بيان السبب في طول الأمل وعلاجه:
أبي الدنيا هذاء أحاديث وآثاراً؛ آ إليه جوانب ثقافته الإسلامية
العميقة. . يغور في أعماق النفس البشرية التي تتنازعها الأهواء من كل
قالب علمي محكم عند «حجة الإسلام». . الذي بين أن طول الأمل له
ثقل على قلبه مفارقتهاء قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب
إليه من مال وأهل ودار وأصدقاء ودواب وساثر أسباب الدنياء فيصير
قربه» فإن خطر له في بعض الأحوال أمر الموت والحاجة إلى الاستعداد
له سرّف ووعد نفسه وقال: الأيام بين يديك إلى أن تكبر ثم تتوب.
عن بناء هذه الدار وعمارة هذه الضيعة؛ أو ترجع من هذه السٌّفرة؛ أو
تفرغ من تدبير هذا الولد وجهازه وتدبير مسكن له؛ أو تفرغ من قهر هذا
إلا ويتعلّق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال أخر. وهكذا على التدريج
ني في وقت لا يحتسيه؛ فتطول عند ذلك حسرته. وأكثر أهل
والمسوّف المسكين لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف اليوم
يكون للخائض في الدنيا والحافظ لها فراغ قط» وهيهات! فما يفرغ منها
وأصل هذه الأماني كلها حب الدنياء والأنس بها
الموت مع الشباب» وليس يتفكر المسكين أن مشايخ بلده لو عدوا
أكثر. فإلى أن يموت شيخ يموت ألف صبي وشاب.
من شباب وشيب وكهولة» ومن صيف وشتاء وخريف وربيع» ومن ليل
ونهارء لعظم استشعاره واشتغل بالاستعداد له. ولكن الجهل بهذه الأمور
وحبٌّ الدنيا دعواه إلى طول الأمل» وإلى الغفلة عن تقدير الموت
لا بد وأن تحمل جنازته ويدفن في قبره. .
وإذا عرفت أن سبب طول الأمل هو الجهل وحبُ الدنياء فعلاججه
أما الجهل فيدفع بالفكر الصافي من القلب الحاضرء وبسماع
الحكمة البالغة من القلوب الطاهرة.
وأما حب الدنياء فالعلاج في إخراجه من القلب شديد» وهو الداء
العضال الذي أعيا الأولين والآخرين علاجه. ولا علاج له إلا الإيمان
باليوم الآخر» وبما فيه من عظيم العقاب وجزيل الثواب. ونيا حصل
يمحو عن القلب حب ب الحقير. فإذا رأى حقارة الدنيا ونفاسة الآخرة
استنكف أن يلتفت إلى الذنيا كلهاء وإن أعطي ملك الأرض من المشرق
فكيف يفرح بها أو يترسّخ في القلب حبّها مع الإيمان بالآخر؛
فنسأل الله تعالى انفرع الدنيا كما أراها الصالحين من عباده.
ولا علاج في تقدير الموت في القلب مثل النظر إلى من مات من
الأقران والأشكال» وأنهم كيف جاءهم الموت في وقت لم يحتسبواء
يطول الأمل فقد خسر خسراناً مبيئاً.
تأكلها الديدان لا محالة؟ وكيف عظامها؟ وليتفكّر أن الدود يبدا
الدودء وما له من نفس !© العلم والعمل الخال لوجه الله تعالى..
وأهوال_القيامة وقرع النداء يوم العرض الأكبر. فأمثال هذه الأفكار هي
التي الجذذكر الموت على قلبه؛ وتدعوه إلى الاستعداد له.
والناس في طول الأمل وقصره مراتب. فمنهم من يأمل البقاء
ويشتهي ذلك أبداً» قال الله تعالى: يود أحدهم لو يعر ألف سنةط 2
.. ومنهم من يكون الموت
ثم يظهر أثر قصر الأمل في المبادرة إلى العمل. وكلٌّ إنسان يدٍّعي
بأسباب ريما لا يحتاج إليها في سنة» فيدلٌ ذلك على طول أمله: و[:
علامة التوفيق أن يكون القع لبجب » لا يغفل عنه ساعة.
وفي المبادرة إلى العمل وحذر آفة التأخير يقول الإمام الغزالي
أيضاً: اعلم أن من له أخوان غائبان؛ وينتظر قدوم أحدهما في غدء
وينتظر قدوم الآخر بعد شهر أو سنةة فلا يستعدُ للذي يقوم إلى شهر أو
سنة؛ وإنما للذي ينتظر قدومه غداً) فالاستعداد نتيجة قرب
أما التوسع في البنيان فليس من صفات «قصير الأمل؟؛ بل هو من
دأب «طويل الأمل». ويذكر الإمام الغزالي هنا أيضاً قاعدة لبيان هذا
وبالجملة كل ما يُراد للضرورة فلا ينبغي أن يجاوز حدَّ الضرورة.
للدين. والغرض من المسكن دفع المطر والبرد؛ ودفع الأعين والأذى»
الدنياء وطالب الفضول والساعي له بعيد من الزهد جداً. . .999
هو الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي
البغدادي؛ المعروف بابن أبي الدنياء من العلماء المشهورين في القرن
41/4 انظر ما سبق في كتاب إحياء علوم الدين 4/ 354 - 1597 ثم )١(
الثالث الهجريء فقد ولد سئة 708 ه وتوفي سنة 181 هد
وكان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
وهو يروي عن خلق كثير. .. بحر في العلم والأخبار. . إذا
الآثار والأخبار!
وعجائب! كما يقول الإمام الذهبي في ترجمته. لكنه لم يطبع منها حتى
وقد عدّد مؤلفاته الإمام الذهبي؛ وزاد عليها محقق «الصمت وآداب
اللسان». واستقصيتٌ المطبوع منها في مقدمة «الرقة والبكاء» .
الحديث عن المخطوطة:
مخطوطة الكتاب موجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق فقط. وهي
ثلاثة أجزاء صغيرا
الجزء الأول والثاني منها نسخة وحيدة.
والجزء الأول (من الرقم )٠١8 - ١ فيه عشر ورقات.
والجزء الثاني (من الرقم ٠١4 - 144) فيه سبع ورقات ووجه.
النسخة الأولى من الجزء الثالث (من الرقم 700 -144) فيه
إحدى عشرة ورقة ووجه.
والنسخة الثانية من الجزء الثالث فيه اثنتا عشرة ورقة.
فيكون مجمرع أوراق الأجزاء الثلاثة تسعة وعشرون ورقة.
وهذا تقرير مفصل فيما يتعلق بعنوان المخطوط؛ وتاريخ نسخه؛
وسماعاته. . عند أول كل جزء وآخره:
ورقة الغلاف للنسخة الأولى (الجزء الأول): الجزء الأول من كتاب
قصر الأمل. صنعة أبي بكر عبد الله بن عبيد القرشي المعروف بابن أبي
رواية أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان» عن أبي
جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور الهاشمي»
رواية السيد أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السرّاج البغدادي
وأسفل بيانات الرواية عبارات بالخط الكبير في الوقف أو التمليك.
آخر الجزء الأول من النسخة الأولى: يتلو نهاية الرقم )٠١8( ما
يلي: «تم الجزء الأول» يتلوه في الجزء الثاني: حدثنا عبد الله قال:
وكتب صاحبه عبد الله بن أحمد بن علي بن صابر السلمي في شعبان من
سنة سبع وسبعين وأربعماثة».
وتحته السماع التالي» مع ترك فراغات مكان الكلمات غير
المقروءة: «بلغ من أملى سماعاً صاحبه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن
علي بن صابر السلمي على الشيخ الجليل أبي محمد جعفر بن أحمد بن
الحسين. .. رضي الله عنه؛ وسمعه أبو محمد عبد الله بن المسلم بن
الحوراني؛ وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن عبد الصمد بن تميم
وسمع أوله إلى يزمع للبلاغ (؟) علي بن المسلم بن محمد بن الفتح
السلمي» مع. .. موضع البلاغ إلى آخره أبو القاسم الجنيد بن دانيال
الصوفي الكرماني» وأبو البركات عبد المنعم بن حفاط (9؟) بن أحمد
الأنصاري» وذلك. . . الجمعة.. للعشر الأول من رمضان سنة سبع
وسبعين وأربعماثة. .60
أول الجزء الثاني من النسخة الأولى: «الجزء الثاني من كتاب قصر
الأمل» وفيه كتاب «ذم البغي» تأليف أبي بكر عبد الله بن محمد بن
عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا القرشي» رواية الشيخ أبي الحسين
عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الجياني؛ عن أبي بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ» عن أبي الحسين علي بن
محمد بن عبد الله بن بشرانء عن أبي علي الحسين بن صفوان
البرذعي»؛ عنه سماع. . لعبد الله بن أحمد بن علي بن صابرء
وأسفله: «سمع علي كتاب قصر الأمل إلى حديث
في بعض الكتب أن سوف جند من جنود إبليس؟. وهو آ
خالد «قرأت
شيخنا. . . وسماعه من شيخه السراج . صاحب هذه النسخة الشيخ . .0
فبعد الورقة الأخيرة من الجزء الأول تأتي ورقة لا علاقة لها
بالكتاب» بل هي ليست للمؤلف؛ وهي بعنوان: «من أخبار أبي
طاهر بن أبي عامر؛ رواية ابن الحمامي عنه».
ثم تبدأ ورقة مستقلة بعنوان: «الجزء الثاني من كتاب قصر الأمل+
وفيه كتاب ذم البغي» وفيه تصريح بأنه كتاب ضمن كتاب! (من الورقة
©١ إلى الورقة 7 على المكتبة الظاهرية. وقد صدر هذا الكتاب
محققاً عن دار الراية بالرياض» بتحقيق الأستاذ نجم عبد الرحمن خلف.
اوفي نهاية كتاب «ذم البغي» ورقة أخرى لا علاقة لها بالكتاب رهي
بعنوان: «من أخبار أحمد بن محمد بن دست العلاف عن شيوخه». ثم
تتلوه ورقة ببيان الجزء الثالث من الكتاب.
أول الجزء الثالث للنسختين: من هنا تبدأ نسختان من الكتاب؛
وقد اعثبرت النسخة الثانية في مكتبة الظاهرية تكميلاً للجزء الثالث
وليست نسخة أخرى؛ حيث تم ترقيم الكتاب حتى آخره» الورقة (90).
بينما الصحيح أن الترقيم من (40) إلى (80) هو للنسخة الثانية من
الكتاب نفسه؛ من الورقة (14) حتى (0©). والأوراق الواقعة بينهما 7١(
- /77) تخص كتاب «ذم البغي» للمؤلف نفسه؛ وقد أقحم بين أوراق هذا
الكتاب بدون سبب!
وسأعتبر النسخة الأولى (أ) للنسخة التي تأتي امتداداً للجزا
(ب) لخطها الجديد وشكلها المغاير.
ويبدأ الجزء الثالث في النسخة (أ) من الرقم (707)؛ بينما بسند
جديد وشكل واضح في النسخة (ب) من الرقم (100). وقد اتبعت
تقسيم النسخة (ب) في هذاء
ويسبق بيانات هذا الجزء في النسخة الأ قة من الكتاب
من ورقة جديدة! بل ذكر تحت الخبر ذي الرقم 070) انتهاء الجزء
وأنه يتلوه «الثاني». ويبدو أنه سهو من الناسخ»؛ وهو قوله: «آخر الجزء
والحمد لله رب العالمين. ويتلوه في الثاني: أخبرنا عبد الله حدثنا
سلمة بن شبيب قال حدثني سهل. وصلى الله على محمد وآله». وبعد
مسافة كلمة ذكر: «أول الجزء الثاني». وعلى الهامش في اليمين بضع
كلمات في السماع لا تكاد تُقرأ. . «بلغ السماع من أول الكتاب إلى
وعلى الصفحة المستقلة من الجزء الثالث من النسخة (ب) كتب:
«الجزء الثالث من كتاب قصر الأمل تأليف أبي بكر عبد الله بن محمد بن
عبيد القرشي المعروف بابن أبي الدنياء رواية أبي الحسين علي بن
محمد بن عبد الله بن بشران المعدل؛ عن الحسين بن صفوان (؟) عنه.
مما حدثنا به الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب البغدادي رضي الله عنه. سمامٌّ لطاهر بن بركات بن إبراهيم
الخشوعي القرشي رضي الله عنه ونفعه بالعلم آمين رب العالمين».
وفي أعلى الورقة: «قوبل به وقت القراءة على الشيخ» (9).
آخر الجزء الثالث من النسخة الأولى: سمع جميع هذا الجزء من
أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي. . السلمي. . عبد الرحمن بن
و. . . أبو محمد عبد الله بن خالد بن سليمان المعافري» وكتب عبد
الرحمن بن الحسين بن محمد الجياني في. . الأخير من شؤال من سنة
علي بن صفوان البرذعي» قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا
الحسن بن يحبى قال: حدثنا حازم بن جبلة» عن إبراهيم بن أدهم» عن
إبراهيم الصائغ؛ عن عكرمة»؛ عن ابن عباس قال:
قال رسول الله قل
«من ترك زينة الله تبارك وتعالى ووضع ثياباً حسنة تواضعاً لله عز
الجنة في تخات»"".
آخر الجزء الثالث من النسخة الثانية: بلغ سماع صاحبه طاهر بن
بركات بن إبراهيم الخشوعي من لفظ الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن
)١( رواه أبو نعيم في الحلية 44/8 وقال: غريب من حديث إبراهيم الصائغ
وإبراهيم بن أدهم؛ تفرد به الدغّاء [يعني الحسين بن يحبى] عن حازم
وقال الحافظ العراقي أخرجه أبو سعيد الماليني في مسند الصوفية وأبو نعيم في
الحلية؛ وفي إسناده نظر. إحياء علوم الدين */ 017 الهامش
كما أورده المصنف في كتابه التواضع والخمول ص 178 رقم (183) ١