محذوراً » قالت طائفة من السلف : كان أقوام
يدعون المسيح وعزيراً والملائكة , قال الله
حال من يدعو الأنبياء والملائكة . فكيف بمن
دونهم ؟ .
وقال تعالى : ( أفحسب الذين كفروا أن
يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم
زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في
السموات ولا في الأرض ؛ وما هم فيهما من
شرك ؛ وما له منهم من ظهير . ولا تنفع الشفاعة
عنده إلا لمن أذن له > . فبين سبحانه أن من
دعي من دون الله من جميع المخلوقات من
الملائكة والبشر وغيرهم أنهم لا يملكون مثقال
هو سبحانه له الملك, وله الحمد ؛ وهو على كل
شيء قدير , وأنه ليس له عون يعاونه كما يكون
للملك أعوان وظهراء ٠ وان الشفعاء عنده لا
الشرك .
معاوناً وإما أن يكون سائلا طالباً , فالأقسام
الأول الثلاثة وهي : الملك , والشركة والمعاونة
منتفية ؛ وأما الرابع فلا يكون إلا من بعد
إذنه , كما قال تعالى : ل( من ذا الذي يشفع
عنده إلا بإذنه » وكما قال تعالى : م وكم من
ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من
بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى 6 وقال تعالى :
«لأم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا
له ملك السموات والأرض 4 وقال تعالى : الله
الذي خلق السموات والأرض وما بينهها في ستة
أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من
ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون » وقال تعالى :
وقال تعالى : ل ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب
والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من
دون الله ولكن كونوا ربانيين با كثتم تعلمون
تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد
إذ أنتم مسلمون 6 فإذا جعل من اتخذ الملائكة
والنبيين أرباباً كافراً فكيف من اتخذ من دونهم
من المشايخ وغيرهم أربابا ؟!
وتفصيل القول : أن مطلوب العبد إن كان
مثل أن يطلب شفاء مريضه من الآدميين
والبهائم أو وفاء دينه من غير جهة معينة ؛ أو
عافية أهله , وما به من بلاء الدنيا والآخرة +
وانتصاره على عدوه ؛ وهداية قلبه , وغفران
ذنبه , أو دخوله الجنة , أو نجاته من النار » أو
أن يتعلم العلم والقرآن ؛ أو أن يصلح قلبه
ويحسّن خلقه ويزكي نفسه ؛ وأمثال ذلك :
فهذه الأمور كلها لا يجوز ان تطلب إلا من الله
تعالى ؛ ولا يجوز أن يقول ملك ولا نبي ولا
شيخ - سواء كان حياً أو ميتاً - اغفر ذنبي +
عافني أوعاف أهلي أو دابتي ؛ وما أشبه
مشرك بربه . من جنس المشركين الذين يعبدون
الملائكة والأنبياء والتماثيل التي يصورونها
على صورهم , ومن جنس دعاء النصاري
للمسيح وآمه ؛ قال الل تعالى : ل( وإذ قال الله
يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوي
وأمي إلهين من دون الله » الآاية , وقال تعالى :
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
واحداً . لا إله إلا هو سبحانه عا يشركون ) .
وأما ما يقدر عليه العبد فيجوز أن يطلب
منه في بعض الأحوال دون بعض ؛ فإن
«مسالة المخلوق» قد تكون جائزة , وقد تكون
فانصب وإلى ربك فارغب © وأوصى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ابن عباس : « إذا سألت
فكان سوط أحدهم يسقط من كفه فلا يقول
لأحد ناولني إياه ؛ وثبت في الصحيحين أنه
صل الله عليه وآله ويسلم قال : « يدخل الجثة
من أمتي سبعون الفا بغير حساب , وهم
وعلى ربهم يتوكلون » والإسترقاء طلب الرقية ؛
وهو من أنواع الدعاء ومع هذا فقد ثبت عنه
صل الله عليه وآله وسلم أنه قال : « ما من
رجل يدعو له أخوه بظهر الغيب دعوة إلا وكّل
ولك مثل ذلك » ومن المشروع في الدعاء دعاء
غائب لغائب ؛ ولهذا أمر النبي صل الله عليه
فقال في الحديث : « إذا سمعتم المؤذن فقولوا
مثل ما يقول » ثم صلوا علي , فإن من صل علي
الوسيلة . فإنها درجة في الجنة لا ينبغي أن
تكون إلا لعبد من عباد الله , وأرجو أن أكون
له شفاعتي يوم القيامة » .
ويشرع للمسلم أن يطلب الدعاء ممن فوقه
وممن هو دونه , فقد روي طلب الدعاء من
الأعلى والأدنى ؛ فإن النبي صل الله عليه وآله
وسلم ودع عمر إلى العمرة ؛ وقال : « لا تنسنا
من دعائك يا أخي » ؛ لكن النبي صل الله عليه
وآله يسلم لما أمرنا بالصلاة عليه وطلب
الوسيلة له ذكر أن من صلى عليه مرة صل الله
في ذلك , وفرق بين من طلب من غيره شيئاً
لمنفعة المطلوب منه , ومن يسأل غيره لحاجته
وآله وسلم ذكر أويساً القرني وقال لعمر : « إن
استطعت أن يستغفر لك فافعل » وفي
الصحيحين أنه كان بين أبي بكر وعمر رضي
الله عنهما شيء ؛ فقال أبو بكر لعمر استغفر
لي ؛ لكن في الحديث أن أبا بكر ذكر أنه حنق
على عمر » وثبت أن أقواماً كانوا يسترقون ,
وكان النبي صل الله عليه وآله وسلم يرقيهم ٠
وثبت في الصحيحين أن الناس لما أجدبوا
سألوا النبي صل الله عليه وآله وسلم أن
الصحيحين أيضاً : أن عمر بن الخطاب -
رضي الله عنه - استسقى بالعباس فدعا +
قال للنبي صل الله عليه وآله وسلم : جهدت