نس فى القانون بطيقة غير شرعية ؛ ووقف حياله المخلصون من المسلمين
يحاربون المتطاولين على هذا الدين بكل ما يستطيعون ٠ ييدون الرجوع الصيح
والواضح إلى تعاليم الإسلام الصحيحة من غير ابتداع أو تأويل لان إفساده أكثر من
اصلاحه ؛ ييدون إلا نحيد عن طريق الصواب الذى رسمه خالق البشر ٠ وبذلك نكون
حفظة على ما ورثناه عن سلفنا الصالح وفقهائنا المجتهدين ٠
ولقد قسمت الكتاب إلى قسمين : الاول للتعدد قبل الإسلام ؛ والثانى للتعدد
تاريخ التعدد فى القديم ؛ مهدت به لفهم طبيعة المشكلة ؛ فقد بدأتها بالكلام عن حياة
الإنسان البدائى ؛ وكيف توصل بطبيعته إلى التعدد ؛ واستدللت على ذلك بما رواه
ذلك ؛ ثم ذكرت شيئا من تاريخ التعدد لدى الدول الشرقية القديمة المتحضرة ٠ وموقفها
من التعدد وانتقلت إلى دول الغرب"الرومان واليونان فى القديم وبينت السبب الذى من
أجله انصرفوا عن التعدد ؛ ثم ذكرت ما سارت عليه الديانات قبل الإسلام من إباحتها
للتعدد غير مشروط بعدد ٠ وتعرضت لحاجة افريقية إلى التعدد ٠ وأنها لا تستطيع أن
تحيا بدونه
وعندما تكلمت عن العرب قبل الإسلام تعرضت للزواج وأنواعه عندهم لاخلص
إلى ما اختاره الإسلام ليكون أساسا لتشيعه ٠ وهو الزواج المتعارف عندنا ؛ وتحريم
ما عداه
وفى القسم الثانى وهو المقصود من البحث تكلمت عن موقف الإسلام من التعدد +
وأثبت بالدليل من الكتاب والسنة وما سار عليه المسلمون الاولون من تأكيد للدليل +
ثم ذكرت التشيع الفقهى ؛ والقانون الذى شرعه الفقهاء ليكون نظاما ثابتا للحياة
الزوجية عند تعدد الزوجات ؛ ولم أقف عند مذهب بعينه ؛ وإنما اخترت الراجح من
أقوال الائمة الاربعة رحمهم الله ٠ وما رجح من أقوال غيرهم من الفقهاء المجتهدين +
وتكلمت عن الحكمة من التعدد ؛ وجمعت كثيرا مما ذكره العلماء من أسباب ؛ مبينا أن
التعدد نظام إنسانى ؛ لا يمكن الاستغناء عنه ٠ فقد يتلفت الإنسان فيجد نفسه مضطرا
إليه. هذا ٠ وإن كان الإفراد هو الزواج المثالى ٠ فإن قوانين رب السماء لاحوال
الضرورة وحاجة الناس +
ولما كان تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لمصلحة الدعوة ؛ وهو
بها ') وتعرضت فيه بثىء من التفصيل لحياة أمهات المؤمنين رضى الله عنهن +
١ ؛ كتاب زوجات النبى محمد ته والحكمة من تعددهن + طبع مرتين ل دار الشعب ومكنية وهبة - ١8 شارع
اخمهورية بعابدين القاهرة
ورددت على الذين يحاولون التقليل من أعماله صلى الله عليه وسلم +
ثم انتقلت إلى العصر الحديث ؛ وتكلمت عن التيار الغربى الذى جرف البلاد فى
المشرق ٠ فكان اختلاف الناس حول التعدد ؛ فلم يوجد التعدد كمشكلة إلا يوم أن
اتصلنا بالغرب ٠ بعد أن نقلت أفكارهم إلينا ؛ وقلدناهم فى كثير من متاحى الحياة +
حتى حاول البعض - سامحهم الله - أن يحرم التعدد تحريما أبديا
أرضها ؛ وتكلم العلماء عنها بالإفاضة والتحليل والشرح والتأويل ؛ بين المؤيد لما جاء
به التنزيل ٠ وعمل الصحابة به ؛ ومن سار على الطريق من بعدهم ؛ وبين المعارض
والمتأول والمقنن ؛ إلا أنها مشكلة العالم الإسلامى فى جميع بقاع الارض ؛ فالواجب
على كل مسلم ؛ قراءتها ووعيها وفهمها ٠ والتمسك بما كان عليه السلف الصالح +
لانك لو عالجتها بعيدا عن مفهوم الدين من جهة انهارت من جهات أخرى ٠
ويعتبر الشيخ محمد عبده - رحمه الله - من أوائل الذين تكلموا فى هذا
أول من دعا إلى تقنين التعدد ؛ ولقد حاولت أن أصل إلى غور السبب
دعوة وقتية ؛ انتهت بانتهاء زمانها ؛ وبتغير الاحوال مستمدا ذلك من واقع تايخنا
ومجتمعنا .
فلو كان التعدد خطرا علينا ما أخفق أصحاب المشروع اسنة 1416م +
وسنة ١547 م وسنة 445 م ؛ وسنة 465 م ؛ فهذا دليل على أننا من خير من
يمثل السير على طريق السلف الصالح بعد أن حَزْمَتْ دول إسلامية التعدد ٠ وقيدته
دول أخرى .
ولكن وياللاسف رغم معارضة العلماء الاجلاء ٠ ووقوف عامة المسلمين معهم
وفى مقدمتهم شيخ الجيل الاستاذ محمد أبو زهرة»وشيخ الازهر الدكتوردعبد الحليم
محمود صدر قانون الاحوال الشخصية بطريقة سنتحدث عنها فى موضعها ؛ وفى
أواخر السبعينيات ؛ وكان صدمة للشعب ؛ فعورض من جهة القضاة والمحامين
والعلماء ؛ وطالب الشعب من نوابه الجدد عام 1584 م بوقف العمل بهذا الذى
استحدث وسوف يقف العمل به إن شاء الله
التعدد بلا تقنين وبلا تحريم ؛ فلا خطر علينا منه الآن . بعد تفهم الناس للحياة , وبعد
أن توسعت مداركهم وأفهامهم بالعلم والمعرفة ٠
المفكرين وعلماء الاجتماع المنصفين وآراء المستشرقين البعيدين عن الأهواء
والاغراض ؛ وتجارب الام التى سبقتنا ؛ وشيئا من الواقع الذى نعيش فيه ٠
موضوعات أخرى ؛ وتناولته من بعض الجوانب ؛ ولم تحاول أن تتوسع فيه ؛ بل لم
تفرد له كتابا مستقلا وافيا بالغرض المطلوب +
ولقد حاولت أن تكون عبارته واضحة سهلة ؛ ظاهرة المعنى والمفهوم ؛ تميل إلى
والكمال لله وحده ؛ وهو ربى نعم المولى ونعم النصير +
المدينة المنورة فى رمضان 14:4ه
,إبراهيم محمد الجمل
الباب الأول
تعدد الزوجات قبل الإسلام
التعدد قبل الإسلام
التعدد عند الإنسان البدائى +
علاقة الرجل البداف بالمرأة مليفة بالغموض » يصعب الوصول إلى معرفة كنبها
وحقيقتها ؛ ولقد كشف لنا علماء البحث فى النظم الاجتاعية للشعوب البدائية والمؤرخون
شيئا من أسرار تلك العلاقة ؛ فالشيوعية الجنسية كانت السائدة بين الإنسان البدافى ء لأنه
مدفوع بطبيعته إلى الأنشى تحت عامل الغريزة المتسلطة عليه ؛ كى يحاد من شهوته ؛ فهو
ثم تعلم الإنسان من السبى وحب التغلب ألا يختص بامرأة واحدة » فكما أن للغالب
طبيعته أن يحمى النساء اللاق اختص بهن نفسه +
وم يعرف الإنسان الحياء إلا بعد مرور سنين طويلة ؛ ومع ذلك فإن بعض القبائل لا تزال
عل الفطرة الأول فى نكاحها
فقبائل ( البوثمان ) بإفيقية الجنوبية يسبل القوى منهم امرأة الضعيف » فتحل له
وجماعة هنود أمريكا يتحاربون ويتضاربون من أجل سبى النساء فتجد الرجل القوى عنده
نساء كثيوات ؛ والضعيف قد لا يكون عنده امرأة ؛ لأ المقاييس هى الاستطاعة والقوة على
الحيازة والسبى +
والغوة عند هؤلام تكاد تكون معدومة ؛ فليس حيازة
.*17 القازنات والقابلات من ١
ثم تطورت هذه الحماية والملكية ؛ حتى أصبحت أساسا للزواج وقيوده المختلفة
ومن الأدلة على هذا الرأى أن النساء فى القبيلة الواحدة فى الجهات البدائية يتقسمن إلى
وأخريات وهن بنات القبيلة الاق لم يتقيدن بالزوجية » وفن الح فى التنقل من فراش إلى
فراش » لأنهن غير مسبيات . وفذا يوقر الرجال النساء الغير مقيدات بالزوجية © فقت
المتعيشات من الإباحة فى بعض قبائل الهند ؛وبعض الجهات من جزيرة ( جاوة ) ؛ مع أن
حالة الصنفين واحدة من عدم القيود والشيوعل ' » وف البلاد التى سبقت إلى الحضارة
القديمة ؛ والتى تريت على الحياء الورائى بفضل التعاليم الدينية » وتأثير الخوف من عقاب
الزنى » قد مرت بهذا الطور حتى وصلت إلى ما يشبه العقد والزواج +
يروى المؤرخون القدماء أن الحوليات الصينية القديمة جاء فيها
والأحراش » وكانت النساء فى ذلك الوقت ملكا للجميع » ولمولود لا يعرف له أيا ؛ وإنما
الجنسية المباحة » وسن الزواج .
وجاء فى الملحمة الهندية المعروفة باسم « مهابباريا » أن النساء فى بدء الزن كن
طليقات ؛ ولم يكن لأحد سلطان علميين » وم يشعرن بالإثم والذنب من جراء ما يفعلن +
من يريد الزواج » وجعله عهدا بين الزوجين ٠
ويذهب المؤرخون إلى أن الإغريق يعتقدون أن الملك « ككروييس » اليوناى هو الذى
جعل الزواج رابطة بين الرجل ولمرأة ؛ بعد أن كانت الفوضى الجنسية هى السائدة فى
لا الأب » واستنتج من هذا : أن الإنسان الأول لم يعرف له أبا + لما كان قائما من الشيوعية
الجنسية بين الرجال والنساء ؛ فهى تحول دون معرفة الآباء » فألحقت الذرية بأمهاتها +
١ القازنات والقبلات من ١؟*
الذى ظهر سنة 1877 م » وانتبى إلى نفس الرأى ؛ ولكن عن طريق دراسته
البدائية ؛ ويظهر أنه لم يطلع على الكتاب الأول! " )
العشائر البدائية » فى إحدى مراحلها قبل أن تأخذ + بنظام الزواجل " ).
تيسم آثارها فى أميكا » فرأى أنها كانت تسير على الشيوعية الجنسية فى أقدم
فمن عادة « الإسكيمو » أن اله رجل منهم إذا حل به ضيف وجب إكرامه ولمبالغة فى
الإكرام أن بقدم زوجه للضي طول مدة الضيافة »أن النتاع من هذه الكرية تعدرجيا
وكذلك أهل إستاليا الأصليون يمارسون هذه العادة إلى اليوم وى شمال روديسيا عند قبائل
« يألا » يعير الرجل زوجته لضيقة .
وفى « بولينزيا » فى جزر المركيز يسمح الزوج لإحوته ؛ ولكل من يساعده فى مياشرة
ويذكر الرحالون : أن أقواما فى إفريقية لا يعرفون للزواج أنظمة بل يشبعون غرائزهم الجنسية
من الإباحة إلى الاختصاص والاستثار وتكوين الأمرة ؛ وقد اضطر الإنسان لفبول الروجة +
وتحمل أعبائها لدواقع أهنها :
١ ) المساعدة الخبادلة بين الرجلى والمرأة » وهذه المساعدة تكون أكثر فائدة فى ظل
الأسة واجمع م 85
0 8 ) الأرة ولمع م 15 :34 36
٠ القايات والقبلات مي 0<
( 7 ) الشعور الطبيعى بأن كلا من الجنسين مكمل للآخر +
+ التخلص من الرغية الجنسية ) (
رغبة فى الظهور أمام قبيلتهم متفاخرين بقوتهم + وحبا فى الإعلان عنها ؛ فكانوا يجمعون تحتيم
عدة نساء ؛ بلغ عددهن فى بعض الجهات عشر نسوة » وفى بعضها مائة » وأكثر من مائة +
ومكذا لم يقبا
وملكية المرأة به +
ولعل هذا التعدد هو الصورة الأصلية للزواج عند الإنسان البداق +
الإنسان على التعدد إلا بعد أن نظمت حياته ؛ وعرف قيمة الزواج +
التعدد عند دول الشرق القديمة المتحضرة
كان الصينيون فى أقدم عصورهم يسيرون على نظام تعدد الزوجات » وكان لهم نظام
يخضعن للزوجة الأصلية » فيكون ذلك أشبه بالرياسة » وتكون منزلتين أقل من الزوجة
الأول .
وكان الأبلاد يعتبرون أبناء للزوجة الشرعية! ١ ) .
وكان الصينيون يحرصون على إنجاب الأبناء » وللقادر متهم أن يتخذ من شاء من
الزوجات » وكان التعدد وسيلة فى نظرهم لتحسين التسل
وحجتهم فى ذلك أن من يستطيع القيام بنفقاته منهم هم فى العادة أكثر أهل العشية
ثانية .
وكانت الزوجات يخضعن للرجال » ويشعرن بالسعادة فى ظل البيت الذى يضمهن » وكن
دائما خلصات لأزواجهن .
ولذلك كان الزوج يطلب من زوجاته ألا يتزوجن بعده » وكثيرا ما كن يرقن أنفسهن
ولقد كان المنزل الصينى القديم مرى للأطفال ؛ ومدرسة ومصنعا + وحكومة فى وقت
واحدا "2 .
١ الأمية والفجيع من ؟ا
د قصة الحضارةاج 4 عن 9٠