والمشمشعة ؛ وهي زهي الممزوجة » كأنها تر بالمزج » فشبّهت بالشعاع في
والصّهباء ؛ وهي التي غُصرت من العنب الأبيض ٠
والشموس ؛ شبهت بالذّابة التي تجمح براكبها .
والإثم لما وقع من الإثم من شربا ؛ والحمق كذلك ».قال الشاعر :
شرت الإثم حتى ضَلًُ عقلي ل“ الإثم يفعل بالعقول
وغير ذلك من الأسياء والقات !
ونجد كثيراً من الأشعار التي قيلت في وصف الخمر وبيان مكانتها وأثرها في
نفوس العرب » فهي تحملهم من عالمهم البسيط إلى عالم أرحب وأكثر جملا ؛ إنهم
ملوك إذا ما سكِرُوا ؛ وهم رعاة بعير وأغنام إذا ما صحوا .
قال المنخّل اليشكري :
(1) راجع الجزء الرابع من كتاب « المحب وامحبوب والمشموم والمشروب ؟ ص 117-16
(ط . مجمع اللغة العربية بدمشق) والخصص .
ويقول لقيط بن ثُنَا :0
وقال حسان بن ثابت الأنصاري :
وهي مرافقة لفعل المحامد عند عنترة :
وإذا سكرتُ فَإْي ستهلك ملي وعرضي وافرٌ لم يكلم
حتى إذا جاء الإسلام الحنيف ؛ وانتشرت دعوته » وخالطت النفوس +
فاستاصلت كثيراً من عاداتهم السيئة ؛ دعا إلى بناء مؤمنين أقوياء في أجسادهم +
أقوياء في عقوم » لا تشوب حياتهم شائبة ؛ ولا تستعبدهم شهوة في الدنيا ؛ ولا
تغثى عقولهم غاشية » فكان أن نزلت الآيات ممهدة لتحريم الخمر » وبالتالي
تحريمها إلى يوم الدين .
ولا خلاف بين أحد من الأئمة في أنَّ الخمر حرام ؛ لما ورد في ذلك في
الكتاب والسنة . وأمًا ما ورد في كتاب الله عزَّ وجل » فاربع آيات ؛ منها ما
يقتضي الإباحة » ومتها ما يقتفي الكراهة والتحريم
فال ما أنزل بمكة قوله تعالى : ( وَمِنْ ثَمَراتٍ اللخِيل والأّعْنَابٍ تتّخِدُونَ
من سَكَرً ورزقا ست » [ سورة النحل : 497 ] . فكان المسلمون يشربونها يومئذ
وهي حلال لهم . ثم أنزل الله عزّ وجل بالمديئة : الي
1 ؛ نزلت هذه الآية في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار أتوا
مَسْلَبةِ للهال ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية . فتركها قوم للإثم الكبير » وقالوا :
وصنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً فدعا ناساً من أصحاب رسول الله َي +
سُكَارَى حىٌ تَعْلَمُوا ما تقولُون » [سورة النساء : 43 ]2 فحرم السكر في
أوقات الصلاة .
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنَّ الله عزّ وجل تقارب في النهي عن
الصلاة . وقال قوم : نشربها ونجلس في بيوتنا ؛ فكانوا يتركونها وقت الصلاة
ويشربونها في غير حين الصلاة » إلى أن شربها رجل من المسلمين » فجعل ينوح
نُحيًا بالسلامة أمْ بكر وهل لي بعد رهطك من سلام
ا يّ رايت الموت كَقْتَ عن شام
وغضب رسوله ؛ وله لا أطعمها أبدا» ثم نزلت آية التحريم ؛ وهي قوله
أعوذٌ بالله من غضب الله
وروي أن هذه الآية نزلت في شان جزة بن عبد اللطلب . وكان نزولا
فقال عمر رضي الله عنه :
وتحريم الخمر في شهر ربيع الأول سنة أربع من الهجرة . وقيل : خُرمت بعد غزوة
الأحزاب بأيام في ذي القعدة سنة خمس من الحجرة . والله أعلم .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : حرمت ولم يكن للعرب يومئذٍ عيش
والطين » ولقد غودرت أزفّة المدينة بعد ذلك حيناً ؛ كلما مُطرت استبان فيها لوث
والأحاديث الدالة على تحريمها كثيرة » أورد منها المؤلف رحمه الله عدداً
لابأس به » ومنها عن رسول الله ب أنه قال : «لا يدخل الجن مدن خمر» .
البخاري عن أب هريرة رضي الله عنه : أنَّ رسول الله فيه قال : «لا يزني
العقل » وأفضل مافي الإنسان عقله ؛ وتحسّن القبيح » وتقّح الحسن .
قال أبو نواس :
وقال :
وقال الحسن البصري رحمه الله : لو كان العقل غَرّضاً لتغالَ الناس في
حلم قومي وأسي مفيههم .
؟ قال : معاذً الله ! أصبح
وقيل لعثمان بن عفان رضي الله عنه : ما منعك من شرب الخمر في الجاهلية
يذهب +
أرى كُلْ قوم يَفْظُونَ حريهم ولين الأصحاب ليذ حريُ
سُله رَثُّ الوصال سوم
وكتيه :
ياسين محمد السّوّاس
دمشق في ١ رمضان 6٠14ه
7 آفار 1416م
المؤلف
هو عبد الله بن محمد بن عُبيد بن سُفيان بن قيس » أبو بكر القرثي
البغدادي + مولى بني أمية » ويعرف بابن أبي الدنيا!" .
ولد في بغداد سنة ثمان وماثتين من أب عرف عنه اهتمامه بالحديث وروايته +
فوجه ابنه إلى مجالس العلم على اختلافها . فسمع من شيوخ كبار ء كأبي عبيد
القاسم بن سلام المنوفى سنة 174 ه ؛ وسعيد بن سليان الصّبّيّ الواسطي
البزاز » الملقب بِسَغُدُوبهِ ؛ المتوفى سنة 175 ه ء وله ماثة سنة » وهو أقدم شيخ
لابن أبي الدنيا ؛ وخالد بن جداش البصري + نزيل بغداد ؛ المتوفى اسنة
ه ؛ وعليّ بن الجعد بن عبيد الجوهري » المتوفى سنة 778 ه ء وقد أكثرز
المؤلف من الرواية عنه .
ومن شيوخه أيضاً محمد بن الحسين البرجُلان » أبو جعفر البغدادي + من
الحتابلة . وصاحب التواليف في الرقائق » روى عنه ابن أبي الدنيا كثيراً » توفي
سنة 138 ه . وخلف بن هشام بن ثعلب المقرىء » أحد القراء العشرة ؛ مات
سنة 774 ه . ومحمودبن الحسن الوراق » شاعرء أكثر شعره في المواعظ
)١( ترجته في الجرح والتعديل 5 / 157 » والفهرست : المقالة الخامسة » الفن الخامس +
وتاريخ بغداد ٠١ / 41-84 » والأنساب للسمعاني ٠١ / 47-43 » وطبقات الحتابلة
148-1471 وفهرسة ابن خير 787 والمنتظم 5 / 144-148 ونهذيب
الكمال (خ) لوحة 177-7776 وسير أعلام النبلاء 17 / 404-7847 والعير
7 5 » وتذكرة الحفاظ 3 / 374-1797 والبداية والنهاية ١١ / 71 © وفوات
الوفيات 7 / 714-178 وتهذيب التهذيب 6 / 17-١7 والنجوم الزاهرة
*/83؛ وطبقات الحفاظ 714-744 » وخلاصة تذهيب الكيال 317 » بروكليان
( الترجمة العربية ) 7 / 177-174 ؛ فهرس مجاميع المدرسة العمرية بالظاهرية ( طبع
معهد المخطوطات) في 37 موضعاً ( ينظر الفهرس ) +
وقد جع ابو الحجاج الحافظ امي أسماء شيوخه مرتيين على حروف المعجم
في كتابه ؛ تهذيب الكمال » ''' ؛ وتبعه في ذلك على الاختصار الحافظ الذهبي في
كتابه «دسير أعلام النبلاء »"' . قال الذهبي : أقدمٌ شيخ له سعيد بن سليان
سَعْدُويه الواسطي » وسمع من علي بن الجعد » وخالد بن جداض + وعبد الله بن
خَيْرانَ صاحب المسعودي ؛ وطبقتهم . وقال : روى عن خلق كثير لا يعرفون +
حاتم الرازي » ومحمد بن إسماعيل الترمذي + وعبّاس الدوري ؛ لأنه كان قليل
الرحلة » فيتعذر عليه رواية الشيء + فيكتبه نازلا وكيف اتفق .
صلا وكرت عه اسان يي ب : أبو بكر النجاد +
أحمد بن سليان البغدادي » الحنبلي + فخ العراق أي عصره » وهو راوي كتاب
« الشكرء لابن أي الديا ؛ توفي سئة 48 ه . وا ابن أبي حاتم الرازي + ابن
الحافظ الكبير أبي حاتم الرازي » كان بحراً في العلوم ومعرفة الرجال » صاحب
التصانيف » ومنها « الجرح والتعديل » » توفي سنة 37 ه . ومحمد بن خلف بن
المْرْزْبانَ أبو بكر المُحَول » علامة إخباري » عالم بالأدب »توفي سنة
٠ه . والحسين بن صفوان البَرُدْعِي ؛ صاحب ابن أبي الدنيا وراوي كتبه +
توفي ببغداد سنة 740ه . ومحمد بن خلف بن حيّان ؛ القاضي » المعروف
بوكيع » عالم فاضل + » له مصنفات كثيرة ؛ منها « أخبار القضاة وتواريخهم 6 6 وهو
مطبوع في ثلاثة مجلدات + ببغداد سنة 309 ه . وأبو بكر الشافعي +
محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزار » محدّث العراق » صاحب « الغَيْلايّات » 6
توفي اسنة 704 ها
وفضل ابن أي الدنيا ومكانته وشهرته تظهر فييا تركه من آثار ومصنفات +
وفيا تحدث به العلماء عن تقدّمه وإمامتة .
17776 مخطوط ؛ لوحة )١(
عند
وسثل عنه أبي فقال : بغدادي صدوق . وقال الخطيب البغدادي : كان يؤْتّب غير
واحد من أولاد الخلفاء . وقال غيره : كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحدا ؛ إن
ابن النديم : كان ورعاً زاهداً عالاً بالأخبار والروايات . وقال ابن تغري بردي :
كان عالما زاهدا ورعا عابدا ؛ وله التصانيف الحسان » والناس بعده عيال عليه في
وأما ابن الجوزي في المنتظم فقد قال عنه : إنه كان يقصد حديث الزُهد
والرقائق ؛ وكان لأجلها يكتب عن البُرجُلانِ ويترك عفان بن مسلم ؛ وكان ذا
مروءة ؛ ثقة صدوقاً ؛ صنف أكثر من مائة مصنف في الزُهد . وعقب ابن الجوزي
يقوله : « قد روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن إسحاق بن يزيد بن عبيد الله
الصّيِي ؛ وقد ذكره ابن أبي حاتم في الكذابين » وقد ذكرنا وفاته في سنة ست
وثلاثين وماثتين . وروى ابن أبي الدنيا عن محمد بن إسحاق اللؤلؤي البلخي +
ولم يكن ثقة » وقد ذكرنا وفاته في سنة أربعين ومائتين » .
المعتضد الملقب بالمكتفي بالله . وقال ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات : وكتب
وأحنّ لأنام أن يعرفوا ذا ل وَيَرْعَوْ أهل بيت ال
وقال : وكنت أب المكتفي » فأقراته يوماً كتاب « الفصيح » فأخطأ +
صَةّ شديدة وانصرفت ؛ فلحقني رشيق الخدم » فقال : يقال
لك : ليس من التأديب سباع المكروه . فقلت : سبحان الله ! أنا لا أسمع المكروه
فقلت : أيها الأمير » تقول عني مالم أقل ؟ قال : نعم يا مؤي ؛ مَنْ فَعَلّ ما لم
ونقل عنه قوله للشعر » من ذلك ما روي عن عمر بن سعد القراطيسي +
قال : كنا على باب ابن أبي الدنيا ننتظر خروجه ؛ فجاءت الساء بمطر ء فأتتنا
وتبرز مكانته فيا تركه من مصنفات في الأدب والحديث والأخبار والتاريخ
وغير ذلك » وقد شهد له بالصدق والأمانة , وإن أخذ عليه سماعه عمن عرفوا
بعنايتهم بالزهد والرقائق .
جارية برقعة
مات ابن أي الدنيا رحمه الله ببغداد سنة إحدى وثمانين وماثتين . وفي
خبر موته قال الخطيب البغدادي : « قال القاضي أبو الحسن : وبكرت إلى
إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبي الدنيا؛ فقلت له : أعز الله
القاضي ؛ مات ابن أبي الدنيا ؛ فقال : رحم الله أبا بكر ء مات معه علم كثير »
عليه في الشونيزية ؛ ودفن فيها » . وفي تهذيب الكمال : زاد ابن المناوي : في
جادى الأول .
عرف ابن أبي الدنيا بكثرة تصائيفه ؛ قال البغدادي : « صاحب الكتب
المصنفة في الزهد والرقائق » . وقال ابن كثير : « المشهور بالتصانيف الكثيرة
النافعة الشائعة الزائعة في الرقاق وغيرها » . وقال ابن تغري بردي : « وله
التصانيف الحسان والناس بعده عيال عليه في الفنون التي جمعها » .