الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون»”'"»وقوله 8 : «من كتم علا
الجمه الله يوم القيامة بلجام من ناره".
وكان من نتيجة هذا السكوت وذلك الجهل» أن آل الأمر الى ارتكاب كثير
من الناس ما حرم الله تعالى ولعن فاعله؛ كما سيأتي بيانه؛ وليت الأمر وقف
عند هذا الحد! بل صار بعضهم يتقرب إلى الله تبارك وتعالى ى كثياً
من محبي الخبر وعيارة لمساجد منهم ؛ ينف أمالاً طائلةليقيم لله مسجداً؛ لكنه
أن 0 الأخير إن شاء الله هذا المسجد الذي هو في رأس شارع بغداد من
الجهة الغربية بدمشق» وهوالمعروف ب «مسجد بعيرا»» وفيه قبره» وقد بلغنا أن
الأوقاف مائعت في دفنه فيه أول الأمرء ثم لا ندري الأسباب ١
لة توفي أحد المفتين من الشافعية. فأراد ذووه
مسجد من المساجد القديمة شرقي دمشق» فيانعت الأوقاف أيضاً في ذلك فلم
يدفن فيه؛ ونحن نشكر الأوقاف على هذه المواقف الطيية؛ وحرصها على منع
الدفن في المساجد» راجين الله تبارك وتعاى» أن يكون الحامل لها على هذا المنع
هو رضاء الله عز وجل واتباع شريعته؛ ليس هو اعتبارات أخرى من سياسية أو
نوه في
ومنذ أيام ق
(1) حديث حسن» أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (147) والحاكم )1١7/1(
وصححه؛ ووافقه الذهبي .
البدع والمنكرات المزدحمة فيها! لا سها ووزير الأوقاف فضيلة الشيخ الباقوري
له مواقف كريمة؛ في محاربة كثير من هذه المنكرات وخصوصاً بناء المساجد على
القبور» وله في هذا الموضوع كلام مفيد سيأتي نقله في المكان المناسب إن شاء
الله تعال.
ومن المؤسف لكل مؤمن حقاً أن كشيراً من المساجد في البلاد السورية
وغيرها لا تخلومن وجود قبر أو أكثر فيهاء كأن الله تبارك وتعالى أمر بذلك ولم
يلعن فاعله! فكم تحسن الأوقاف صنعاً لو حاولت بحكمتها تطهير هذه المساجد
منهاء
ولست أشك أنه ليس من الحكمة في شيء مفاجأة الرأي العام بذلك» بل لا
بد من إعلامه قبل كل شيء» أن القبر والمسجد لا يجتمعان في دين الإسلام»
كما قال بعض العلماء الاعلام؛ عل ماسيأتي» وأن اجتاعهما معا ينافي إخلاص
التوحيد والعبادة لل تبارك وتعال هذا الإخلاص الذي من أجل
تبنى
أعتقد أن بيان ذلك واجب لا مناص منه» ولعلي أكون قد وفقت للقيام به في
بذكر مذاهب العلماء وأقوالهم المعتبرة» التي تدل على ذلك» وتشهد في الوقت
نفسه على أن الأثمة رضي الله عنهم كانوا أحرص الناس على اتباع السنة ودعوة
الناس إلى اتباعهاء والتحذير من مالفتها. ولكن صدق الله العظيم القائل؛
() سورة الجن آي 18 (1) سورةعريم 4ه
الفصل الأول: في احاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد .
اني : في معنى اتخاذ القبور مساجاد .
أن اتخاذ القبور مساجد من الكباثر.
الفصل الخامس : في حكمة تحريم بناء المساجد على القبؤر.
الفصل السادس: في كراهة الصلاة في المساجد المبنية على القبور.
الفصل السابع : في أن الحكم السابق يشمل جميع المساجد إلا المسجاد
النبوي .
وفي تضاعيف هذه الفصول» فصول أخرى فرعية» تضمنت فوائد هامة
نافعة إن شاء الله تعالى .
وقد سميت الرسالة:
(تحذير الساجدء من اتخاذ القبور مساجد) .
ذلك ما كنت كتبت في مقدمة الطبعة الأولى.
وإني لأسال الله تبارك وتعالى أن ينضع المسلسين بهذه الطبعة أكشر من
سابقتهاء وأن يتقبلها مني وسائر عملي الصالح قبولاً حستاً» ويجزي القائم على
دمشق في 17 جمادى الأول سنة 2147
أحاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد
١ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الل قة في
« فتح الباري 6
النبي يق في بيته؛ ألا وهوسد الطريق عل من عسى أن يبني عليه مسجداآ؛ فلا يجوز
الاصل» لان السنة الدفن في المقابر ولذا قال ابن عروة في الكواكب الدراري +
د والدفن في مقاير المسلمين أعجب إلى أبي عبدالله (يعني الإمام أحمد) من الدفن
في البيوت؛ لأنه أقل ضرراً على الأحياء من ورثته؛ واشبه بمساكن الآخرة؛ وأكشرى
ومثل قول عائشة هذا ما روي عن أبيها رضي الله عنهها» فأخرج
أبن زنجويه عن عمر مولى غفرة قال:
< للدعاه له والترحم عليه» ولم يزل الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبرون في
)١( رواه البخاري (©/ 156 و 148 و 8/ 114) ومسلم (17/7) وأبوعوانة
(1/ 244) وأحمد (3/ +8 و 171 و *18) والسراج في « مسنده » (©/48/ 1 عن
عروة عنها
وأحمد (1/ 148 و157) والبغوي في د شرح السنة » (ج ١ ص 416 طبع المكتب
الإسلامي) عن سعيد بن المسيب عنهاء
وسنده صحيح على شرط الشيخين
لات
سمعت رسول الله كل يقول: ما قبض الله نبي قط إلا دفن حيث
الفراش خطاء ثم احتمله علي والعباس والفضل وأهله ووقع القوم
في الحفر يحفرون حيث كان الفراش 9
-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللدؤقة :
«قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ".
و 4 عن عائشة وابن عباس أن رسول الله[ لما حضرته الوفاة
جعل يلقي على وجهه طرف خيصة" له؛ فإذا اغتم كشفها عن
(1) قال ابن كثير : وه ومتقطع من هذا الوجه؛ فإن عمر مولى غفرة مع ضعفه لم
يدرك أيام الصديق . كذا في « الجامع الكبير » للسيوطي (©/ ١/147 1)+
(1) رواه البخاري (177/7) ومسلم وابو عوانة وأبو داود (01/7) وأححمد
والسراج والسهمي في « تاريخ جرجان » (44©) وابن عساكر (1/377//14) عن
سعيد بن المسيب عنه؛ ومسلم أيضاً عن يزيد بن الأصم عنه . واخرجه عبد الرزاق في
« مصتقه » (409//1/ 1584) من الوجه الأول عنه؛ ولكنه أوققه .
(©) ثوب خز أو صوف معلم . كذا في النهاية 6
وجهه وهو يقول : « لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد. تقول عائشة : يجذر مثل الذي صنعوا » 0
قال الحافظ ابن حجر : « وكأنه 8 علم أنه مرتحل من ذلك
المرض» فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى» فلعن اليهود
والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم 6
قلت : يعني من هذه الأمة؛ وني الحديث الآتي (6) التصريح
ينهيهم عن ذلك؛ فتنبه .
تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها : مارية وقد
كانت أم سلمة وأم أتتا أرض الحبشة فذكرن من حسنها
كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداء ثم صوروا تلك
)١( رواه البخاري /١( 477 و 983/3 و8/ 1176) ومسلم (17/1) وأبوعوانة.
(1/ 644 والنسائي (1/ 116) والدارمي (016/1) وأحد (1/ 318 و 4/4؟ و
4 و 1758) وابن سعد في « الطبقات » (198/7). ورواه عبد الرزاق في
« المصنف » (1/ 03 1984/4) عن ابن عباس وحده.
الصور» أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة] يطو
قال الحافظ ابن رجب في دفتح الباري»:
«هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين+
منهيا محرم على انفراده؛ فتصوير صور الآدميين يجرم» وبناء القبور
على المساجد بانفراده يجرم؛ كما دلت عليه نصوص أخرء يأتي ذكر
سلمة كانت على الحيطان ونحوهاء ولم يكن لما ظل؛ فتصوير
الصور عل مثال صور الأنبياء والصالحين للتبرك بهاء والاستشفاع
أخبر النبي 8 أن أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة؛ وتصوير
الكبائر وفاعله من أشد الناس عذاباً يوم القيامة» فإنه ظالم ممثل
)116/1( رواه البخاري (1/ 4176 و 477) ومسلم (/17/ والنساثي )١(
المصنف » (4/ 146 طبع الهند) وأحمد (5/ 1ه طبع الكتب ١ وابن أبي شيبة في
الاسلامي) وأبوعوانة في « صحيحه » (1/ 400 -401) والسياق له وابن سعد في
الطبقات » (8// 340 - 141) والسراج في « مسنده » (48/؟) وأبو يعل في «
بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره. وانه تعالى ليس كمثله شي*
ذكره في «الكواكب الدراري» (مجلد 1/87/58).
قلت: ولا فرق في التحريم بين التصوير اليدوي والتصوير الآلي
والفوتوغراني» بل التفريق بينهما جمود وظاهرية عصرية» كما بينته في
كتابي «آداب الزفاف» (ص 1١6-٠١6 الطبعة الثانية طبع المكتب
٠ عن جندب بن عبدالله البجلي أنه سمع النبي ؤي قبل أن
يموت بخمس وهو يقول:
«قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء؛ وإني أبرأ '" إلى الله أن يكون
)١( أي أمتنع من هذا وانكره؛ والخليل هو النقطع إليه؛ قيل : هو مشتق من
الخلة؛ بفتح الخاء وهي الحاجة؛ وقيل : من الخلة بضم الخاء وهسي تخلل المودة في
القلب» فنفى يإ أن تكون حاجته وانقطاعه إلى غير الله تعالى. « شرح مسلم +