القبور
تكشف لك حقيقة ما قلت آنفاً .
وشاء المولى - عر وجل - وأمدّني بتوفيقه بخدمة هذا الإمام ؛ وذلك
للناس وخاصة طلبة العلم ومحبّي اقتناء كتب الحافظ ابن أبي الدنيا .
وأحب أن أشير إلى أن المتتبع لمصنفات ابن أبي الدنيا يجد معظمها
يندرج تحت باب الترغيب والترهيب ؛ والنوادر والملح ؛ وتراجم الأبطال
والخلفاء وسيرهم ؛ وهذا الباب قد دس فيه أخبار كثيرة ؛ ووضعت فيه
أحاديث جمّة » بل هو باب اشتهر بين أهل العلم التساهل في إيراد الأخبار
وفي الحقيقة أن ابن أبي الدنيا رحمه الله قد أدى لهذه الأمة
خدمة جليلة بما جمعه من الأخبار الضعيفة والموضوعة" ؛ والتي يتفرد في
عدد لا بأس به منها ء ذلك لأن هذه الروايات تفيد طالب علم الحديث في
معرفة حال الراوي المجهول بسبر رواياته ؛ ومعرفة إذا ما كان قد وافق الثقات
فيلتحق بهم » أو خالفهم فيكوم ممن جُرّحَ بسوء حفظه » أو تفرد بالمنكر
والمخالف للشريعة فيكون كذاباً أو وضاعاً .
)١( وكان الكتاب الأول بعنوان «المطر والرعد والبرق والريح» » نشر وتوزيع دار ابن
الجوزي بالدمام
الكثير من المرويات التي في درجة الاحتجاج +
لأنَّ المرجح عندي أنّه من صنف الحدثين الذين يرون جواز رواية الحديث
ولا شك أن هذا الفعل على الأقل أفضل حالاً من يروي دون التنبيه
على عل ضعف ما يرويه إذا كان من أهل المعرفة بالعلل وأحوال الرجال » أو
من يورده بلا إسناد قويهاً وتلبيساً .
وأخيراً : أسأل الله العظيم أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكرم »
وأن ينفعني به وسائر المسلمين » وأن يكون في ميزان أعمالي يوم القيامة ٠
إنه على كل شيء قدير » والحمد لله رب العالمين +
١ وكتب
طارق محمد سكلوع العمودي
الدمام السعودية
ص ب /ا8/ه رمز ١47١
)١( وبنيت هذا الترجيح لكون المصنف على قدره العالي - ليس من أهل المعرفة بعلم
العلل والرجال » فكل من ترجم له لم يقل هذا ولو إشارة » وكذا من يذكر أهل المعرفة بهذا
الشأن لا يذكر مصنفنا منهم ٠
بين يد ى الكتاب
* نبذة في عقيدة أهل السنة والجماعة في القبور وما يتعلّق بها .
* ترجمة موجزة للمؤلف ابن أبي الدنيا .
* فصل خاص في ذكر مصنّقات ابن أبي الدنيا .
* التعريف بكتاب «القبور» وصحة نسبته .
« أهمية كتاب «القبور» .
* وصف النسخة المعتمدة في التحقيق .
* عمل المحقق في تحقيق الكتاب .
القبور
نبذة في عقيدة أهل السنة والجماعة
* يعتقد أهل السنة والجماعة ؛ بأنّ:
© القبر أوّل منازل الآخرة .
لقوله 8 : «إنّ القبر أول منازل الآخرة ؛ فإن نجا منه فما بعده
© ويؤمنون ملك الموت"” الموكّل بقبض أرواح العالمين
رَبك تُرَجَمُون» [السجدة : آية -]١١
(١)هذا المبحث وعنوانه مستفاد ما كتبه الأخ أشرف عبد المقصود في كتابه «القير» +
من كتاب الزهد( )47717
والحديث حسّنه الالباني في «المشكاة» (137) » وذكره في «صحيح الجامع»
(444ه) » وحسنه الآرناؤوط » في تخريج «جامع الأصول» (11/ 138) +
عم لاع يا 7 ٌ
ومن عقيدتنا أعني عقيدة أهل السنة والجماعة - في هذه النقطة :
ع تاقيم تايا فال المسلم » ودليله ؛ قوله
يِ : وأمرنا 0
ابا الجنازة . ...06 .
© ويعتقدون أن صفة القبر الشرعي لدى دفن المسلم فيه هو
)١( أخرجه مسلم في «الصحيح» ؛ كتاب الجنائز » باب فضل الصلاة على الجنازة
واتباعها . من حديث أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما +
)١( أخرجه البخاري في «الصحيح» من كتاب الجنائز (1734) + باب الأمر باتباع
الجنائز , من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه
(*) أخرجه البخاري في «الصحيح» من كتاب الجنائز )174٠( باب الأمر باتباعغ
الجنائز » ومسلم في السلام (1137) ؛ باب من حق المسلم للمسلم رد السلام » من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه ٠
«السفن» من كتاب الجنائز » باب ما جاء في قول النبي 4 «اللحد لنا والشق لغيرنا»
وقد صححه الألباني لشواهده وطرقه في كتابه «أحكام الجنائز» (ص )١48 +
علماً بأنه يجوز في القبر الشق أيضاً لجريان العمل به وباللحد في عهد النبي 8 + -
القبور
© ويستغفرون للميت عند دفنه ويسألو الله له التثبيت عند السؤال
© يؤمنون بالغيب ومن ذلك عذاب القبر ونعيمه ؛ وقد جاءت
أحاديث كثيرة في صفة عذاب القبر ونعيمه .
وهو أمر لا يستحيله العقل السليم ٠
© ويؤمنون بأنَّ الديار ثلاث : دار الدنيا » ودار البرزخ » ودار القرار .
ونفس » وجعل أحكام الدنيا على الأبدان والأرواح تبع لها » وجعل أحكام
البرزخ على الأرواح والأبدان تبع لها » فإذا جاء يوم حشر الأجساد وقيام
الناس من قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد
© ويؤمنون بأنّ القبر إِمًا روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر
- ولكن اللحد أفضل -
راجع «فتح الباري» (7/ 0117 118) ؛ «أحكام الجنائز» (ص 146-144 +
)١( أخرجه أبو داود ؛ كتاب الجنائز (771) ؛ باب الاستغفار عند القبر للميت
وقت الانصراف » من حديث عثمان بن عفان .
وكذا الحاكم (1/ 01/1) ؛ وقال : صحيح الإستاد ووافقه الذهبي » وقال الألباني
في «أحكام الجنائز» (167) : وهو كما قالا . ووقال النووي في «شرح مسلم» (5/ 14147
إسناده جيد .
+ )400 ؛ «شرح الطحاوية» (ص )١١ الروح لابن القيم (ص )١(
© ويؤمنون بأن عذاب القبر هو عذاب البرزخ » فكل من مات وهو
الصور يصل فيه العذاب إلى روحه وبدنه مثل ما يصل إلى المقبور +
© ويؤمنون بأ عذاب القبر حق ومنكره ضال ؛ فقد دلّ القرآن على
عذاب القبر في مواضع منها :
قوله تعالى : فإ له معيشَةٌ ضُتْكا» [طه : آية 174] -
فس رسول الله ييل الآية بقوله : «عذاب القبر»!) .
وقوله تعالى : فَولَتذِيَنّهِم من العذاب الأدنى دون العّذابٍ الأكبر
لعلّهم يَرجعون4[السجدة : آية ]١ .
قال ابن عباس : «إنه عذاب القبره" .
© ويؤمنون بتواتر الأحاديث" عن النبي 8 في عذاب القبر
(؟) أخرجه الحاكم (1/ 38) من حديث أبي هريرة وقال : صحيح على شرط
مسلم » ووافقه الذهبي .
وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (؟/ 164) واه البزار بإسناد جيد . وقال
السيوطي في «الإكليل» (177) : إسناده جيد .
وورد موقوفاً على أبي هريرة وابن مسعود وغيرهما +
تجده عند البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص 10) » وهناد بن السري في
«الزهدة (114/1) +
(©) عزاه السيوطي في «الدر لنشوره (5/ *؟١) لابن جرير وابن المنذر-
(4) نص على هذا التواتر جمع من العلماء منهم :
القبور
والتعوّذ منه ؛ وهي أخبار ثابتة توجب العلم وتنفي الريب والشكً .
© ويؤمنون بأن العذاب يتنوع في القبر:
كضرب المقبور بمطراق من حديد أو غيره .
وملا عليه قبره بالظلمة ؛ ويفرش له من النار » ويفتح له باب منها -
ومِثّل له عمله الخبيث على هيثة رجل قبيح الوجه والشياب منتن
الريح يجلس معه في قبره ٠
© ويؤمنون بسؤال الملكين ؛ وبالأخبار التي في المساءلة في القبر؛
وأنّها أخبار متواترة" ثابتة توجب العلم » ويرغبون إلى الله تعالى أن يثبتهم
في قبوزهم عند السؤال بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة .
ِِ ابن القيم في «الروح» (ص 70) + «مفتاح دار السعادة» (1/ ؟4) +
- ابن أبي العز «شرح الطحاوية» (44*) ٠
- السيوطي في «شرح الصدوره (1190) -
- الكتاني في دنظم المتناثره (1146117) +
)١( نص على ذلك :
شيخ الإسلام ابن تيمية كما في «نظم المتناثر» )١74( -
ابن القيم في «الروح» (ص 0) +
- ابن أبي العز الحنفي في «شرح الطحاوية» (ص 44*) -
الكتاني في «نظم المتناثره (ص 111) +
© ويؤمنون بالملكين الموكّلين بسؤال العبد في قبره » وهما منكر
ونكير ؛ أسودان أزرقان » كما صحّ ذلك في الحديث الشريف!" .
قال الحافظ ابن كثير : «وهما تنا القبر موكلان بسؤال الميّت في قبره
وأشكال مزعجة ؛ وأصوات مفزعة أجارنا الله من عذاب القبر وثبّتنا بالقول
© ويؤمنون بأنّ العبد يُسْالٌ في قبره عن أصول التوحيد الثلاثة : الله
ع وجل ؛ دين الإسلام ؛ محمد كل .
ويل عن عمله ؛ وُسلٌ عن كتاب الله عزّ وجل .
فأمًا المؤمن فيثبّته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا . وما الكافر أو
المنافق فيقول : هاه! هاه! لا أدري! سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .
© ويؤمنون بأ الروح تعاد إلى الجسد وقت السؤال » ولا ممنع من ذلك
كون الميّت قد تتفرّق أجزاؤه ؛ لأن الله قادر أن يعيد الحياة إلى جزء من
حسن غريب .
وابن حبان في صحيحه كما في «موارد الظمآن» )080( وابن أبي عاصم في
«السنة (54ه) .
وحسنة الألباني في «ظلال الجنة» (454) ؛ وقال في «السلسلة الصحيحة»
(1341) : إسناده جيد رجاله كلهم ثقات رجال ملم
(؟) «البداية والنهاية» /١( 44) +
()انظر «فتح الباري» (؟/ )119/