وقد ظفرت هذه التصانيف. على مر القرون والأعصارباهتمام
وفهمها. ومن ثم كان لهاء على تنوعهاء هذا الذكر الذي شرق
باسم مؤلفها وغرّب» وطار به كل مطارء ولا تزال الالسنة رطية
في التصف الأول من القرن السادس الهجري وأسمعها طلبته
الذين سعدوا بالتحلق حوله في مجالس الدرس والتحصيل!*»
بإسهاماته الجليلة في مجالي التأليف والتدريس» مواقف فكرية»
هنا موضع الحديث عنهاء هي التي بوأته من نفوس بلدييه؛ وغير
ولقد كان في تنوع مجالات التأليف عند عياض من جهة؛ وفي
تميز سيرته كقاض» ومفكر» وسياسي» من جهة ثانية. ما لفت
من العلماء والدارسين» مغاربة ومشارقة. قدامى ومحدثين. كان
نقع فيها على مؤلفات أفرده بها أصحابهاء وصلنا بعضها مثل
كتاب (التعريف بالقاضي عياض) الذي كتبه ولده أبو عبدالله
محمد (575 ه)؛ وكتاب (أزهار الرياض في أخبار عياض) الذي
ألفه أحمد المقري (ت 1041 ه)؛ ولم يصلنا بعضها الآخر مثل
(الترجمة العياضية) لأبي عبدالله محمد بن جابر الوادياشي
وإشارات» وأسانيد. ونصوص في كتب التراجم؛ ومعاجم
وقد رأينا في جمع عناوين هذه الحصيلة ب (المكتوب) عن
الباحثين في تراث القاضي عياض العلمي والأدبي الوقت
والجهد. ويسعف على إنجاز الدرس والبحث
وعلى حرصنا على الاستقصاء والتتبع في رصد (المكتوب)
عن عياض وتراثه في مختلف المظان والمصادر والمراجع فإننا
الثبت الذي نقدمه لجمهرة الدارسين في تراثنا بعامة وفي التراث
العياضي بخاصة داعين المولى جل وعلا أن ينفع به ويحقق
القصد من إنجازه. ومنه سبحانه وتعالى نستوهب السداد
والهداية. وهو المحمود على ما أنعم ووفق.
تطوان في 12 شوال 1404ه
د. حسن الوراقلي
(9) اعتمدنا في كتابة هذه اللمحات على كتاب (التعريف بالقاضي عياض) لولذه
أبي عبدالله محمد؛ وقد نشرته وزارة الأوقاف بتحقيق الأستاذ الدكتور
محمد بن شريفة.
عياض بن محمد بن عبدالله بن موسى بن عياض اليحصبي .
استقر أجداده قديماً جهة بسطة. إحدى مدن جنوب الأندلس»
ومنها انتقلوا إلى المغرب حيث استقرواء أ
- وفي سبتة كانت ولادة أبي الفضل عياض في النصف من شعبان
تحدث ولده أبو عبدالله محمد عن نشأة والده فقال: (نشأ على
عفة وصيانة؛ مرضي الخلال. محمود الأقوال والأفعال»
مجتهداً فيه. معظماً عند الأشياخ من أهل العلمء كثير
- ومن أشهر شيوخ العلم بسبتة الذين جلس إليهم عياض وأفاد من
معارفهم في علوم القرآن والحديث والفقه والكلام والنحو
واللغة والادب: القاضي أبو عبدالله محمد بن عيسى التميمي»
والخطيب أبو القاسم عبد الرحمن المعافري؛ وأبو محمد
موسى الكلبي» ففي حلقات هؤلاء الشيوخ وأمثالهم استوت
شخصية عياض العلمية ونضجت.
ثم رحل إلى الأندلس في طلب العلم عدة رحل؛ لعل أولها أن
تكون تلك التي لقي فيها من شيوخ العلم أبا الحسن علي
وتناقلها. من بعد» المترجمون به جيل بعد جيل. وهي التي
قام بها بعد أن كان (له في العلم حظ وافرء ووجه ساقرء
وعنده دواوين أغفال» لم تفتح لها على الشيوخ أقفال) على
حد ما ورد في كتاب أمير المسلمين علي بن تاشفين إلى
القاضي ابن حمدين. قاضي الجماعة بقرطبة.ء في شأن
القاضي عياض والعمل على قضاء وطره من رحلته. وقد
استغرقت هذه الرحلة أزيد من سنة (من منتصف جمادى الأولى
سنة سبع وخمسماثة إلى السابع من جمادى الآخرة سنة ثمان
وخمسمائة) لقي خلال ذلك الأعلام من الشيوخ المسندين
والمدرسين البارعين أمشال القاضي أبي عبدالله محمد بن
- ثم لم يلبثوا إلا قليلا حتى أجلسوء للشورى .
- وفي أواخر صفر من عام خمسة عشر وخمسماثة ولي عياض
قضاء سبتة. فكان طوال مدة توليه (حسن السيرة؛ محمود
الطريقة. مشكور الخلة. أقام جميع الحدود على ضروبها
واختلاف أنواعها).
- وإلى جانب اشتغال عياض بقضاء بلده كان يحلق؛ في جامع
سبتة للدرس والإقراء» كما كان يُعنى بالتأليف فيما برع فيه من
علوم ومعارف وآداب. ولم يمنعه هذا أو ذاك من الاهتمام
بمرافق بلده الدينية والعسكرية ف (بنى الزيادة الغربية في جامع
سبتة الذي كمل به جماله. وبنى بجبل الميناء الرابطة
المشهورة) و (طالع سبتة الذي بأعلى جبل مينائها المعروف
عند الناس بالناظوري؛ كل ذلك أعلى شأن عياض في بلده؛
ورفع قدره؛ وعظم جاهه. وأبعد صيته» فحاز من الرياسة في
تواضعاً وخشية لله) في عبارة ابن بشكوال
-وفي صفر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ولي قضاء غرناطة؛
لكنه لم يلبث إلا مدة
-وفي أواخر سنة تسعة وثلاثين وخمسماثة ولاء الأمير إبراهيم بن
تاشفين قضاء سبتة من جديد ف (ابتهج أهل بلده» وسار فيهم
بعد ظهور أمر الموحدين وتمكنهم من مقاليد الحكم رحل
عياض. إلى عبد المؤمن بن علي في (سلا) ليقدم له البيعة
(فأوسع نزله؛ وأجزل صلته؛ ولقي منه برأ تاماًء وإكراماً عاما).
- فلما كانت سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ثار أهل سبتة على
الموحدين برأي القاضي عياض أو بمشاركته؛ على أن جيوش
عبد المؤمن سرعان ما حاصرت سبتة وأخمدت الثورة
مراكش حيث وافاه أجله ليلة الجمعة التاسعة من جمادى
الآخرة عام أربعة وأربعين وخمسماثة؛ ودفن بها في باب
كشاف الاختصارات
ر.ت: رقم الترجمة.
مخ: مخطوط
ط.ح: طبعة حجرية
ظ: ظهر
مل: ملزمة
ص: صفحة أو صفحات
اع: عدد
غ.م: غير مرقم .