© بين يدى الكتاب يم
.. فى البدء أقول :
إن أصدق الحديث كتاب الله - عز وجل - وخير الهدى هدى
محمد تِت وشر الأمور محدثاتها ؛ وكل محدثة بدعة وكل بدعة
وبعد
أخى المسلم .... أختى المسلمة :
اعلمواً جميعا يا عباد الله أن التوبة من الذنوب ؛ بالرجوع إلى
ستار العيوب ؛ وعلام الغيوب ء واجبة على الفور والدوام ٠ إن
التوبة هى طريق السالكين إلى ربهم . وزاد المؤمنين فى آخرتهم
ورأس مال الفائزين فى دنياهم واخرتهم . فما نجا من نجا فى يوم
القيامة ؛ يوم الحسرة والندامة إلا بالنوبة النصوح ؛ التى فيها العزم
على الإخلاص لله وحده ؛ إنها - هى وحدها - السبيل لتحقيق ما
يرضى الله عنا والابتعاد عما يغضبه منا ء إنها تمحو الذنوب +
وتستر العيوب ؛ إنها تهدى النفس الإنسانية ؛ والقلوب البشرية +
ولذا كان السلف الصالح مع ما هم عليه من عمل وعلم ؛ وزهد
وورع كانوا قليلا ما ينامون ؛ وكانوا بالأسحار يستغفرون وما كان
من التقصير حتى أن الواحد منهم كان يقول :
« استغفارنا يحتاج إلى استغفار 6 ٠
ويقول الآخر :
يستحيون من العلى القهار ؛ وما فطنوا إلى أنه هو المتكبر الجبار +
إلى الحليم الغفار . بالتوبة النصوح +
فهيا يا عباد الله ..
نعود إلى الله بنفس صافية ؛ خالية من الحقد والحسد +
والعجب والكبر حتى نفوز بالدنيا والآخرة ؛ وما ذلك على الله
بعزيز ٠
وفى هذا الكتاب نقف - بحول الله - على التوبة النصوح +
ماهى وكيف تكون ؟ وما هى علامات قبول التوبة أوردها ؟ وما
هى الأمور التى تعين على التوبة النصوج ؟ وغير ذلك من الأمور
قدمت ؛ فمن الله وحده ؛ وإن كانت الأخرى فمنى ومن الشيطان +
وأعوذ بالله من كل شيطان مريد
اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم ؛ واغفر لصاحبه
© المصنفات حول الموضوع ©
بالنظر إلى أهمية الموضوع نجد أنه لا يخلو أى كتاب من كتب
السنة من ذكر باب بعنوان ه التوبة + +
فها هوذا الإمام البخارى - رحمه الله - يجعل من ؛ التوبة »
من ضمن أبواب كتاب الدعوات الباب الرابع +
يذكر فيه معنى التوبة ؛ ويسند بعض الأحاديث الواردة فى
شأن التوبة وفضلها + ا
وعلى هذا المنوال سار علماء السلف من أهل الحديث ٠
وكذلك فعل بعض أهل الأدب من المحدثين ؛ فها هوذا الإمام
ابن عبد ربه الأندلسى يجعل فى كتابه العقد الفريد (117/7) بايا
بعنوان : ( ومن قولهم فى التوبة ) +
والمراد أن الموضوع بأهميته أخذ أنظار الباحثين على شتى
مآربهم ؛ ولكن تفرد إمامنا ابن أبى الدنيا - رحمه الله - بأنه أول
العلمية التى يقرأها المرء عندما يتصفح كتاب
كتابه ؛ التوبة والاعتذار » +
انظر : سير أعلام النبلاء (305/15) + )١4/17( +
؛ التوابين وهو من الكتب الطيبة المطبوعة -
ولكن ظل إمامنا بتفرده فى تصنيفه الأول فرحمه الله رحمة
واسعة .
ع ب مرضي
-١ معجم أسماء مصنفاته الورقة 1/58 وهو محفوظٌ فى
الظاهرية بدمشق ٠
؟ - سير أعلام النبلاء للذهيى (401/17 + 407) +
© - الدر المنثور للسيوطى (١/58)ء (8/7ل 147
؛ - الترغيب والترهيب للمنذرى )١171/4( +
© - العراقى فى تعليقه على الإحياء (8/4 6 6017 674
+ - البيهقى فى شعب الإيمان كما أشار العراقى فى المصدر
-_والحاكم فى المستدرك كتاب ؛ التوبة والإنابة ؛
هذا بالإضافة إلى وجود السند المتصل إلى المصنف رحمه
الله ؛ ورواته كلهم عدول ؛ ما بين ثقَةٍ وصدوق ٠
© وصف مخطوط الكتاب ج
بفضل الله تعالى تم عثورى على نسخة مصورة من مخطوط
؛ التوبة ؛ الكائن فى مكتبة الظاهرية بدمشق ؛ وذلك عن طريق
الشيخ الفاضل أبى إسحاق الحوينى .+
كُتب على الصفحة الأولى من المخطوط ما نصه :
كتاب التوبة تأليف أبى بكر عبد الله بن محمد بن سفيان
القرشى + المعروف بابن أبى الدنيا رحمه الله ء
رواية أبى عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الأصبهانى -
رواية أبى سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان +
رواية أبى بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب الحافظ
رواية أبى السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد +
رواية. الفقيه أبى محمد عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة +
رواية الشيخ الإمام العالم الزاهد موفق الدين محمد بن أحمد
ابن محمد بن قدامة المقدسى الحافظ عنه .
وكُتب فى الصفحة الأخيرة ما نصه :
آخر كتاب التوبة :
والحمد لله كثيراً ٠ وصلى الله على محمد المبعوث بشيراً
الوكيل +
يتكون هذا المخطوط من (0") ورقة أى (10) صفحة فى كل
صفحة )١7( سطراً فى المتوسط ٠ فى كل سطر (8) كلمات فى
المتوسط أيضاً .
وخط النسخة جيد مقروء ؛ وقد وضعت حركات الإعراب
على كثيرٍ من كلماته ؛ وأسماء أعلامه ؛ وقد تاكلت الأطراف
العلوية من كل صفحة .
ولم يذكر اسم الناسخ ١ ولا سنة النسخ ٠
ولقد قرىء الكتاب على كثير من العلماء على مر العصور +
وهذا المخطوط أصله فى ظاهرية دمشق .
© أهمية الكتاب ©
بالنظر إلى تفرد المصنف - رحمه الله - فى جمع مادة هذا
الكتاب وجدت أن العلماء من السلف والخلف أخذوا من مادة هذا
الإمام : أبو نعيم صاحب الحلية +
انظر حلية الأولياء (7/ + )م (ارحىف تخ
ومن هؤلاء العلامة ابن الجوزى فى كتابه صفة الصفوة +
انظر المواضع التالية كمثالٍ على ذلك (748/9 6 81ع)ء
ومن هؤلاء العلامة ابن كثير فى كتابه البداية_والنهاية
(188/9) وفى قصص الأنبياء (ص/264) +
والإمام الحافظ المزى فى تحفته تهذيب الكمال (208/1) -
والسيوطى فى الدر المنثور كما أشرنا عند توثيق الكتاب +
وكذا العلامة الغزالى فى كتابه الإحياء -
اذا الاج مار تالا |
ِ إستّاعات الخطوط
© ترجمة المصنف ©
-١ نسبه ومولد
هو الإمام المحدث ؛ الحافظ ء العلامة : عبد الله بن محمد بن
عبيد بن سفيان بن قيس ؛ القرشى ؛ أبو بكر بن أبى الدنيا
البغدادى ؛ من موالى بنى أمية -
ولد ابن أبى الدنيا ببغداد سنة ثمان ومائتين + ونشأ فيها ؛ ولم
يفارق أرض بغداد إلا فى القليل النادر + ولذا فاته من سماع الأسانيد
العالية الكثير +
كان الإمام - رحمه الله - من الوعاظ ؛ وقد اشتهر بأنه
شاء تحدث معه حتى يضحكه .
وقد أورد الحافظ ابن كثير- رحمه الله - حكاية تدل على
مبلغ ذلك لديه فقال حاكيا عن الخطيب البغدادى : دخل المكتفى
مات غلامى ؛ واستراح من الكُتَابٍ . قال : ليس هذا من كلامك +
هذا كان الرشيد أمر أن يُعرض عليه ألواح أولاده فى كل يوم اثنين
معه ؟ قال : مات واستراح من الكُتَابِ .
قال : وكأن الموت أسهل عليك من الكُتَابِ
محبتك لمؤدبك ؟ قال : كيف لا أحبه وهو أول من فتق لسانى بذكر
. أحد خلفاء بنى أمية )١('