الأولى: نعم من الله تترادف عليه تترى من حيث لا يدري ولا يحتسب
والثانية: محن وابتلاء من الله تعالى يبتليه بهاء ففرضه فيها الصبر
وقد شرع الإسلام لتفريج الكروب وسائل كثيرة؛ ومن أهمها الدعاء
إلى الله والتضرّع إليه» ومن هذه الأدعية دعاء ذي النون» النبي الكريم يونس
وإني أقدّم للأخوة المؤمنين شرحاً لحديث دعاء ذي النون؛ سطره شيخ
الإسلام ابن تيمية؛ رحمه الله تعالى في هذه الرسالةء الفريدة في بابهاء
من الإخوة الاعتناء بها.
وكلما قمت بتحقيق كتاب لشيخ الإسلام» أجده جبلاً راسخاً في
العلم» وقدماً سباقاً لتحقيق المسائل وتدقيقها بما لا أجده عند غيره من
العلماء فهو بحر من العلوم» يحتاج المسلمون إلى الغوص فيه لنيل لآلئه
ودرره؛ وقد تطرق شيخ الإسلام في هذه الرسالة إلى مسائل مهمة في تفريج
معنى الدعاء» والفرق بين الدعاء والدعوة في القرآن الكريم.
- وبيّن شروط تفريج الكروب بالدعاء المذكور
- وبيّن أن التوبة تكون من فعل المعاصي وتكون من ترك الواجبات
- ويّن الصواب في مسألة عصمة الأنبياء؛ وضرب الأمثلة الموضحة
- وبيّن أنّ التوبة تصح من ذنب مع الإصرار على ذنب آخر بشروط .
السبب في أنّ الفرج يأتي عند انقطاع الرجاء عن الخلق.
ومسائل أخرى كثيرة؛ وضّح فيها الحق» وأبان فيها الصراط المستقيم؛
على الرغم من صغر حجم هذه الرسالة.
القاصي والداني؛ والقريب والبعيد؛ حتى لقب بشيخ الإسلام - رحمه الله
تعالى .
عملي في ن
هذه الرسالة موجودة في مجموع الفتاوى. المجلد العاشر من
"- خرجت أحاديثهاء ومعظم الآثار الواردة فيهاء مع بيان درجة
الحديث من حيث الصحة والضعف.
. عزوت الأقوال لقاثليها ٠
- قدمت لها بترجمة موجزة للمؤلف؛ مع تخريج واف للحديث
هذا فما كان من صواب فمنة من الله علي وفضل عظيم
وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان أستغفر الله منه .
ميزان حسناتي يوم ألقاه.
راجي عفو ربه
طرابلس الشام
ترجمة موجزة لشيخ الإسلام
رحمه الله تعالى
* ولد شيخ الإسلام في العاشر من ربيع الأول سنة 17١ ه في حران؛
وتحوّل به أبوه من حران إلى دمشق سنة 137 ه عند استيلاء التتار على
البلاد فنشأ فيها .
* كان أبوه من كبار العلماء في هذه الحقبة
استطاع شيخ الإسلام أن يلمّ بفنون الثقافة في عصره في وقت
ترجمته بالأعاجيب في ذلك.
كان مضرب الأمثال في زهده وترفعه عن شهوات الدنياء وكان مترقّعاً
* أخذ الفقه والأصول عن والده؛ وسمع من خلنى كثيرين .
* من تلاميذه الذين كانوا من بعده من أشهر رجال الإسلام: ابن قيم
الجوزية؛ والحافظ ابن كثيرء والإمام الذهبي وغيرهم.
* تناول شيخ الإسلام علوم عصره بالدراسة العميقة؛ ثم بالتأليف
ومن مؤلفاته: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان؛ وجواب
أهل العلم والإيمان» والجواب الصحيح» ودرء تعارض العقل والثقل؛ وبيان
تلبيس الجهمية وغيرها .
*# ولقد أثنى العلماء والأئمة على هذا الإمام؛ بشيخ الإسلام
ولقد أنصف العلامةٌ بهاءُ الدين بن السبكي حيث قال لبعض مَنْ ذكر له
ية إلا جاهل أو صاحب
هوى! فالجاهل لا يدري ما يقول؛ وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد
أدخل السجن آخر مرة في شعبان سنة 177 هء واعتقل بالقلعة ومكث
في السجن إلى أن توفاه الله في 77 من ذي القعدة سنة 1/78 ه.
الكلام في ابن تيمية: والله يا فلان» ما يبغض ابن ت
رحمه الله تعالى رحمة واسعة؛ وجزاه عن الدين خير ما جازى داعية
تخريج الحديث
وبيان صحته
هذا الحديث ورد من طرق عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى
-١ طريق يونس بن أبي إسحاق؛ عن إبراهيم بن محمد بن سعد؛ عن
رواه الترمذي في كتاب الدعوات»؛ باب (87) حديث رقم (500
والنسائي في عمل اليوم والليلة؛ حديث رقم (197) ص 416+
وأحمد في المسند 170/١ وفي أوله قصة .
والبزار في مسنده» حديث رقم (1660) 43/4 (كشف الأستار)
والطبراني في الدعاء»؛ حديث رقم )١74( 474/1
والحاكم في المستدرك ١ر قف و1/ 141 1747 4ف
والبيهقي في الشعب؛ حديث رقم (170) 7/١
والديلمي في الفردوس؛ حديث رقم (1418) 171/7
والمقدسي في العدة للكرب والشدة؛ حديث رقم )3١( ص 51١ وفي
أوله قصة
قلت: وقع في سنده اختلاف على يونس:
وقال محمد بن يوسف مرة: عن إبراهيم؛ عن سعد
ب - وروى غير واحد هذا الحديث عن يونس : عن إبراهيم بن سعدء
غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق؛ عن إبراهيم بن محمد بن
قلت: وقد تابع محمد بن مهاجر يونسآً عليه:
7- فقد رواه من طريق محمد بن مهاجرء عن إبراهيم بن محمد بن
النسائي في عمل اليوم والليلة. حديث رقم (1688) ص 419+
والحاكم في المستدرك 505/١
وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة؛ حديث رقم (7؟) ص 48-417 +
ومحمد بن مهاجر: قال البخاري: لا يتابع على حديثه
وقال الحافظ ابن حجر في تقريبه 1111/7
التهذيب 478/49
ن» ١ه. وانظر تهذيب
وله طرق أخرى:
٠ فقد رواه من طريق مصعب بن سعدء عن سعد: بلفظ: «من دعا
بدعاء يونس استجيب له»:
أبو يعلى في مسنده؛ حديث رقم 010 38/1
والحاكم في المستدرك 984/7
وابن عدي في الكامل 18/7 .
والبزار في مسنده؛ء حديث رقم (3149) 47/4 بلفظ حديث
إبراهيم بن سعد
والدورقي في مسند سعد» حديث رقم (17) ص 118
415 - 417/8 كثير بن زيد: ضعيف. انظر تهذيب التهذيب -١
وتهذيب الكمال 1147/7 والكامل لابن عدي 37/1 - 14 والتقريب
7- المطلب بن عبد الله بن حنطب: ثقة» إلا أنه كثير التدليسن
والإرسال» كما في التقريب 794/7 وانظر التهذيب 178/1١ - 174
والمراسيل ص ٠٠١4 والكاشف 1737/٠
؟ - ورواه من طريق أبي أمامة؛ عن سعد:
ابن السني في عمل اليوم والليلة؛ حديث رقم (47؟) ص 174
وابن عدي في الكامل 186/8
قال ابن عدي : حدّث بغير حديث عن الثقات منكر .
وقال: وهو مظلم الحديث.
انظر الكامل 186/8
© - ورواه من طريق سعيد بن المسيب؛ عن سعد:
الطبري في تفسيره» حديث رقم (1477/4) 24/4
تسمع قول الله تبارك وتعالى: تكاتئافي لشُنْسَبٍ أن لآ َه لآ أ مُبْحَتَكَ
وفي سنده علي بن زيد بن جدعان: ضعيف» انظر التقريب 77/7+
والمغني 447/7 والكاشف 148/1» وتهذيب التهذيب 7/ 174-717
ورواه الحاكم في المستدرك 1/ 903-005 من طريى عمرو بن بكر
السكسكي؛ عن محمد بن زيد؛ عن سعيد بن المسيب به.
وعمرو بن بكر متروك: متروك» انظر الكامل 145/8؛ والتهذيب
ل١//ه» والتقريب 17/7
فيصح الحديث بطريق سعيد بن المسيب عند الطبري» والطريق
الثالثة» والثانية والحمد لله تعالى؛ وهو أعلم بالصواب.