إعلان النكير 00000000000000000000000000000000
فمن عقيدة أهل السنة والجماعة: أن نحب صحابة الي بِلو؛ ونترضى
لا لتتناول أعراضهم بالتخطيء والتسفيه» وإّما لتتعلم من سلوكهم عند الفتنة»
وقد حمى الله صحابة نبيه الكريم» فلم يكن منهم أحد من الشيعة؛ ولا الخوارج»
فكانوا أقدر الأمة بعده على ذلك البيان» وتطبيق الأحكام على الأعمال.
وقد حرص الشيطان على إضلال الناس وإغوائهم وإخراجهم من طريق
الصواب إلى الخطأ والانحراف؛ وكان أشد الانحراف في الغلو في دين الله وابتداع
فيه ما ليس منه؛ فكان منهج الصحابة هو المنهج العملي الذي تفسر به النصورص
الشرعية وتحمل الأقوال النبوية.
حرص الشيطان مرة أخرى أن يجعل الناس يستهينون بالأئمة والعلماء حتَّى
فحدثوا الناس بنصوص صحيحة؛ لكنها عارية من عمل الأمة؛ ومنهم الأئمة؛
فأوهموا السامعين ألهم على الحق والصواب» فصل بأقوالهم كثيرٌ من الناس.
والحمد لله أن كل بدعة ظهرت أو تظهر إِلَى أن تقوم الساعة قد جعل الله
على غلاة التكفير 0690000060099000000000000000000009 ([]
الشيطان صد أتباعه عن القراءة والتدبر وعن الجلوس لأهل العلم» حتَّى إن
يزعمون أن رحمة الله قد انقطعت؛ وأن حجته على العباد قد زالت» وهذا مخالف
لعقيدة أهل السنة والجماعة في بقاء رحْمة الله بالعلم والإرشاد؛ وبقاء حجته على
خلقه ما دامت السموات والأرض.
ظهرت أقوال لبست على الناس الحق بالباطل» فاحتار كل من أعرض عن
مصدر الهدى في العلم وأهله؛ وانحرف كل من الخذ من هؤلاء قادة لفكره
وزعماء لطريقته؛ وفي الظلام تسعى الخفافيش» والأئمة والعلماء مصابيح الهدى
ومصدر الاستقامة.
ولأن الشيطان لا يكل من الوسوسة ولا يتعطل عن الإغواء والإغراء» فإن
فرق الضلال تنبع من وسوسة الشيطان» وأهل العلم يجاهدون في هذا الميدان»
وطالَمَا أن الشيطان يوسوس وله أتباع فلابد من الدعاة وأهل البيان.
فهذه سطور قليلة قصيرة لمشكلة عويصة وخطيرة» قد كتب فيها كثير من أهل
يدل بدلوه مع الدلاء؛ مُحاولاً وحاورًا لبيان الحق في معترك الأقوال الغالية الي
غلا أصحابهاء فكتّرواء وفُقواء ونقلوا مطلق أحكام الشرع إلى الأعيان؛ وهو
وإن صرح ببعض الأسماء؟ فلا يصدك أيها الأخ القارئ ذكر الأسماء عن معرفة
00000000000000000000000006060000 إعلان النكير
والحق في القرآن والسنة بفهم سلف الأمة من أهل القرون الثلاثة الأول» فهي
منهج الى ومنهج السلامة» فإلى القراء الكرام تُهدي هذا الجهد الطيب الذي
محمد صفوت نور الدين
عفا الله عنه وتجاوز عن سيئاته
الثالث من رمضان ١1اه
أن رجلا استأذن على الي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: «ائذنوا لها فيئس ابن
الأم ليس بغيسبة في ستة متظلم وتعرف وتُحذر
ومجاهر فسقًا ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالسة منكر
شحيح؛ وقد ألف علماء الحديث الكتب الكثيرة في الجرح والتعديل؛ ونسأل الله السداد في
القول والعمل.
على غلاة التكفير 560000090000000000000000060060600009 0[
مقدمة الطبعتة الثاني
الحمد لله وحده» والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وأشهد أن لا إله
وبعد؛ فقد وافق إعادة طباعة هذا الكتاب الذي بين أيدينا أن وقع في يدي
شيء يفرح به ويحبه كل مريد للحق: لكن رابني اسم مؤلفه حيث كتب: "جمع
قدم له أبو عبد الله الأنصاري؛ وقال عنها: هذه الرسالة أوى ما كتب في هذا
وترتيب: عبد
ت بعد ذلك إِلَى مقدمة من يزعم أنه قدم له "ابو عبد الله الأنصاري"»
فإذا كاتب المقدمة يقول: هذه رسالة صغيرة الحجم كبيرة المقام؛ وسيرى القارئٌ
وهذا يعني أن المقدم للكتاب هو كاتبه؛ وقال في آخر المقدمة: وقد جمعت
أول هذه الرسالة ... سنة 1408 ... وقد التهيت منها كماسًايإذن الله وتوفقًا منه في
يوم الثلاثاء السايع عشر من رحب سنة 477 ١ه ويهذا يتضح كمام الوضوح أنه لي
هناك من قدم للرسالة؛ فتعحبت وقلت: هل الكذب من منهج السلف الصالح؟! وهذا
أمر يهون بالنسبة إلى ما حواه الكتاب» ويكفي المسلم الذي عنده أدن معرفة بدينه أن
يسمع بعض فصول كتابه؛ قمنها: القول المبين في مروق الحاكم والموظفين من الدين»
على من قال من المدلسين بأن مدارس أهل الشرك فيها تفصيل»
إعلان النكير
فنظرة واحدة في هذه الفصول التي عقدها تكفي لبيان ضلال هذا المفتري
الكذاب؛ وقد نص صِريْحًا على تكفير كل العاملين في الوظائف الحكومية بقوله
(صلاا): "إن الكفار بعضهم أولياء بعض ووليهم الطاغرت يقاتلون في سبيله»
أي آلمين مشركين؛ ا هؤلاء العمال والموظفين كفار -كذا- فمن
بغير حكم الله والتحاكم إلى غير شرع الله فما هم ... فإن لَمْ يكونوا كفار -كذات»
والتحاكم لغير شرع الله والرضا بهما فمن هم المنفذون لّهم؟
كفار مشركون -كذا- فمن هم الكفار المشركون؟
ثُمّ قال هذا الضال: فهؤلاء كفار مشركون بأعمالهم» وهؤلاء مثلهم في الحكم
لسكوتهم وعدم الإنكار والقيام عنهم وعليهم» وهذا ما ذكرنا هو دين جميع
الأنبياء؛ ودين جميع المسلمين من الصحابة والسلف والخلف وأن حكم المقر الساكت
الراضي حكم الفاعل بإجماع أهل العلم.
فتبين من كلامه السابق أنه يعد مُجرد العمل في الوظائف الحكومية رضا
بالحكم بغير ما أنزل الله وهذا باطل واضح البطلات» فإن القضاة إذا حكموا
على غلاة التكفير 9600000000000000000000000000000006 لل
بالقوانين الوضعية المخالفة لشرع الله لا يكونون بذلك مشرعين شرعًا غير شرع
الله؛ ولا ميدلين لشريعته؛ وإنما هم بحرد حكام فقط» ففيهم التفصيل المأثور عن
ابن عباس وغيره من السلف؛ وهذا واضح تمام الوضوح.
وأما غير القضاة من العاملين في الوظائف الأخرى» فإن كان في العمل
قانون يخالف الشريعة؛ وعمل به الموظف والعامل فهذا من قبيل العمل في مخالفة
الشريعة؛ وكل بحسب مالفته؛ فلا يستوي من يعمل في بنك من البنوك الربوية
مثل هذه الأعمال أنه يمجرد عمله يكون راضيًا بالحكم بغير ما أنزل الله؛ ومن
بأنّهم راضون بالحكم بغير ما أنزل الله لأنّهم قد يحكمون بهذه القوانين وهم
كثير منهم» بل أكثرهي» بل إن بعضهم يكونون على تقوى وديانة وخوف من الله
ويحاولون تحري العدل على حسب قدرتهم» فمن يجرؤ على تكفير أمثال هؤلاء إلا
وقد ضرب هذا الضال مثالاً من الأعمال في المؤسسات بوزارة الصحة؛
فقال (ص١٠٠): "وزارة الصحة هل تبرأت من الحكومة؛ وما تعبد أم هي منتسبة
إليها تستطيع أن تقبل ولا ترد من حيث المبداء ثم موتقها من الشعون القانونية
لي توجد فيها وفي باقي المؤسسات الي تحكم بياسق الديمقراطيين» ما موقفها
وموقف الطبيب الطيب من قانون تحديد سن الزواج الذي لم يحدده الشرع؛ ما
موقفها من مدارس التمريض التي فيها من المخالفات ما لا يحصى؛ ما موقفها من
00000000000000000000000000000000 إعلان النكير
فإن كانت تحكم بشريعة الله: فما حكم الاختلاط» وسلام الرجل على
يقطع يد السارق وغيرها من الحدود في المستشفيات أو وزارة الصحة".
فإنه قد جعل جميع الأعمال فِي وزارة الصحة تدخل في المخالفات؛ والواقع كما
ولزم عمله وتحاشى الوقوع في المخالفات لسلم عمله؛ وأما التبرؤ من القوانين
الوضعية فإن ذلك شيء يلزم كل مسلم سواء كان عاملاً فِي الوظائف أو غير
ا فإن هذا الضال لَمْ يكتف وَلَمْ تقنع نفسه بتكفير العاملين فِي الوظائف
حَّى عم المجتمع كله حيث قال: "هل تعلم أن من جند فرعون الزارع والصائع
وشق الطرق والترع وغيرها من الأعمال الحلال".
وضلال هذا المنحرف واضح تمام الوضوح؛ وقد سبقه في الضلال أناس قد
بينا فساد أقوالهم وانحرافهم في كتابنا هذاء ولكن هذا الضال قد تميز عن نظرائه
السلف؛ وكأنه وجد تلقي الناس لعقيدة السلف
بالقبول» فأراد أن يلصق عقيدته الفاسدة بعقيدة السلف لتروج بين الناس؛ وقد
نقل عن بعض أهل العلم» ليدعم بكلامهم باطله؛ وذلك بتر ما ينقض باطله»
ولو أن كافرًا يجاهدًا غلب على دار من دور الإسلام؛ وأقر المسلمين بها على
على غلاة التكفير 2695990090000000000000000000000000 ([[]
حالهم» إلا أنه هو المالك لا المنفرد بنفسه في ضبطهاء وهو معلن الإسلام لكفر
للشرع وهم ما زالوا في حكومته ووزارته بدون إكراه منه؛ فقد رضوا بإمامة
رضي بتغيير الشرع؛ بل بالعمل بين يدي الشرع والدين الجديد فهو أكفر من
فرعون الذي بدلء وأكفر ..." إلخ.
هكذا قال هذا الضال؛ وقد بتر من كلام ابن حزم: "بدين غير" فالعبارة
كما في المُحلى (100/11): ولو أن كافرًا بجاهدًا غلب على دار من دور
الإسلأب وأقر المسلمين بها على حالهم» إلا أنه هو المالك لهاء المتفرد بنفسه في
ضبطهاء وهو معلن بدين غير الإسلام لكفر بالبقاء معه كل من عاونه؛ وأقام معه
فتأمل أخي القارئ كيف اقتطع كلمتين وهما "بدين غير" فحرّف كلام ابن
8 إن كلام ابن حزم السابق لهذه العبارة ينقض كلام هذا الضالء ولذا
الإسلام ينتمون. وإن كانوا في حقيقة أمرهم كفارً".
كفر ,فلا يستطيع البراءة من الإسلام؛ بل إليه ينتسب وينتمي؛ كما وصف ابن حزم
000000000000000000006000000000060 إعلان النكير
المبتدع في تكفيره العاملين في الوظائف؛ فضلاً عن غيرهم بحجة السكوت؛ مع
أن مسألة السكوت هذه لا تنضبط .
وبالجملة: فإن ضلال الرجل وانحرافه قد أجيب عليه في ثنايا كتابنا هذاء
ينسب نفسه لها وهو يكفر علماء المسلمين بقوله (صض:80-74): "إن الحكام
كفروا؛ لأنّهم بدلواء والقضاة كفروا؛ لأنّهم حكمواء وعلماء الدين أشركوا؛
لأنّهم سكتواء وحرفواء ونقول كذلك وأن الموظفين والعمال كفروا وأشركواء
لألّهم رضواء وسكتواء ولَمْ ينكرواء فهم بهذا الوصف كالحكام والقضاة ورجال
الدين في الحكم".
يللين وفيا قله أظهر من أن نتكلف رده؛ فأسأل الله أن يهدينا وإخوائنا
أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين