كَل يما أمربه؛ وقام بتبليغ دعوته وأداء رسالته ودعاء الناس إلى عبادة الله
من الأذى والعنت والعناء والمكابدة من قومه ولكنه عليه الصلاة والسلام
صبروصابر فأيده الله بنصر من عنده وأيده بأصحاب آزروه وناصروه واتبعوا
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره » على المتينق كله ولوك
وبالغ في حماية جانب التوحيد؛ وتخليصه من وسائل الشرك وشوائبه؛
شوائب الشرك؛ بل تركهم كما قال يَية: «تركتكم على المحجة البيضاء
ليلها كنهارها لايزيغ عنها بعدي إلاهالك»'"؛ وبعد وفاته يِه حمل
صحابته الكرام رضي الله عنهم مشعل الخير والنور وقاموا بأمرالدعوة إلى
الله وحده لاشريك له» ففتح الله على أيديهم البلاد والقلوب» ونشروا
العقيدة الإسلامية في أرجاء المعمورة في فترة وجيزة لم يعرف لها التاريخ
مثيلاً؛ لكن طوائف الكفر والضلال من أعداء الإسلام لم يرضهم الحال
)١( رواه ابن ماجه (47) عن العرباض بن سارية؛ وذكره الشيخ ناصر الدين الألباني في
صحيح سنن ابن ماجه (41).
فأخذوا يكيدون للإسلام ويخططون لهدمه والقضاء عليه؛ فظهرالكثيرمن
التشيع؛ ثم الرفض» ثم ظهرت القدرية» ثم الإرجاء والتجهم ثم الاعتزال»
ثم الاشاعرة؛ ثم ظه رالتصوف وفرق الباطنية من القرامطة والنصيرية
والملاحدة وغيرها من فرق الضلال» ثم ظهرمن بعد ذلك ما يعككرصفو
توحيد العبادة فظهر التوسل بالصالحين ودعائهم وندائهم عند الشدائد
والتبرك بقبورهم والنذرلها والذبح لها والسفرإليهاء وغيرذلك من أنواع
الشرك ووسائله»؛ لكن من نعم الله على هذا الدين أن أتمه وأكمله؛ ثم
الذكر وإنًا له لحافظون» [الحجر/4]. وقال تعالى: #هو الذي أرسل رسوله
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولوكره المشركون» [الصف/4].
من خذلهم حتى يأتي أمرالله وهم كذلك»!"» فعلى مرالعصور والأيام
يهيء الله لهذا الدّين وهذه العقيدة أئمة علماء أعلام يقومون بنصرالعقيدة
ونشرها والدفاع عنهاء ورد كيد الكائدين وعبث المفسدين عنهاء ومن
هؤلاء الأئمة والعلماء الأعلام: شيخ الإسلام تقي الدين أبوالعباس أحمد
ابن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني» الدمشقي؛ الحنبلي»
الذي عاش في الفترة من 14-171 رحمه الله وأُسكنه فسيح جناته» فقد
)١( رواه مسلم (1478)) عن ثوبان رضي الله عنه.
تصدى للانتصار لعقيدة السلف أهل السئة والجماعة؛ وهي المبنية على
كتاب الله وسنة نبيه كَل فقام عليه رحمة الله منتصراً للحق ومدافعاً عنه
وناشراً له؛ قام رحمه الله بلسانه وقلمه وسنانه في وجه أعداء الإسلام» وبالغ
في الرد على فرق الأشاعرة والمعتزلة والجهمية؛ وصدع بالحق في وجوه
الرافضة والصوفية والباطنية من النصيرية والإسماعيلية والاتحادية وسائر
الملاحدة وفرق الضلال؛ وله رحمه الله معهم صولات وجولات» وقد
التشان وأُظه ررحمه الله شجاعة فاثقة وبطولة نادرة وكانت له مواقف
مشهودة وجهود محمودة» وقد أكثر رحمه الله التأليف حتى قال الذهبي
رحمه الله: «لا أبعد أن تكون مؤلفاته خمس مائة مجلدة»”'" قلت: وأغلبها
الباطبل» وقد أخرج من بلده دمشق؛ ثم تعرض للسجن مراراً حتى مات
في نشاطه» بل زاده قوة ونشاطاً ورغبة في تصحيح العقيدة وبيانها والدفاع
)١( العقود الدرية ص79
() منهم العلامة المحقق شمس الدين ابن القيم الذي سارعلى نهج شيخه في نصرة
العقيدة بياناً وإيضاحاً ودفاعاً؛ وترك رحمه الله مؤلفاتٍ نافعة نفع الله بهاء وقد طبع <
ونشروه وحافظوا على ما أمكنهم من كتبه؛ وإن كان بعضها أحرق وأتلف
من قبل خصوم» ولكن الله برحمته ومنته قد تكفل بحفظ هذا الدّين
وظهوره ونصر أنصاره فظه رالكثير منها بعد وفاة الشيخ رحمه الله» وانتفع
فقد طَيمَ منها١ فيما ُعلم ما يزيد على سبعين مجلداً» وما يزال البعض
ال لله أن يهي+ الأسباب لإخراجها وظهورها حتى يعم النفع بهاء
معتمداً فيما يكتب على كتاب الله وسنة رسوله» فسدده الله في أقواله ورزقه
الصواب في آرائه» ولاندّعي فيه العصمة ولكنها نعمة الله يمن بها على من
وقد رزقه الله بعد وفاته الذكر الحسن والثناء الجميل والدعاء؛ ولايزال
ذكره الحسن والثناء عليه والدعاء له إلى يومنا هذاء وهذا من علامات الخير
والفلاح» رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
هذا ومن نعم الله سبحانه وتعالى علي أن من عليّ بالحصول على
- ولله الحمد أكثرها وإن كان بعضها لايزال مخطوطاً؛ ومنهم العلامة المحقق محمد
ابن أحمد بن عبدالهادي» والعلامة المفسر عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كتين
وغيرهم ممن يصعب استقصاؤهم في هذه المقدمة الموجزة؛ رحمهم الله وجزاهم
عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
الله في العقيدة عنوانها: «قاعدة في توحيد الله وإخلاص العمل والوجه له
عبادة واستعانة».
ولما كان توحيد العبادة هوأصل الإسلام وقاعدته وه وأصل دعوة
لهذا التوحيد ودعوة إليه؛ ولمكانة مؤلفها شيخ الإسلام ابن تيمية ومنزلته
نشرعقيدة السلف وإحياء التراث السلفي القيم؛ هذا ولاأخفي قصور
كان فيه من صواب فمن ربي وله الحمد والشكن وما كان فيه من قصور
وخطأ فمنيء وأسأل الله التوفيق والسداد وأسأله أن يلهمني الرشد
هذا ولم أترجم لشيخ الإسلام رحمه الله وغفرله؛ نظراً لشهرته ومكائته
ولعلي في هذه المقدمة قد لمحت إلى شيء من جهوده وآشاره رحمه الله
وأسكنه فسيح جناته.
وفي الختام أُشكرالله سبحانه وتعالى الذي منّ علي بخدمة هذه
العقيدة ونشرهاء وأسأله سبحانه أن يجعل عملي هذا وكل أعمالي خالصة
قاعدة جامعة
السان
ثمأت الاخ ما ن الله السعيد الذى ساعدنى فى نسخ
ثم أشكرالأخ ماجد بن عبدلله السعيد الذي ساعدني في نسخ
مخطوطة الأصل وقام بطباعة امقدمتي للرسالة» على الكمبيوتر فجزاه الله
كما أشكرالأخ الفاضل الزميل الدكتور صالح بن محمد العقيل»
الذي أخبرني بوجود النسخة الخطية الشانية في مكتبة المخطوطات
وأشكرابني محمداً أصلحه الله وهداه؛ الذي ساعدني في المقابلة
والتصحيح وقام بطباعة هذه الرسالة على الكمبيوتن فللجميع الشكر
المدينة النبوية
كلية الدعوة؛ قسم العقيدة
قاعدة جامعة
7 صحة نسبة الرسالة لشيخ الإسلام.
٠ وصف النسخ الخطية لهذه الرسالة.
*_بيان عملي في هذه الرسالة.
هذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله» لم تطبع مستقلة -
فيا أعلم إلاطبعة واحدة عام 1744ه في مصربتحقيق الدكتور/
محمد السيد الجليند؛ بعنوان: «كتاب التوحيد وإخلاص العمل والوجه له
طبعت ضمن مجموع الفتاوى الذي جمعه الشيخ عبدالرحمن بن قاسم.
ولما كان شيخ الإسلام رحمه الله قد تكلم في هذه الرسالة على سورة
الفاتحة» ولما كانت هذه السورة العظيمة مشتملة على التوحيد أعظم
اشتمال فقد أأطال رحمه الله الكلام عليهاء وحيث إن الشيخ ابن قاسم
» صنفها ورتبها
لتفسيرثم الحديث
وهكذاء لهذا فإن الشيخ ابن قاسم رحمه الله أُخذ الجزء الأول منها وهوما
يتعلق بتوحيد الإلهية وجعله في قسم العقيدة (1/ 7١ -71) وأخذ الجزء
الباقي منها وهوالكلام على سورة الفاتحة وهوالكبير فجعله في قسم
التفسير (4 /١ 76-8 7)) وقد ذكر الدكتور الجليند في مقدمته ص17 أنه لم
يطبع منها في مجميع الفتاوى إلاجزء قليل» وذلك بسبب أنه لم يطلع
على بقية الريسالة في قسم التفسير وهذا القسم منها المتعلق بالتفسير قد
طَبْعَ من «دقائق التفسير» لشيخ الإسلام ابن تيمية؛ الذي طُُّمَ بتحقيق
الدكتورالجليند (137//7)؛ كما طبع ضمن كتاب: «التفسير الكبير؟ لشيخ
الإسلام؛ الذي طبع بتحقيق الدكتور/ عبدالرحمن عميرة (؟/144)؛ هذا
وييسر الاستفادة منهاء فقد عزمت على تحقيقها ونشرهاء يسرالله ذلك ونفع
به ورزقني المعونة والتوفيق والسداد إنه سميع عليم.
7-صحة نسبة هذه الرسالة لشيخ الإسلام رحمه الله :
نسبة هذه الرسائل لشيخ الإسلام رحيدة لله صجيحة ارالك لأموز
١-ذكرها تلميذه المحقق ابن القيم رحمه الله في رسالته: «مؤلفات
شيخ الإسلام رحمه الله» ص8 ؟ بعنوان: «قاعدة جامعة في توحيد
الشهادة» ويترجح عندي أنها هي هذه وإن اختلفت عن العنوان الكامل
للرسالة الذي ذكره شيخ الإسلام؛ لايعني أنها ليست هي؛ لأن توحيد
الشهادة هوتوحيد الله؛ فاختصارالعنوان أوذكره بمعناه لايدل على عدم
صحة النسبة كما هومعروف وقد ذكرالشيخ ابن قاسم رحمه الله أنها
تسمى «قاعدة في توحيد الإلهية» وجاء على غلاف النسخة (ب): «هذه
قاعدة في التوحيد».
"- أفاد منها تلميذ المؤلف المحقق ابن القيم رحمه الله في أول
كتابيه: «طريق الهجرتين وباب السعادتين» ولإغاثة اللهفان» ونقل منها