فإن أصدق الحديث كلام الله؛ وخير الهدي هدي محمد كَل
ضلالة في النار.
فهذه رسالة في الحب والبغض؛ وبيان الممدوح والمذموم
منهماء وبيان الضوابط الشرعية للحب الصحيح. سطرتها يراعة شيخ
الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - بأسلوبه الماتع» وعبارته السيالة
ي الله بالاعتناء بها وا وإخراجها للناس في زمن
ولقد استوقفتني رسالة أرسلها سعيد بن العباس أبو عثمان الرازي
المترجم له في الحلية 70/٠8 - © إلى إبراهيم بن عيسى الزاهدء؛
وهي في طبقات المحدثين لأبي الشيخ 344-747/7 ومما جاء
والزمان الذي لا تدري ذا المال من أين اكتسب ماله؛ أمن حلال
والزمان الذي كان أصحاب النبي كَيةِ والتابعون يخافونه؛ فقد
ابتلينا بكثرة الهوى والخصومات في الله؛ والمجادلة في القرآن» وقد
وأرجو - إن شاء الله لو لم يبق أحد في الدنيا إلا رجل واحد
وقد ينبغي يا أخي للعاقل أن يعرف أهل زمانه؛ ولا يأتمن على
غيره يكون حذراً؛ ويتوقع رسول رب العالمين عند كلّ نفس؛ وعند
والدنيا ميدان الله» والمؤمنون خيل الله: اليوم المضمار؛ وغداً
وأعلم يا أخي أن الأمر جدّ ليس بالهزل؛ واسأل الله أن يجعل
مرافقتك مع أبي بكر الصديق؛ وعمر الفاروق؛ ومع عثمان ذي
النورين» ومع علي بن أبي طالب أخي رسول الله؛ وابن عمه ختن
رسوله؛ وسيف رسوله» يبارز الأقران بين يدي رسول الله فَةٍ. فهؤلاء
الخلفاء الراشدون المهديون الذين عملوا بطاعة الله وبكتابه؛ وسنة
نبيه كل اه
وقد روى ابن بطة في مقدمة كتابه الماتع: «الإبانة» بعض الآثار
عن الصحابة والتابعين ومن ذلك ما رواه عن ابن عباس قال:. ما يأتي
وتموت السنن. (11) ص/77١ - 8
حمار ونحن على باب ابن لاحقء فوقف» فقال: أصبح مَنْ إذا عرف
ثم روى عن عبد الله بن مسعود قال: ذهب صفو الدنيا فلم يبق
إلا الكدر؛ فالموت اليوم تحفة لكل ملم .(17) ص1856 - /ا18ء
ثم قال الإمام ابن بطة العكبري معلقاً 187/1: «إخواني»؛
فاستمعوا إلى كلام هؤلاء السادة من الماضينء والأئمة العقلاء من
علماء المسلمين؛ والسلف الصالح من الصحابة والتابعين» هذه أقوالهم
والإسلام في طرافة ومطاوعة وعنفوان قوته واستقامته؛ والأئمة راشدون+
الدنيا وثمادها» .
ولقد قسمت هذه المقدمة إلى فصّلين:
الحب الصحيح» وغلامة الحب الصادق؛ والأسباب الجالبة لمحبة الله
للعبد» ولمحبة العبد لله تعالى .
الفصل الثاني: ترجمت فيه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وتكلمت فيه عن منهجنا في تحقيق هذه الرسالة.
الفصل الأول
محبة الله تعالى
حب الله تعالى شرط من شروط الإيمان» قال تعالى: #رَصِب
وقال 0 إل إن كد م آنا
يا انول نت ما رت ُ
فأبان بهذا أنّ حب الله وحبّ رسوله يله والجهاد في سبيله
فقد روى أنس بن مالك عن رسول الله كيه قوله:
«ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:
وأن يكره أن يعود في الكفر» كما يكره أن يوقد له نار
يكرت ضيم لحب البكم من الله عز وجل -» ومن أحب القرآن فقد
أحب الله - عز وجل .©
(1) رواه البخاري (13- 1١ - 3041 - 3441): ومسلم (47)» والترمذي (1374)
والنسائي 44/8 - 43 - 497 وابن ماجه (4:77)؛ وأحمد 107/9 1974
148 والطيالسي (1484)» وابن حبان 170 - 178) والبيهقي في الشعمب ؟/
+ واليغوي (11).
() شعب الإيمان 48/1©,
قال الحليمي”'": محبة الله اسم لمعانٍ كثيرة:
الثاني: الاعتقاد أنه محسن إلى عباده؛ منعم متفضّل عليهم.
والثالث: اعتقاد أنّ الإحسان الواقع منه أكبر وأجلّ من أن
يقضي قول العبد وعمله؛ - وإن حسنا وكثرا - شكره.
والرابع: أن لا يستقلّ العبد قضاياه» ويستكثر تكاليفه.
والخامس: أن يكون في عامّة الأوقات مشفقاً وجلا من إعراضه
والسادس: أن تكون آماله منعقدة به؛ لا يرى في حال من
الأحوال أنه غني عنه.
ذكره بأحسن ما يقدر عليه.
والثامن: أن يحرص على أداء فرائضه والتقرب إليه من نوافل
(1) المنهاج في شعب الإيمان 443/1 - /447؛ رشعب الإيمان 738/1 53
المشار إليه باسم محبة الله تعالى جده؛» اه.
قال الجنيد: سمعت الحارث المحاسبي - وسثل عن المحبة -
)١( الشعب ارجم*.
إحداهما: فرض لازم؛ وهي أن يُحَبٌ الله سبحانه محبة توجب
له محبة ما فرضه عليه وبغض ما حرمه عليه؛ ومحبة رسوله المبلغ عنه
أمره ونهيه وتقديم محبته على النفوس والأهلين - أيضاً -» والرضا بما
بلغه عن الله من الدين؛ وتلقي ذلك منه بالرضى والتسليم؛ ومحبة
الأنبياء والرسل؛ والمتبعين لهم بإحسان جملة وعموماً لله غز
وجل -.
فهذا القدر لا بد منه في تمام الإيمان الواجب؛ ومَنْ أخلّ بشيء
منه فقد نقص من إيمانه الواجب بحسب ذلك.
فإ المحبة الواجبة تقتضي فعل الواجبات وترك المحرمات.
فهذه الدرجة من محبة الله فرض واجب على كل مسلم؛ وهي
درجة المقتصدين أصحاب اليمين.
الدرجة الثانية: درجة السابقين المقربين»؛ وهي أن ترتقي المحبة