]١[ - الحكمة من إنزال القرآن
سثل الشيخ محمد عيده”'؟ رحمه الله تعالى عن قول العلماء:
القرآن يتعبد بتلاوته؟
فقال الأستاذ الإمام:
يصرحان في مواضع بخلاف هذا القول إذا أخذ على إطلاقة وجعل معناه أو
من معناه أن الله تعالى يطالب عباده
من الأحاديث ما يصف حال قوم يأتون بعد يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وقد
)١( محمد عيده بن حسن خير الله من آل التركمانيّ. مفتي الديار المصرية؛ ومن كبار رجال
التجديد والإصلاح. ولد في إحدى قرى مصر سنة 1737 وتعلّم بالجامع الأحمدئّ ثم
بالأزهرء وتصوّف وتفلسف؛ وعمل في التعليم وكتب في الصحف؛ وأجاد الفرنسية بعد
باريس فأصدر مع أستاذه وصديقه جمال الدين الأفغاني مجلة العروة الوثقى؛ لم سمح له
بالعودة إلى مصر فتولى عدة مناصب فيها كالقضاء وإفتاء الديار المصرية. وله عدة مصنفات»
وعليه عدد من الملاحظات الفكرية والعقدية تنظر في مظانها. توفي بالإسكندرية سنة 1777
وانظر «الأعلام»: 6/ 187 107
() أي فقطء وهذه الإضافة المقدرة لا بد منها حتى يستقيم الكلام على أصول الإسلام.
(©) سورة صء الآية: 14.
وإذا طالبت أحدهم بالفهم والتدبر أخذته العزة بالإثم واحتج عليك بكلمة قالها
فلان أو حلم رآ فلان» وهكذا انقلب على المسلمين وضع الدين؛ ثم هم يتعجبون
أو يترنم به ولا يلتفت إلى معناه ولا يكلف نفسه بإجابة ما طلب فيه؛ ثم يسأل
الرسول أو غيره: ماذا قال صاحب الكتاب فيه وماذا يريد منه؟ أيرضى المرسل من
المرسل إليه بهذا أم يراه استهزاء به؟ فالمثل ظاهر وإن كان الحق لا يقاس على
الخلق فإن الكتاب لا يرسل لأجل ورقه ولا لأجل نقوشه ولا لأجل أن تكيف
الأصوات حروفه وكلمه ولكن ليعلم مراد المرسل منه ويعمل به" .
]١[ - في حكم الدولة المسلمة التي لا تحكم
بالقرآن وحكم الشعب التابع لتلك الحكومة
© الهذرمة: السرعة في القراءة مع التخليط والإكثار. انظر «لسان العرب» هترم
(ه) شيخ الأزهر وأحد علماء مصر المكثرين من التصنيف. ولد بإحدى قرى الشرقية سئة 1778+
وحفظ القرآن الكريم؛ ودرس في الأزهر ونال شهادته العالية؛ ثم سافر إلى فرنسا ودرس غلم
النفىر والاجتماع وتاريخ الأديان بالسوربون؛ ونال الدكتوراه في التصوف ثم عاد إلى
مدرسا بالأزهرة لم عين لكلية أصول الدين فأميئاً عام لمجيع البحوث الإسلامية
فوكيلاً للأزهر فوزيراً للأوقاف ثم شيخاً للازهر. وعمل أستاذاً زائراً في عدة جامعات
إسلامية. توفي سنة 1748 رحمه الله تعالى: انظر: دذيل الأعلام: 113-116
«لا يوجد مسلم صادق يأبى أن يُحكم بالإسلام؛ سواء أكان هذا المسلم من
حلاوة الإسلام والإيمان.
والواقع أن الدول الإسلامية في الفترة الماضية كانت مكبلة بأغلال الاستعمار»؛
وكان أهلها مغلوبين على أنفسهم لا يملكون من أمرهم قليلاً ولا كثيراً؛ فرض عليهم
الاستعمار قوانين لا تمت إلى دينهم بصلة؛ وفرض عليهم نظماً اجتماعية غريبة على
جوهم الروحي؛ فلم يتمكنوا من أجل ذلك من التشريع لأنفسهم؛ ولكن الأمم
الإسلامية الآن والحمد لله قد نفضت رجس الاستعمار عن كاهلها وأصبحت تحكم
نفسها بنفسهاء ومن أجل ذلك بدأ المصلحون فيها ينادون بالرجوع إلى جوهم
الروحيّ وبيئتهم الدينية؛ إن الأصوات تتعالى بالنداء إلى تشريع قوانين نابعة من
الشرق ومن العروبة ومن الإسلام؛ إن رجال الإصلاح الآن وفيهم كثير من رجال
الحكم ينادون باتخاذ الدستور القائم على قواعد من الأخلاق الدينية؛ وبدأت
يهبىء لها جوّاً من الاستقرار تعمل فيه على إعادة الإسلام والمسلمين»”"
177-178 «تاوى الإمام عبد الحليم محمودة: ؟/ ©
التفصيل المعروف في أمثالهاء والله أعلم.
[*] - النُشرةل') والرقية!" بالقرآن وأسماء الله عز وجل
قال الشيخ ابن حجر الهيتمئ”"» كل تعالى:
«سثل بعضهم عن رجل صالح يكتب وَيَرْقِي ويعمل النشر؛ ويعالج أصحاب
الصرع والجنون بأسماء الله والخواتم”*" والعزائم'* وينتفع بذلك كله من عمله؛ ولا
«نوع من الى يعالج بها من كان يُ
وقال القرطبئ؛ رحمه الله تعالى: «اختلف العلماء في النُشرة - وهي أن يكتب شيئاً من أسماء
لله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه - فأجازها سعيد بن
العُيِب؛ قيل له الرجل يوخ عن امراتة انحل مه وينشر؟ قال لا بأس به؛ وما ينفع لم
قال ابن عبد البر: إن هذا محمول على ما إذا كانت خارجة عما في كتاب الله وسنّة
رسوله 88 وعن المداواة المعروفة؛ والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل فهي
كوضوء النبي ولا: «الجامع لأحكام القرآنة: 18/٠١ 14
الرقية في المُوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع رغير ذلك من الآفات؛
وقال اين حجر؛ رحمه الله تعالى: «أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة
شروط: أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسماته وصفاته؛ وباللسان العربيّ أو بما يعرف معناه
الطب: باب الرقى بالقرآن والمعوذات» حديث 91705.
الشيخ الملامة الإمام أحمد بن محمد بن عليّ؛ شهاب الدين بن حجر الهيتميّ بالتاء -
السعديّ الأنصاري» ولد في محلة أبي الهيتم بمصر سئة 5 ٠ تلقى العلم في الأزهرء وله
تصانيف كثيرة؛ ارتحل إلى مكة وصار مفتيهاء وبها توفي سنة 474 رحمه الله تعالى. انظر
الخوائم هي أشكال للكواكب والنجوم وغير ذلك تُنقش على فص خاتم؛ وقد ينقش على فص
الخاتم أعداد أو أرقام على هيئة مخصوصة؛ ويستعمل كل ذلك للتصرف في الكون بزعم من يفعل
هذا ء وهو نوع من السحر والشعوذة؛ انظر «فتاوى الإمام صديق حسن خانة 173-177
وقال أيضاً «العزائم: الرقى؛ وعزم الراقي كأنه أقسم على الداء» وعزم الحٌوّاء إذا استخرج
الحية تاو يلي اا انظر «لسان العرب»: ع ز م
أما الكتب للحمى والرقى وعمل النشر بالقرآن والمعروف من ذكر الله تعالى
فلا بأس به؛ وأما معالجة المصروع بالجنون بالخواتم والعزائم ففعل المبطلين؛ فإنه
إلى الاشتغال به(
[؛] - تعليق القرآن
على أبدان الرجال والنساء والصبيان
سثل سعيد بن المسيّب”" عن الصحف الصغار يكتب فيها القرآن فيعلق على
النساء والصبيان؟
يُخرز عليه"
وقال الشيخ صديق حسن خان؛
«وعلم العزائم مأخوذ من العزم وتصميم الرأي. .. وفي الاصطلاح: الإيجاب والتشديد
والتغليظ على الجن والشياطين بما يبدو للحائم حوله المتعرض لهم به؛ وهو نوع من
الفس. . اوى الإمام صديق حسن خان»: 177
111 «الفتاوى الحديثية»: )١(
ن حَزْن القرشيّ المخزوميّ؛ أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار» قال ابن
المديني: لا يُعلم في التابعين أوسع علماً منه؛ مات بعد سنة تسعين» وقد ناهز الثمانين.
انظر «التقريب»: 141
© وعاء ونحوه. انظر «لسان العرب»: لكي زر
وقال القرطبي في «الجامع لأحكام القرآ ١ 14 370: «قال مالك: لا بأس بتعليق
الكتب التي فيها أسماء الله عز وجل على أعناق المرضى على وجه التبرك بها إذا لم يُرد
[*] - منع تعليق التمائم ولو من القرآن
«من محمد بن إبراهيم”'" إلى الأخ المكرم فضيلة الشيخ عبد الملك سلمه الله:
جماعة أهل العلم؛ لا يجوز عندهم أن يُعلق على الصحيح من البهائم أو بني آدم شيء من
العلائق خوف نزول العين» وكل ما يعلق بعد نزول البلاء من أسماء الله عز وجل وكتابه
رجاء الفرج والبّرء من الله تعالى فهو كالرّقى المباح الذي وردت السنة بإباحته من العين
الضحاك أنه لم يكن يرى بأساً أن يعلق الرجل الشيء من كتاب الله إذا وضعه عند الجماع
وعند الغائط» ورخص أبو جعفر محمد بن علي في التعويذ يعلق على الصبيان؛ وكان ابن
وقال ابن جزيء الكلبي: «يجوز تعليق التمائم - وهي المُوذة التي تعلق على المريض
هكذا نقل القرافي. ويجوز تعليقها على المريض والصحيح خوفاً من المرض والعين عند
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ على قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
«التمائم شيء يعلق على الأولاد من العين» لكن إذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض
السلف وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه؛ منهم ابن مسعود رضي الله عنه».
فقال الشيخ عبد الرحمن؛ رحمه الله تعالى: «اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعين فمن
بعدهم اختلفوا في جواز تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته؛ فقالت طائفة:
يجوز ذلك؛ وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص؛ وهو ظاهر ما روي عن عائشة؛ وبه قال
ثم إن الشيخ عبد الرحمن نصر هذا القول الآخر واحتج له؛ انظر افتح المجيدة: ٠١8
.٠4 فالحاصل إذاً أن تعليق التمائم من القرآن على المرضى قال به أكثر العلماء كما ذكر
القرطبيّ وابن جزيء؛ وأن التعليق على الصحيح فيه الخلاف الذي ذكره الشيخ عبد الرحمن
آل الشيخ؛ وانظر الفتوى القادمة ففيها تفصيل أكثر.
محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف» من آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ فقيه حنبلي. ولد
لرابطة العالم الإسلامي ورئيساً لتعليم البنات. وفي سنة 1377 أنشأ «المكتدة السعودية ل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد:
فقد جرى اطلاعنا على خطابكم الموجه إلينا بخصوص ذكركم أن هيئة الأمر
بالمعروف بجيزان وجدت في الأسواق قطعاً معدنية على شكل أهلة أو نحوها مكتوباً
فيها آيات قرآنيا تباع لتعلق على الأطفال وغيرهم كتمائم يتقى بها العين والوحشة
وغيرهماء وتسألون عن الحكم الشرعي فيها.
الحمد لله:
روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده عن عقبة بن عامر”'" عن النبي و8 أنه
قال: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له؛ ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له» وفي رواية
له: «أن رسول الله كل أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد؛ فقالوا: يا
رسول الله بايعت تسعة؛ وأمسكت عن هذاء فقال: إن عليه تميمة فأدخل يده فقطعها
فبايعه؛ وقال: من تعلق تميمة فقد أشرك؛!"".
والتمائم شيء يعلق على الأولاد يُتقى به العين؛ وهذا المعلق إما أن يكون من
القرآن؛ أو من أسماء الله وصفاته؛ أو لا يكون؛ فإن لم يكن من القرآن ولا من أسماء
- العامة في الرياض وجمع فيها كتباً كثيرة. أملى من تصنيفه كتباً؛ وله الفتاوى المطبوعة في
ثلاثة عشر مجلداً. توفي سنة 1384 رحمه الله تعالى. انظر «الأعلام: /١ 09/707
)١( الجهني؛ صحابي مشهور؛ ولي إمرة مصر لمعاوية رضي الله عنه ثلاث سنين؛ وكان فقيهاً
فاضلاً مات قرب الستين» أخرج حديثه الجماعة. انظر «التقريب»: 348
( وثق الإمام الهيثمي رجال أحمد في الحديثين المذكورين: انظر «مجمع الزوائية: 103/8
© أخرج أبو داود بإسناده عن عمرو بن أن رسول الله يَيةِ «كان يعلمهم
من الفزع كلمات: أعوذ بكلمات الله ١! اطين وأن
ففي هذا الأثر جواز تعليق شيء من مأثور التعوذات النبوية على الأطفال ولو لم يكن من
القرآن أو من أسماء الله وصفاته» إلا إن نظر إلى بعض ألفاظ هذا الدعاء وأمثاله؛ إذ فيه
بعض من أسماء الله وصفاته والله أعلم انظر سنن أبي داود: كتاب الطب: باب في الرقى
وإن كانت من القرآن أو من أسماء الله وصفاته فقد اختلف علماء السلف في
حكم تعليقها؛ فرخص فيها بعض السلف وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص!"؟»
وظاهر ما روي عن عائشة”"ناء وأحد قولي الإمام أحمد. وحملوا الأحاديث
القرآن أو من أسماء الله وصفاته بالرقية.
وظاهر قول حذيفة؛ وبه قال عقبة بن عامر وابن عُكيم!".
قال إبراهيم النخعي"*: كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن.
والمراد بالكراهة في قول إبراهيم وغيره من السلف الصالح التحريم.
وهذا القول أعني تحريم تعليقها هو قول الإمام أحمد اختاره جمع من
الأول: عموم قوله كَي: «إن الرقى والتمائم والتوّلة شرك»؛ وقوله: «من تعلق
)١( أحد السابقين المكثرين من الصحابة؛ واحد العبادلة الفقهاء؛ مات في ذي الحجة ليالي
() عائشة بنت أبي بكر الصدّيق#» أم المؤمنين؛ أفقه النساء مطلقاً؛ وأفضل أزواج النبي فَيةِ
أخرج حديثه مسلم والأربعة. انظر «التقريب»: 314.
(4) إبراهيم بن يزيد النَجْعِيْ؛ أبو عمران الكوني ثقة إلا أنه يرسل كثيراً؛ مات سنة 45
حسن إن شاء الله تعالى.
صحيح واقره الذهب!*"» ولفظ أبي داود عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود”” أن
عبد الله بن مسعود رأى في عنقي خيطاً فقال: ما هذاء قلت: خيط رفي لي فيه»
ذلك عمل الشيطان يتخسها بيده”"" فإذا رقى كف عنهاء إنما كان يكفيك أن تقولي
كما كان رسول الله كَل يقول
الحافظ الكبير» الحجة» المفسر؛ أبو عبد الله بن ماجه القزوينئ مصنف السنن
والتاريخ والتفسير» وحافظ قزوين في عصره؛ ولد سنة 104 وتوفي سنة 1779 رحمه الله
تعالى. انظر «سير أعلام النبلاءة: 1797//173 - 181ء
(؟) محمد بن حبان بن أحمد؛ أبو حاتم الإمام العلامة الحافظ شيخ خراسان» التميميّ الدارميّ
التي صاحب الكتب المشهورة؛ ولد سنة به » وحدث عن خلق كثير+
توفي سنة 304 بمدينة بت رحمه الله تعالى. 1/6 1١
(©) محمد بن عبد الله بن محمدء الإمام الحافظ» الناقد العلامة؛ شيخ المحدثين» أبو عبد الله
وطلب منذ صغره؛ وصنف وخرج؛ وجرح وعدل: وصحح وعلل» وكان من بحور العلم
على تشيع قليل فيه؛ وله تصائيف حسنة؛ توفي سئة 108 رحمه الله تعالى. انظر المصدر
(4) محمد بن أحمد بن عثمان؛ شمس الدين أبو عبد الله التركماني الذهبيّ؛ الإمام الحافظ
محدث العصرء إمام الوجود حفظاً»؛ وذهب العصر لغة ومعنى؛ وشيخ الجرح والتعديل+
ورجل الرجال في كل سبيل؛ ولد سنة 377 وطلب الحديث وله 18 سئة وسمع بمدن
ة عن مشايخ كثيرين» وألف مصنفات حسنة جداً» وقرأ القرآن بالروايات وأقرأه؛ توفي
بدمشق سئة 48 بعد أن عمي رحمه الله تعالى. انظر «طبقات الشافعية الكبرى»: ١/4