مهرجان القراءة للجميع 1٠0
مكتبة الاسرة
برعاية السيدة سوزان مبارك
(سلسلة أمهات الكتب)
تاريخ الحضارة الهلينية الجهات المشاركة:
ال جمعية الرعاي المتكاملة المركزية
تصميم الغلاف
والإشراف الفنى: وزارة الثقافة
للفنان : محمود الهندى زارةٍ الاعلا
الإخراج الفنى والتنفيذ: وبثاية الإسلام
صبرى عبدالواحد | وزارة التربية والتعليم
الإخرات الطباسين: وزارة التنمية المحلية
محمود عبدالمجيد
المشرف العام : وزارة الشباب
د سمير سرحان
التنفيذ : هيئة الكتاب
فى خفر البحار ولقد كانت الفترة جميعها التى تمتد من نهاية القرن
الخامس عشر إلى نهاية القرن الثانى عشر » تمثل دون شك عصراً من
عصور الانحلال » بيد أن الانغفصام العظيم الذى أصاب سلسلة التطور
التالية من موجات البرابرة فى بداية القرن الثانى عشر ق 01 ولم تتسبب
هذه الهجرة فى تدمير موكناى 11306088 والمراكز الأخرى للحضارة
الموكنية فى حوض بحر إيجة بل اجتاحت كالموجة العالية أراضى آسيا
المرء بين أطلال هاتوساس وحاول أن يتخيل مشهد الحصار بأن يستعيد
فى ذاكرته وصف فرجيل الشاعر الرومانى لحصار طروادة كما تخيله فى
الثانى عشر فقد تدفق سيل المهاجرين المقاتلين ؛ الذين كانت قوتهم
ما تزال على أشدها » مطوقاً الشاطئ الشرقى للبحر المتوسط إلى أن
تكسر عند الطرف الشمالى الشرقى لدلتا النيل أمام المقاومة المستميتة التى
الحياة من الفلسطينيين المقهورين على السهل الساحلى لفلسطين ودعيت
البلاد باسيهم *
والذى بدأ بتدمير كنوسوس وانتهى بمعركة النيل عام 11848 + مما عثر
عليه علماء الآثار فى العصر الحديث من قصاصات الوثائق الرسمية
الخاصة بالحكومات المصرية والحيثية والآشورية 6 من ناحية 6 ومن
الدراسة التاريخية التفسيرية لخريطة توزيع اللغات فى حوض بحر إيجة
الألفى الأخير ق م بعد أن هدأت الأحوال به » من ناحية أخرى + ثم
اللتين تنسبان منذ القدم إلى هومر
وتفيدنا السجلات الرسمية المصرية بأن الاضطراب كان شاملاً
مطبقاً فإن ذلك التفجر المروع للشعوب المغيرة وتدفقها من الشمال فى
مستهل القرن الثانى عشر ق م - وهذه هى الذروة التى بلغتها حالة
الاضطراب جميعها - قد ظهرت بوادره فى القرن الرابع عشر قي م١
فى الموجة الأولى من موجات غزو كنعان والشام من ناحية الشرق ؛
وهى الموجة التى خرجت من الصحراء الشمالية لشبه الجزيرة العربية
وكذلك خلال القرنين الرابع عشر والثالث عشر فى الغزوات المتلاحقة
لدلتا النيل من جهة الصحراء الغربية » والتى كان يشنها برابرة يفدون فيما
يبدو من جهات نائية مثل تونس وصقلية + بل ومن سردينيا فيما يظهر
يكن المجتمع المينوى هو الحضارة الشرقية الوحيدة التى أصابها الانحلال
فقد استنفد المصريون والحيثيون قواهم بخوضهم غمار حرب استغرقت
مائة سنة فى سبيل الاستيلاء على سوريا وكنعان ؛ وانتهت قرابة عام
774 ق م باتفاق يقضى باقتسام منطقة النزاع فيما بينها كما أنهيك
الحيثيون قواهم أكثر من ذلك نتيجة لسلسلة من الحروب مع إمبراطورية
أرزوه 8128108 ؛ فى غرب آسيا الصغرى ؛ وانتهى الصراع بينهما فى
وقت ما خلال النصف الأخير من القرن الرابع » بانتصار الحيثيين + غير
أن انتصارهم - كما تكشف فيما بعد - كان باهظاً فادح التكاليف
والحقيقة أن الفراغ الاجتماعى الذى اجتذب البرابرة من أركان الارض لم
وتطلعنا الخريطة اللغوية لهذه المنطقة فى الفترة التالية على مزيد من
المعلومات حول ماهية هؤلاء المهاجرين والطرق التى اتخذوها فى
هجرتهم» نتبين فيها سهماآً عريضاً من الشعوب الدخيلة التى تتكلم
الفريجية يسير فى اتجاه مائل عبر آسيا الصغرى ممتداً من الجهة الجنوبية
الشرقية للدردنيل » كما أن فريقاً من المغيرين دفع الكاريين 08818758
أمامه بحيث هبطوا فى وادى نهر مندرس 118687087 حتى البلاد الواقعة
و«أصبع» شبه الجزيرة وتدلنا سجلات الملك تغلث فلاسر الأول
118180-17 ملك آشور على أن طلائع المهاجرين الفريجيين
القادمين من جنوب شرق أوربا كانت قد بلغت بالفعل الحوض العلوى
لدجلة قبل أن يوقف الجيش الأشورى تقدمها قرابة نهاية القرن الثانى
عشر ق م ويسير سهم آخر من الشعوب الدخيلة بميل عبر اليونان
الواقعة فى القارة الأوروبية وعبر حوض بحر إيجة + ممتداً من إبيروس
58 (البر الأصلى) على الجانب الشرقى من مضايق أوترانتو
00 ؛ فى الاتجاه المقابل «لكعب» إيطاليا ٠ حتى جزيرة رودس
والجزر الصغيرة المجاورة الواقعة تجاه الركن الجنوبى الغربى من آسيا
وكانت اللغة التى يتكلمها هؤلاء الدخلاء الوافدون إلى حوض بحر
إيجة من القارة الأوروبية هى لهجة من لهجات اللغة اليونانية ٠ وهى
الجنوب الشرقى ١ بلغها المعتدون ولقد شق سهم الغزاة الذين كانت
لغتهم هى الدورية ؛ طريقة فى الطبقة القديمة من الشعوب المتكلمة
باليونانية فى هذه المنطقة وهى الشعوب التى احتضنت الحضارة الموكنية
وكانت المُتسلطة على القوة البحرية الآخحية فاكتسح الغزاة الجدد هذه
الشعوب وأغرقوهم فى طوفانهم أو دفعوهم خارج البلاد أما الطبقة
القديمة من شعوب البليبونيز فلم تبق إلا فى الهضبة الوسطى (أركاديا) أو
احتلوها فى القرن الرابع عشر قم ولم يعد للطبقة القديمة من الشعوب
التى تتكلم اليونانية فى اليونان الوسطى أى موضع فى القارة الأوروبية
الوجهة الجغرافية وإن كانت فى الواقع جزءاً من القارة الأوروبية)
وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء اليونانيين الذين يتكلمون اللهجة
الأيونية » قد دفع بها عبر البحر إلى جزر بحر إيجة وإلى ماوراء ذلك
أيضاً + فى بلد أيونى جديد ١ يقع على الشاطئ الغربى من الاناضول ؛
ما أفلحت القوة البحرية الآخية فى الحصول عليه من مراكز بالقارة
الآسيوية هو رأس جسر واحد عند ميليتوس 01116005 ودفع أيضاً
بالطبقة القديمة من الشعوب التى تتكلم اليونانية والتى كانت تقطن شمال
الغربى من آسيا الصغرى إلى الشمال من أيونيا 8 وأصبح لا يمثل
اليونانيين الذين يتكلمون اللهجة الأيولية فى أوروبا غير مقاطعتين
هؤلاء الذين يتكلمون الأيولية + وقد وقعوا تحت ضغط الدخلاء الذين
يتكلمون الدورية عند مؤخرتهم » محل السكان السابقين الذين كانوا
يتكلمون الأيونية ويدل اسم «البويوتبون» على أن هذا الشعب الذى
يتكلم الأيولية قد انحدر من شمال اليونان » حيث إن هذا الاسم يعنى
سكان بويون 1301017 وهى لفظة مرادفة لجبل بندوس 1005
من المعتدين الأراميين الذين يتكلمون اللغة السامية والقادمين من شمال
شبه الجزيرة الغربية ؛ وقد شق هؤلاء طريقهم فى سفوح جبال
أنتيطوروس 801118117005 وأمانوس 81028305 وأصبحت الطبقة
القديمة من الشعوب التى تتكلم اللغة السامية فى كنعان » لا توجد إلا فى
مقاطعات محصورة متفرقة منعزلة كما حدث للشعوب التى تتكلم
الأيولية والشعوب التى تتكلم الاركادية فى بلاد اليونان الواقعة فى القارة
الوافدون من حوض بحر إيجة ؛ واحتلت الداخل الشعوب اليهودية :
وتعتبر الإلياذة والأوديسة أكثر مصادر معلوماتنا عن عصر العنف
فى مواضع أخرى) » نظراً لوقوعها عند النقطة التى يمتد عندها - فوق
الممر الماثى الواصل بين بحر إيجة والبحر الأسود - معبر القوارب الذى
يصل بين جنوب شرق أوروبا وآسيا الصغرى + قد لعبت دوراً هاماً
خلال هذه الحقبة من التاريخ والحقيقة أن اكتشاف موقع طروادة وأعمال
التنقيب عن الآثار التقى جرت فيه فى العصر الحديث أكدت بما لا يدع
الالفى الثالث حتى القرن الثالث عشر قم وأن الصورة التى يرسمها
هومر لحصار الآخيين لهذا المركز الاستراتيجى الهام طوال عشرة أعوام +
وما تلى ذلك من تشتتهم بحثاً عن الطريق إلى وطنهم + لينطبق أيما
انطباق على صورة ذلك العصر كما ترسمها لنا المسجلات المصرية
القصائد الهومرية فى صورة القراصنة المعتدين وبالإضافة إلى ذلك
البعض الآخر ٠» ليقارب بصورة مذهلة التاريخ الذى يحدده علماء
المصريات لمعركة النيل التى لقيت فيها «الشعوب البحرية» الهزيمة على
شرير الإلياذة » باريس الذى يسمى فى مواضع أخرى «الكسندروس
الطروادى» 11108 015 168701705 يظهر من السجلات الرسمية الحيثية
فى هذا النص » الذى يعتبر النص التاريخى المعتمد بالنسبة له » لا يظهر
فى القرن الثانى عشر ق م بل قبل نهاية القرن الرابع عشر فإما أن
باريس والكسندروس لم يكونا علمين فى الواقع على شخص واحد ؛
طروادة فى زمن الاضطراب العظيم الذى وقع فى القرن الثانى عشر
والحقيقة أن شعراء الملاحم كانوا فنانين مبدعين ذوى أصالة تحول دون
أن يكونوا مؤرخين مدققين صادقين فعلى الرغم من أن الموضوهمات
منصباً على اجتذاب انتباه جمهور مستمعيهم ولذلك فلم يكونوا يترددون
فى صياغة قصصهم فى قالب فنى براق على حساب الدقة التاريخية ؛ بل
قد يكلفهم ذلك فى بعض الأحيان تغيير القصة بما يطمس معالمها
ويخرج بها عن الأصل تماماً
ويعرض لنا الشاعر الهلينى هزيود 1188100 الذى كان يكتب عن
هذه الأحداث بعد انقضاء أربعة قرون أو خمسة على وقوعها ء وذلك فى
فترة الظلمات التى سبقت انبلاج فجر الحضارة من جديد + يعرض لنا
جنباً إلى جنب + صورتين متناقضتين لحقبة الاضطراب الاجتماعى فى
حوض بحر إيجة ففى إحدى هاتين الصورتين ؛ صور البرابرة وكأنهم
فى الواقع جنس شرير ينتسب إلى عصر العنف والاضطراب + ثم مجدهم
فى الصورة الأخرى ؛ كما مجدتهم الملاحم الهومرية ؛ باعتبارهم جنس