القسم الثالث :عام ١١١7٠ / الركون إلى الأمن والاستقرار
الفصل الحادي عشر: العلاقات الأمريكية . السوفيتية سخونة بعد يرود ...... 614
الفصل الثاني عشر: الشرق الأوسط عام 187/٠ مسحت تست لالع
القسم الرابع : خريف الأزمات
الفصل الثالث عشر: ازمة في الأردن
الفصل الرابع عشر: ازمة في ميناء سيانفوكوس
المقدمة
والنفوذ مما يصعب على المتابع أن يجد له مثيلاً خلال قرنين من التاريخ الأمريكي؛
وإستحق أن يكون إلى جانب أبرز الشخصيات في التاريخ والدبلوماسية الأوروبية»
تتميز حياة كيسنجر عبر مراحلها المختلفة بلحظات فريدة من التحول.
وبالاحداث والأشخاص الذين إشتركوا إلى حد كبير في توجيه حياته الفكرية
والعملية: ومع ذلك فإن العنصر البام والحاسم في تشكيل وتوجيه حياته كان قدراته
مثقف أمضى الجزء الاكبر من حياته في الجامعة. وأعطى معظم شبابه للدراسة
والتحصيل وراح يتامل ويكتب في التاريخ والسياسة الدولية, وينتقد الذين يمارسون
مذكرات هنري كيسنجر / الجزء الأول
وهو إستاذ جامعي لم يكتف بأن يعيش حياته كلها في إطار الجامعة وحياتها
وقواعدهاء ولكنه مد اهتماماته ونشاطه إلى خارج حدودها. معتقداً أن مة خيرات وحياة
أغنىء وفرصاً أوسع لممارسة وتحقيق قدرات الإنسان التي تقع خارجهاء ومن الخطأً
اه التاريخ والتقاليد الأوروبية.
ورغم كل ما أحاط بكيسنجر من إهتمام وأضواء وبشكل خاص منذ دخوله
للبيت الأبيض؛ إلا ان القليلين هم الذين أهتموا بالجانب الفكري والثقاني لبنري
كيسنجرء فواقعاً أنه شق طريقه في الحياة وإلى سلم المناصب والسلطة من خلال ما
يتميز به من ذكاء وسحر الكلمة, وهو أمر تبدو أهميته أعظم في مجتمع مثل الولايات
فبعد حقبتين من إنتهائه من رسالة الدكتوراه التي درس فيها دبلوماسية القرن
تكمن في أعماق تاريخه الأكاديمي, وتمثل إلتحاماً ملحوظاً بين شخصيته وتكوينه
الاكاديمي, وبين شخصيته كسياسي ورجل دولة. ومن هنا فإنه يختلف عن معظم
اول أنه لكي يكون شة سلام؛ فلا بد أن تكون هناك تسوية قائمة على التفاوض يخرج
منها الجميع في حالة توازن , يقوم على ان يحصل كل طرف على قدر من
الإطاحة بهذه التسوية من خلال حرب أخرى.
القدمة
ثانيا: إن القوة المنتصرة لا يجب أن تعمد إلى الإيادة التامة للمنهزم وإنما يجب أن
ثالثاً: افضل ضمان للسلام هو التوازن. وما لا يقل عنه أهمية هو من يقوم بتحقيق
الضعيف حتى يبدو أن التوازن سوف يختل, بغض النظر عن أي إعتبارات
أخرى وهو بذلك يستعيد التوازن ويحفظ السلام.
ولد هينز الفرد كيسنجر (الذ:
أصبح إسمه هنري حين هاجر إلى الولايات
وسيظل ذا دلالة بالنسبة لمانيا وبالنسبة (لبنري) حيث شهد أول محاولة قام بها
مدرسا. وقد احترمت الأسرة آبا عن جد التقاليد اليهود
الاحتفال بيوم السبت
والعام المقدس ويوم كيبور. أما أمه فكانت إبنة لعائلة يهودية متوسطة الحال. وقد
سكنت الأسرة الصغيرة في طابق من منزل يتكون من خمس حجرات, وكان جانب من
الشقة يحفل بالعديد من الكتب وجانب آخر يتصدره بيانو. وقد قرأ الصغير الكتب
وتجنب البيانو. وحين بلغ هنري السابعة كانت شوارع مدينته يتردد فيها طلقات
رصاص شباب هتلر. وكان اليهود أيامها عرضة لبذه الطلقات وحين يسترجع هنرى
هذه الفترة يقول أنه بعد أن رحل إلى نيويورك كان يعبر الشارع جريا كلما رأى
مجموعة من الأطفال تقبل عليه او يسيرون في إتجاهه. وكان لبنري أخ آخر يصغره
بعام وقد عاش الشقيقان حياة طبيعية حيث إلتحقا مع أقرانهما بالدرسة, واشتركا
مذكرات هنري كيسنجر / الجزء الأول
بيننا كأطفال القدر الطبيعي من المنافسة ولكنها كانت خالية من العف او الشجار».
ومع نمو كيسنجر, كانت الحركة || إقليم بافاريا من الأقاليم
التي تتعاطف بشكل كبير مع النازية؛ أما مدينة فورت فقد كان يسكنها ثلاثة آلاف
يهودي من مجموع سكانها البالغ عددهم شمانية آلاف, وهكذا كانت بالنسبة لبتلر
وبما تمثله من تاريخ متسامح مع اليهود تحدياً لا يتقبله النقاء الآري ولبذا فقد كان
77 . واخيراً أضطر آل كيسنجر إلى البجرة حيث سافروا في أغسطس عام 1974
وكان
كان كيسنجر وقتها في الخامسة عشر من عمره؛ وهو عمر كاف لكي يتذكر فيه
هذه التجربة ولكي تترك بصماتها على فكره وسلوكه من ناحية أخرى, ولكنه سيظل
مرت دون أن تترك أي إنطباعات دائمة....» ويقول لمراسل آخر «هذا الجزء من
يجريء وبالنسبة للاطفال فإن مثل هذه الأمور ليست خطيرة ولا يتوقفون عندها
أعلم أنه من الشائع الآن تفسير الظواهر وسلوك الناس بل وإتجاهاتهم الفكرية
تفسيراً نفسياً قائما على التحليل النفسي, ولكن دعني أقول لك أن الإضطهادات
السياسية خلال طفولتي ليست هي التي تحكم حياتي». وقد وصف البعض هذا
الإتجاه والإنكار لأي أثر تركته تجربته في موطنه الأصلي بأنه نوع من البروب أو
فقدان الذاكرة. ووصفه غيره من المهاجرين الألمان بأنه ضرب من المبالغة في الإتجاه
العكسي يريد بها كيسنجر أن يعفي نفسه من الإصابات النفسية التي تعرض لبا في
هذه الفترة من أجل أن تبدو أراؤه الدبلوماسية ومواقفه بإعتبارها مواقف موضوعية
أكثر منها شخصية
القدمة
وحين حط آل كيسنجر الرحال في الولايات اللتحدة سكنوا في مستعمرة للاجئين
الألمان من اليهود تقع في الطرف الشمالي من مانهاتن, وكانت هذه المستعمرة تضم
مهاجرين يهوداً من روسياء ورغم تشابه الديائة, فقد بدا آل كيسنجر بينهم كالغرباء
بثقافتهم العالية.
ولم يكن إكتساب كيسنجر للطابع وأسلوب الحياة الأمريكية بالأمر السهل, فقد
الطهي واكتسبت في ذلك شهرة واسعة.
مدرسته عند إلتحاقه قصوراً في اللغة وهو القصور الذي أسهم في خجله خلال ايامه
في جورج واشنطن وفي تغذية إحساسه بالوحدة, ولكن ذلك الذي عانى مشكلة اللغة
سيصبح بعد ذلك واحداً من الذين يمتلكون ناصيتها وستصبح لغة كتاباته تستعصي
على الكثيرين.
دائما في المقدمة بين أقرانه وحين إضطر إلى أن يتحول الى مدرسة ليلية لكي يعمل في
النهار ويسهم في نفقات الأسرة لم تهتز درجاته التي كانت دائما في أعلى مستوياتها
وخاصة في مادة الرياضيات. كما أظهر قدرة في الجبر والحساب بحيث صمم على أن
يصبع محاسباً, وقال في هذا «بالنسبة للاجئ مثلي فإنها كانت أيسر مهنة يمكن
لقرش الحلاقة. يقول (هنري) عن هذه التجربة «أن اناساً كثيرين يعتبرون أن شق
فراغاً كبيراً وليس هذا بالشيء المخجل». وحين تسلم شهادته من المدرسة العليا كان
من الإلتحاق بمدرسة للمحاسبة في نيويورك.
(كرايمر) ترك عائلته وهاجر إحتجاجاً على الحكم النازي وكان قد حصل على درجة
الدكتوراه في القانون من جامعة فرانكفورت وأضاف إليها بعد ذلك درجة ثانية في
العلوم السياسية من جامعة روماء وقد لفت الإثنان نظر احدهما للآخر حين كان
كرايمر يتحدث إلى فرقته عن الضرورة الاخلاقية لمحاربة النازية وكان لحديثه وقع
إستمعت إليك تتحدث أمس, وهكذا يجب أن يكون الحديث. هل أستطيع أن أساعد
ثقت علاقتهما قال كرايمر عن لقائهما الأول «بعد عشرين دقيقة من الحديث
الموسيقى التاريخية».
وحين تحركت فرقته الى كرفلة وهي مدينة محطمة يبلغ سكانها عشرين القاً
المقدمة
الجنرال الأمريكي الحاكم «بالذكاء غير العادي والموضوعية التي لا تجارى» فضلاً
عن طلاقته في الألمانية. وحين يتذكر كيسنجر هذه الفترة من حياته نراه يقول «لا أملك
ففي خلال ايام كانت إدارة هذه المدينة تعمل من جديد بطريقة رائعة, كان لديه حاسة
كامنة قوية في أن يجد طريقه وسط أكثر المواقف صعوبة» وقد دفعه نجاحه في هذا
الموقع وذكاؤه لان يتولى مهام أكبر في إدارة المناطق المختلفة في المانياء وقد وصف
كرايمر تناول كيسنجر لعمله في هذه المناطق بالقول.. «بالنسبة للنازية فقد أظهر
تفهما إنسانياً وتحلى بضبط النفس وعدم ال بغير إثارة أو
ورغم ما عرف عنه خلال تجنيده من خجل وحياء وصف بأنه «جندي متوحد لا
يتكلم بشكل طبيعي مع الناس أو يقيم معهم علاقات إنسانية» , فقد أثبت كفاءة
مشهودة في عمله الجديد حين نقل الى مدرسة القيادة الأوروبية للمخابرات. وفي مايو
عام 1847 حين سرح من الجيش إستبقته المدرسة كمدرس للتاريخ الأماني, وفي هذه
الفترة كانت سمعته قد سبقته حيث منح نجمة برونزية وسلم خطاب شكر من قيادته.
وبدا حياته الجديدة برتبة كابتن وبراتب قدره ٠١ آلاف دولار سنوياً. وبالنسبة لشاب
الوقت. غير أن هذا لم يقنع كيسنجر حيث كان يتطلع الى العودة الى الولايات المتحدة
لكي يستكمل تعليمه ويحصل على شهادة عليا وقد أسر لكرايمر بهذا وهو من شجعه
ربيع عام /1441 حيث قدم طلبات إلتحاق
لعدة كليات ومن معظمها تسلم الرد بأن باب القبول قد أقفل. ولكنه تسلم رداً آخر من
جامعة هارفارد بقبوله وتقديم منحة دراسية له.
وكما وجد كيسنجر خلال فترة تجنيده الشخصية التي تفهمته وتبئته ودفتعه»
إنشاءاتها والمعاهد الجديدة ومراكز البحث التي تقيمها وفي التسهيلات الاكاديمية
التي تقدمها وهو الأمر الذي أتاح له مجالاً واسعاً لإستثمار قدراته ومد آفاقه
يهدف دائما لإن يقيم علاقات مع من هم أعلى منه أكثر مما يقيم علاقات مع أقرانه»
وكان كل شخص يعتقد عنه أنه ذو قدرة غير عادية ولكنه لم يكن يهتم إلا بذاته التي
تابعاً لإليوت أو فردريك ولكن كيسنجر نجح في أن يقيم علاقات ممتازة مع كليهما
الآحاد كنا نسير مسافات طويلة كان يتحدث خلالبا عن قوة الحب؛ ويقول أن