة
في الواسطية 6 ( 7 / ١74 ) +
في الواسطية 6 ( * / 137 ) +