محتوبيّات الكتاب
مقدمة الكتاب م ّ التسية سا سس ا ا "ا
القسم الأول
هؤلاء أرّخوا للبنان
-١ مقدمة
- من مؤرخي العصر العثماني الأول ..
١ من مؤرخي القرن التاسع عش ....
الفسد الثاني
من خبايا التاريخ اللبناني
ب المقرسة في جبل عامل
زاخر إلى مطبعة الأنسي
الاخبار إلى ثمرات الفنين
مجلة العرفان
- المدرسة «الحديثة» ..
- الشيخ احمد عباس الازهري ....
-١ الطريق بين بييوت ودمشق ...
١١ - أول مصرف في بيروت ....
١٠١ دور الكتب في لبنان ل بيب سن تتا الكت سناد اليا
٠ صلات لبنان مع المقرب العربي لات ا سس تا
القسم الثالث
؛ -_ ذكريات رضا التامر قلا
ّّ -سامي الصلح يحتكم إلى التاريخ كلا
موسى الزين شرارة ودفتر الذكريات الجنوبية 7
- محمد رشيد رضا في رحلاته افا
مذكرات جريح ٠ ا ييز لكل
و حت مسو ور و سا امداق ,لالب دا لد مني سس يذ 7
١ - سبعون ميخائيل نعيمة لاف
٠١ سوائح خمسين سنة فؤاد الخودي ا
القسم الرابع
لبنان في كتابات الآخرين
١ مادا كتبوا عن لبنان ... ممعيقز
1 ان في النقوش القديمة .. بستكا
٠ - دو لابروكييه الرحالة الحاج الدبلرمابي.
١١ - الاب دنديني في لبنان لجار
١١ - تبدل الأزمئة
٠ هنري مندرل في لبنان ...
٠ عالمان دمث ّ
محتويات الكتاب
١ - فواني في لبنان اتات مسيره سي" " دمجي ماخ
8 - رسائل من مهندس: : وليام مكسول . 0 سكيس 7
8 - وليام مكسول ود ال بلس في مغارة جعين . جيم خلا
٠ - القاياتي يزور لبنان ......... ل 7“
١ - لبنان في كتاب «القول الحق» .. 7
- مؤسس الجامعة الأميركية في بيبوت ... م
فهرس الأعلام .. 7:1
فهرس الأماكن .. حم«
وقد كان طريقنا على النحو التالي: صفد - منطقة الحولة - بانياس
الشيخ - شِبّعا - صيدا - جزّين - عمّاطور - بعقلين - دير القمر
عن طريق حلب - حماة - حمص - ب زحلة - دمشق - القاهرة. بالسيارة والقطار.
الاقدام فقد كان التصافنا بالارض وما فيها اقوى
السوداء (او ظهر القضيب) اعلى نقطة في بلاد الشام؛ في شمال لبنان.
(والاسم يسمع كثيراً في هذه اليّام) حتى اتذكّر نزولنا من قمة جبل الشيخ اليها في الليل. والدليل
قلبي تلفت وخفق». :
لبنانيات
فالوقوف على قنة جبلر الشيخ وقمة صنين وظهرٍ القضيب علّمني معنى كلمة ,الجبل الأشم»
و «الرقعة, و «الصمود»؛ والتنقل على مهل في ربوع الجمال ومغانيه في لبنان يوقها كان له معنى
غير المعنى الذي صار له قيما 8 هناك مقهى عند نبع العسل
(البردوني) في زحلة حقّا وادي عرائش. وكان النادل في المقهى المعرّش هناك يستهجن أن يطلب
أحد الزبائن وسكي أو بيرا. وقد روى لي لاعب البُزّق المعروف محمد عبد الكريم أنه زار وادي
العرايش مع بضعة اصحاب (حتى في سنة 14776). فطلب الجميع العرق وطلب محمد عبد الكريم
وما تلفت يمنة ويسرة, رايت التطوّر الذي أصاب لبنان وجيرائه خلالَ هذه القرون الطويلة
هذا كله تقوم كنيسة مار يوحنا ومسجد على مقربة مُنها. أ. هذه خلاصة للتاريخ الذي عرفته
(ثم بالزيارة الثانية المحدودة نسبياً) دوّنت وصفاً لما
(3) فوق جبل الشيخ
رابضاً على أطراف السهول الواسعة لأول مرة, إذ كنت مسافراً بالقطار من دمشق إلى حيفاء
جهتين مختلفتين, وبشكلين متباينين, وعرفت لذة الوصول إلى القمة؛ وادركت معنى الاستمتاع
بالأفق الواسع يشرفٌ منه المرء على الامور إشرافاً كليًا. فتغيب الجزئيات والصغائر أمام الكليّات
مقدمة الكتاب
إلى جبَّاتَا الزيت. كان طريقنا يمر في بقعة من أجمل بقاع البلاد,؛ إذ علينا ان نجتاز المنطقة التي
تقطعها روافد الأردن. وكان تل القاضي أجمل هذه الينابيع وأولها في طريقنا. فقد وصلنا إليه
ذ َ لم أدهم فتروزي لن؛ في كذير من الإيعان وكثير من اليقنين. أن عشرة
اجتزناها متعة تهيىء المرء السائر فيها لقبول ضيافة المساء في جبَّاتَا الزيت؛ إذ يصلها والشمس
قد جمعت آخر خيوط لها في الأفق. ونقضي بعض المساء في تحدث عن رحلة الغد. نعم, إلى قمة
اتا على طرفه الجنوبي. إن حلم الصبي على وشك أن يتحقق. ويتقدم القوم
اعنا بالعدول. فالطريق صعب المرتقى. والمسافة طويلة. والماء
سبيل إلى الحصول على دليل يرافقنا. ويرى مضيفنا أننا تسمع كلامه وكلام رجاله؛ دون أن نقبلٍ
في تنكتين, فقد لا نجد عند القمة ثلجاً نذيبه. لان ذوبان الثلج بدا مبكّراً تلك الستة, ولعله زال
سرنا بين كروم العنب اولاّ. لكن هذه لم تلبث أن انقطعت. واستعضنا عن رفقة الكرم
إلا بقية أعشاب ترعاما الماشية, التي تصطاف هناك مع رعاتهاء وترتوي من نبعة «معئون»
بعد عشر ساعات من السير, وجدنا أنفسنا على قمة جبل الشيخ؛ على قصر عنتر أو شيبوب»
وقصر شيبوب رمز البطولة الفذة, فعلى قمة جبل الشيخ اثر صغير كان رمز الآمال العربية. فهناك
راينا قطعة رخام منقوش عليها ذكرى زيارة المغفور له فيصل الأول لقمة جبل الشبخ ايام كان ملكاً
على سورياء
سامي العيد في العاشرة مساء, وآمامنا الدليل ومعه بغلته تحمل زادنا ودثار؛ فقد أتَِثْنَا ان البرد
غناءه الجبلي القوي العذب؛ وأخذ الوادي يردد صدى غنائه. فيبعتثُ سنا رهبة الجبل
إنها قرابة خمس ساعات, فإذا الدليل بصيح بانتا على وشك أن نصل وإذا بالطبيعة تقدم لنا
هذا الجهد دون أن أرى هذا المنظر الجميل,ٌ . الذي تتعاقب
عليه السنون فا ثبل جدثة: ولاتزيل أثره. بيت على نفسي أن أعطي جسدي حقه؛ وقمت بدور
وضح الذهار. ٍ
ولست أشك؛ وقد وقفت؛ ثانية, عند الفجر, على قمة جبل الشيخ, وهو من أكثر الجبال ارتفاعاً في
بلادناء ان ما يراه المرء من قمة جبل الشيخ اوسع من كل ما يرى من أي جبل آخر. وتنوع المناظر
شاسعة: ففي الغرب يخيل إليك ان البحر. بين جبل الكرمل وصور.
في الشمال الشرقي. انت تطل على دمشق وغوطتها التي تضم كل البقاع الخضراء على سيف
البادية. وثمة اللجاة ذات الصخور النارية؛ وحوران وسهوله الخصبة. وفي الجنوب الشرقي
الجولان وفوهاته البركانية
ابتسامة من يعرف ما يحْبّىء القدر لهذه الجماعة الصغيرة من متعة ولدّة. ولكنه اختفى دون
إنذار أو تحذير, حتى كدنا نتعثر في سيرناء في الجزء الأخير من القمة العنترية. وما إن استقرّ بنا
الخيط الأسود من الفجرء ث فت هذه الاشعة من نورها على ١
العريض البعيد ؛ فيدا كله
خالطه مزيج من الألوان الناشئة عن انعكاس الاشعة على
السماء الزرقاء والرمال المنتشرة في عرض إلأفق. ولم تلبث الشمس نفسها أن تجاوزت الخط
انبعثت في كل ما يرى, من جديد: فظباء الفلاة أخذت تتلقُتٌ نحو مصدر الحياة السماوي؛ ورمال
بعد دقيقة, وتتوالى فيه الصور مع تبدل الالوان, حتى صاح صديقي: «انظر» إلى
حيث اشار فرايت ظلٌ جبل الشيخ مبسوطاً على سهل البقاع والجبال الواقعة الى الغرب منه؛ ثم
مقدمة الكتاب
هبوطاً حتى وصلنا شبْعا. وكانت الساعة الأخيرة من سيرنا بين بساتين شبعا. لكن الظلام كان
بعد صعود استمر عشر ساعات؛ وهبوط استمر اربع ساعات؛ وكانت غايتنا في السير قمة جبل
الشيخ 1
المقمرة يصمت في النهار, ومن رأى شروق الشمس على بادية الشام من قمة جيل ؛ يطبق جفنيه
لتطبع هذه الصورة في ذهنه. وهذه سنوات تمر على ذلك اليوم, والصورة لا تزال ثابتة في خيالي.
الحاصباني وهو ثالث فروع نهر الأردن الكبيرة, ونمرّ بقرية الهبارية. القرية التي استغرب أهلها
وشراباً طهوراً فاشرب أيها الوارد؛ وادع بالخير للنزيه الهمام زكي قُدري بك؛ الذي بفضل همته
كنا قد وصلنا نبع بعيد الظهرء وكنا قد سرنا إليه من ضهور الشوير. في طريق وعر
لكنه جميل, بين أشجار تتكائف حيناً وتتباعد حيناً آخر, وبين يتابيع متعددة, وينابيع لبنان
ثيرة كريمة. وكان الجوع قد نال مناء وكان الجمال قد نلنا منه, فجثنا النبع القوي العذب»
نستمتع بخرير مائه. ونستجلي محاسن وادي بسكنتا. ونلتهم طيّبات ما رزقنا الله عند صاحب
المنزل إلى الطريق. لكننا كنا قد اعترْمُنا ان لا نسير في طريق ملتوية طويلة سهلة يسيرة؛ وراينا ان
وتذكر أنه قد قيل في أشباهه.
إلى النجم فرع لا ينال طويل
من البشر فيه «شباب تسامى للعلى
وقد فات الجبل أن الأارض التي تحمل مثله قد أنبتت
لبنانيات
واخذنا نصعد فيه؛ وادرك الجبل الأشم أن عزمنا قد صَّحٌ؛ فاخذ يقذفنا باسلحته الواحد تلو
وكلما حسبنا اننا على وشك الوصول إلى القمة رأينا الجبل يتسامى كانه يسابقنا. ولكن أدرك
صار همساً نكاد لا تتبينه, واصغنا السمع فإذا بالجبل يشير إلينا أن نصمت ونفتح اعيننا؛ لان
وقت العبادة قد حان
أن ترتفع, ولكن الجهد الذي رج
بدمائها. وتنتشر هذه في الافق» وتراف غيوم المغرب بالدماء المراقة فتلتّها وتنصبغ بهاء فيحمرٌ
الافق الغربي كله إذ الله ان يؤول أمر ربة النور إلى مثل هذا. ويسود الكون صمت تحلو معه
الزائران مشدوهين - فالجمال اكثر من أن يحيط به وصف. والألم أكبر من يُحدٌ؛ والهدوء لا يشوبه
رشدهماء لا ب فقد القى الظلام سدوله الكثيفة على كلّ شيء, فاستوى الجبل والوادي.
العثرات. ويقضيان ساعة وبعض الساعة. وإذا بنور النزل يبدو؛ وإذا بالكلب يعوي فيتمثل
بنا. وتخرج من القوم تحية بالسلامة ممزوجة بالعتب الرقبؤ
وكان جسمانا بحاجة إلى الراحة,. ولكن من يستطيع ان يترك صوت الماء المتدفق من الصفاء
نتحدث إليهم حتى مرّ من الليل شطر كبير؛ كبيرء وتفرق السمار فتفرقنا معهم. وأوينا إلى الفراش»
جسر طبيعي نحتت منه المياه على توالي الأيام أجزاءه السفلى وتركته معلقاً. لو ان مهندساً وضع
تصميمه ويدا صناع بَنته, وهو أحد عجائب الطبيعة الكبرى في لبنان.