ودعائه والانطراح بين يديه محبة وتذللاً.
ومن أفضل نعم الله تعالى علينا ومننه العظام التي لاتعد ولاتخصى
على بصيرة؛ لأنه لاتتصور العبادة الكاملة من غير معرفة بالمعبود
سبحانه؛ ومايليق به؛ ومايتنزه عنه. قال الله تعالى: أو لله الأسماء
وكلما ازداد العبد معرفة بريه وخالقه تعالى ازداد له محبة وخشية
العلماء».افاطر:118, وازداد بالتبع إمانه؛ وقوي يقينه.
وقد أوضح الله تعالى منزلة هذا العلم أيما إيضاح؛ فلاتكاد تخلو
آية من القرآن الكريم في أي موضوع كان دون ذكر اسم من أسمائه
تعالى الحسنى؛ أو صفة من صفاته العلياء والآيات والسور المشتملة
فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة هذه الأسماء
والصفات وتكون معرفته سالمة من داء التعطيل ؛ ومن داء التمثيل +
الذي ابتلي بهما كثير من أهل البدع المخالفة لما جاء به الرسول صلى
الله عليه وسلم ؛ بل تكون المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة؛ وماروي
عن الصحابة والتابعين لبم بإحسان. فهذه هي المعرفة النافعة التي
هذه الأسماء والصفات من خصائص؛ وتميزت به من نميزات. وقد
وردت بعض النصوص النبوية فيها الإشارة إلى الاسم الأعظم لله
النصوص تختلف من حيث الثبوت قوة وضعفاً؛ ومن حيث الدلالة
والبيان تصرياً وتلميحاً؛اختلافاً أدى إلى اختلاف مفاهيم العلماء في
ولقد اتخذت طوائف من المبتدعة الذين في قلويهم زيغ ماتشابه من
هذه النصوص مطية ذلولاً؛ ومنفذاً سهلاً؛ يلجونه إلى عقول البسطاء
كل مافي السموات وماني الأرض! وقد يلحقونه هذه الخاصية حتى بعد
ولم يتحقق هذا لأنبياء ا لله تعالى ورسله الذين هم صفوة خلقه
إلا لصرف الناس عن التعلق با لله تعالى والالتجاء إليه وحده ليتعلقوا
بهذه الأصنام البشرية. وترتب على ذلك أن صُرفت لهم من العبادات
وسيلة لانخداع البسطاء من الناس بالاعيبهم.
لبذا رأيت أن الموضوع جدير بالدراسة والتمحيص وجمع
النصوص الواردة فيه؛ مع بيان صحيحها من ضعيفهاء والوقوف على
أقوال العلماء في المسألة قديماً وحديثاً؛ ومناقشة أدلتهم» ومآخذهم في
الاستدلال بغية الوصول إلىالصواب» والله المستعان.
وقد قسمت هذه الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة»
أما المقدمة فكانت عن أهمية الموضوع والدوافع التي قادتني
والتمهيد عن معنى الاسم وأصل اشتقاقه؛ وعن الاسم والملسمى
والعلاقة بينهما.
والفصل الأول ويشمل مبحثين:
الأول: عن خصائص الأسماء الحسنى.
الثاني : عن التفاضل بين أسماء الله الحسنى» لارتباط موضوع
الفصل الثاني : عن مواقف الناس من إثبات الاسم الأعظم لله
تعالى. ويشمل المباحث التالية:
الثاني : المثبتة وأدلتهم.
مع جمع للأحاديث التي يمكن الاحتجاج بها على هذه
المسألة وتخريجهاء ثم مناقشة الأدلة.
الفصل الثالث: عن أقوال العلماء في تحديد الاسم الأعظم.
الثاني : عن القائلين بأنه يعلمه الخاصة من الناس؛ من الأنبياء
والأولياء. وبذيله الإشارة إلى اهتمام الصوفية بالاسم الأعظم.
الثالث: عن القائلين بتعيين الاسم الأعظم. واقتصرت على ذكر
ستة أقوال »هي الأقوى دلالة - في نظري - من مجموع الأقوال
الكثيرة؛ مع ذكر أدلة كل قول.
الرابع : عن مناقشة الأدلة ؛ وبيان الراجح بأدلته.
يلي ذلك تنبيه مهم حول الوسائل الأخرى غير الاسم الأعظم
التي بين الشارع أنها من أسباب أومواطن الإجابة؛ وهي أقوى أدلة
وأصرح دلالة من النصوص الواردة في الاسم الأعظم؛ مع الإشارة
إلى بعض آداب الدعاء وأكمله.
ثم ختم البحث بأهم النتائج التي توصل إليها الباحث؛ ثم
الفهارس العامة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار والمصادر
والمراجع ثم موضوعات البحث.
الوسع في بذل الجهد للوصول إلى الحق والصواب في مسألة هي على
وليس بي غنى عن متفضل يتكرم علي بدلالتي على مايقف عليه
من خطأ أو سهوء فالمؤمن مرآة أخيه ؛ والدين النصيحة؛ ورحم الله
امرأ أهدى إلي عيوبي. سائلاً المولى عز وجل أن ينفع به كاتبه وقارثه
وعموم المسلمين.
وكان الفراغ من تحريره فجر يوم الأحد الموافق للسادس من شهر
رمضان المبارك من العام الثامن عشر بعد الأربعماثة والألف من هجرة
المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ في مكة المشرفة حرسها الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
معنى الاسم وأصل اشتقاقه ؛
اختلف علماء العربية في أصل كلمة اسم على قولين:
(السمُو) والسمو: الرلعة'")؛ وقال الجوهري : والاسم مشتق من
تقدير أصله فقال بعضهم: فِخْلٌ؛ وقال بعضهم: فُمْلٌ. و(( أسماء
9 ماني القرآن واعرابه للزحاحي؛ أبي إسحاق إيراهيم بن السري (40/1) شرح وتحقيق د
عبدالجليل عبده شلي. ط.أرلى 408 هه ن. دار عالم الكتب بيروت» لبنان.
2 الصحاح . تاج اللغة وصحاح العربية «لا ماعيل بن حماد الجوهري (1787/17) ءات :أحمد
عبد الغفور عطار.ط. ثانية 1744ه . ن . دار العلم للملايين. بيزوت. وانظر لمسان العرب.
لابن منظور. جمال الدين محمد بن مكرم (ت:١الاه) (4 401/1) مادة (ضما) طاه7١. دار
قال أحمد بن يحيى ( ثعلب ): من ضم الألف أخذه من
وصل؛ وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة”""
- وذهب الكوفيون إلى أن الاسم مشتق من (الوسم) و(السمة) وهي
(©) - انر الصحاح (13287/1 ) ولسان العرب (401/14)»
الجامع لأحكام القرآن للقرطي محمد بن أحمد الأنصاري (ت:الاجه) »)1٠/1( ط ثالعة
اه ن. دار القلم.
الصحاح 0
(0) .انر الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين لأبي اللوكات الأنباري (ت:/الاده) (2/1) لد
بدون. المكتبة التجارية الكبرى. القاهرة.
(9) . قاعدة في الاسم والمسمى ضمن مجموع فتارى شيخ الاسلام ابن تيمية (1077/5). جمع: اين
القاسم وابنه. ط.أولى 748 ١ه.
وخالف في ذلك ابن حزم فزعم أن هذين القولين: (فاسدان -
منهماء ومااشتق لفظ (الاسم) قط من شيء؛ بل هو اسم موضوع
مثل حجر ورمل وخشبة ؛ وسائر الأسماء لااشتقاق لهال*".
الاشتقاق الخاص الذي يتفق فيه اللفظان في الحروف وترتيبهاء
لصاحبه (مسّمى) لا (موسوم )!*' . وذلك لأن العرب لاتعرف
»)1( سورة القلم آية )١(
.)34( سورة الفتح آية )9(
(©) - سورة الحجر آية (5).
(9) . الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الظاهري. علي بن أحمد بن سعيد (ت:481ه)
طاول 407 اه تحفيق:د. محمد إبراهيم نصر ود. عبدال رمن عميرة. ن.مكتبات عكاظ»
(ه/1770) وهذا مب على زعمه رحمه الله بأن الأسماء حامدة ممنزلة أماء الاعلام الي لاتدل على
معنىء وقد ردّ عليه شيخ الإسلام وأغلظ عليه القول. انظر شرح الأصفهانية (ص117-176):
(*) . مالم التزيل للبغوي (8/1 مجموع الفتارى (5//*؟)-
مأخوذ من (وَسَنْت)".
قال شيخ الإسلام مرجحاً قول البصريين: ((وهذا المنى
أخص ؛ فإن العلو مقارن للظهور؛ كلما كان الشيء أعلى كان
أظهرء وكل واحد من العلو والظهور يتضمن معنى الآخر؛ ومنه
قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (....وأنت
لأن الظهور يتضمن العلو والفوقية ؛ فقال: (( فليس فوقك
١ انر أسماء الله الححستى للشيخ عبد لله بن صالح الغصن. ط.أولى 417 ١ه. ن. دار الوطن.
() .- انظر تهذيب اللغة . لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ١17-17( ). تحقيق أسد البردوني
وآخر. ن الدار المصرية للتأليف والوجمة.
)©( الحديث أخرحه مسلم في ك : الذكر والدعاء. باب: سا يقول عدد الدوم وأخذ اللضجع ح:
)1١84/4(1717 وأبو داود في الأدب. باب: مايقول عند الدوم ح:0 73+ #(عون 47/17 )8
الرسسول صلسى الله عليسه وسمسلماج: 3871 (1710-1788/1) وأحمد في المممسند
(441/1 1440 7م). من حديث آبي هريرة رضي الله عنه.