اعتمد من جمع بين الصحيحين أو ألّف في أحاديث الأحكام على متون مسلم
وأَعَادَةُ بإسشاده في (الطّب)!" بلفظ : سَحرّرسول الله ب رجلٌ
من بني زريق يقال له لَبيد بن الأعصم »
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وهذا من توادر ما وقع في
والبخاري رحمه الله فقيه النفس» دقيق النظر» يقتصر في كل موضع
على محل الشاهد» وينبه في الترجمة عليه؛ ولذلك أقول: في صحيح مسلم
صناعة حديثية ظاهرة» وفي البخاري صناعة فقهية أظهرء ولطالب الحديث
أن يقدم دراسة مسلم على البخاري؛ ولطالب فقه الحديث تقديم دراسة
)١( حديث رقم 778
(9) حديث رقم ؟5له.
(©) فتح الباري 2117/٠١
البخاري على مسلم» فإنَّ الحديثي سيستفيد من صياغة مسلم ومن حشده
المتابعات» ومن اعتنائه بالألفاظ ؛ أنواعاً من علوم الحديث؛ مثل: معرفة
العلل ومعرفة المتابعات والشواهد» ومعرفة الشاذ والمنكرء ومعرفة
الزيادات في الألفاظ .
بل وفي مقدمة مسلم فوائد مصطلحية؛ ومقدمات أصولية؛ لن يجدها
وأما الدارس لصحيح البخاري فسيرى تراجم فقهية؛ ومناقشات
لذلك فريما تصرف في الحديث الواحد ففرقه في مواضع» اكتفاءٌ بالشاهد في
كل محل» وكراهيةً من التكرير والتطويل فيُعَل
ولك أنْ تبحث في حديث جابر رضي الله عنه وقصته بعد القفول من
غزاة مع النبي يل على بعير مُبطىء» وقول النبي 86: بعنيه؛ وقوله له
أيضاً: هل تزوجت يا جابر؟ انظر في هذا الحديث كم مرة كرره؟ وكم ترجمة
ترجم عليه؟ ترى مصداق ما أقول ومثاله .
وما قيل عن الصحيحين ففي السنن مثله؛ فعناية أبي داود بالمتون
مذكور مع مسلم من حيث الاعتناء بالألفاظ» ولذلك قدّمه كثيرون في هذا
الباب» وهو مذكور مع البخاري أيضاً بما فيه من فقهيات» وتنبيه على مسائل
عن طريق التراجم» جعلث بعض الفقهاء يقول: يكفي المجتهد ما جاء فيه
بينسا سنن النسائي كتابٌ حديشي صيسرف؛ يهتم بالمتابعات
السنن الكبرى» فإنَُ ربما أفرد أبواباً في ذكر الموافق والمخالف؛ ثم يعقب
ذلك بالتصحيح أو التعليل» ولكن كونه كتاب سُننٍ فإنه لم يبخس جانب
المتن فيه .
كتب الفوائد
من الكتب التي تنصب العناية فيها على الأسانيد ومفردات الرواة كتب
والفوائد في اللغة: جمع فائدة؛ وهي استحداث مال أو خير!'؟؛ قال
وهي عند المحدثين : جمع غرائب الرواة؛ وعوالي الشيوخ.
فيُخَرَّج فيهًا الحديث من مسند الشيخ إذا وقع له عالياً أو كان غريباً؛
فإذا كان المتن مشهوراً لكن خالف في لفظهِ راو ما فإنهم عندئذٍ يقيمون
المتن» ويكون الحديث مسوقاً لأجل المخالفة أو الزيادة.
494/4 معجم المقابيس» لابن فارس )١(
ولذلك أقول: على الباحث إنعام النظر في متون هذه الأجزاء
الحديثية؛ والتأمل في الباعث على إيرادهاء ليعلم هل هي المقصودة من
سَوْقٍ الحديث» أم أنَّ المقصود هو الإسناد فقط .
ومن أشهر كتب الفوائد:
وفوائد ابن قائع» وفوائد الإخميني؛ وفوائد شيخ الإسلام الهروي؛ وفوائد
أبي بكر الشافعي» وفوائد العسال» وفوائد سمُويه» وفوائد العراقيين لابن
أبي الدنياء والفوائد الكبير لابن أبي حاتم والفوائد المنتقاة لابن الجوزي»
وفوائد الخلعي» وفوائذ أبي علي الصدفي» وفوائد ابن الفحام للسلفي +
وغيرها كثير تراه في كتب الفهارس وتراجم المصنفين!'".
جاء عن أبي بسطام شعبة بن الحجاج رحمه الله أنَُّ ترك رجلا لإكثاره
من الغرائب وروايتها .
فعن أمية بن خالد قال: قلت لشعبة: إنك تحدث عن محمد بن
عبيد الله العرزمي وتدع عبد الملك بن أبي سليمان؛ وهو حسن الحديث»
47 انظر: الرسالة المستطرفة ص )١(
+777 والكامل 7/5١7؛ والضعفاء للعقيلي +147/١ الجرح والتعديل )(
211/7 والجامع لأخلاق الراوي
وعقد الخطيب أبو بكر في كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع
باباً ترجمته: (استحباب رواية المشاهير» والصدوف عن الغرائب
والمناكير)'"؛ جاء
عن زهير أنه قال: ينبغي للرجل أن يدع رواية غريب الحديث» فإني
أعرف رجلا كان يصلي في يومه ماثة ركعة؛ ما أفسده عند الناس إل رواية
غريب الحديث» فظتناه يعني مُعَلَّى بن هلال
أحسن حديثه؛ أو أحسن ما عنذده.
قال أبو بكر الخطيب: عنى إبراهيم بالأحسن الغريب؛ لأنَّ الغريب
غير المألوف يُستحسن أكثر من المشهور المعروف» وأصحاب الحديث
اجتمعوا أن يُخْرج الرجل أحسن ما عنده؛ قال السمعاني: عنى بالأحسن
لكن وُجدت طبقة من المحدثين تَبَمَتْ فوائد الشيوخ» وغرائب
الأحاديث؛ وإن لم تُصنف فيه» كعلي بن المديني؛ كان ينزل إلى الأمصار
() انبل
تدريب الراوي 137/١
يتتبع غرائب أحاديث شيوخهاء ثم كأبي حاتم الرازي رحمه اللهء فإ كان
ثم ظهر التصنيف على هذه الطريقة في منتصف القرن الثالث» وانتشر
في القرن الرابع الهجري» وقد يكون الحافظ أبو بشر إسماعيل بن عبد الله
تلاه تلميذه الإمام الكبير الحافظ الجهبذ عبد الرحمن بن محمد بن إدريس
الحنظلي الرازي» المشهور بابن أبي حاتم» فقد ذكر ابن منده في ثبت
مصنفات ابن أبي حاتم كتاب الفوائد الكبير"'".
خيثمة (المتوفى سنة 47 7).
وأبو بكر النجاد (المتوفى سنة 44 9).
وأب بكر الشافعي (المتوفى سنة 4 99) وفوائدء هي الغيلانيات.
والمُركي (المتوفى سئة 77 ؟).
والذهلي (المتوفى سنة 71
وأبو أحمد الحاكم (المتوفى سئة 17/8).
وابن شاهين (المتوفى سنة 886).
(1) ذكره الذهبي في السير 748/17؛ والسبكي في الطبقات 7*7/9؛ ووفاة ابن
أبي حاتم كانت سنة 777
وفي التدوين في تاريخ قزوين ؟/ 487 روى حديثاً من هذه الفوائد .
فوائد المُزكي
من كتب الفوائد الدائرة بين المحدثين؛ ومن المشهورة في كتب
الفهارس والأثبات: فوائد أبي إسحاق المُرَكّي؛ وهي المعروفة
المُركيات» نسبة إلى المُركي +
وكان المُرَكّي مشهوراً بتتبع الفوائد» واقتناص الغرائب؛ حتى إن
ويظهر أن المُرَكّي جمع الفوائد في أجزاء كثيرة؛ ربما نافت على
العشرين جزءاً.
فقد ورد في ترجمة المُند: عبد القادر بن محمد بن علي بن عمر بن
نصرالله بن عبد الله الدمشقي الفراء» المعروف بابن القَمَر؛ أنه سمع من
أبي بكر بن عنتر الجزء السابع من حديث المُرَكَّي » كذا في ذيل التقييد »
وفي تهذيب الكمال للمزي» قال(" :
أخبرنا أحمد بن أبي الخير قال: أنبأنا أبو الحسن الجمال» قال:
أبو إسحاق المُرَكّي في الثالث عشر من فوائده.
ثم إنه نزل إلى بغداد فانتخب عليه الدارقطني غرائب فوائده» فحدّث
أحاديئهما كلمات يسيرة؛ هي كالمسمار في الساجء وكالهتّاء على لقب
وحسبك في بيان أهمية هذه الكلمات أن قائلها هو الدارقطني» ذو القدم
الراسخ في علم العلل ومعرفة الرجال.