أ - منبج التحقيق:
تثبيت نسبة الكتاب للمصنف:
اعلم أن كتاب «التوكل على الله» صحيح النسبة لابن أبي الدنيا ويؤكد ذا
أبي الدنيا غير واحد من أهل العلم؛ فقد
عذّه أبو بكر بن خير الإشبيلي في فهرست ما رواه عن شيوخه ص 387 من تآليف ابن أبي
الحافظ السخاوي حيث قال في المقاصد الحسئة ص 347: (وقد صنف ابن خزيمة وابن
أبي الدنيا وغيرهما في التوكل)اه. وعد كل من: حاجي خليفة في كشف الظنون
7 وإسماعيل باشا في هدية العارفين 447/١ والكتاني في الرسالة المستطرفة
ص 8 من مؤلفات ابن أبي الدنيااا؟
الثالث: ومما أيضاً نسبته لابن أبي الدنيا تداوله بين أهل العلم وعزوهم إليه
بعض الأحاديث؛ فهذا الحافظ ابن رجب الحبلي قد استفاد من هذا الكتاب استفادة
كتابه جامع العلوم والحكم عند شرحه الحديث التاسع والأربعين ص 498 -
٠4 ونقل عن ابن بي الدنيا كلاما لبعض الحكياء اص 414
وكذلك عزا إليه الحافظ السخاوي في كتابه المقاصد الحسنة الحديث رقم 178+
الثاني : أنه قد نسب هذا الكتاب لابن
(1) عد ابن النديم في الفهرست ص 137 مؤلفات ابن أبي الدنيا وذكر منها: كتاب التوكيد» هكذا
وقع بالأصل وأكاد أجزم أنه تحريف من «التوكل» فإنه لا يعرف لابن أي الدنيا كتاب بهذا الاسم
وعزا إليه الحافظ السيوطي في الجامع الصغير (الفيض 144/7)» والمتقي الهندي في كنز
العمال 447/7 والزبيدي في شرح الإحياء 788/4. 507 بعض الأحاديث
* أصول الكتاب »
اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على مصورتين خطيتين»؛ ومطبوعة:
)١( المصورة الخطية الأولى:
وهي مصورة لمخطوطة من مخطوطات المكتبة الظاهرية العامرة. وهي محفوظة فيها
برقم لال" جوع 70 وعدد أوراقها إحدى عشرة ورقة. في كل وجه منها اثدان
لها ب (أ)» وهي من رواية أبي المكارم المبارك بن محمد بن المعمر الأزجي عن أبي الخطاب
نصربن أحمد بن البطر عن أبي الحسين علي بن محمد بن بشران المعدل عن أبي علي
الحسين بن صفوان البردعي عن المصنف» وإليك تراجم موجزة لرجال الإسناد:
١ - أبوعلي الحسين بن صفوان البردعي المتوفى سنة 380 ه:
قال الخطيب: (روى عن أبي بكر بن أبي الدنيا مصنفاته. . . . وكان صدواً)
له ترجمة في: تاريخ بغداد 54/8 والعبر 787/7» وشذرات الذهب 3971/7 -
قال الخطيب: (كتبنا عنه وكان صدوقاً ثقة ثبت حسن الأخلاق تام المروءة ظاهر
يخ بغداد 48/17 44: والمتنظم 18/8 - 14 والعبر
له ترجمة في: تت
- أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر المتوفى سنة 148 ه
بصحة السماع : ابن الأثير والذهبي وابن كثير .
له ترجمة في: المنتظم 134/4 والكامل .777/1١ والعبر 740/7 والبداية
والنهاية »111/1١7 والشذرات 457/1٠
© - أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر الأزجي
قال ياقوت الحموي: (شيخ صالح صحيح السماع) اه وذكر أن وفاته سنة
7 ه؛ وخالفه الذهبي - وتبعه ابن العماد فذكر أن وفاته سئة 031 ه.
له ترجمة في: معجم البلدان 717/١ والعبر 700/84 والمختصر المحتاج إليه
(1) المصورة الخطية الثانية:
وهي مصورة لمخطوطة من مخطوطات المكتبة الظاهرية؛ وهي محفوظة فيها برقم
١١ عام 38487 وعدد أوراقها ثلاث عشرة ورقة+؛ في كل وجه متها خمسة عشر سطراء
وارمز لها ب (ب)؛ وهي من رواية أبي طاهر السلفي وشُهْدََ الكاتبة عن ابن البطر
بالإسناد المتقدم . وإليك ترجمة موجزة لكل من السُّلفي وشهْدَة:
هو أحمد بن محمد بن إبراهيم السُلفِي» قال السمعاني: (ثقة ورع متقن متثبت
حافظ فهيم» له حظ من العربية؛ كثير الحديث» حسن الفهم والبصيرة فيه) اه
وقال عنه الذهبي : (الحافظ العلامة الكبير مسند الدنيا ومعمر الحفاظ) اه. وقال
له ترجمة في: مرآة الزمان 711/8 717 والأنساب 171/7 واللباب
7 ؛ ووفيات الأعيان ٠١7 - ٠١5/١ وتذكرة الحفاظ ١748/6 - 1*4
والعبر 777/4 والميزان!'" 155/١ واللسان ١/144؛ والبداية 707/17+
وطبقات الشافعية الكبرى 173/4 وطبفات الحفاظ ص 418 والشذرات 765/4
وغيرهاء
(1) لا تظنن أنه ذُكر في اميزان بسبب ضعفه ولكن طعن فيه ابن الباذش بكلام سخيف بارد! هو في
الحقيقة قدح في الطاعن لا المطعون فيه. وراجع الميزان واللسان
وقد أفرد ترجمته الدكتور حسن عبدالحميد صالح رحمه الله في كتابه والحافظ أبو
7 - شهُدَة الكاتبة المتوفاة سنة 51/4 ه:
هي فخر النساء هد بنت أحمد بن الفرج بن عمر الإبري» قال ابن الجوزي:
لها ترجمة في: المنتظم 7180/٠١ ومشيخة ابن الجوزي ص ٠١١ والأنساب
1١ ومرآة الزمان 357/8 ووفيات الأعيان 477/7 والعبر 770/8 والمختصر
المحتاج إليه 167/7 والكامل 404/1١ ؛ والشذرات 148/4 وغيرها.
طبعت جميعة النشر والتأليف الأزهرية هذا الكتاب ضمن مجموعة رسائل لابن
أي الدنيا وذلك سنة 19084 ه- 1470 م والنسخة الخطية التي اعتمدتها الجمعية في
الطبع من رواية أبي الطاهر السّلفي عن ابن البطر بالإسناد المتقدم.
وقد خلت هذه الطبعة من أي جهد للتصحيح والتحقيق فجاءت
والتحريفات؛ وفد نبهت على كثير منها في التعليق» وأرمز لها ب (ج)
٠ عملي في الكتاب:
على الاختلافات بين النسخ في التعليق.
- رقمت الآيات القرآنية
الأغلاط
© خرّجت الأحاديث والآثار عل قدر الطاقة» وتكلمت على أسانيدها تصحيحاً
وتضعيفاً وفقاً لقواعد علم مصطلح الحديث
؛ ترجمت لبعض الأعلام تراجم موجزة
+ وضعت بعض الفهارس لتيسير الاستفادة من الكتاب وجعله سهل التناول.
وأسأل الله يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم» وأن يتقبله مني إنه هو السميع
العليم .
ب - ترجمة المصنف:
هو عبدالله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولاهم أبو بكربن أي
الدنيا البغدادي من موالي بني أمية.
ووقع في الكامل لابن الأثير «عبيد الله» وهو إما وهم أو تحريف.
ولد ابن أبي الدنيا ببغداد سنة ثمان ومائتين» ونشأ فيها وترعرع؛ وقد كان والده
عدن فقد ذكره الخطيب في تاريخه 37/1 وذكر أنه يروي عن هشيم
وقد اشتغل ابن أبي الدنيا في تأديب غير واحد من أبناء الخلفاء؛ فقد كان مؤدباً
للمعتضد وابنه علي الملقب ب «المكتفي بالله» وكان يتقاضى على ذلك خمسة عشر ديناراً
كل شهرا"؟؛ وقد استقر ابن أبي الدنيا ببغداد وم يفارقها إلا في رحلات قليلة.
محمد بن
قال الأستاذ خير الدين الزركلي رحمه الله - في كتابه «الأعلام» 220/4 في
وصفه: (كان من الوعاظ العارفين بأساليب الكلام وما يلاثم طباع الناسء إن شاء
أضحك جليسه وإن شاء أبكاه) اه.
وإليك حكاية تدلك على تمكنه من الوعظ والخطابة: روى الخطيب عنه أنه قال
غلامي واستراح من الكتاب. قال: ليس هذا من كلامك» كان الرشيد أمر أن يُعرض
قرب أمن صريره» وابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاءً شديداً ثم قال
ولابن أبي الدنيا شعر فليل وسط»+ ومن ذلك أنه جلس أصحابه ينتظرون خروجه
إليهم فحال المطر بينه وبين ذلك» فأرسل لهم رقعة فيها:
من شمر ا :
فلا تجزع وإن أعسرت يوم فقد أيسرت في الدهر الطويل
ولا تيأس فإن البأس كفر لعلاللهيغني عن قليل
أخذ ابن أبي الدنيا العلم عن خلى كثير» منهم سعيد بن سليمان المعروف
ب «سعدويه؛ الواسطي - وهو أقدم شيخ له توفي سنة 318 - وعل بن الجمدء
() البداية والنهاية 91/1١
() السابق واللاحق للخطيب ص 158 -754؛ وانظر قطعة من شعره في بيجة المجالس 78/1
وفوات الوفيات 318/1 - 74
وإسحاق بن راهويه والقاسم بن سلأم وابن سعد - صاحب الطبقات والبخاري وأبو
داود وأبو حاتم الرازي وإسماعيل القاضي والحارث بن أبي أسامة رفيقه؛ وقد جمع أسماء
كثير منهم الحافظ أبو الحجاج المزي في التهذيب ورتبهم على حروف المعجم .
وأخذ العلم عنه خلق كثير منهم: الحارث بن أبي أسامة وابن ماجه - روى عنه في
التفسير- ومحمد بن خلف المعروف ب «وكيع» وابن أبي حاتم وأبو بكر الشافمي وأبو
علي بن يمة؛ ولقد رتب أسماء كثير متهم عل حروف المعجم المزي أيضاً في التهذيب.
لقد كان لابن أبي الدنيا مكانة علمية رفيعة نال بها ثناء العلماء عليه؛ فقد سثل أبو
فقال: بغدادي صدوق. ووصفه أيضاً بالصدق الحافظ صالح جزرة
صاحب الكتب المصنفة في الزهد والرقائق . وقال ابن النديم:
كان ورعاً زاهداً عالاً بالأخبار والروايات.
وقال ابن الجوزي: كان ذا مروءة ثقة صدوقاً صنف أكثر من مالة مصنف في
المحدث العالم الصدوق. وقال أيضاً: كان صدوقاً أديباً إخبارياً كثير العلم .
وقال ابن
الحافظ المصنف في كل فنء المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة
وقال الحافظ ابن حجر: صدوق حافظ صاحب تصائنيف . وقال ابن تغري بردي :
وبالرغم من هذا الثناء الذي ناله ابن أبي الدنيا فقد أخذت عليه بعض المآخذ الني
١ قلة الرحلات:
كان للرحلة في طلب الحديث مكانة عالية عند المحدثين إليها نفوسهم
ونحدثهم بها خواطرهم» وكثيراً ما تكون الرحلة سبباً لرفع مكانة قوم وخفض آخرين.
وقد وصف الحافظ الذهبي ابن أبي الدنيا بأنه كان قليل الرحلة؛ ولعل اشتغال ابن
أبي الدنيا في التأديب وارتباطه بهذه المهنة. وكونه ببغداد حاضرة العالم الإسلامي آنذاك
سببا في قلة رحلات ابن أبي الدنيا .
- نزول الأسانيد!»:
لا شك أنه قد ترتب على قلة رحلات ابن أبي الدنيا نزول أسانيده» فقد كان كما
يقول الذهبي - يروي عن طائفة من المتأخرين كأبي حاتم الرازي ومحمد بن إسماعيل
الترمذي وعباس الدوري» وقد كان للإسناد العالي مكانة سامية عند المحدثين» وكثير من
٠ الرواية عن الضعفاء والمجاهيل:
قد أخذ على ابن الدنيا إكثاره الرواية عن الضعفاء والمجاهيل» قال الحافظ صالح
إنسان يقال له محمد بن إسماعيل بلخي وكان كذاباً يروي أحاديث من ذات نفسه
وقال إبراهيم الحربي: رحم الله أبا بكر بن أبي الدنياء كنا غضي إلى _
منه؛ فنرى ابن أبي الدنيا جالساً مع محمد بن الحسين البرجلاني!"؟ خلف شريجة فقال:
)١( الإسناد النازل هوما كثر رجاله. وعكسه الإسناد العالي. قال البيقوي:
(1) له ترجة في؛ الميزان 176/٠ سلاف واللسان 33/8
() هوعفان بن مسلم ثقة ثبت روى له الجماعة. التهذيب 375/17 14
(8) صاحب حكابات ورقائق. له ترجمة في: يزان 217/7 واللسان 1717/8