الذين كفروا بربهم يعدلون أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له 1
وبعث محمد كَل في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم اياقب ويزكيهم ؛
ويعلمهم الكتاب والحكمة. ففتح الله به آذاناً صماء وعيوناً عمياً وقلوباً غلفاً
وبلغ رسالة ربه أتم بلاغ وبين الناس ما نزل إليهم» وتركهم على المحجة
آتم صلاة وأكمل تسليم كلماءذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
المبينة لمبهم كلام الله ومجمله المقيدة لمطلقه؛ المخصصة لعمومة؛
المكملة لأحكامه.
يصح إسلام أحد حتى يؤمن بما جاء به محمد قَيةِ من الهدى والعلم
ويسلم به تسليما إفلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم
المسلمين بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله في فض نزاعاتهم وتسوية
واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلدً»".
ولم يجعل الله عز وجل لأحد كاثثاً من كان ١ خيرة في ترك شيء مما
أن يكون لهم الخيرة من أمرهم؛ ومن يعص الله ورسوله فقد ضل
وإن من أعظم ما ابتلى به المسلمون اليوم بعدهم عن هدى الله عز
وجلء فقد نبذوا- إلا من رحم ربك - كتاب الله وسنة رسوله وراء
الخسران المبين.
حفظ هذا الدين وخدمته وناضلوا عن كلام الله ورسوله» وجاهدوا في سبيل
ذلك أصدق الجهاد.
ولا يزال الله عز وجل يبعث لهذا الدين أقواماً؛ يؤمنون به؛ ويدعون
إليه؛ ينفون عنه تحريف الغالين» وانتحال المبطلين» وتأويل الجاهلين.
علماً من أعلام الفقه والحديث في القرن الثامن» وكان أمة في كثرة
التصانيف» شهد له بذلك الموافق والمخالف. وكتابه «تحفة المحتاج إلى
وموضوع الكتاب استدلال لما جاء في كتاب «منهاج الطالبين» للإمام
النووي من مسائل فقهية» ويعتبر كتاب «التحفة» أيضاً تخريجاً لاحاديث
الأحكام التي يستدل بها أصحاب المذاهب الإسلامية بصفة عامة والمذهب
الفن ك «نصب الراية» و «تلخيص الحبيره و «إرواء الغليل» ونحوها.
أهمية الكتاب: -
وتأتي أهمية الكتاب أول ما تأتى من مؤلفه الإمام ابن الملقن؛ فقاد
عظّمه أهل زمانه. وشهدوا له بالتقدم والرسوخ» ونعتوه بالحافظ» والإمام
وثالثاً: من موضوعه؛ فكتب أحاديث الأحكام على أهميتها - ما يزال
المطبوع منها قليلا. وأرجو أن يكون نشر «التحفة» خطوة صالحة في سبيل
إثراء المكتبة الحديثية بهذا النوع من الكتب؛ ثم إن في «التحفة» ما ليس
في غيره من الكتب المصنفة في أحاديث الأحكام؛ فقد أعياني البحث عن
مما جعلني "أقدم على تحقيق الكتاب ودراسته. وأرجو أن أكون قد وفقت.
عملي في الكتاب:
وقد قابلت الكتاب على نسخ ثلاث ؛ وخرجت أحاديثه وآثاره التي
بلغت رخمسة وعشرين وثمانماثة وألف حديثي ونقلت أقوال علماء الحديث
في الحكم عليهاء , وشرحت الغريب »وترجمت للأعلام بإيجان. ونبت
الناظر في الرسالة. وسجلت ما بدا لي من ملاحظات على الكتاب في هذه
الدراسة. وختمت البحث بالفهارس العلمية وقد بذلت جهدي في ذلك
أو عرج فأقامه أو نقص فأتمه. والمؤمن مرآة أخيه ولا يتم إيمان أحد
وبعد فإني أحمد الله الذي لا تحصى نعمه؛ولا تنقضى آلازه .على
إتمام هذا العمل؛ والرجاء أن يتقبله الله خالصاً لوجهه الكريم. ربنا تقبل
ثم أتقدم بالشكر الخالص إلى فضيلة الأستاذ المشرف على الرسالة
الدكتور/ إسماعيل الدفتار لقاء ما بذله معي من جهد وما أولى هذا البحث
من رعاية واهتمام .
وأشكر كذلك القاثمين على هذا الصرح العلمي الكبير وعلى رأسهم
الدكتور/ راشد بن راجح الشريف» والقائمين على مركز البحث العلمي+؛
وكل من ساعد في هذا البحث من الإخوة والزملاء.
«نبذة عن كتاب «المنهاج» +
يعد كتاب «المنهاج؛ واحداً بن أعظم مؤلفات الإمام شرف الدين
يحبى بن زكريا النووي ومختصراً من أعظم المختصرات الفقهية في
المذهب الشافعي تداولاً وانتشاراً.وقد اختصره مؤلفه من كتاب «المحرنة
للإمام أبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني ت ١33 .وأضاف
نصف حجمه؛ ليسهل حفظه. مع ما أضمه إليه إن شاء الله تعالى من
النقائس المستجادات» منها: التنبيه على قيود في بعض المسائل هي من
الأصل محذوفات. ومنها مواضع ة ذكرها في المحرر على خلاف
المختار في المذهب كما ستراها إن شاء الله واضحات» ومنها إبدال ما كان
جليات» ومنها بيان القولين والوجهين والطريقين والنص» ومراتب الخلاف
وقد لقي «المنهاج» اهتماماً بالغ من فقهاء المذهب الشافعي؛ وحظى
بعناية فائقة من علمائه؛ فتتابعوا عليه بين شارح له ومختصرء ومستدرك عليه
في مقدمة «المنهاج» ثم تعاقب عليه العلماء ومن أشهر من شرحه الإمام
ولابن الملقن عليه عدة شروح» وشرحه السيوطي ات 41١ ونظمه
وشرحه ابن حجر الهيشمي المكي ات 477 وشرحه مطبوع مشهور وغير
أما الذين حفظوه عن ظهر قلب فلا يحصون كثرة ومعظم الشافعية
يحفظه؛ وحسبك دليلاً على ذلك أن تتصفح أي كتاب في تراجم الشافعية.
وقد كنت جمعت حول «المنهاج» وما يتعلق به ما يزيد على خمسمائة
بطاقة ثم رأيت أن إثبات ذلك مما يضخم حجم الرسالة فضربت عن ذكره
مفلل وأرجو أن يكون في هذا التعريف الموجز كفاية وبلاغ .
ابن المُلقن المحدث
اسمة وئسبة:
هو عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد اللهء سراج الدين أبو
حفص الأنصاري الوادياشي الأندلسي التكروري المصري الشافعي ويعرف
اليمن» واشتهر أيضاً بابن الملقن تضم الميم وفتح اللام وكسر القاف
الحقيقي .
ولد بالقاهرة يوم الخميس في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول
سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. كما كتب ذلك بخطه'» ويرى الحافظ ابن
حجر أن ولادته كانت في يوم السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع
الأول وتابعه على ذلك ابن فهد في لحظ الألحاظ وابن تغرى بردي في
21٠١/6 الضوء اللامع )١(
804 إنباء الغمر وفيات سنة )3(
«المنهل الصافي؛) وابن العماد في «الشذرات») وغيرهم .
والصواب الأول كما رجحه السخاوي لأنه أعلم بنفسه من جميع من
كفالة الشيخ عيسى
المغربي أحد أصدقاء أبيه» وكان رجلا صالحاً يلقن الناس القرآن بجامع
هذه المنزلة العظيمة في ميدان العلم والمعرفة, التي لم تكن لتتهياً له أو
ليتهيا لها لولا هذه الرعاية الكريمة والحفاوة البالغة- بعد توفيق الله - من
زوج أمه.
ابتدأا الشيخ عيسى بتحفيظه القرآن فحفظه؛ ثم حفظ بعده «عمدة
الأحكام». وأراد أن يقرثه في مذهب مالك فاشار مل ابن جماعة صديق
أسمعه على الحافظين أبي الفتح ابن سيد الناس والقطب الحلبي.
بكليته. وسمع الكثير من المشايخ حتى قال: سمعت ألف جزء حديثية؛
وما زال يداب في التحصيل والطلب لا تفتر له عزيمة؛ ولا يهدأ له بال
حتى توفاه الله» يقول عنه تلميذه البرهان الحلبي الشهير بسبط ابن العجمي
إنه قرأ في كبره كتاباً في كل مذهب وانه أذن له بالافتاء فيه.
- إلى دمشق وحماة
البرهان الحلبي» فسمع من متأخري أصحاب فخر الدين بن البخاري كاين
أميلة وغيره» ونوه بذكره التاج السبكي؛ وقرظ له على جزء من تخريج
واستكتب له عليه الحافظ عماد الدين بن كثير» وارتفع قدره وطار صيته.
ولا ندري على وجه التحديد كم استغرقت هذه الرحلة ومتى عاد منها.
وقد كانت لابن الملقن رحلة أخرى إلى الحرمين الشريفين» ولعلها
كانت للحج؛ ومن الطبعي أن يلتقي فيها بعلماء الحرمين وطلبة العلم هناك
فقد ذكر السخاوي أنه شاهد بمكة | كتبها ابن الملقن في ذي الحجة
سنة إحدى وستين وسبعمائة.
«جامع التحصيل في أحكام المراسيل».
ولا شك أن لهذه الرحلات أثرها البالغ في بناثه العلمي؛ وصقل
فيها على عدد لا بأس به من المشايخ كما سنبين ذلك بالأزقام في ذكر
وصفه الحافظ ابن حجر تلميذه في «إنباء الغمره”"؟ بأنه كان مديد
1١1/7 الضوء اللامع )١(
804 في وفيات سنة )1(
القامة. حسن الصورة» يحب المزاح والمداعبة مع ملازمة الاشتغأل
والكتابة. حسن المحاضرة» جميل الأخلاق كثير الإنصافء شديد القيام مع
وكان يعتكف كل سنة بجامع الحاكم؛ ويحب أهل الخير والفقر
ويعظمهم ١.
كان من أعذب الناس الفاظاًء واحسنهم خلقاً. واعظمهم محاضرة
ويصفه ابن فهد بنحو ذلك
كان ابن الملقن صوفياً. ومن الذين لبسوا خرقة التصوف والبسوهاء
الحديث» فمرة ينتهي السند إلى أويس القرني عن عمر وعلي عن رسول
الله ؛ ومرة إلى عائشة رضي الله عنها - موقوفاً -!! وثالثة إلى علقمة عن
ابن مسعود عن رسول الله يَ8!!
2104/7 الضوء اللامع )١(
.700 لحظ الألحاظ: )©(
3١ المقاصد الحسنة: )4(