كتب ذلك في رسالة بعث بها إلى الملك المسلم العظيم سليمان القانوني»
يستنجده فوجد منه النجدة والمدد. فجثت أنتم يا أحفاده تردون جميل صنعه
ملكنا فكان العدل فينا سجية . فليا ملكتم سال بالدم ابطح
وحللتم قتل الأسارى وطلما . غدونا على الأسرى عن ونصفح
ثمن المجد دم جُدْنا به فانظروا كيف دقعنا الثمنا
كيف سقينا بدمنا وادي ميسلون؛ وجنان الغوطة. وبطاح حماة وحمص
إن الدم العربي أحمر مثل الدم الفرنسي ؛ حار مثل الدم
وأمهات ييكون ويتالمون ثم يصبرون أو يقدمون
وينتقمون؛ كما يصنع الآباء في فرنساء فإذا كانت ثورتكم الكبرى الني تعتزون
تنشره الجرائد لان الصحافة كانت حرة؛ ولا تنالني منه مضرة لأنه لا حبس إلا
واشتدت الحركة في أوائل كانون الأول (ديسمبر) 1477 وكانت دمشق
وقوى الأمن قائمة؛ هؤلاء بالسلاح وأولئك بالحجارة؛ في ذلك اليوم خطر لابن
خالتي (وأستاذي) الشيخ شريف الخطيب مدير المدرسة الأمينية (التي سبق الكلام
الزيارة تنقل حمى الحماسة إلى الغوطة» فتشارك دمشق النضالء وبعث من
متسع ليلعب فيه التلاميذ إلى أن ألحق بهم .
وما هو إلا التدريب والإقناع مني والطاعة عن رضا وقناعة منهم .
لأنيٍ مطلوب من دمشق. فذهبت.
نعم أنا. قال: هنا قيادة الدرك؛ وقد فهمنا أنك دعوت قريباً لك مدير مدرسة
ولا أن أخل بالأمن» وأنا لا أملك إرجاعهم لأنهم ليسوا عندي. وليس من
عملي ولا في طاقتي أن أرجعهم .
ثلاثة من رجال الدرك على الخيول» فصاحوا بناء ليهولوا علينا: اسمعواء تمنوع
وقال: يا أفندي هذه أوامر الحكومة؛ ونحن قد جثنا لتنفيذهاء لا لتأكل ونشرب
ونلهو ونلعب.
فيها اللاعبون إلى قلة تمثل دور الشرطةء وكثرة تقوم بدور المتظاهرين» وكلما
أمسكت الشرطة بواحد أي قتلته (بالرمز لا في الحقيقة) جاء أحد رفاقه قلمسه
فيعيش فكأن مهمة الشرطة في اللعبة الإمساك بالآخرين» ومنع رفاقهم من
وبلغت النشوة والفرحة بالتلاميذ أقصى مداهاء حين رأوا أنهم يلعبون مع
ورجال الدرك المساكين قد كلت أرجلهم من السعي + والسنتهم من الشت ول
سيا الكهل رئيسهم .
أولادكم» فهل تطيب قلوبكم بإيذائهم. وهل معكم أمر بإطلاق النار عليهم؟
فإن أخسر الناس من باع دينه بدنيا غيره.
ودعا صاحبيه أن تعالوا يا شباب حاجه”'» مسخرة؛ نلحق أولاد صغار بعد هذا
الكتاب الرسمي بنقلي إلى (رنكوس).
أرأيتم الذي غرقت سفينته فتعلق بخشبة منهاء قد انحصرت أمانيه في
شمالي إلى (حلبون)؟ إن (منين) هي محطة في الطريق إلى رنكوس يمشي بعدها
أكبر أديرة النصارى وأعمرهاء وله تاريخ طويل» والنصارى
فيه عجائب الأباطيل؛ ثم يزداد الطريق صعوداً ووعورة حتى يبلغ رنكوس.
)١( حاجة معناها يكفي أو كما يقولون في مصر كفاية
الصديق العالم الكاتب» وإن كان له قلم يجعله إن شاء انكى من سلاح آل سرسق» وابقى أثراً»
أكبر من عمل الفتوات. . . كان أشبه بعمل عتاة العصابات» أقصد الذي كان
لا أتكلم عن حالما الآن.
والذي زاد ألمي أنه كان معنا في الصف (أي الفصل) في مكتب عنبرء
طالب أكبر منا سن؛ ولكنه مقصر داتًا» ينجح سنة ويسقط أخرى رغم عناية
قلوبهم ولكن العجز عن البيان يمسك ألسنتهم» ولقد رأيت فيهم من يتكلم
فيحتاج إلى إظهار. علمتهم الصدق حتى أن أحدهم يعترف بذنب ارتكبه لم يره
عند ارتكابه أحد» كانت وراء المدرسة قطعة أرض كبيرة تابعة لها مهملة فكلفت
التلاميذ انتخاب نفر منهم ليفلحوها ويزرعوها. وعلمتهم كيف يكون الانتخاب
وجدت ورقة في دفتر قديم فيها سطور كتبتها يوم 1477/17/7١ هذا
فأتحدث عنبها وأحمد الله على الخلاص منباء أم قد ذهبت الآمال إلى غير رجعة؟
هل قضي علي أن أبقى أبداً معلا في القرى » أم..)
إن الله عنده من كل ضيق غرجاً؛ وبعد كل شدة فرجأً.
هل قرأتم كتاب (الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي)؟ لقد قرأته
من كثرة ما أعدت النظر فيه. وصححت من حفظي الكثير من أخطاء النسخة
وأحوال الموظفين وأوضاع التجارء وأقل ما تستفيدون منه أنه بهون على المحزون
7“ قمعا مف
كلمات من اللغة العباسية لا يكاد أحد يعرف معناها معرفة يقين. ومثلها في
(البخلاء) للجاحظء حاول بعض المستشرقين تفسيرها فوفقوا في بعضهاء
خرجت عن الموضوع كالعادة -» فمعذرة.
لما نقلت هذه النقلة كنت في قلب الشتاء؛ وكنت أستطيع أن أطلب إجازة
لك ما تريد فأوصلني؛ قال: ما عندنا ركاب فهل تدفع أجر المقاعد كلها؟
فعودوا والأجرة لكم .
وسرنا وسط الثلوج» في طريق جلي خطر فليا بلغنا نصفه أو أكثر قليلاً +
ل يعد بالإمكان أن تتقدم السيارة ذراعاً واحداً. فقلت: عودوا وأنا أمشي .
فأصررت ومشيت؛ مشيت نحو ساعتين ونصف الساعة الله وحده يعلم
ما قاسيت فيهماء وكان البرد يقص العظم» ووصلت» فألت: أين المختار رأي
وكانوا رجالا صلاب العود يقحمون الأهوال فعجبوا من شاب شامي يبدو
في أنظارهم رقيق العود. قليل الصمودء يفعل ما لا يقدمون على فعله.
أعينهم قليلاء ودعوني إلى القعود. ثم قال المختار: لا يا جماعةء بل يدخل
فيأكل شيئا ويستريح .
هذه الشتائم بوصفي» الموظف الحكومي ص بينهم:
وكان الناس قد تواردوا على (المضافة) ليروا هذا المعلم العجيب الذي بلغ
حبه التعليم وشغفه به أن يخوض إليه الثلج. ويلتحف البردء ويتعرض
وطنيتهم» ونبهت إيمانهم وحييت بطولتهم ورجولتهم» ورغبتهم بالعلم ليكون
رجال السلطة وأذناب الاستعمار.
واستأذنتهم أن أرجع اليومء وأعود إليهم إن شاء الله بعد أن تفتح
المدرسة؛ وتستكمل عدتها ول أرجع ماشياًء. بل تطوع واحد منهم عنده
سأكون في مكة. وأن أذكر تلك الأيام وقد انطفات حرارة ألمي منهاء حى
لأتحدث عنها كأن غيري هو المصاب فيها؟ .
كتب عليّ تجرعها وإن لم أثهاء فالحمد لله أن جعلها مجرد ذكرى» وصيّرها
خيالات؛ ولا ألقي مواعظء بل أروي لحم ما وقع لي» وسياتي على مهؤلاء
المتالمين المعذبين. بمرض ينغص عليهم عيشتهم. أو فقر ينكد عليهم أيامهم؛ أو
سجن ظلم يقيد أيديهم» ويجرمهم أهلهم وأولادهم» أو عذاب مستمر من جبار
آثم يغانبهم به وماسيهم» سيان عليهم بوم يكون فيه هذا كله ذكرى في
كتب الأستاذ مصطفى أمين عما قاسى في سجنه؛ وما كتب غيره عا في سجون
ملء برديه؛ والأمل يظهر على سن قلمه. وإن لم ير البائس الفرح في الدنياء فا
الدنيا؟ أيام معدودة» وإن الحياة الباقية لهي الحياة الآخرة. وهنالك يعوض المظلوم