الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على نبيه الأمين؛ وعلى آله
وأصحابه أجمعين . أما بعد:
فقد يسر الله لي إتمام تحقيق ؛ الأحاديث المختارة ؛ للإمام ض
المقدسي؛ وأخرجت الموجود منه في ثلاثة عشر مجلدآ ءورأيت
بمقدمة تلقي الضوء على جوانب تتعلق بهذا الكتاب؛ فقسمت هذه المقدمة
إلى ثمانية مباحث:
الأول : فى التعريف بالإمام ضياء الدين المقدسي.
الثاني : فى أهمية هذا الكتابء
الثالث : فى منهج الضياء في هذا الكتاب.
الرابع : فى مشايخ الضياء فى هذا الكتاب.
الخامس : فى المصادر التي اعتمدها الضياء فى هذا الكتاب.
السادس : حول حجم الكتاب؛ وماوصل إلينا منه؛ ووصف نسخه .
السابع : حول اسم الكتاب.
الثامن : خصصته لبيان عملي فى هذا الكتاب.
هذا وسأحاول أن تكون هذه المباحث مركزة؛ لكي تفي بالمطلوب حول
توضيح أهمية الكتاب؛ ومنهجه وحجمه ونسخه. وأوجزت فى التعريف بحياة
إحدى الجامعات العربية ٠ فاكتفيت بمبحث قصير يُعَرّف به فقط خشية التكرار.
8 الأحاديث المختارة
كما قمت بعمل تراجم لجميع رجال أسانيد الضياء؛ مع الفهارس
علماء أجلاء مشهورين؛ وسوف نترجم إن شاء الله لكل منهم ما استطعنا ذلك
وأسأل الله أن يوفقنا لخدمة سنة نببنا محمد ؛ وأن يجعلنا من
أ.د/ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
المبحث الأول
التعريف بالمصنف الحافظ الضياء المقدسي
- هوء محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السمدي
ولد سنة (4 9 8ه) بالدير بقاسيون»
ولازم في نشأته بعد حفظه للقرآن الإمام الحافظ عبد الغني
المقدسي؛ وتخرج به؛ ودرس الفقه؛ والتفسير؛ واللغة. ثم توجه
لسماع الحديث من مشايخ ذلك العصر في شتى المراكز العلمية.
سمع من مشايخ دمشقء؛ أبي المعالي بن صابر؛ وأبي المجد
الأحاديث المختارة
وسمع فيها من أبي القاسم البوصيري وطبقته.
ثم رحل إلى غُمدان. وسمع فيها من عبد البافي بن عثمان
ثم رجع إلى دمشق بعد سنة (300) ه.
ثم ارتحل ثانية إلى «أصبهان» فأكثر فيها من التحصيل؛ وسمع
ثم إلى «مرو» وأقام بها مدة؛ وسمع فيها من أبي المظفر
وواصل رحلته؛. حتى أقام في «هراة» مدة؛ وسمع فيها من أبي
عدد من المشايخ.
وهكذاء أفادته هذه الرحلات الطويلة فوائد عظيمة؛ وقد قارب
التعريف بالصنف 17
وقد حباه الله زيادة على هذه الهمة العالية في الطلب؛ عبادة
صادقة؛ وزهداً غير متكلف, مع خلق دمث؛ ودوام ذكر الله
ومستوى عال من كرائم الخصال. فكان محبوباً مهايا سهل
سهلً لطلبة العلم
فشياً؛ يسر الله إتمام بنائهاء بعد أن أعانه عليها بعض أهل
الخير؛ وسميت فيما بعد هذه المدرسة «بالمدرسة الضيائية»
ولقد أقبل عليه الطلاب. فتتلمذ على يديه جمهرة من الحفاظء
"1 الأحاديث المختارة
أخيه الشمس بن الكمال المقدسي؛ وابن عبد الدايم؛ وخلق
سواهم
م - وقد أثى عليه جماعة من الأثمة والفضلاء والمؤرخين. ممن
قال تلميذه ورفيقه ابن النجار البغدادي «هو حافظ متقن؛ ثبت ؛
ثقة صدوق؛ نبيل حجة؛ عالم بالحديث. وأحوال الرجال؛ له
أكل الحلال. مجاهد في سبيل الله؛ ولعمري ما رأت عيناي مثله؛
ونيج وحده علماً وحفظاًء وثقة وديا من العلماء الربانين»
وقال تلميذه الشرف ابن النابلسي «ما رأيت مثل شيخنا
وقال المزي: «الشيخ الضياء أعلم بالحديث والرجال من الحافظ
أما الذهجي فامتدحه في أكثر من كتاب»؛ قال في بعضها: «الإمام
العالم الحافظ الحجة؛ محدث الشام؛ شيخ السنة».
التعريف بالصنف 7
وكان المرجوع إليه في هذا الشأنه اه.
وقال أيضاً: «كان شديد التحري في الرواية؛ مجتهداً ,في العبادة؛
والزهادة والورع»
ثم قال: «وجمع بين فقه الحديث وممانيه وسنده. وطرفاً من
الأدب. وكثيراً من التفسير واللغة؛ ونظر في الفقه؛ وناظر فيه؛
هكذا إذن هو الضباء. مثال العالم المتفاني في العلم. كان العلم
الآخرة من سنة (34)ه؛ بعد أن عاش (74) عاماء رحمه الله
ررقي ايتهة
ولقد صنف الضياء مصنفات عديدة. أثنى عليها من جاء بعده من
الأحاديث المختارة
ووفق الله ابن أخيه شمس الدين بن الكمال لإتمامه؛ ولا
زال مخطوطاً.
* - فضائل الأعمال. وبلغني أنه حقق في «جامعة أم القرى»
؛ - فضائل الشام ثلاثة أجزاء
.- فضائل القرآن جزء واحد - ٠
١ - صفة الجنة.
- صفة الثار.
8 - مناقب أصحاب الحديث أربعة أجزاء -.
- النهي عن سب الصحابة.
٠ سير المقادسة - نحو عشرة أجزاء - وهو كتاب في «التأريخ»
ترجم فيه لبعض العلماء المقادسة؛ مثل: الحافظ عبد
هذا الكتاب أيضاً «سبب هجرة المقادسة إلى دمشق».
. مناقب جعفر بن أبي طالب - وقد طبع ١١
قم سير أعلام النبلاء - للذهبي - ١-١ ١76/77
التعريف بالصنف
؟- تذكرة الحفاظ : له 6/4 1-146 :16
*#- الوافي بالوفيات : للصفدي - 6-16/6.
4- دول الإسلام : 117-117/7.
©- العبر اللذهبي : 174/8
*- فوات الوفيات لابن شاكر : ؟/4117-415.
- البداية والنهاية لابن كثير : 181/17
8- الدارس في تاريخ المدارس للنعيسي : 80-41/7.
4- ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب : 5/1؟1-: 14
-٠ النجوم الزاهرة : 984/9
166/5: الأعلام للزركلي -١