ميس
ومال لا أذكر لعلماء الشرع الأعلام ؛ ولأهل السياسة من علماء التحقوق
بحث المصالح المرسلة والاستحسان »
وبهما يظهر اتساع الشرع لمصالح الناس فى كل زمان ومكان ؟
بين المصنف وجه اشتباه ما سموه البدع المستحسنة ؛ بالاستحسان الفقهى
والمصالح المرسلة . ثم كشف كل شبهة » وأزال كل غمة + فبين أن الدع
إن البدعة كيفما كانت صفتها استدراك على الشرع وافتيات عليه وأما مسائل
المصالح المرسلة والاستحسان فهى موافقة لحكمته ؛ وجارية على غير المعين *ن
عموم بيناته وأدلته . وقد أورد المصنف ما قيل فى تعريف ذينك الأصلين ووضح
ذلك بالشواهد والأمثلة . فلو أنك قرت جميع ما تتداوله المدارس الإسلامية عن
حب أمول الفقه وفروعه لانثنيت وأنت لا تعرف حقيقة المصالح المرسلة
حقيقة البدعة ؛ لا مقصودا
ومن أراد أن يعرف فضل الإسلام وسباحته؛ وشهولته ومروتت» فل ألم حي
ينبوعه . وليستعن على فهمه .ؤلاء الحكماء الذين يشددون فى إنكار البدع +
العبادات عليهم + أشد وأضر من ضلال من ينقص فى غير أصول الفرائض
عنهم » ويوسعون على الناس فى أمور العادات ؛ بناء على أصل الإباحة فى الأشياء
وإن ظن كثير من الجاهلين » أن هذا هو عين الجمود فى الدين © وجعله دينًا
خاصا بأهل البداوة » لايطيق احّاله أهل المدنية والحضارة » والأمر بالضد *
لله الأمر من قبل ومن بعد +
كان هذا الكتاب كنزًا مخفيًا لا توجد منه فى هذه الأقطار إلا نسخة بخط.
مغر فى كتب الشيخ محمد محمود الشنقيطى + المحفوظة فى دار الكتب الخديوية.
فاستخرجه مجلس إدارتها فى العام الماضى واقترح طبعه : فوافق ذلك رغبة صاحب
السعادة أحمد حشمت باشا ناظر المعارف لذلك العهد » وعهد إل بطبعه بشروط
بينها فى الكتاب الذى كتبه إل بذلك . وأرسلت إَّ دار الكتب الجزء الأول
منه منسوخًا نسخا جديدًا على أوراق «تفرقة لتجمع حروف الطبع عنها +
وتخريجا لحديث «بداً الإسلام غريبًا » الذى بنى عليه المصنف مقدمة الكتاب
على ذلك صديتى الأستاذ الفاضل السيد محمد الببلاوى وكيل دار الكتب الخديوية +
الذى يرجم إليه الفضل فى تصحيح الكتب.اانى تطبع على نفقتها ؛ وقلت له َ
يعز على أن يطبع هذا الكتاب النفيس من غير أن يصحح أصله ويعلق عليه شىء +
كنت فى سعة من وقتى لخرجت أحاديثه كلها ؛ وبذلت العناية بمراجعة كل نقوله
ل . فقال : نحن نرى من التوفيق أن يطبع
وما تيسر لى قراءة شىء من هذا الكتاب فى وقت فراغ ؛ بل كانت المطبعة.
تعرض عل الأوراق عند إرادة الاشتغال بطبعها ؛ فكنت أرى الغلط. فيه أنواعا :
(أحدها) ما أقطع بأن صوابه كذا كتحريف بعض الآيات » أو الأحاديث.
المعزوة إلى مخرجيها ؛ وتحريف أو تصحيف بعض الكلم + فأنا أصحح هذا
الذى لا يفهم المراد منه مطلقا » أو إلا بعد تأمل طويل .
يعبرون عنها بالأهلة أو الأفواس أو بدونها وقد تكون من حرف صغير ؛ ويرى
المصحح . ويرى فى بعض المواضع علامة الاستفهام أ عن كر ن هكذا (؟)
ذلك فى كل مواضع الغلط. المبهم +
وقد تركت تصحيح بعض الأحاديث والآثار التى أحفظها من كتب الصحاح
لم نطلع على كتبهم رواها ب المصنف . وكتبت بإزاء بعض ذلك علامة
الراجعة على أوراق الطبع + مريدا بذلك أن تعيده الطبعة إل للتأمل فيه أو
الكتاب الغربية ؛ فإذا رأت المعد مد للطبع موافقا لها طبعته ولم تعده إل » فيفوتتى
وجملة القول - إننى على ما أقامى من العناء فى تصحيح الكتاب - لا أدعى
أنه قد تيسر لى تصحيحه كما أحب وإما أقول : إنه يصحح تصحيحا نمكن
قات
التى لا يخل خفاؤها بفهم المسألة الى 'عرضت له فيها . فهذا هو الطريق الذى
وحسن الختام .
كتب فى ١8 شوال سنة 17
محمد رشيد رضا
متشىء امار
ترجمة الؤلف
إبراهم بن موسى بن محمد اللخمى الغرناطى أبو إسحق الشهير بالشاطى
الإمام العلامة » المحقق القدوة ؛ الحافظ. الجليل المجتهد » كان أصوليًا مفسرا +
مطلقا » بحاثاً مدققاً ؛ جدليًا بارعًا فى العلوم » من أفراد العلماء المحققين الآكبات»
الثقات » له القدم الراسخ + والإمامة العظمى فى الفنون
-فقها وأصولاً ؛ وتفسيرًا وحديثا ؛ وعربية وغيرها - مع التحرى والتحقيق ء له
استنباطات جليلة » ودقائق منيفة » وفوائد لطيفة » وأبحاث شريفة ؛ وقواعد
وأكابر الأئمة المتفننين
محررة محققة ؛ على قدم راسخ من الصلاح والعفة والتحرى والورع ؛ حريصاً
على اتباع السنة + مجانبًا للبدع والشبهة ؛ ساعيًا فى ذلك مع تثبت تام + ترقا
عن كل ماينحو للبدع وأهلها؛ وقع له فى ذلك أمور مع جماعة من شيوخحه وغيرهم
وله تاليف جليلة ؛ مشتملة على أبحاث نفيسة ؛ وانتقادات وتحقيقات شريفة .
قال الإمام الحفيد بن مرزوق فى حقه : إنه الشيخ الأستاذ الفقيه » الإمام
المحقق العلامة الصالح » أبو إسحاق . انتهى » وناهيك بهذه التحلية من مثل هذا
الإمام + وإنما يعرف الفضل لأهله أهله .
أخذ العربية وغيرها عن أئمة ؛ منهم الإمام المفتوح عليه فى قنها ما لا مطمع
والإمام الشريف رئيس العلوم اللساذ : أبو القاسم السبتى » شارح مقصورة حازم *
والإمام المحقق أعلم أهل وقته ؛ الشريف أبو عبد الله التلمسانى ؛ والإمام علامة
وقته بإجماع » بو عبد الله المقرى » وقطب الدائرة شيخ الجلة » الأمير الشهير >
أبو سعيد بن لب » والإمام الجليل » الرحلة الخطيب » ا الجد : والعلامة
المحقق المدرس الأصول + أَبوَسعل منصور بن محمد الزواوى : والعلامة اللفسر
المؤلف أبو عبد الله البلنسى » والحاج العلامة الرحلة ال
أبو جر الشقورى
العباس القباب +
والمفتى المحدث » أبو عبد الله الحفار/» وغيرم -
ن يكبار الأثئمة فى العلوم » وبالغ ف
اجتهد وبرع ؛ وفاق الأكابرء وا
التحقيق وتكلم مع كثير الأئمة فى مشكلات المسائل من +
وقاضى الجماعة الفشتائى » والإمام ابن نغرفة » والولى الكبير
خه وغيرهم +كالقباب
ى عبد اللهبن عباد .
وإمامته » منها مسألة مراعاة الخلاف أنى الذهب لا فيها له بحث عظم + مع
الإمامين القباب وابن عرفة . وله أبحاث جليلة فى التصوف وغيره . وبالجملة
فقدره فى العلوم فوق ما يذكر» وتحليع فى التحقيق فوق ما يشهر .
َف تواليف نفيسة ؛ اشتملت على تحريرات للقواعد» وتحقيقات همات
الفوائد : منها شرحه الجليل على الخلاصة فى النحو ء فى أسفار أربعة كبار »
فيا أعلم + وكتاب (الموافقات) فى أصول الفقه
مياه «عنوان التعريف بأصول التكليف» كتاب جليل القدر جد لا نظير له »
يدل على إمامته . وبعد شأ
فى العلوم مها علم الأصول . قال الإمام الحفيد
ابن مرزوق : كتاب الموافقات المذكور؛ من أنبل الكتب ؛ وهو فى سفرين +
)١( أشار الى هذه المقدمة ؛ فى المقدمةلثالثة عشرةمن كتاب الموافقاتء
وتاليف كبير نفيس فى الحوادث والبدع فى سفر فى غاية الإجادة سياه
(الاعتصام ) وكتاب (المجالس) شرح فيه كتاب البيوع من صحيح البخارى .
ا(عنوان الاتفاق » فى علم الاشتقاق) وكتاب أصول النحوء وقد ذكرهما معا
فى شرح الألفية . ورأيت فى موضع آخر أنه أتلف الأول فى حباته وأن الثانق
أتلف أيضا . وله غيرها . وفتاوى كثيرة .
دفع المضرة لا جلباً لمصلحة .. فحسي الله فى عقل وى دينى
أنشدهما تلميذه الإمام أبو يحبى بن عاصم له مشافهة .
أخذ عنه جماعة من الأئمة كالإءامين العلامتين : أ!
أبى يحبى بن عاصم الشهير
وان القاضى المؤلف ألى بكر بن عاسم » والشيخ أي عبد الله البيانى ؛ وغيرهم .
.وتوف يوم الثلاثاء ؛ ا
برحمه الله
وكان صاحب الترجمة ممن يرى جواز ضرب الخراج على الناس؛ عند
مضعفهم وحاجتهم ؛ لضعف بيت الال عن القيام بمصالح الناس كما وقع للشيخ
لمان فى كتاب الورع قال : توظيف الخراج على المسلمين من المصالح المرسلة »
بيت المال الآن عنه فهذا يقطع بجوازه الآن فى الأندلس » وإنما النظر فى القدر
امحتاج إليه من ذلك » وذلك موكول إلى الإنام . ثم قال أثناء كلام : ولءلك
تقول كما قال القائل + لمن أجاز شرب العصير بعد كثرة طبخه وصار ربا :
أحللتها والله يا عمر : يعنى هذا القائل أحللت الخمر بالاستجرار إلى نقص
الطبخ ؛ حتى تحل الخمر ننقالك . فإنى أقول - كما قال عمر رغى الله عنه :
وكان خراج بناء السور فى بعض مواضع الأندلس فى زمانه موظقًا على أهل
الموضع . فسثل عنه إمام الوقت فى الفتيا بالأندلس الأستاذ الشهير أبو سعيد
ابن لب ؛ فأفتى أنه لا يجوز ولا يسوغ » وأفنق صاحب الترجمة يبوغة »
بها الناس فيعطوها من عندهم ضاعت . وقد تكلم على المسألة الإمام الغزالل فى
كتابه © فاستوق . ووقع لابن الفراء فى ذلك مع سلطان وقته وفقهائه كلام
مشهور ؛ لا نطيل به .
وكتب جوابا لبعض أصحابه فى دفع الوسواس العارض فى الطهارة وغيرها :
«وصلنى جوابكم فيا تدفعون به الوسواس ؛ فهذا أمر عظم فى نفسه» وأنفع
عليه وترضون دينه ؛ ويعمل بصلب الفقه ؛ ولا يكون فيه وسوسة © فتجعلونه
فعلتموه رجوت لكم النفع + وإن تواظبوا على قول «اللهم اجعل لى نفسًا مطمثنة
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظم » فإنه نافع للوسواس ؛ كما رأيته فى بعض
المنقولات .
كان يقول : لا يحصل الوثوق والتحقبق شأ الرواية فى الأكيال ال:
ذوات روايات؛ فالكيل الشرعى تقريبا منقول عن شيوخ المذهب ؛ يدركه كل
أحد ؛ حفنة من البر أو غيره بكلتا اليدين مجتمعتين » من ذوى يدين تو
بين الصغرى والكبرى ؛ فالصاع منها أربع حفنات » جربته فوجدته صحيحاً
فهذا الذي ينبغى آن يعول عليه » لأنه مبنى على أصل التقريب الشرضق +
والتدقيقات فى الأمور غير مطلوبة شرعًاء لأنها تنطع وتكلف ؛ فهذا ما عندى
ومن كلامه : أما من تعسف وطلب المحتملات ؛ والغلبة باللشكلات ؛ وأعرض
عن الواضحات ؛ فيخاف عليه التشبه من ذمه الله فى قوله تعالى ( فَأما ١
التاليف المتأخرة فليس ذلك منى محض رأ » ولكن اعتمدته بحسب الخبرة
عند النظر فى كتب المتقدمين من التأخرين كابن بشيرء وابن شاس + وابن
الحاجب + ومن بعد ؛ ولأن بعض من لقيته من العلماء بالفقه © أوصاق
بالتحلى عن كتب المتأخرين ؛ وأتى بعبارة خشنة ولكنها محض النصيحة
والتساهل فى النقل عن كل كتاب جاء لا يحتمله دين الله . ومثله ما إذا عمل
الناس يقول ضعيف + ونقل عن بعض الأصحاب لا تجوز مخالفته » وذلك
مشعر بالتساهل جدا + ونص ذلك القول لا يوجد لأحد من العلماة فيا أعلم +