اللسلم بهاء _شعور بالحاجة إلى كتاب متقح مركر يكون مرشقاً
ودليلا للمسلم فى العبادات والمعاملات . والأخلاق والعادات +
وقانوناً ودستوراً للحياة ؛ وهى احاجة إنسانية ء وشعور طبعى
لرسول الله ل :
وقد لقى من الرسول الأكرم والمرنى الأعظم استجابه كريمة +
فلم يلمه كثَ م ولم يتهمه بقصور الحمة » والانصراف عن
بالعلم والدين ؛ بل أقال.: « لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز
ل وعن أبى عمرو ( وقبل أنى عمرة ) سفيان بن عبد الله رضى
الله عنه ؛ قال قلت : يا رسول الله » قل لى في الاسلام قولا لا أسأل
. رواه ابن ماجه فى كتاب الأدب » باب فضل الذكر )١(
معلوماتهم الدينية ؛ وأعمالهم اليومية + وأخلاقهم الاسلامية +
ومعيشتهم الفردية والجماعية
وكان أكثر من تفطن لهذه الحاجةواستجاب لها استجابة علمية
وتجلى هذا الاتجام عنده فى أروع مظاهره الامام حجة الاسلام
أبُو حامد محمد بن محمد الغزال (م 06 0ه ) فألف كتايه الخالد
الطائر الصيت ؛ « إحياء علوم الدين 6 .
ويبدو أن المصنف حاول أن يكون هذا الكتاب مرشناً
ومرياً للطالبين » مغنياً عن غيره » قائماً مقام المكتبة الاسلامية +
فجعله يحتوى على العقائد » والفقه » وتزكية النفس + وتهذيب
الأخلاق + والحصول على مرتبة الاحسان + مشتملا على الترغيب
والترهيب ؛ وعلى المواعظ الحكيمة الرقيقة المرققة للقلوب » يثيرها
على الايمان والعمل الصالح ؛ وتهذيب النفس » ويحذر من أمراض
القلب » ويصف علاجها ؛ ورغم ما ورد فى الكتاب من مواد » من
كلام الفلاسفة » وأحاديث ضعيفة ؛ إلى غير ذلك من ماآخذ
العلامة الحافظ ابن الجوزى”" وشيخ الاسلام ابن ت قيمية ©
مع اعترافهما بفضل الكتاب ؛ فقد كان له من الاقيال والعناية
(©) انظر « المنتظم » لابن الجوزى + ج / 4 + ص / 134 170 طبع
دائرة المعارف » حيدر آياد .
(؟) انظر فتاوى ابن تيمية » ج / 7 ص / 2184
وحسن التلقى والقبول والانتشار والذيوع » والثقة والاعتاد ؛ مالم
يسمع عن كتاب آخر » بعد الصحاح الستة » وعدد قليل من كتب
الدين ؛ واتخذه الناس جيلا بعد جيل وعصراً بعد عصر - فى أرجاء
العالم الاسلامى المترامية » دستوراً ونبراساً للحياة » واستمر ذلك بعد
عصر الغزالى حتى لم ير إمام جليل » مشهور بالتقد الحر الجرىء +
ومؤلف كتاب ١ تلبيس إبليس + وهو العلامة الحافظ أبو الفرج
عبد الرحمن بن الجوزى (م 847ه) مندوحة عن تلخيصة
وتهذيه » والنسج على منواله » وألف كتاباً وأسماه » « منهاج
القاصدين » '* وعنى كبار العلماء بشرح الاحياء ونقده ؛ فقام
الحافظ الامام زين الدين العراق صاحب « الألفية » بتخري أحاديث
الاحياء من الأخبار » وشرحه نابغة الهند السيد مرتطى بن محمد
البلكرامى المشهور بالزبيدى (م 1306 ه) فى عشرين مجلا
وأسماه ١ إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين » والكتاب
يكاد يكون موسوعة » وقد قامت مدرسة مستقلة فى التربية والسلوك
على أساس كتاب الاحياء » تسمى « الطريقة الغزالية » وكانت
منتشرة فى حضرموت وبعض البلاد العربية .
وقد ألف الامام الغزالى كتاباً آخر فى الفارسية على منوال
كتاب الاحياء » راعى فيه الاختصار والتيسير » وثقافة أبناء هذه
(ه) وقد اختصر هذا الكتاب أحمد بن عبد الرحمن بن أنى عمر بن قدامة
المقدسى ونشر باسم : ؛ مختصر منباج القاصدين 6 .
اللغة ؛ يكاد يكون مختصر الاحياء فى الفارسية ؛ أسماه
١ كيميائى سعادت » كان له انتشار وذبوع فى الأوساط الدينية
التى تطالع الكتب الفارسية وتستفيد منها ؛ أو تميل إلى الاختصار
والسهولة © .
ويل كتاب « إحياء علوم الدين » فى هذا الاتجاه التأليفى
وتحقيق حاجة العصر ومطالب طلاب الاصلاح والتربية . وخاصة
لمن وضع يده فى يد شيخ مرب » وداع مصلح ؛ وأراد السير على
طريق الشرع والسنة وتهذيب الأخلاق » كتاب : « غنية الطالبين »
للامام عبد القادر الكيلاق ( م 571 ه ) واسم الكتاب « الغنية
لطالبى طريق الحق عز وجل » ألفه مؤلفه العظيم الذى هو أحد أئمة
الاسلام وكبار المربين للأّمة » للطالبين الصادقين من أصحابه
وتلاميذه ؛ ومن انخرط فى سلكهم ؛ لمعرفة الآداب الشرعية من
الفرائض والسنن » والميغات ؛ ومعرفة الصانع عز وجل ؛ بالآيات
والعلامات » ثم الاتعاظ بالقرآن والألفاظ النبوية » ومعرفة أخلاق
الصالحين » ليكون عونا لهم على سلوك طريق ١١ عز وجل » وامتال
() وللامام الغزالل رسالة صغيرة بالعربية فى نفس الغاية ؛ اسمها و بداية
الهداية » قدم لها وعلق عليها فضيلة الشيخ محمد الحجار من علماء حلب ؛ يقوم
بنشرها وتوزيعها مكتبة دار الدعوة فى حلب ؛ وهى رسالة مفيدة مثيرة
للمسلم الواعى من الطهارة » والصلاة"» والزكاة » والصيام +
والحج ؛ وذكر الآداب الاسلامية الثابتة من الكتاب والسنة » والسيرة
النبوية » كأنه كتاب من لا يحضره الفقيه والمحدث والمعلم والمرنى +
مع شىء من مجرباته ؛ وأوراده ؛ وهو فى ذلك فقيه متمسك بالسنة
وعالم على مذهب الامام أحمد بن حنيل رحمه الله ؛ وقد عقد فى
الكتاب بايا فى الأمر بامعروف والنبى عن المنكر ء ثم شرح عقيدة
أهل السنة » وهو فى ذلك على مذهب السلف من أتباع الامام أحمد
ابن حنبل فى مسألة الصفات والرد على الفرق الضالة عن طريق
الهدى .
وقد رأى - رحمه الله - أن يضم إلى هذا الكتاب مجالس
التذكير والوعظ وفصولا فى فضائل الشهور والأيام ؛ لينوب الكتاب
.عما اشتهر به رحمه الله من مجالس الذكر والوعظ » التى انتفع بها فى
حياته خلائق لا تحصى » وقد توسع فى هذه الفصول توسعاً أليق
بالمذكرين منه بلمحدثين » وعين الأوراد والأذكار لأهل طريقته +
وخم الكتاب بآداب المريدين وأخلاقهم وسلوكهم ٠
تنظيم حياته وضبطها فى ضوء الكتاب والسنة وعقيدة السلف
الصاح النقية » وتزكية النفس وتهذيب الأخلاق » ويبلغ عندهم إلى
مئات الألوف فى القارتين آسيا وأفريقية ٠
وعلى هذا الطراز من النية والقصد » صنف المحدث اللغوى
الجليل العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادى
(م 817 ه) كتابه ١ سفر السعادة » !© وقد عتى فى الكتاب
يعرض السيرة التبوية باختصار ثم يستنه وتعليماته فى العبادات
والمعاملات + وقى مختلف أحوال الحياة وبالأخلاق الك ية ؛ والشمائل
المرضية ؛ فالكتاب يدور حول السيرة والطريقة النبوية » فى الحياة
القردية والاجتاعية » ليتخذه المسلم الراغب فى معرفة الستن والطريقة
المرضية النبرية دستوراً فى حياته ؛ وقد ضمن الكتاب فصولا فى
صفحة من القطع المتوسط
إلا أن أكبر مجهود فى هذا الاتجاه وأعظمه قبلا وانتشاراً هو
كتاب « زاد المعاد فى هدى خير العباد » للامام الحافظ ابن قم
والسنة » والفقه ؛ وعلم الكلام » والتركية والاحسان » وأعتقد أنه
ليس هناك كتاب جامع ألف للعمل والاصلاح بعد كتاب « إحياء
العلوم » للامام الغزال ) بل وقد يفوقه من ناحية التحقيق والاستناد
والتطبيق بين الكتاب والسنة » ويبدو أنه أراد أن يؤلف كتاباً يبوب
عن المكتبة الدينية إلى حد كبير ؛ ويقوم مقام مرب ومرشد ؛ وفقيه
ومحدث ؛ ولقد شغف بهذا الكتاب وأولع به من كانوا يتنوقون
() واسمه « صراط مستقم » المعروف ب « سفر السعادة » + وأصله
بالفارسية » ونقله إلى العرية أب الجود محمد بن محمود الخزونى
الحديث ويحرصون على اتباع السنة والآداب_النبوية » وكانوا
يهتمون با +
وقد يلاحظ أنه خليط للعلوم الاسلامية كلها » من السيرة
والحديث والفقه ؛ والتاريج والكلام ؛ والنحو والصرف ؛ ولكنه
رغماً من ذلك كله يعتبر من أهم كتب الاسلام الذى يقوم مقام مكتبة
بأسرها؛ ووجوده كوجود عالم كثير الفنون متبحر ومحقق فى
دينية ؛ وغذاء روحياً ؛ وحلاوة
ومن هذه المؤلفات التى ألفت لهذا الغرض ( التوجيه الدينى
والتربية ١ ) كتاب : « شرعة الاسلام إلى دار السلام » للشيخ
الجليل ركن الاملام واعظ القوم» محمد بن أى بكر
السمرقتدى '" ؛ ألفه المؤلف لتهذيب أطفال أهل الامان ؛ وقد
وصفه فى بعض كلامه بقوله د إنه أول ما يلقن به أطفال أهل الايمان
وأحق ما يتحفظه أهل الايقان » بل لا مندوحة دونه لسالك سبيل
(ه) ملتقطاً من كتاب « رجال الفكر والدعوة فى الاسلام ؛ » الجزء الثاق
للمؤلف +
(9) مع الأسف لم نعثر على ترجمته فيما عندنا من كتب السير والتراجم +
حتى لانستطيع أن نحدد عصره ونعرف سنة وفاته إلا أن صاحب « كشف
الظنون » الحاجى خليفة ذكر الكتاب وقال : « إنه كتاب انفيس ء؛ أكثير
الفوائد » » وقال « إنه كتاب ما رأت عين الزمان مثله »
الهدى كيلا يتردى به الحهوى فى هوة الردى !"'" والظاهر أن المؤلف
قال فى مقدمة الكتاب : « والمأمول من فضل الكريم الوهاب ؛ أن
يبارك اقم ا ا هذا الكتاب ؛ إنه ولى
الاجابة والايجاب » وإليه المصير والمآب 6" وقد ذكر ما ثبت
بالسنة من عقائد الدين وملة الاسلام ؛ وينهج فى ذلك نهج السلف
من المحققين وأنصار السنة النبوية » وذكر منهجا للمسلم فى العقيدة
والعمل والأخلاق » وتعرض لأخلاق العلماء ؛ وقد ذكر فيه تجاريه
وملاحظاته كخبير مجرب » وذكر آداب المتعلم وحقوق المعلم +
وجاء فى ذلك بتوجيبات دقيقة ؛ وفى الكتاب مواد تخضع للنقد الفنى
والبحث العلمى فى ضوء علم الحديث المختمر ومعرفة السنة
الصحيحة - على حسن نية المؤلف وصلاحه - ولا تقبل على
علاتها ؛ شأن القارىء الناقد المميز مع كتاب الاحياء وكتب
الصوفية "0 .
. | الكتاب ص )٠١(
. 4 / المقدمة ص )١١(
الفاضل السيد محمد نيناز » ووجد نسختين من هذا الكتاب فى مكتبة متحف
سالارجنك فى حيدر آباد ( 10055014 14300 مهته5 ) والالثة فى المكتبة
ِ ومن الكتب المقبولة الميسرة التى نفع الله بها فى عصرها خلقاً
كثيراً ؛ كتاب « ما لابد منه » للامام العالم الكبير العلامة المحدث ثناء
البانى بتى "" بدأ فيه بالعقائد الى أصبحت شعاراً لأهل السنة
والجماعة ؛ واحتوت عليها كتب العقائد وعلم الكلام وذلك بطريق
مبسط . وأسلوب سهل تناوله أفهام الناشئين » حتى عقول العواتق
فى الخدور "© ثم عقد فصولا في الاههام بالصلاة ؛ ومسائل
الطهارة » وأحكام الصلاة بأنواعها وأحكام الزكاة والصوم © مع
الاشارة إلى فريضة الحج » والإحالة على الكتب الموسعة فى أحكامه
ومسائله » واختار من هذه الأحكام والمسائل ما بكثر إليها الاحتياج
- وقييز الاختلاف بين هذه النسخ وعلق على الكتاب وخرج الأحاديث +
والكتاب مائل للطبع .
(©) قال الشيخ غلام على العلوى الدهلوى فى كتابه « المقامات » إنه
كان مع صفاء الذهن وجودة القريمة » وقوة الفكر وسلامة الذهن » بلغ إلى
رتبة الاجتهاد فى الفقه والأصول ؛ له كتاب مبسوط ف الفقه ؛ التزم فيه بياذ
المسألة مع مآخذها ودلائلها ؛ ومختارات الأئمة الأربعة فى تلك المسألة ؛ وله
رسالة مفردة فى أقوى المذاهب المسمى ب « الأخذ بالأقوى » وله تفسير القرآن
فى سبعة مجلدات كبار ؛ ( نقلا من ١ نزهة الخواطر » ج / )+
)١4( ظل الكتاب مدة طويلة من المقررات الدراسية لبنات المسلمين
وأبنائهم والسيدات فى بيوت المند الاسلامية ؛ وقد أدرك المؤلف آخر هنا
العصر ونهايته ٠