الحمدُ لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم
والتابعين لهم باحسان إلى يوم الذين
فقد احتلٌ ابن أبي الدنيا مكانةً عظيمة بين علماءٍ القرن الثالث الهجري
«والناس بعده عيال عليه في الفنون التي جمعهاء!.
ولكن مما يُوسف له أُنّ شخصية ابن أبي الدنيا لم تتحظ بدراسة سابقة»
فابن أبي الدنيا لم يزل مجهولاً» رغم أنَّ له ميزتين انفرد بهما:
الأولى: أنه قعد لمدرسة الزهد والتربية والأخلاق بما يزيدٌ على ماثة
مصنف. مُتنْداً في ذلك إلى القرآن والحديث النبوي وفقه السلف من
الصحابة والتابعين.
يستطيع المؤرخ أن يعتمد عليها
تأصيل النصوصض
ونظراً لما سبق ذكره فقد رأيتُ أُنْ تكون أطروحتي لنيل دكتوراه الحلقة
الثة في دراسة ابن أبي الدنياء وتحقيقي كتاب الصمت وآداب اللسان له.
جمع فأوعى فيما يتعلق بأداب اللسان مِنْ أحاديث مرفوعة» وآثار عن الصحابة
التوسع الموضوعي رأيتُ الكتابٌ وحيداً في بابه؛ فريداً في استيعابه لم ب
ناضجة مِنْ ثمار هذا الحا
القسم الدراسي» وخصصنُه للكشف عن حياة ابن أبي الدنيا ومنابع
الباب الأول: حياة ابن أي الدنيا وفيه أربعة فصول:
الفصل الثاني : شيوخه وتلامل
الفصل الثالث : مكانته العلمية .
الفصل الرابع : مُؤلفاته.
الباب الثاني : « كتابٌ الصمت وآداب اللسان».
وقد اشتمل على ستة مباحث:
الأول: عنوانٌ الكتاب وصحة نسبته لابن أبي الدنيا.
الثاني : منهج الكتاب.
الرابع : موقع كتاب الصمت بين كتب آداب اللسان.
الخامس: وصف نسخ الكتاب الخطية .
السادس: منهجي في التحقيق
القسم التحقيقي: وقد تضمّن النّصٌ الكامل لكتاب «الصمت وآداب
الجر . كندرة الماقة المُدونةٍ في حياة ابن أبي الدنيا وسيرته؛ وضخامة
مني أ جم لخمسة آلاف رجل تقرياً. وأنّْ أخرج النصوصّ المذكورة من
كتب الحديث والزهد والآداب وغيرها .
وقد كان منهجي في القسم الدراسي جمع المادة المبثوثة والنُف
أبي الدنياء كما ترجمت لالني عشر شيخاً من شيوخه ترجمة مُوسّعة لمن تأثر
عرفت لآراء العلماء في ابن أبي الدنيا من قدح أو مدح؛ وأورنت جم
في القسم التحقيقي؛ فقد قت بإخراج نص الكتاب
ووضعتُ أرقاماً لأوراق المخطوط» وأرقاماً أخرى مسلسلة لنصوص الكتاب»
معانيه. كوضع النقط» والفواصل اللازمة. وذلك لأن المخطوط في الغالب
يُشرد سرداً متتالياً من غير تنظيم . وقد اشترطت على نفسي أن أحكم على كل
إسناد في الكتاب بعد دراسة رجاله دراسة حديثية. وقد بذلت جهداً عظيماً
مُضْياً لتحقيق ذلك
ولكثرةٍ التراجم في الأسانيدٍ فإني قد جعانّها مختصرةً؛ وف نفس
الوقت مؤدية للغرض منها. فاكتفيت غالباً بذكر اسم الرجل واسم أبيه وجدّه؛
وأشهر لبته وله وكُيته ولقبه. وصفته التي يختص بها من جرح أو
تعديل» ووفاته. وطبقته ومن أخرج له من أصحاب الكتب الستة؛ باستعمال
الرموز الخاصة بهاء لتعطي صورة قريبة
كما ضبطتُ المتونٌ ضبطاً صحيحاً ولم أتوسع في إيراد الشروح
والتعليقات والفوائد» واكتفيت ببيان الكلمة الغريبة التي قد تصعب على
وقد خرجتٌُ جميعٌ نصوص الكتاب من أحاديث وآثار على سبيل
تفصيل» وإن كان من طريق آخر بَيْتُ وإنْ كانت ألفاظّه فيها اختلاف يسير
قلت: يمعناه
وفي ختام عملي وضعتُ فهارسٌ شاملة للرسالة؛ مِن أجل تيسيرها
وقد تنوعت المصادر التي اعتمدتها في العمل لتنوع مادة البحث وهي
ترجع أساساً إلى نوعين من المصادر وهي:
١ - المصادر التار
والمصادر الحديثية
ووجه الحاجة إلى المصادر التاريخية يرجع إلى أَنَّ عملي تضمن
ترجمة لابن أبي الدنيا وبياناً لسيرته وشيوخه وتلاميذه وإلى انَّ المخطوط قد
اشتمل على خمسة آلاف رجل تقرياً
مِنْ أبرز المصادر التي اعتمدتها:
طبقات ابن سعد (ت ١77ه)ء وتاريخ يحبى بن معين (ت 177 ه)ء
وتاريخ البخاري الكبير (ت 3976 ه) والجرح والتعديل لابن أي حاتم
(ت/77* ه) والمجروحين لابن حبان البستي (ت 794 ه) ؛ والجلية لأبي
نعيم الأصبهاني (ت 490 ه)؛ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي
(ت 497 ه)وتهذيب الكمال للمزي (ت 47لا ه) الجزء المطبوع وبقيته
مخطوط» والبداية والنهاية لابن كثير (ت 1/44 ه)؛ وسير أعلام النبلاء للذهبي
(ت 48 ه) وتذكرة الحفاظ له. والعبر له؛ وميزان الإعتدال له وتذهيب
الكمال له مخطوط»؛ ورجال مجمع الزوائد للهيشمي (ت 8017 ه) مخطوط؛
وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني (ت 887ه) وتقريب التهذيب له
والإصابة له» ولسان الميزان له وتعجيل المنفعة له.
كما اعتمدت على كتب المُشَْبهِ وضبط أسماء الرجال والأنساب والكنى
وأصحاب المراسيل والمختلطين وغير ذلك.
مثل تبصير اله بتحرير المُشْْهِ لابن حجر (807ه) والمغني في
ضبط أسماء الرجال للهندي (ت 4856 ه). والكنى للدولابي (ت ١٠7ه)
وجامع اللحصيل في أحكام المراسيل للعلاثي (ت 61لاه). والكواكب
النّرات في من اختلط من الثّقات لابن الكيال (ت 474ه)» وغير ذلك
آم المصادر الحديثية وهي كتب الرواية ما بين أصول وشروح - فقد
اعتمدتها في تخريج النصوص والتعليق عليهاء وهي كثيرة جداء ومن أهمها:
الكتب الستة مع شروحها. وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد
والدارمي» والأدب المفرد للبخاري» وشرحه فضل الله الصمد للجيلاني
وعمل اليوم والليلة للنسائي» وسنن البيهقي ومستدرك الحاكم» وسنن
الدارقطني وموارد الضمان بزوائد ابن حبان للهيثمي ومعجم الطبراني الكبير
ومكارم الأخلاق له وكشف الأستار عن زوائد البزار للهيشمي؛ ومجمع
الزوائد له وجمع الجوامع للسيوطي» وغير ذلك.
وهناك مصادر أخرى اعتمدناها في تخريج الآثار ومن أهنّهاء كتاب
الزهد لابن المبارك» وكتاب الزهد لأحمد بن حنبل» وكتاب الزهد لهناد بن
السَّرِي (مخطوط). وروضة العقلاء لابن جبان ١١
للغزالي وشرحه المُسَمّى إتحاف السادة المتقين
لاسيما فيما يتعلق بتخريج الآثان. فقد كنت أستعرضها استعراضاً لصعوبة
أنّا الفهارس والمراجع فهي كثيرة أيضاً وقد أفدت من بعضها في
تخريج النصوص ومن البعض الآخر في تتبع مصنفات ابن أبي الدنيا في
الموسوعة الحديثية للشيخ حامد إبراهيم «(مخطوط)؛ وأطراف الذّر
المنثور له (مخطوط)؛ وأطراف مجمع الزوائد» والمطالب العالية للأستاذ
سعيد زغلول (مخطوط)؛ وفهرسة ابن خير الأشبيلي» والرسالة المستطرفة
للكتاني وفهرس المكتبة الأزهريةء ودار الكتب المصريةء وفهارس دار
الكتب الوطنية وأوقاف بغداد» وجامعة بغداد. ومركز الوثائق بَعَمّانَ» وغير
فإني قد بذتٌ الُجُهد في إخراج الكتاب واستفرغتُ طاقتي فيه
لإخراجه على أحسن وجه.
هذا وإني أُحْمَدُ الله سبحانه الذي يسر لي بفضله تحقيق هذا الكتاب
محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار, وسلم تسليماً كثيراً.
وأرى مِنّ الواجب علي ؛ وقد أنهيتٌ تحقيقّ «كتاب الصمت» أنْ أتقدم
)١( يقول الأستاذ محمد العدناني في «معجم الأخطا
تفصيل دليله في ذلك.
تقديري لأستاذي الفاضل الدكتور عبد المجيد الجا
ومنهجيته الدقيقة أعظم الأثر في إعداد هذه الأطروحة وإخراجها بهذا الشكل
كما أشكر الدكتور الفاضل رشيد التي على تكرمه بإعارتي مجموعته
النفيسة من مصنفات ابن أبي الدنيا الخطية؛ وأتوجه بالشكر الخالص لأستاذي
العالم الفاضل المُحَدْث الدكتور مام سَعِيد لما بذله من نصائح وتوجيهات
كان لها الفضل الكبيرٌ على الرسالة وصاجبها. كما أخصٌ بالشكر الجزيل
جميع موظفي المكتبات التي ترددت إليها وخصوصاً المكتبة الوطنية
بالعطارين» ومكتبة الكلية الزيتونية
كما أشكر جميعٌ الأخوة الأفاضل أصحاب المكتبات الخاصة الذين
والشكر والعرفان لكل مَنْ ساعدني على إخراج هذه الرسالة وأعانني
التوفيق .
نجم عبد الرحمن خلف
تونس في ١١ شعبان 1404