الله » وهذا ما ينبا به الصحابئ الجليل حذيفة بن اليمان ف
صاحب سِرٌ رسول الله كَلةٍ حيث قال : « أول ما تفقدون من
تدخل مسجد جاعة فلا ترى فيهم خاشعًا» !0
بالقدر الذى حضر فيه قلبه وفكره ؛ فعن عمّار بن ياسر
ضى الله عنهما قال : سمعت رسول الله فَيْةِ يقول :
إن العبد لب فيتصرف وما تحب له من صلاقة إلا
آخر العدد» !؟
)١( صحيح : روا ابن أبى شيبة فى «المصنف » 4440 ١ وأبو عمره
الدانى فى « السنن 8 (9/ 074 وابن أبى عاصم فى « الزهد الكبير ؟ ص 174
بإسناد صحيح )184/7(
فإقبال المسلم على الله بقلبه شرط مهم أخبر عنه النبئ
كَلةٍ فقال ١ما من مسلم يتوضًا فيحسن الوضوء؛ ثم
له الجن م 0099
وفى ذلك يقول عمر طلا 3 الرجل لتشيب
عارضاه (؟ فى الإسلام + وما أكمل اللَهُ له صلاة +
قيل : وكيف ذلك؟ قال : يتم خشوعها ولا
وجهه علامة السجود أنه من الخاشعين ؛ وقد يذكر بعضهم
)١( صحيح : زوا مسلم 934/170) » وأحمد (148/4) + والتساثى
(48/1) عن عقبة بن عامر فق
() عارضاه : صَفْحْنَا حَذيه ؛ كذا فى «المصباح انير » 404/10)
(7) ذكره عبد الحق الأشبيل فى «الصلاة والتهجد » ص 185
قوله تعالى : ( سِيمًا يتا في تمه تنآ عير !'"
أبى حاتم فى « تفسيره ١ عن منصور ؛ عن جالعدين جَيْر د
وهو من أئمة التابعين ممن تلقّوا التفسير عن ابن عباس رضى
الله عنهما - بعد أن قرأ هذه الآية السابقة قال مجاهد : : أثر
السجود هو الخشوع . قال منصور : أليس هو الأثر الذى فى
الوجه ؟ فقال مجاهد : ربما كان هذا الأثر بين عينى من هو
أقسى قلبًا من فرعون » وأنه ليكونُ بين عينيه مثل ركبة العنز
ومن هذا المنطلق كانت الحاجة إلى نشر كتاب الحافظ
ابن رجب الحنبلى « الخشوع فى الصلاة » لتذكير المسلميز
المصلين بأهمية هذا الأمر ء
743 سورة الفتح + الآية )١(
«السنن الكبرى » 143/13 واللفظ لابن أبى حاتم كما فى « تشع البارى
مباحث مهمة
تتعلق بالخشوع فى الصلاة
ذهب جم من أثمة المسلمين إلى أن ضوع المرء فى
يُحقق السكينة والطمأئينة فى أفعالها وقد اختار ذلك
الإمام الغزال ؛ والقاضى حسين » وأبو زيد المرزوى من
ورجحه الإمام القرطبى من أئمة المالكية فى « تفسيرة» +
ومن الحنابلة الإمام ابن الجوزى » وعبد الله بن حامد »
وأبو المعالى من أئمة الحنابلة من أصحاب الإمام أحمد ء؛
ورجّحه الإمام ابن تيمية » وابن القيم فى بحث مُطوّل ©
( مصادر هذه المسألة هى : تفسير القرطى (104/19) + 2
وقد انتصر الغزال لهذا الرأى فى « إحيائه » ''" واحتجٌ له
بعد أدلة وآثار عن الصحابة والتابعين نذكر منها :
* ما روى عن معاذ بن جبل ش48 ؛ وابن عباس رضى
* وعن الحسن البصرى قال : كل صلاة لا يحضر فيها
القلب فهى إلى العقوبة أسرع ٠
* وعن عبد الواحد بن زيد - من أثمة التابعين - قال ؛
أجعت العلماء على أنه ليس للعبد من صلاته إل ما عقل
< * مجموع الفتاوى» لابن تيمية (97/ 2013 - 304) + « المبدع » لابن مفلح
/١( 4/7 -444) » « الفروع » له (1/ +78) 8 الإنصاف » للم روداى (118/1)
« كشف القناع » للبهوتى (1/ 747 » « المجموع » للشووى (/ 130 - 137+
«فتح امعين» (387/1) ؛ دسبل السلام » للصنعاتى (147/1) + « مدارج
السالكين » لابن القيم (117/1) » فتح البارى (174/7)
)١( « إحياء علوم الدين » للغزال (131/1
قال الإمام الغزالى بعد أن ذكر هذه الآثار وغيرها :
ذكر النووى وابن حجر عن الجمهور أنها تجزئه هذه
الصلاة وإن لم يحقق الخشوع فيها ٠ ولا يؤمر بالإعادة +
فالجواب عن ذلك أن نقول : حَفَّقَ الإمام ابن القيم هذه
المسألة فكان مما قاله :
«وأما الاعتداد بها فى أحكام الدنيا وسقوط القضاء +
السُن والأذكار جَوَابِر ومكمئلات لنقصهاء وإن غلب
عليها عدم الخشوع وعدم تعقّلها فقد اختلف القُقّهاء فى
وجوب إعادتها فأوجبها ابن حامد والغزال » وذهب أكثر
الفقهاء أن براءة الذمة تحصل بفعلها ١ وَيَْْطُ القضاء
(1) «مدارج السالكين » لابن القيم (211/1 - 658
وما أجمل ما قاله الإمام الغزالى - بعد تعقييه على رأى
من لم يذكر هذا الشرط - وهو الخشوع - لصحة الصلاة
بقوله : «اعلم أن الفُقهاء لا يتصرفون فى الباطن ولا
يشفُون عن القلوب » ولا يتكلمون فى طريق الآخرة » بل
ينون أحكام الدنيا على ظاهر أعمال الجوارح + وظاهر
الأعمال كافٍ لسقوط القتل أو التُزير من السلطان عمن
أدى الصلاة فى الظاهر » فأما ما ينفع فى الآخرة » وياب
عليه » فليس هذا من حدود الفق »!9 .
ذهاب العقل فى أمور الدنيا هل يبطل الصّلا
جع من أهل العلم فى وجوب الخشوع وحضور القلب فى
الصلاة ؛ هل يعنى ذلك أن المرء - كما يحدث فى الغالب -
أن نقول : لقد صرّح أهل العلم كابن المثير + والحب
ونيته » يريد بذلك وجه الله ؛ وأن يجتهد فى إحضار ذهنه
» وسائل الخشوع فى الصلاة :
إن السؤال الذى بات يشغل الكبرين منا - من أهل
الصلاة - هو : كيف نستطيع تحقيق الخشوع فى صلاتنا؟
واقف بين يديه ؟ فالجواب : أن ذلك يتحقق بعِدَّة أشياء
ذُكرت مفرّقة فى كتب أهل العلم منها :
158 - 134/10 انظر بالتفصيل : «فتح البارى» )١(
: إحضار القلب فى الصلاة - ١
ومعناه أنه على المصلْ أن يُفَرْغْ قلبه ما استطاع من
شواغل الدنيا وأمورها قبل أن يدخل فى الصلاة + فمتى
أهمّك أمرٌ حضر فيه قلبك ضرورة » فلا علاج لإحضاره
إلا صرف الهِمّة إلى الصلاة » وانصراف الهمّة تختلف
أحوالها قُوّة وضَعْفًا بحسب قوة الإيمان بالآخرة +
واحتقار الدنيا ؛ فمتى رأيت قلبك لا يحضر فى صلاتك +
فاعلم أن سبب ذلك ضعف الإيمان » فعليك أن تجتهد فى
» - التفهُم لمعانى القرآن وأذكار الصلاة :
عليه من كلام الله فى صلاته عملا بقوله تعال : #
آلقُرْيالتَ 4" . وكذلك يحاول أن يلاحظ معانى
14 : سورة محمد ء الآية )1(