ثمرات الخوف من الله سبحانه. اذ من خاف الله تعالى كف نفسه عيا يغضبه
ويسخطه فمن طلب منزلة الورع » فليحيي في قلبه الخوف من الله العظيم» فان
والعلم بالله تعالى وبشريعته موجب لخشيته إن
والعمل .
الذين آمنوا الى صراط مستقيم .
موضوع الكتاب:
يعرض المؤلف للاخبار الواردة في الورع وانواعه: الورع في السمع والبصر
واللسان واليد والبطن . . واخبار الورعين وحكاياتهم؛ ويسوق ذلك كله
بالاسانيد على طريقة المحدثين. ولا يتعرض للشرح او التعليق على ما يروي ٠
معنى الورع لغة:
يقول صاحب «تاج العروس» (317/77 - 14©): الوَرّع محركة التقوىق
والتحرج والكفٌ عن المحارم .
الجماهير .
ويضمء اي: تحرج وتوقي عن المحارم .
أما معناه الشرعي : فيقول الجرجاني في كتابه «التعريفات» (ص147):
الورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات .
وقيل هي: ملازمة الاعمال الجميلة اه
وللحافظ المحقق ابن القيم رحمه الله كلام نفيس في «الورع» في كتابه القيم
«مدارج الساكين» رأيت من اللازم نقله هناء لعلاقته الوثيقة بموضوع كتابناء فقد
تكلم فيه عن الورع وتعريف السلف له وانواعه ودرجاته.
قال رحمه الله تعالى:
ومن منازل «إياك نعبد وإياك نستعين + ف «الورع» ٠
قال تعال فيتأيا اسل وا تكاس | ِمَانَسَنَ عم »
فطهر من الذنب. فكنى عن النفس بالثوب. وهذا قول ابراهيم النخعي
والضحاك؛ والشعبي + والزهري» والمحققين من أهل التفسير. قال ابن عباس:
لا تلبسها على معصية ولا غدر. ثم قال: اما سمعت قول غيلان ابن سلمة
واني - بحمد الله - لا ثوب غادر
والعرب تقول في وصف الرجل بالصدق والوفاء: طاهر الثياب. وتقول
للغادر والفاجر: دنس الثياب. وقال أبي بن كعب: لا تلبسها على الغدر. والظلم
والاثم. ولكن البسها وأنت بر طاهر .
وقال الضحاك: عملك فأصلح . قال السدى: يقال للرجل» إذا كان
وقال ابن سيرين وابن زيد: أمر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز
وقال طاووس: وثيابك فقصر. لان تقصير الثياب طهرة لا .
والقول الاول: اصح الاقوال
اذبه تمام اصلاح الاعمال والاخلاق. لان نجاسة الظاهر تورث نجاسة الباطن.
ولذلك امر القائم بين يدي الله عز وجل بازالتها والبعد عنها +
الثوب ونجاسته» وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة. ولذلك تدل ثياب
الحرير والذهب وجلود السباع» لا تؤثر في القلب من الفيئة المنافية للعبودية
والخشوع . وتأثير القلب والنفس في الثياب أمر خفي . يعرفه أهل البصائر من
وقد جع النبي 4 الورع كله في كلمة واحدة. فقال «من حسن إسلام
الكلمة كافية شافية في الورع
وقال إبراهيم بن أدهم : الورع ترك كل شبهة؛ وترك ما لا يعنيك هو ترك
عبدالرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به-
قال الترمذي: حديث
وأخرجه مالك (407/7) وأحمد )1١٠/١( والترمذي (098/4 - 804) عن الزهري عن
علي بن الحسين بن على بن أبي طالب عن النبي 8 مرسلا
ثم يتابع ابن القيم فيقول: قال صاحب المنازل.
يعني أن يتوفى الحرام والشبه. وما يخاف أن يضره أقصى ما يمكنه من
فعل القلب. فقد يتوقى العبد الشيء لا على وجه الحذر والخوف. ولكن لأمور
أخرى: من إظهار نزاهة» وعزة وتصوف» أو اعتراض آخرء كتوفي الذين لا
وقوله «أو تحرج على تعظيم» يعنى أن الباعث على الورع عن المحارم والشبه
إما حذر حلول الوعيد. وإما تعظيم الرب جل جلاله» وإجلالا له أن يتعرض لما
وأمته. فإذا قارنه التعظيم أوجب ترك المخالفة.
قال دوهو على ثلاث درجات. الدرجة الأوى: تجنب القبائح لصون
هذه ثلاث فوائد من فوائد تجنب القبائح .
نفسه وكبرت عنده صائها وحماهاء وزكاها وعلاها. ووضعها في أعلى المحال
في الرذائل وأطلق شتاقهاء وحل زمامها وأرخاه. ودساها ول يصنها عن قبيح .
فأقل ما في القبائح: صون النفس.
أو تنقصها. فلا بد أن تضعفها قطعاء فتجنبها يوفر ديوان الحسنات. وذلك بمنزلة
وأما «صيانة الإيمانه فلأن الإيمان عند جميع أهل السنة يزيد بالطاعة
بعدهم. وإضعاف المعاصي للايمان أمر معلوم بالذوق والوجود. فإن العبد كما
جاء في الحديث - «إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء. فإن تاب واستغفر صقل
فالقبائح تسود القلب. وتطفىء + نورُ» والإيمان هو نور في القلب والقبائح تذهب
-١ اسناده حسن. أخرجه أحمد (3497/7) والترمذي (434/5) والنسائي في التفسير
(الكبرى) - كما في التحفة (447/4) والنسائي في التفسير (الكبرى) كما في التحفة (447/5) -
وفي «عمل اليوم والليلة» (418) وابن ماجة (1418/7) وابن حبان (/744 - موارد)
ل (217/7) والبيهقي في «السنن» )188/1١( كلهم عن محمد بن عجلان عن القمقاع
ابن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به.
قال الترمذي
حسن صجح .
وقال الحاكم: صحيح على شرط ملم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
قلت: اسناده حسن من أجل ابن عجلان .
أخبر الله عز وجل أن كسب القلوب سبب للران الذى يعلوها. وأخبر أنه أركس
المنافقين بما كسبوا. فقال فال أُرْكَيٌ النساء : ههء وأخبر أن
ماد زراب المائدة :
الآثار : تقسية القلب؛ واللعنة. وتحريف الكلم. ونسيان العلم.
فاللعاصي للإيمان كالمرض والحمى للقوة» سواء بسواء. ولذلك قال
السلف: المعاصي بريد الكفرء كما أن الحمى بريد المويت:
فإيمان صاحب القبائح كقوة المريض على حسب قوة المرض وضعقه.
وهذه الأمور الثلاثة - وهي صون النفس» وتوفير الحسنات» وصيانة الإيمان
قال الشيخ أي الهروي]:
«وهذه الثلاث الصفاء : هي في الدرجة الأول من ورع المريدين». ويعني
أن للمريدين درجتين آخريين من الورع فوق هذه. ثم ذكرهما فقال «الدرجة
الثانية : حفظ الحدود عند مالا بأس به؛ إبقاء على الصيانة والتقوى. وصعودا
عن الدناءة وتخلصا عن اقتحام الحدوده.
زاج
يقول: إن من صعد عن الدرجة الأول إلى هذه الدرجة من الورع يترا
نورهاء ويخلق حسنها وبهجتها.
وقال لي يوما شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في شيء من
من الكلام
المباح برزخا بين الحلال والحرام. فإن بينهها برزخا - كما تقدم - فتركه لصاحب
هذه الدرجة كالتعين الذي لا بد منه لمنافاته لدرجته:
والفرق بين صاحب الدرجة الأولى وصاحب هذه : أن ذلك يسعى في
ويذهب. وهو معنى قوله «إبقاء على الصيانة».
ودأما التخلص عن اقتحام الحدود» فالحدود : هي النهايات. وهي مقاطع
العصية . وقد نبى الله تعالى عن تعدي حدوده وقربانه. فقال ف ب حُدُود أن قل
تَغرَبومًا 4 البقرة : لا18. 0 ل
الحلال». وحيث نهى عن القربان فالحدود هناك : أوائل الحرام.
فالورع يخلص العبد من قربان هذه وتعدي هذه. وهو اقتحام الحدود. قال
«الدرجة الثالثة: التورع عن كل داعية تدعو إلى شتات الوقت. والتعلق بالتفرق.
وعارض يعارض حال الجمع».
الفرق بين شتات الوقت» والتعلق بالتفرق : كالفرق بين السبب
والمسبب. والنفي والإثبات. فانه يتشتت وقته. فلا يجد بدا من التعلق بما سوى
أن يعمل لغيره. وقد تقدم هذا.
وإنما كان هذا أعلى من الدرجة الثانية : لأن أربابها اشتغلوا بحفظ الصيانة
من الكدر وملاحظتها. وذلك عند أهل الدرجة ١ تفرق عن الحق.
أدب غيبة اه ".
وقسم الراغب الأصفهاني الورع الى ثلاثة مراتب:
-١ واجب وهو الاحجام عن المحارم» وذلك للناس كافة.
الضرورات» وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين»
-١ مدارج السالكين (70/7 - 77) باختصار
؟- الذريعة الى مكارم الشريعة (ص 716 - 717) . ط دار الكتب العلمية.
المؤلفات في الورع :
-١ «كتاب الورع» لعبد الملك بن حبيب بن سليمان السُلمي دامي الألبيري
تاريخ التراث لفؤاد سزكين (145/17/1).
"- «كتاب الورع» لابي بكر احمد بن محمد بن الحجاج الفقيه المروذي المتوق
سئة (7/0 ه). (تذكره الحفاظ 171/7 - 177)
ويوجد مخطوطا في الظاهرية؛ تصوف ١( ١4 - 378)
(المتخب من مخطوطات الحديث للعلامة الالباني (ص 404)"
*- «الورع» لمحمد بن نصر المروزي الامام المشهور صاحب كتاب «السنة»
ودقدر الصلاة» وغيرهماء المنوفي اسنة (744 ه).
ذكر كتابه حاجي خليفة في «كشف الظنونه (14534/7) والبغدادي في
«هدية العارفين» (71/6) وفؤاد سزكين في «تاريخ «التراث»
4 كتاب الورع للامام احمد بن محمد بن حنبل (164 - 141 ه). ذكره
الروداني «في صلة الخلف بموصول السلف» (مجلة معهد المخطوطات
(7/5/ص 0714)). وسزكين (177/7/1) وذكر ان نسخة منه موجودة
في القاهرة (طلعت مجموع 107 (من اب - 47 أ).
وتوجد نسخة أخرى في الظاهرية. وعندي صورة منها
وقد طبع الكتاب سنة 0ه) وطبع بقى الدكتورة زينب ابراهيم
القاروط سنة 1887ه وقالت في مقدمته: نعلم لكتاب الورع مخطوط!
وقد خرجت بعض الاحاديث والأثار» ألا أن الكتاب لا يزال بحاجة الى
-١ وقد ذكر هذا المخطوط بالرقم نفسه فؤاد سزكين في «تاريخ التراث» (17/1/1©) ونسبه
الى أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد الأموي المروزي! وأشار محقق «قدر الصلاة» للمروزي
(/01) الى أن المصنف له كتاب في الورع ثم ذكر الرقم نفسه!! فلا بد من الرجوع الى
المخطوط لمعرفة الصواب في ذلك