هه ظاهرة ضعف الإيمان
الناس يشتكي من قسوة قلبه ونتردد عباراتهم : «أحس بقسوة في قلبي»
«لا أجد لذة للعبادات» «أشعر أن إيماني في الحضيض» «لا أتأثر بقراءة
القرآنه «أقع في المعصية بسهولة» وكثيرون آثار المرض عليهم بادية
وهذا المرض أساس كل مصيبة وسبب كل نقص وبلية
وموضوع القلوب موضوع حساس ومهم؛ وقد سمي القلب قبا
لسرعة تقلبه قال عليه الصلاة والسلام : «إنما سمي القلب من تقليه؛
إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرًا
لبطن»" . وفي رواية (مثل القلب كمثل ربشة بأرض فلاة تقليها الريع
وهو شديد التقلب كما وصفه النبي؛ صل الله عليه وسلم بقوله
(لقلب ابن آدم أسرع تقلبًا من القدر إذا استجمعت غليانا)'”". وفي
هو مقلب القلوب ومصرفها كما جاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه
3776 رواء أحمد 408/4 وهو في صحيح الجامع )١(
اه صحيح : ظلال
() أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة رقم 187
الجنة في تخريج السنة للألباني 1١7/1
(©) المرجع السابق رقم 13 وإسناده صحيح : ظلال الجنة 1١3/١
(8) زواه أحمد 4/9 وهو في صحيح الجامع رقم 5147
الأعراض - الأسباب العلام يج-
سمع رسول الله؛ صل لله عليه وسلم» يقول (إن قلوب بني آدم كلها
بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء) ثم قال
رسول الله؛ صل الله عليه وسلم : «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا
على طاعتك. :0
وحيث أن الله يحول بين المرء وقلبه» وأنه لن ينجو يوم القيامة إلا
الوعد بالجنة ل إمن خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. » كان
لابد للمؤمن أن يتحسس قلبه ويعرف مكمن الداء وسبب المرض
ويشرع في العلاج قبل أن يطغى عليه الران فيهلك والأمر عظيم والشأن
خطير فإن الله قد حذرنا من القلب القاسي والمقفل والمريض والأعمى
والأغلف والممكوس والمطبوع المختوم عليه .
وفبها بلي محاولة للتعرف على مظاهر مرض ضعف الإيمان وأسبابه
ويهديها إنه نعم المولى وهو حسبنا ونعم الوكيل .
)١( واه مسلم رقم : 1664 ط عبد الباقي
الأعراض الأسباب العلاد هه
أولا : مظاهر ضعف الإيمان
إن مرض ضعف الإييان له أعراض ومظاهر متعددة فمنها:
)١( الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات: ومن العصاة من
يرتكب معصية صر عليها ومنهم من يرتكب أنواعًا من المعاصي» وكثرة
الوقوع في المعصية يؤدي إلى تحوها عادة مألوفة ثم يزول قبحها من القلب
معافى إلا المجاهرين؛ وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا
بات يستره ربه وبصبح يكشف ستر الله عنه)١)
() ومنها: الشعور بقسوة القلب وخشونته: حتى لبحس إلانسان أن
قلبه قد انقلب حجرًا صلذًا لا يترشح منه شيء ولا بتأثر بشي + والله جل
وعلا يقول ثم فست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد
موعظة الموت ولا رؤية الأموات ولا الجنائز. وربما حمل الجنازة بنفسة؛
)١( رواه البخاري : فتح 283/1٠١ ط. دار الفكر
ظاهرة ضعف الإيمان
ان العبادات: ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة
زهاء وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكان؛
ب معين أتت به السنة فإنه لا يفكر في معاني هذا الدعاء والله
(4) ومن مظاهر ضعف الإييان: التكاسل عن الطاعات
فيها؛ وقد وصف لله عز وجل - المنافقين بقوله (وإذا قاموا إلى الصلاة
قاموا كسالى» [سورة النساء. آية: 143). ويدخل في ذلك عدم الاكتراث
لفوات مواسم الخير وأوقات العبادة وهذا يدل على عدم اهتيام الشخص
بتحصيل الأجر. فقد يؤخر الحج وهو قادر ويتفارط الغزو وهو قاعد؛
ويتأخر عن صلاة الجماعة ثم عن صلاة الجمعة وقد قال رسول الله
صل الله عليه وسلم : دلا يزال قوم بتأخرون عن الصف الأول حتى
يخلفهم الله في الناره!”". ومثل هذا لا يشعر بتأنيب الضمير إذا نام عن
في قضائه ولا تعويض ما فاته. وكذا يتعمد تفويت كل ما هوسنة أومن
944 رواه الترمذي رقم 3474 وهوفي السلسلة الصحيحة )١(
(1) رواه أبو داود رقم : 74 وهو في صحيح الترغيب رقم 95٠١
الأعهراض الأسباب !|
لأهراض - الأسباب العلا ©ه-
فروض الكفاية؛ فربا لا يشهد صلاة العيد (مع قول بعض أهل العلم
بوجوب شهودها) ولا يصلي الكسوف والخسوف؛ ولا يهتم بحضور
النقيض ثمن وصفهم الله بقوله: «إنهم كانوا يسارعون في الخيرات
ومن مظاهر التكاسل في الطاعات. التكاسل عن فعل السنن
الرواتب» وقيام الليل» والتبكير إلى المساجد وسائر التوافل فمثلاصلاة
الضحى لا تخطر له ببال فضلا عن ركعتي التوبة وصلاة الاستخارة
(9) ومن المظاهر: ضيق الصدر ونغير مزاج وانحباس الطبع حتى
أدنى شيء؛ ويشعر بالضيق من تصرفات الناس حوله وتذهب سماحة
«الإيمان: الصبر والسماحة»". ووصف المزمن بأنه: «يألف ويؤلف
ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف,"
(5) ومن مظاهر ضعف الإيان: عدم التأثر بآيات الفرآن. لا
)١( السلسلة الصحيحة رقم تفف 7/جم
(1) السلسلة الصحيحة رقم 877
- ظاهرة ضعف الإيمان
المصحف كاد أن يغلقه
() ومنها: الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى»
يمضي وقد وصف الله المنافقين بقوله : .ؤولا يذكرون الله إلا قليلاً»
(8) ومن مظاهر ضعف الإييان: عدم الغضب إذا انتهكت حارم
الله عز وجل لأن لهب الغيرة في القلب قد انطفاً فتعطلت الجوارح عن
الإنكار فلا يأمر صاحبه بمعروف ولا ينبى عن منكر ولا يتمعر وجهه قط
اللصاب بالضعف بقوله في الحديث الصحيح «تعرض الفتن على القلوب
نكت فيه نكتة سوداء [أي نقط فيه نقطة] حتى يصل الأمر إلى أن يصبح
كما أخبر عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث: «أسود مربادا [بياض
وكراهية المنكر واستوت عنده الأمور فما الذي يدفعه إلى الأمر والنبي +
144 رواه مسلم رقم )١(
الأعراض - الأسباب العلا
موادي الل ©-
بل إنه ربها سمع بلمنكر يعمل في الأرض فيرضى به فيكون عليه من
الوزر مثل وزر من شاهده فأقره كما ذكر عليه الصلاة والسلام في الحديث
مرة أذكرها كمن غاب عنباء ومن غاب عنبا فرضيها كان كمن
شهدها:'فهذا الرضا منه وهو عمل قلبي - أورثه منزلة الشاهد في الاثم
- الرغبة في الرئاسة والإمارة وعدم تقدير المسؤولية والخطر, وهذا
ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئس
الفاطمة؛!"". [قوله: نعم المرضعة أي أولها لأن معها المال والجاه واللذات+
وقوله: بئس الفاطمة أي : آخرها لأن معه القتل والعزل والمطالبة
بالتبعات يوم القيامة. ] وقال عليه الصلاة والسلام : «إن شئتم أنبأتكم
القيامة إلا من عدل» '"! ولو كان الأمر قيامًّا بالواجب وجل للمسؤولية
في موضع لا يوجد من هو أفضل منه مع بذل الجهد والنصح والعدل كما
1670 رواء الطلراني في الكبير 1/18/ وهوفي صحيح الجامع ©(
ظاهرة ضع الإيمان
فعل يوسف عليه السلام إذا لقلنا أنعم وأكرم ؛ ولكن الأمر في كثير من
الأحيان رغبة جامحة في الزعامة وتقدم على الأفضل وغمط أهل الحقوق
حقوقهم واستتثار بمركز الأمر والبي
محبة تصدر المجالس والاستتشار بالكلام وفرض الاستاع على
الآخرين وأن يكون الأمر له. وصدور المجالس هي المحاريب التي
يعني المحاريب »!"!
عبة أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم لإشباع حب التعاظم في
نفسه المريضة وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «من سره أن
وكان أرزنيا] فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله
صل الله عليه وسلم ؛ يقول «من أحب أن يمثل له الرجال قيامًا فليتبواً
مقعده من الشار»!”" ومثل هذا النوع من الناس يعتريه الغضب لو
(#) أي ينتصب ويقوم
(1) رواه البخاري في الأدب المقرد 41/7 انظر السلسلة الصحيحة /1ة*
(©) زواه أب داود رقم 0174 والبخاري ي الأدب المفرد 497 وهو في السلسلة
لاك ب -
طبقت السنة فبدىء باليمين» وإذا دخل مجلا فلا يرضى إلا بأن يقوم
«لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه؛ 0"
)٠١( ومنها: الشح والبخل ولقد مدح الله الأنصار في كتابه فقال
أويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة» وبين أن المفلحين هم
عليه الصلاة والسلام : «لا بجتمع الشح والإييان في قلب عبد أبداء "!
بقوله : «إياكم والشح فإنا هلك من كان قبلكم بالشح » أمرهم بالبخل
فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا»”". رأما
أبلغ من كلام الله في هذا الشأن قال عز وجل -: (ها أنتم هؤلاء
نفسه ولله الغني وأنتم الفقراء وإن ولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا
751/8 رواه النسائي : المجنبى 17/5 وهوفي صحيح الجامع )9(