أحد الشباب المؤمنين الذين تعيّفتُ عليهم هنا فى بيروت كنا
صغيرًا ؛ من تأليف متعصّب من متعصّبة الحنفية الحاسدين الحاقدين
من أهل الشمال ؛ خضّه بالرد على السُلَفئين الدّاعين إلى اتباع
الكتاب والسنة » وترك التعصب للأئمة » مُمكيًا كُكبه هذا ب« أثر
الحديث الشريف فى اختلاف الأئمة الفقهاء رضى الله عنهم » .
وهذا العنوان وحده ينبيك ؛ أيها القارئ الكريم » عن مبلغ تقدير
الكتاب والسنة » ودعوة مكشوفة إلى الجمود على التقليد لإمام واحد
كما هى دعوتهم » التى كنت شرحتُها فى مقدمة كتابى « صفة
صلاة النبى كَل » اعتمادًا منى على أقوالهم وأقوال بعض من جاء
بعدهم من أتباعهم ؛ فأتى هذا الظالم لنفسه ؛ والمخالفٌ لأئمته » بله
الكتاب والسنة » إلا إثارة العصبية المذهبية من جديد ؛ تحت ستار
دفع ١ سوء الظن بالأكمة وتشويه سيرتهم العلمية والعملية » مع الترفع
وكذب - والله - هو ومن وراءه ؛ فليس هناك مسلم يسىء
الطن بالأئمة ؛ ومقدمتى المشار إليها أكبر دليل على ذلك 99 »
ولكن أمثال هؤلاء المتعصّبة لا يخشون الله ولا يستحيون من
الناس ؛ ولذلك فهو فى الحقيقة يرد على أناس لا وجود لهم إلا فى
+ + انظر فصل : « أقوال الأئمة فى اتباع الشئّة » وترك أقوالهم المخالفة لها )١(
السلف رغم الانتساب إليهم ؛ وإنما هو الشرود والمروق ) وتارة
( بالمتفّدين المشوّشين ) » وأخرى ب ( أدعياء الدعوة ) ؛ ونحو ذلك
بها المقلّدون الأغبياء ؛ وهم ( اا لي با تَفْلَهَا الفح :
. ولكن صدق المثل : ( رمتنى بدائها وانسلت ) .
ولا أقول : لمذهب إمامه - لنقل من « المقدمة » - المشاء
ذلك يتبين الحق لكل ذى عينين .
أما أن ينقل نقولاً عن بعض الأكمة نحن تعتقد بها ؛ من قب(
يتمكن هو أن يسطّر فى العلم سطرًا واحدًا » ويوهم النَّاس أننا
تُخالفهم فى ذلك + فهذا ليس شأن من يريد الحق بكتابتة »
وحسبك دليلاً هذا التعليق الذى سيأتى فى الكتاب (ص 59) ؛
نحتاج فيها إلى أحد من الملدين المتعصّبين العمى ! ونقولاً أخرى
اتباع الكتاب والسنة ؛ مع احترام الأئمة » والاستفادة من علومهم +
كما هو مُصَرّح به فى « المقدمة » . وبعض ما ينقله إنما هى أقوال
وشروط لم توضع من أئمة مجتهدين ؛ وإنما من بعض أتباعهم
المقلدين باعترافهم ؛ فهى لا تلزم أحدًا منهم » أعنى المقلدين ؛ لأن
بوجوب اتباع الكتاب والسنة وإن خالف المذهب + بل إمام
المذهب المجتهد ؟!
وهنا نقطة هامة أرجو الانتباه لها وهى : أن هذا المتعصب
ولكن بتوسيع رحمة الله » واعتقاد أن العلم ليس محصورا فى أئمة
أربعة ؛ ولكنه هو إنما يدعو أن يظل كل مسلم فى مذهبه الذى نشأ
عليه » مهما كان دليل المذهب المخالف له قويًا لديه .
وقد يستغرب بعض القيّاء هذا » ولكن إذا اطّلم على كلامه
الصريح فى ذلك فسيقول معى : ( إن لله ولا ليه راجعون ) ! قال
« فإذا كان السبكى قد حصل له هذا التردد - وهو بهذه
المنزلة فى العلم - فهل يجوز لمن هو دونه أن يتمسك بظاهر
كلام الشافعى - رضى الله عنه - ويسرع إلى العمل بما صخ من
يعمل بمقتضى قول إمام معتبر من أئمة المسلمين معتمّدٍ عندهم ©
كلم نتكر عليهم ؟ أفلا يحت لنا أن نعتبر من واقع غيرنا ؛ قَتلهْت
عند أقوال الإمام الذى ير الله تعالى لنا الاقتداء به منذ أول
للمذهب الشافعى » حيث كان يُصَرّح بأنه يفخر ؛ ويحمد الله على
أنه مقلد ! ( فاعتبروا يا أولى الألباب ) ٠
الأصول والفروع ؛ إلا فى التقليد الأعمى » فهما يلتقيان فى
التمشك به والدعوة إليه » يجهلان أو يتجاهلان أن ( المقلد )
يساوى عند العلماء الجاهل ؛ ولذلك نصُوا على أنه لا يجوز أن
يُولَّى القضاء ! بل قال بعض أئمة الحنفية المتقدمين وهو العلامة
مع أناس ندعوهم إلى اتباع الكتاب والسنة ؛ لينجوا بذلك من
العصبية المذهبية » والغباوة الحيوانية » فيأبون علينا إلا أن يستمروا
جميعًا إلى أن نقلدهم لنصير ضالين أغبياء مثلهم !! وهنا أتذكر أن
ومما لا شك فيه أن المبتلى فى دينه » أخطر من المبتلى فى
يدها .
واعلم أيها القارئ الكريم » أن ما ألزمنا به المقلّد من الجهل
م له » إلا إذا استجاب لقوله تعالى : ف[ كن تَتَرَعنمٌ في كيو
فإن فعل فى كل خلاف بينه وبين مذهيئ أو سلفئ ؛ فقد صنع
ما نرجوه له ولكل متعصب هالك ؛ وإن لم يقبل » وقال : الآية
المذكورة ؛ الخطاب فيها موجه إلى أهل العلم ولستٌ منهم ؛ فقد
لزمه ما ألزمناه » بل ما ألزمه العلماء » من الجهل والغباوة ( وعلى
النقول عن العلماء ؛ مؤيدًا بها دعوته للتعصب المذهبى ؛ مع أنها
ليست حجة فيما ذهب إليه كما ذكرنا ؛ فإنه تعامى عن نقول أخرى
عنهم » كنا ذكرناها فى « مقدمة صفة صلاة النبى كَيةٍ » منها
ما نقله الإمام النووى عن أبى عمرو بن الصلاح » قال :
آلات الاجتهاد فيه مطلقًا ؛ أو فى ذلك الباب أو المسألة ؛ كان له
الاستقلال بالعمل به ؛ وإن لم تكمل ؛ وشق عليه مخالفة الحديث
كان عمل به إمامم مستقل غير الشافعى » ويكون هذا عذرًا له فى ترك
مذهب إمامه هنا ؛ وهذا الذى قاله حسن متعين . والله أعلم 6 .
فهذا الإمام ابن الصلاح » يتكلم عن لم تكتمل آلات الاجتهاد
فيه » أمثال جماهير العلماء اليوم ؛ فقد أجاز له العمل بالحديث
المخالف لمذهبه » إن كان عمل به إمامٌ مستقل غير الإمام
لل الآن ذلك المتعصب الجائر : لماذا لم يتعرض لهذه
المسألة القى أجازها الإمام ابن الصلاح وأقَوَهُ الإمام النووى عليها ؛
المتعصب الجائر فى كتيبه ؛ تضييقًا منه لدائرة الاهتداء بهدى النبى
يضلل الناس » ويصدق فيه ١ من حفر بترا لأخيه وقع فيه 6 كما
صدق ذلك من قبل على شيخ له جائر ؟!
بل لماذا لم يتعرض للجواب عما هو أخطر عنده من كلام ابن
الصلاح والنروى - رحمهما الله تعالى - وأقوى لنا فى اتجاهنا
السلفى ؟ ذلكم هو قولى هناك عَقَب كلام ابن الصلاح :
« قلت : وهناك صورة أخرى لم يتعرض لذكرها ابن الصلاح )
وهى فيما إذا لم يجد من عمل بالحديث فماذا يصنع ؟ 6 .
أجاب عن هذا تقى الدين السبكى فى رسالة : ١ معنى قول
« والأؤلى عندى اتباع الحديث » وليفرض الإنسان نفسه بين
يدىّ النبى كَيةٍ ؛ وقد سمع ذلك منه ؛ أيسعه التأثمر عن العمل به ؟
لا والله ... وكل واحد مُكلّف بحسب فهمه » . وتمام هذا البحث
وتحقيقه تجده عند الإمام ابن القيم فى « أعلام الموقعين عن ربٌّ
هذه الكلمة هى القاصمة لظهر المتعصب الجائر ؛ فلا جرم أنه
لم ينقلها » مع أنه نقل عن السبكى ما ليس له علاقة بهذه الصورة »
ولا بالتى قبلها ؛ ليوهم الناس أن الإمام السبكى لا يقول بهذا الذى
نقلته عنه ) مما يشهد لما عليه السلفيون من اتباع الحديث
ولو خالف المذهب ؛ بل المذاهب ! فبماذا يهتم الناس من صنع
صنيع هذا المتعصب الجائر ؟
فقد وضح للقارئ الكريم أن هؤلاء المقلدة من أهل الأهواء ؛
لأنهم يتظاهرون بالاحتجاج بأقوال العلماء وتقليدهم » وهم فى الواقع
يأحذون من أقوالهم ما يؤيدون به أهواءهم » ويُْرِضُون عن أقوال من
الدليل معه » لما كان هناك مجال للطعن فيهم + ونسبتهم إلى
كتمانهم للعلم » الذى لا يجدونه إلا فى أقوال من يقلدونهم
بزعمهم .
وبعد .. فإن مجال القول والرد على هذا المتعصب الجائر
وبيان ما فى كتيّبه من النقول الواهية » والآراء الكاسدة » والروايات
هنا ؛ خاصة فى موضوع الاجتهاد والاتباع والتقليد ؛ وقد أل فى
والاهتداء بنورها ؛ مثل كتاب « الأعلام » المشار إيه آنا بلا ل
وقبل أن أختم هذه الكلمة » أريد أن أكشف القناع عن طبيعة بعض
هؤلاء المتعصبة » ألا وهى أنك تراهم من أجراً الناس فى محاربة السنة »
إذا كانت عليهم » وفى هذه الحالة يتسترون وراء ادعاء التمسك
بالمذهب ؛ لأن فى التمسك بالسنة طعنًا فى الأئمة وتجهيلاً! وهم
كاذبون فى ذلك ؛ وهذا ما صنعه هذا المتعصب الجائر
وأما إذا كان المذهب عليهم » وخلاف أوهامهم وتقاليدهم »
الحال يتناسون تحميتهم للتتمسك بالمذهب » ويتجاهلون كل ما قالوه
من الطّعن فى أهل السنة والعاملين بها » وركنوا هم أ
العمل بالحديث » ولو خالف المذهب ! وهذا ما فعله ذلك الرجل
الحنفى الذى أشار إليه المؤلف - رحمه الله - فى آخر الفصل الثانى
من هذا الكتاب » وأنه كان يقول ويشيع : أن مذهب الحنفية سماع
ب ؛ وأ ول ويشيع ِ اج
الموتى لقول إمامنا الأعظم : إذا صخ الحديث فهو مذهبى ! و
وظنى أن ذاك المتعصب الجائر وشيخه الأجورٌ ؛ وسيده الآخر
الصوفئ » ومولاه النبيل الأعظمى زعم أنه قال له : أنا أوافق على
ما قرأنه عل حرفيًا ! (") سيكون موقفهم بالنسبة لهذه الرسالة ©
وما فيها من أدلة الكتاب والسنة ؛ وأقوال أكمتهم الحنفية فى عدم
سماع الموتى » عين موقف ذلك الرجل الحنفى ؛ الذى وضع قول
الإمام « إذا صح الحديث فهو مذهبى » فى غير موضعه ؛ وسيردون
كل تلك الأقوال » بله الكتاب والسنة بدون أى خجل ؛ اتباعًا
تعرف هذا عنهم وعن أمثالهم الشىء الكثير ؛ فهم - والحق
يقال - فى أمر مَريج » لا الكتاب والسنة يتبعون » ولا أئمتهم يقلدون »
ومن كان فى شك من هذا » فإنى أقول لهم : ل فَكَثْرَهُمْ إن كاف
ً بَطِقُونت ) [الأبياء 1 عن عدران هذا الكتاب فقطا 1 وحيعل لترونٌ
الخيط الأسود لكل ذى بصيرة ودين ع قا
ما بكم اس فتك فى الْأني 4 [الرعد :
. )8 انظر كتييه (ص )١(