فالشكر له مبذول على ما قدم» خاصة أنه نمض بعمل علمي كبير
مؤلفيهاء أو بخط عدد من العلماء المشهورين.
فقد وصف المخطوط وصفاً عاماً اشتمل على عدد من الرسائل
والكتب التي يضمها المجموع؛ وموضوعاتهاء ثم عدد الأوراق» وقياسهاء
ومسطرتهاء وعدد الكليات في السطر الواحدء وعرض هامشهاء وأبرز ما في
المجموع من معلومات عن المؤلشين» والخطوط» وأساء النساخ؛ وتواريخ
سلامته .
الفهارس التي تعد العمدة في تقنيات المخطوطات؛ فهي تقدم الأداة
يقدمها في سياق خدمة التراث العربي وإحياثه, عوناً للباحشين والمحققين
ودور العلم في ميدان التراث العربي المخطوط .
والله يهدي إلى الخيرء ويعين عليه
المقدمة
الحمذ لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام عل محمد وآله وصحبة »
ورسوله .
وبعد» فهذا هو «القسم الشالث» من فهرس مجاميع دار الكتب
الظاهرية بدمشق . أقدمه اليوم متابعاً ما بدأته في القسمين الأول والثاني
اللذين طبعا في مجمع اللغة العربية بدمشق ؛ وضيًا وصفاً لمحتويات ثمانية
وهذا القسم الجديد خاص ب « مجاميع المدرسة العمرية » وعدتها ثمان
وأربعون وماثة مجموع: اشتملت على خمسة وأربعين وسبعياثة وألف كتاب
أو رسالة . فيكون مجموع ما اشتلمت عليه الأقسام الثلاثة معاً ستة وثيانين
وخمسائة مجموع ضمت في تضاعيقها ثلاثة عشر وتسعياة وثلاثة آلاف
في بداية هذا القرن تأسست دار الكتب الظاهرية؛ وساعد على
إنشائها الشيخ طاهر الجزائري» وجع فيها ما تشرق في خزائن مكتبات
دمشق ؛ وفي مقدمتها: المكتبة العمرية؛ ومكتبة عبدالله باشا العظ
بيت الخطابة في الجامع الأموي » الأوقاف» تعمد سعيد حمزة تنقيب
الأشراف؛ عبدالله الكزبري وغيرها ٠
وأمدّت المدرسة العمرية المكتبة الظاهرية بكثير من المخطوطات
والنفائس» وقد ضمت العمرية في أول عهدها عدة خزائن للكتب الموقوفة
من عدة علماء؛ أعظمها كتب السيد الحسينيء ومنها كتب الشيخ قوام الدين
الحنفى + وكتب الشمس البانيامى ؛ والمحدث جمال الدين بن عبد المادي ؛
وقبل نحو مائة عام اضمحل أمر ١ المكتبة الضيائية » في ظاهر دمشق »
فاخذت كتبها ووضعت في المدرسة العمرية؛ ثم اضمحل أمر العمرية بعد
كتب المدارس ولف منها « المكتبة الظاهرية 2.
نبذة تاريخية :
في سنة ( 501 ه ) وصلت أول قافلة من مهاجرة بيت المققدس إلى
دمشق» هرباً من جور الفرنجة وحكمهم» يرأسها كبير قرية جماعيل وفقيهها
الشيخ أحمد بن قدامة المقدسي؛ ثم تتابعت هجراتهم؛ وبلغ عددهم
تفثي الأمراض بينهم؛ فيات عدد كبير متهم فتطلبوا مكاناً صحياً؛ ووقع
اختيارهم عل سفح جبل قاسيون ظاهر دمشق على مقربة من + نهر يزيد
شرعوا في بناء أول مدرسة في الجبل عرفت ب « المدرسة العمرية م وتتابع
البناء حوها .
وساعد في ذلك السلطان الصالح نور الدين محمود بن زنكي ؛ ثم الملوك
الأبوبيون من بعده؛ وخواتينهم ٍ فبنوا عدة مدارس ومساجد؛ وانقلب الجبل
إلى ضاحية مزدهرة بالعلم والعمران» ناضرة بالقصور والأشجار والأزمان
ودعيت ب « الصالحية » نسبة إلى أولشك المقادسة الذين عرفوا لعلمهم
وتقواهم بالصالحين» وقيل : لأنهم نزلوا أول ما نزلوا في مسجد أبي صالح .
واعتبرت هذه الضاحية مدينة مستقلة عن دمشق ؛ وصفها القلقشندي
في « صبح الأعشى » (44/4 ) وصفاً متعاً» فقال : « مديئة الصالحية مدينة
ممتدة في سفح الجبلء تشرف على دمشق وضواحيهاء؛ ذات بيوت؛
ومدارس» وربط» وأسواق» وبيوت جليلة. ولكل من دمشق والصالحية
البساتين الأنيقة بتسلسل جداولهاء وتغني دوحاتهاء والجواسق العالية؛
والبرك العميقة» والبحيرات الممتدة» والحور الممشوق القدء والرياحين
المتأرجة الطيب» والفواكه الجنية» والثمرات الشهية»؛ والأشياء البديمة
التي تغني شهرتها عن الوصف؛» ويقوم الإيجاز فيها مقام الإطناب » .
العلمية والدينية في بلاد الشام وما حوطاء ونشروا مذهب الإمام أحمحد
ومدارسه؛ لا في الصالحية وحدهاء بل في مدينة شق أيماء وركزوا لهم
خراباً رسمياً في مسجدها الكبيى وكثر أتباع المذهب الحنبلي في ضواحيهاء
حتى عصرنا يعرف ب « مسجد الحنابلة ». واستطاعوا بدراساتهيم وتآليفهم
الفقهية أن يوجدوا كتباً قيمت هي عمدة المذهب الحنبلي. وأثروا في علم
المحديث؛ وبراز فيه عدد من العلماء» متهم الحافظ ضياء الدين المقدميء
الذي أنشاً داراً للحديث في الصالحية» وجعل لا مكتبة من أعظم مكتبات
وأخذ المقادسة بيد المرأة إلى حلقات العلم ومجالس الحديث؛ فنشافي
الصالحية ثم في دمشق حركة نسائية علمية كان أكثر صاحباتها من المضابلة؛
وقد لقبن بألقاب تحاكى ألقاب علماء ذلك العصر» مشل : ست الناس»
منهم المناصب الكبيرة في الدولة» كالقضاء. وتداخلوا في الحكم والسياسة.
وكانت العمرية أول مدرسة ينشئها المقادسة في ضصاحية قاسيونء
بهيئتها في الطابق الأرضي؛ وقد تهدّمت بقية الطوابق فيها.
وبنى الحافظ ضياء الدين المقدمى» المنوفى سنة 147 ه؛ دار الحديث
الضيائية؛ ويقال لها « دار السنة » بسفح قاسيون شرقي الجامع المظفري»
قال تلميذه ابن كثير عنه في تاريخه: سمع الحديث الكشيرء وكتب كثيراً
كتاب : « الأحكام» ولم يتم وكتاب: «المختارة» وفيه علوم حسنة حديثية؛
وهي أجود من مستدرك الحاكم لو كمل» وله: «فضائل الأعمال» وغير ذلك
من الكتب الحسنة الدالة على حفظه واطلاعه وتضلعه من علوم الحديث»
متنا وإسنادا . وكان رحمه الله - في غاية العبادة والزهادة والورع والخبر, وقد
من المحدثين والفقهاء» وقد وقفت عليها أوقاف أخر كثيرة بعد ذلك .
وقال الصغدي في تاريخه في المحمدين: الحافظ ضياء الدين المقدمي؛
محمد بن عبدالواحد بن أحمد بن عبدالرحمن؛ الحافظ الحجة الإمام أب
عبدالله» صاحب التصانيف» ولد بالدير المبارك سنة سبع وستين وخمسائة؛
ولزم الحافظ عبدالغني المقدسي» وتخرّج به» وحفظ القرآن. وتفقه. ورحل
أولاً إلى مصر سنة خمس وتسعين ؛ ورحل إلى بغداد. وسمع من ابن
دمشق بعد خمسة أعوام بعلم كثير: وحضّل أصولا نفيسة فتح الله بها عليه ؛
التصنيف والنسخ . وأجاز له السُلفِي » وشهدة؛ وأحمد بن علي بن الناعم
وأخوه عبدالرحيم» وغيرهم . وله تصانيف كثيرة في أجزاء عديدة» وبنى
مدرسة على باب الجامع المظفري » وأعانه عليها بعض أهل الخيرء وجعلها
وفي المكتبة الضيائية: من وقف الشيخ موفق الدينء والبهاء
والشيخ علي الموصلي» والحافظ عبدالغني . وقد غبت في نكبة الصالحية
وقال الجمال ابن عبدالهادي » المتوفى سنة 04 ه» ( تاريخ الصالحية
ص8١ ): « وكان بهذه المدرسة كتب الدنياء والأجزاء الحديثية؛ حتى
إلى القاضي ناصر الدين بن زريق» قالوا: فمن ثم انفرط أمرها وطمع
الناس فيهاء فجاء ابن حجر وأخذ منها عدة أحمال؛ ثم جاء الحافظ شمس
الدين ابن ناصر الدين فأخذ منهاء ثم جاء الحافظ قطب الدين الخيضري
فأخذى ثم :إن القاشي ناصر الدين بن زريق الثاني استوعب أحاسن ما فيها.
والمجاميع التي نتحدث عنها في هذا القسم ؛ لم تكن » في أصلها ؛ من
كتبة العمرية » إنما جبىء بها من المدرسة الضيائية بعدما انحل عقدها
وخربت ؛ ويعضد ذلك ما يطالعنا في كثير من الرسائل والكتب من تحبيسات
ووقفيات على الضيائية » بيني لا نكاد نجد أكثر من لفظة «عمرية» ألحقت في
عقدهاء ومنبا أخذت .
دعا
يغلب على رسائله موضوع الحديث الشريف إلى جانب التاريخ والمسيرة
والمواعظ وغير ذلك.
وجود عدد كبير من السماعات والإجازات كتب كشير منها بخطوط علياء
مشهورين»ما يشكل ثروة ضخملة من المعلومات عن كشير من الرجال
وعن الحياة العلمية في القرن السادس والسابع والشامن والتاسع؛
وبخاصة في بلاد الشام .
الحافظ ابن عساكر» والحافظ عبدالغني المقدمي» والحافظ ضياء الدين
الأنماطي» وابن عروة الحنبلي» وعلي بن سالم بن سلمان بن العرباني؛
عل الرسائل تملكات عدة؛ وقيود وقف باسم الضياء امقدسيء
وعبدالغني القدسي » وابن هامل الحراني» وعلي بن سالم العرباني» وعلي
ابن مسعود الموصلي الحلبي » وابن الحاجب» والملا عثمان الكردي » وابن
خطلة العمل :
لم تختلف خطة العمل في هذا الفهرس عما كانت عليه في القسمين
السابقين» ويتلخص ذلك في أنني:
قمت بوصف المجموع وصفاً عاماً؛ اشتمل على ذكر عدد الرسائل
والكتب التي يضمها المجموع؛ وموضوعاتباء ثم عدد الأوراق؛
وقياسهاء ومسطرتباء وعدد الكلمات في السطر الواحد» وعرض
هامشهاء وأبرز ما في المجموع من معلومات عن المؤلفين والخطوط»
وأسماء النساخ» وتواريخ النسخ ؛ وما عليه من تملكات وتحبيسات» ثم
قيمة المجموع؛ ومدى سلامته . .
وتبع ذلك تفصيل لمحتوى المجموع من رسائل وكتبء مكتفياً بذكر:
المجاميع تقع بين الرقمين المتسلسلين (474) و (987) .
صنعت ثلاثة فهارس عامة:
الأول: فهرس بأسماء الرسائل والكتب حسب الموضوعات منسوقة على
الثاني : فهرس بأساء المؤلفين.
الثالث: فهرس بأسماء النساخ.
أضعها بين يدي الباحثين» آمل أن يجدوا فيها المنهل العذب والمطلب العزيز
وأتقدم بالشكر والتقدير إلى العالم الفاضل الدكتور شاكر الفحام الذي
كان صاحب الفضل في الحث على فهرسة المجاميع وإخراجها . والشكر أيضا
إلى القائمين على إدارة معهد المخطوطات العربية لعنايتهم واهتمامهم بإخراج
هذا الفهرس؛ وأخص بالذكر الدكتور خالد عبدالكريم جمعة؛ مدير المعهد»
والأستاذ غازي سعيد جرادة مدير تحرير مجلة معهد المخطوطات العربيةء
ومسؤول النشر في المعهد .
والله لا يضيع أجر من أحسن عمال» والحمد لله رب العالمين .
ياسين محمد السواس
دمشق في: ؛ ربيع الأول ١58 هم
1 تشرين الأول لأفقام.