بعث الله به المرسلين : من إخلاص العبادة بجميع أنواعها لله رب العالمين . وإنكارما كان
عليه الكثير من شرك المشركين . فأعلى الله همته . وقوى عزيمته . وتصدى لدعوة أهل
نجد إلى التوحيد الذي هو أساسن الإسلام والإيمان . بنهاهم عن عبادة الأشجار
والأحجار . والقبور والطواغيت والأوثان . وعن الإبمان بالسحرّة والمنجمين والكهَانَ ؛
فأبطل الله بدعوته كل بدعة وضلالة يدعو إليها كل شيطان , وأقام الله به عَلم الجهاد +
وأذحض به َه المعارضين من أهل الشرّك واليناد ؛ ودانٌ بالإسلام أكثر أهل تلك
البلاد . الحاضر منهم والباد . وانتشرت دعوته ومؤلفاته في الآفاق . حتى أقر له بالفضل
من كان من أهل السقاق , إلا من استحوذ عليه الشيطان . وكرّه إليه الإييان . فأصر على
العناد والطغيان ,
وقد أصبح أهل جزيرة العرب بدعوته . كما قال قنادة رحمه الله عن حال أول
هذه الأمة : « إن المسلمين لما قالوا : لا إله إلا الله . أنكر ذلك المشركون وكبرت عليهم +
وضاق بها إبليس وجنوده . فأبى الله إلا أن يُضْبّها ويظهرها . ويُفلِجها وينصرها على من
تاوأها . إنها كلمة من خاصم بها فلج + ومن قاتل بها تُصر . إنما يعرفها أهل هذه ١
التي يقطعها الراكب في ليا قلائل , ويسير من الدهر في فثام, من الناس ؛ لا يعرفوها
وقد شرح الله صدور كثير من العلماء لدعوته . وسرّوا واستبشر وا بطلعته + وأثنوا
الله تعالى :
)١( هو محمد بن اسياعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني ثم الصنعاني آبو ابراهيم عز الدين المعروف
بالأمير ( 1387-1044 ) ه مجتهد من بيت الامامة في اليمن , ولد بمدينة كحلان , ونشاً وتوفي بصتعاء +
أسسي يسن اتير لل تحرج امؤلف ها جيل العلا ضيح الع ليام
وقد هتقوا عند الشدائد باسمها
وكم طائقو حول القبور تقل
ُميد لنسا الشرع الشريف بجا يبدي
تدع ثنه. فوافق نا عندي
مشاهد . صل الناس فيها عن الرّ:
يتلم الأركان متهن باليند
وقال شيخنا عالم الاحساء أبو بكر حسين بن غَنَام رحمه الله تعالى فيه !09 :
لقد رفع المولى به زنبة الهمدى
سقاه تمير الفهم ملاه +
فأحيا به التوحيد بعد اندراسه
في مشهاج سنة أحمد
وعاد به نبج الغواية طاساً
بوقت به على الضلال ويرتم
وعام بتّار المعارف يقطع
وأوقّى به من مطلع الشرك مهيع"
يشيد ريحي ما تعقى. ويرقع
يقد كان مسليكاً يه الناس ربع
يتن الما بلي ترنّع
)١( هوحسين بن عنام النجدي الأحساني أبو بكر . مؤرخ ؛ كان عالم الأحساء في عصره . أقام بالدرعية »له
مؤلفات كنيرة . منها قصيدة في رثاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب رمه الله + وهي تسعة وثلاثون يبتاً ٠ مذكوزة
بتامها في كتاب « عنوان المجد في تاريخ نجد » توفي رمه الله سئة ( 1718 ) ها
طريق مهيع + أي بين . واسع . واضح +
© السميذع : بالذال المعجمة وبالدال المهملة أكثر: السيد الكريم السخي الرئيس الشجاع +
أما كتابه المذكور فموضوعه في بيان ما بعث الله به رسله : من توحيد العبادة +
وبيانه بالأدلة من الكتاب والسُئة . وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر . أو ينافي كماله
الواجب من الشرك الأصغر ونحوه . وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه
وقد تصدّى لشرحه حفيد المصنف . وهو الشيخ سليان بن عبد الله رمه الله
تعالى!"" فوضع عليه شرحاً أجاد فيه وأفاد . وأبرز فيه من البيان ما يجب أن يطلب منه
ويراد ٠ وسياء « تيسير العزيز الحميد . في شرح كتاب التوحيد »
وحيث أطلق « شيخ الإسلام » فالمراد به
أبو العباس أحمدُ بن عبد الحليم بن
عبد السلام بن تيمية . و« الحافظ » فالمراد به : أحمد بن حجر العسقلاني
ولا قرت شرحه رأيته أطنبٌ في مواضع . وفي بعضها تكرار يستغنى بالبعض منه
النقول المستحسنة تتمياً
+ وسميته « فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد »
قال المصنف رحمه الله تعالى
)١( هو المحدث الفقيه الشيخ سليان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب حفيد المؤلف. ولد سئة (1100) ه
وكان آية في العلموالحلم والحفظ والذكاء , برع في فنون العلم . وكانت له اليد الطول في الحديث ورجاله
على صغر سنه . وكان آمراًبالعروف , نا
اهياً عن المنكر , لا تأخذه في الله لومة لاثم . وشى به بعض الدجالين
الى ابراهيم ياشا بعد دخوله الدرعية واستيلاته عليها . فأحضره إبراهيم باشا وأظهر بين يديه آلات اللهو
والمنكر إغاظة له . ثم أطلقوا عليه الرصاص ؛ فقتل جم الله سئة ( 1777 ) ها
ل يسم الله الرحمن الرحيم »
ابتدأ كتابه بالبسملة اقتداءً بالكتاب العزيز . وعملاً بحديث «كل أمر ذي بال
» أخرجه ابن حبان من طريقين . قال ابن
الصلاح:والحديث حسن "' ولأبي دايد وابن ماجه « كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله
أو بالحمد فهو أقطع » ولأحمد « كل أمر ذي بال لا ب
وللدارقطني عن أبي هريرة مرفوعاً « كل أمرذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أقطع »9 .
والمصنف قد اقتصر في بعض نسخه على البسملة , لأنها من أبلغ الثناء والذكر
الرع!"" . ووقع لي نسخة بخطه رمه الله تعالى بدأ فيها بالبسملة . وى بالحمد والصلاة
على النبي صل الله عليه وآله وسلم .
. أي : كل أمر ذي شأن يتم به شرعاً )١(
وحسنه ايضاً النووي رمه الله في « الأذكار » والعراقي وابن حجر والحديث ضعيف رما لا يصل إلى )١(
. 148 / درجة الحسن وانظر شرح الأذكار ؟
+ بهذا ايضاً حسنه النووي في « الأذكار » و « رياض الصالحين » وقد لا يصل الى درجة الحسن )©(
دواه ابو داود رقم ( +484 ) في الأهب . باب الهدي في الكلام . واين ماجه ( 1844 ) في النكاح باب
وفي سنده ١ » خطبة التكاح ؛ وأحمد في «المسئنة 704/1 اين حبان في « صحيحه 8( 1447) « مواد
قرة بن عبد الرحمن المعافري . قال أحمد بن حنبل : مكر الحديث جداً . وقال ابن معين ؛ ضعيف . وقال
أبوداد بعد أن أخرجه من حديث قر مسنداً : دواء يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز عن الزهري
47 - 181/7 عن النبي يي مرسلاً . وانظر شرح « الأذكار
+ 49 - 30/1 رواه البخاري في حديث أبي سفيان الطويل الذي رواه ابن عباس في كتاب بده الوحي )6(
وسلم ( 17 ) في الجهاد والسير . باب كتاب النبي كه الى هرقل يدعوه إلى الاسلام . وأحمد في
وعلى هذا : فالابتداء بالبسملة حقيقي . وبالحمدلة ِنْب !.
إلى ما بعد الحمد يكون ميدوءاً به +
والباء في « بسم الله » متعلقة بمحذوف . واختار كثير من المتأخرين كونه فعلاً
أما كونه فعلاً . فلأن الأصل في العمل للأفعال .
وأما كوه متأخراً . فلدلالته على الاختصاص . وأدخل في التعظيم ٠ وأوفق
للوجود ولأنّ أهم ما يُبدأ به ذِكرٌ الله تعالى .
وذكر العلامة ابن القيّم رحمه الله تعالى لحذف العامل فوائد .
: أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه غير ذكر الله تعالى .
وباء « بسم الله » للمصاحبة . وقيل : للاستعانة : فيكون التقدير: بسم الله
أؤلف حال كوني مستعيتاً بذكزه .متكا به .
اللقام يقتضي ذلك كا لا يخفى .
ما سمي فقد نُ باسمه وؤييم .
قوله « الله » قال الكسائي والقرّاء : أصله الاله ٠ حذفوا الهمزة وأدغموا اللام في
الكسائي وحفص عن عاصم #مجربا #بفتح الميم ومرساها» بضم الميم . وقراءة أهل الحرمين
وأهل البصرة بضم اليم فيهما , إلا من شذ , وانظره زاد المسير في علم التفسير ٠١8/88 لابن الجوزي +
بتحقيقنا مع الاستاذ شعيب الأرناؤوط.
اللام . فصارتا لاما واحدة مشدة مُفخمة .
قال العلامة ابن القيم رمه الله : الصحيح : أنه مشتق . وأن أصله الإلة . كيا
والذين قالوا بالاشتقاق . إنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى . وهي الإطية +
كسائر أسيائه الحستى , كالعليم . والقدير . والسميع . والبصير . ونحو ذلك . فإن هذه
الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب . وهي قدية . ونحن لا نعني بالاشتقاق إلا أنها
متولد من الآخر ء وإغا هو باعتبار أن أحدهيا يتضمن الآخر وزيادة .
الأخرى . فصارتا في اللفظ لاما واحدة مشددة .
وأما تأويل « الله » فإنه على معنى ما روي لنا عن عبد الله بن عباس قال :
ابن عباس قال: «الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجعين » فإن قال لنا قائل : وما دلٌ
على أن الألوهية هي العبادة . وأن الإله هو المعبود , وأن له أصلا في فعل وَيَفْمَلَ ؛ وذكر
»+ عن الضحاك عن عبد الله
)١( تتمة العبارة قيل : لا تمانع العرب في الحكم لقول القائل يصف رجلاً بعبادة ويطلب مما عند الله + 8 تألم
فلان » بالصحة ولا خلاف , ومن ذلك قول رؤبة
)١( هو رؤية بن عبد الله العجاج بن, رؤية التميمي السعدي . أب الجحاف أوأب محمد ر.
المشهورين ٠ من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية . كان أكثر مقامة في البصرة
اللغة + له ديوان رجز ء توفي سنة ( 146 ) ه ِ
ن الفصحاء
لله . وقد جاء منه مصدر يدل على أن العرب قد نطقت به بفعل يفمّل بغير زيادة . وذلك
نا به سفيان بن وبع - وساق السند إلى ابن عباس « أنه قرأ أوَيَذرا
وساق بسند آخر عن ابن عباس : ل ويذرك وإلاهتك » قال : إنما كان فرعون عبد
ولا يعبد . وذكر مثله عن مجاهد؛ ثم قال: فقد بين قولّ ابن عباس ومجاهد هذا: 8
« أله » : عبد . وأن الالاهة . مصدره ؛ وساق حديثاً عن أبي سعيد مرفوعاً « إن عيسى
ما الله ؟ الله إله الآلهة »9
قال العلامة ابن القيم رحمه الله لهذا الاسم الشريف عشر خصائص لفظية ٠
وساقها . ثم قال : وأما خصائصه المعنوية . فقد قال أعلم الخلق كل :8 لا حصي
حفص عن عاصم ل ويذراد وأفتك » قال ابن الجوزي في « زاد المسير في علم التفسير» طبع
العالية . وابن محيصن : ثم وإلافتك قال الزجاج : المعنى ويذرك وربوبيتك . والإلاهة : العبادة +
والمعنى : ويذرك وعبادة الناس إياك . قال ابن قتيية : من قر ل وإلاهتك » أراد : ويذرك والشمس
(9) في سنده اسماعيل بن بحىبن عبيد الله بن طلحة أبويجى النيمي » قال الذهبي في ؛ الميزان » : قال صالح
بواطيل» وقال أبو علي النيسابوري الحافظ والدارقطني: كذاب . قال الذهبي : قلت: مجمع على تركه وساق له هذا الحديث
الجوزي: وفي اسناده اسماعيل بن يحى كذاب.
(5) هو جزء من حديث طويل رواء مسلم رقم ( 443 ) في الصلاة ؛ باب ما يقال في الركوع والسجيد
دايد رقم (144) في الصلاة . باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده . والتريذي ( 3816 ) في الدعوات :
باب 8 . والنسائي 1/1 ٠ في الطهارة . باب تراد الوضوه من مس الرجل امرأته من غير شهنة ٠ وابن
ماجه (3861) في الدعاء . باب ما تعوذ به رسول الله كله . وأحمد في « المسند 08/76 و١٠١1 عن عائشة ج
الإطلاق . وكل مدح وحمد . وكل ثناءٍ وكل مجد . وكل جلال وكل كمال . وكل عز وكل
جمال ؛ وكل خير وإحسان . وجيد وفضل وبر . فلد ومنه . فيا ذكر هذا الاسم في قليل إلا
إلا كشف ضره . ولا شريد إلا أواه . فهو الاسم الذي تكشف به الكربات . وتستنزل به
البركات . وتجاب به الدعوات . وتقال به العثرات . وتستدفع به السيئات . وتستجلب به
عند ضيق إلا سه . ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده ١
الخليقة إلى السعداء والأشقياء . وبه حَقّت الحاقة . ووقعت الواقعة . وبه يُضعت الموازين
القِنط . ونصب الصراط . وقام سوق الجنة والنار . وبه عبد رب العالمين وحمد . وبحقه
كلامه رجمه الله تعالى .
يهو المسجد - أي في السجيد - وعيا منصوبتان يهو يقول : اللهم إني أعيذ برضاك من سخطك . ومعافاتك
ددوى أيودايد والترمذي والنساني وابن ماجه وأحمد في « المسند » عن علي رضي الله عنه أن النبي كي
قوله « لمن ال
زم يقول : « الرحمن بجميع الخلق . والرحيم بالمؤمنين » .
وصاق بسنده عن أبي سعيد - يعني الخْدِرِيٌ - قال : قال رسول الله كل : « إن عسى
ابن مريم تقال : الرحمن : رحمن الآخرة والدنيا . والرحيم : رحيم الآخرة »00 .
يأله الخلائق : محبة وتعظياً وخضوعاً . ومفزعاً إليه في الحوائج والنوائب . وذلك مستازم لكمال
ربوبيته ورمته المتضمتين لكمال الملك والحمد . وإطيته وربوبيته ورجمانينه وملكه : مستازم
قادر . ولا متكلم , ولا فعال لما يريد . ولا حكيم في أقواله وأفعاله . قصفات الجلال
والجمال : أخص باسم « الله » وصفات الفعل والقدرة والتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع
ونفوذ المشيئة وكمال القوة وتدبير أمر الخليقة : أخص باسم « الرب » وصفات الإحسان
والجود والبر والحنان والمنة والرأفة واللطف : أخص باسم « الرحمن » +
وقال رحمه الله أيضاً : « الرجن » دال على الصفة القائمة به سبحانه
ود الرحيم » دال على تعلقها بالمرحوم . وإذا أردت فهم هذا , فتأمل قوله تعالى : كان
سرب :
ران بهم ٠
وقال : إن أسياء الرب تعالى هي أساء ونعوت . فإنها دالة على صفات كياله +
كقوله تعالى : فَالرّمْمَنَ عَلَ اعرش امشْتوّئ» لله : 8] . انتهى ملخصاً .
)١( وفي سنده أيضاً اسماعيل بن يحى بن عبيد الله بن طلحة أبو يحبى التيمي . وهو كذاب لا تحل الرواية
عنه . وانظر رقم (1) ص ١