ولا حرج عن نطاق المداواة » ان نحن أحصينا مع مصنفي الحغرافية
بعض الاصماغ والراتتجات فقد كان ابن البيطار يستفيد منها (1757)؛
الأطباء « ويدخلونه في كبار الأدوية » ؛ ولا يوجد إلا في هذا الموضع
(378) على حد قول ابن رستة وتنتج جزيرة العرب دم الأخوين
الذي يضاف إلى المسك وخوارزم الكهروا ( العتبر الأصفر ) )١784(
وفيما بلي أشهر النبات : أولا” العصب + وهو نوع من القتاد © بشبه
صمغه صمغ الكثيراء » وتملاً اليمن به الدنيا (9785) » على حد قول
ابن الفقيه وباقليم فارس ؛ شجر مثل الشوك ؛ يسمى نواره العنزروت
(289) والبلسم نبت يزرع كالقضبان ويتخذ منه دهن البلسان
في الربيع لا يعرف بمكان من الأرض إلا في مصر ؛ ويؤكل لحاء
هذه القضبان (17788) أخيراً المن شيء بسقط على الشجر في الحزيرة
وارمينية وحى في ما وراء النهر )١"59(
الأزهار والارايج
ونطل بالاصماغ والراتتجات + على بستان آخر 6 مزروع أو
بري نعني بستان العطور وتكثر الألفاظ الدالة على العطور ؛ ويتناسب
عددها مع الغنى بها وتذكر حوالي عشرة أسماء في المشرق (7760)
تعرف في بعض الأماكن في فلسطين واليمن واقليم الحبال والحزيرة
وخوزستان وخراسان وما وراء النهر » وي كل فارس والهند المسلمة
( السند ) ويشار في هذا البحث إلى بعض الحنان + وإلى روعة تفتح
آلاف النواوير فيوقت واحد (3711)»وإلى الأزهار البرية المباحة كلها
(777) + وإل البساتين العابقة بروائح الياسمين (7767) + وإلى
؛ أنواع النواوير الحسئة » المختلفة الأشكال » الطيبة الارابيج والاصباغ
ولنميز أولا” نبات العطر الحقيقي ؛ أقصد ما لايجمع منه طيب
الرانحة إلى روعة المنظر + وماليس زهراً فالاغلاجون ( عود الند )
أو عود العقاب ؛ وحنى العرد الممتاز باختصار ؛ بأني من الهند المسلمة
(السند ) اومن غيرها (9775) ؛ كالسنبل الهندي وبتحدث اليعقوبي
عن الأودية الي ينبت فيها هذا المنبل وعن كثرة الأفاعي فيها ؛ وليس
يأتيها أحد الا وفي رجليه خف طويلغليظ منعّل بالخشب أو بالحديد
وهو ضربان ؛ ضرب يضرب لونه إل الصفرة وضرب آخر إلى السواد
بندر الأبلة بكلبتين من حديد (9715 وبحمل الصندل (373617)
والدار صيني من أقصى شرق دار الاسلام 6 وينمو الدار صيني في
كرمان أيضاً (/7؟) وفي فارس » بنهاوند ) قصب تتخذ منه
الذريرة الي ليست لا رائحة زكية حتى يجاز بها ثنية الركاب قرب
هاون + فاذا جازت الثنية ؛ فاحت رائحتها (1798) وفي اليمن البنك
وفي اليمن خاصة ؛ وني جزيرة العرب عامة الكندر والبان ؛ تملاً
بهما الدنيا (77971) وفي المديئة على وجه التخصيص ؛ البان الذي
بمزج بالمسك ( التبتي ) والعنبر لصنع الغالية (7777)
وماذا نقول عن الأزهار ؟ يقول الحغرافيرن في معظم الأحيان
عنلما بتحدقون عنها + الها لفلف وتجهز ونقطر :000 بكر
ابن الفقيه )1770( عرضاً ثلاث من الأنوار « الحبلية » الفارسية ؛
وتشاهد أشجار الدفلى على حافي الوادي (1779) على طريق في صعود
وهبوط ؛ وقلما توجد الا مع البنجكشت :أي الأرثاك ( مهد بتاديخ
ويقتصر الحديث عن سائر الأزهار على رائحتها وخصائصها ؛
وما تعطيه من « مياه » وزيوت ودهون ومراهم ومستحضرات تجميل
أو زيئة تحمل اسمها » حنى ليظن أن دار الاسلام في العام ألف تستخرج
عطوراً » دسمة خاصة » من جميع النبات (77178) وتترك جانباً
العفص » الذي يعمل منه الرامك (779) » ونستعرض ما يقدم لنا
العطار والصيدلاني (7780) والرجل الثقف من معارف تؤلف ذخيرة
الكاتب والقارىء معاً وتعمل الأدهان من ماء طلع النخيل وماء طلع
القلاف ؛ مثل دهن كارده ودهن مرسين (77181) © ويؤخذ ماء
أو دهن أيضاً (1787) من حدّة جزيرة العرب أو العراق أو صقيلية
أو فارس أو زعفرانها » وتصنع الأدهان أيضاً من النيلوفر والمرذنجوش
وقد ذكرنا من قبل أن روائح الباسمين تعبق ببساتين شهرستان
في قصبة صابور ؛ على حد قول المقدسي وبعمل من الياسمين دهن
شهير يدخل في تركيب العطور الغالية » ويبهج منظره ؛ ويمثل أحياناً
ثروة في مصر وارمينية واذربيجان وخاصة فارس )١784( ويدو
أن النرجس يختص بجزيرة العرب والمشرق : وتعبق رانحته ورائحة
النارئج في بساتين فارس وكرمان ( جيرفت ) على حد قول المقدمي ؛
وينتشر النرجس المضعف (ه778) في كل الصحراء حول خان
ازاذجرد ولا يضاهى السوسن الأبيض أو الملون أبداً في العطور ؛
وينمو في فارس واقليم الحبال وفي اليمن حيت تكثر أجناسه (9985)
ويتكون من السوسن والنرجس + زهرة جديدة تحمل اسميهما أي
السوسن النرجس + ورقها كورق السوسن وفي داخله عيون صفر
كعيون النرجس سواء (97م77) ١ وليست هذه الزهرة سوى الشاه
سبرم » الشهير في فارس وخوزستان ؛ على ما جاء في كتاب حدود
العالم (/8م١)
أخيراً نصل إلى الورد ملك الزهور » الذي يطيب للمصنفين أن
دون غيره ويعتبر أحب الأنوار وفخر البساتين ويسود في فارس
وخاصة في مدينة جور » « معدن » ماء الورد الحوري الذي بحمل منها
إلى جميع البلدان ويجوز القول إن سحب ماء الورد نوع من الصناعة
النفيسة ؛ يفرض عليها الخلفاء خراجا كل عام (1784) وبمثل الورد
الفرح والصحة والسعادة وكثيراً ما حضر المقدسي عقود زواج أهل
بيار » مهد أجداده 6 وقال عنها : « مجتمع الناس بعد العتمة ؛ مع كل
رجل قارورة من ماء ورد + والنيران تقد على باب الحتن والعروس ؛
فيبداً بعض المشايخ » فيخطب خطبة بليغة يطلب فيها الزوجين ويطلب
المرأة ؛ ثم يجيبه آخر من قبل العروس في خطبة بأحمن جواب وأكثرهم
خطباء أدباء ثم يعقدون النكاح ؛ ويقوم أصحاب القوارير 6 فيضربون
عن الظاهرات الي تمسنا بالمعى الصحيح : كرطوبة الهواء أو حرارته ؛
والريح والمطر والثلج ؛ مع أن المطر والئلج متوسطان بين الحواء
والماء
فهل يجب تفسير اختلاف الأهمية الذي أشرنا إليه , بالتلاعب
على الألفاظ » والقول إن الهواء أقل العناصر الثلاثة وضوحآً وأشدها
شفوفاً ؛ والوحيد الذي لا تشعر به أجسادنا ؛ فيما عدا الريح » إلا بالعقبة
الي يضعها أمامها » على نقيض الماء وبخاصة الأرض الي تحبذها حوامنا
والنصوص المغرافية ؟ كل هذه الأمور صحيحة » شريطة أن نعتبر
أن سيولة الهواء ذانها تقتضي تماماً عكس الحاجة الدنيا : فهو بالضبط
بالنسبة إلى جسمنا الذي يستدعيه على الدوام » السائل الأمثل ومن هنا
ما يتعلق بالأرض + رفيقتنا الدائمة » التي يرد ذكرها » بأحد الأشكال
باستمرار في مصنفي ابن حوقل والمقدسي من أول صفحة إلى آخر
الدوام ولا يحوز الحواء لا هذا التفوذ ولا هذا الكيان : ولا غنى للبشر
محدوداً جداً : فهو بارد أو حار + فيه مطر أو ريح أو ثلج © باستثناء
من قبل ولا جدل في أن الماء مفضل لكن يعلم الله ان حاجتنا إليه
وصوره أقل تنوعاً مما هي عليه في الأرض
وعليه لم يمت الحمال ؟ قد نظن ذلك عندما نلاحظ أن أفيد عنصر
لنا يحتقل » كمياً © آخر مرتبة في النصوص الحغرافية لأنه صعب
الوصف لكن يجب أن نتفاهم فمشاهد الأرض أو الماء الي أشير
إليها في الفصول السابقة ليست حتماً أجمل من إحدى صور الثلج أو
المطر والناحية الثابتة الوحيدة ؛ هي ان عدد تلك المشاهد أوفر » لأنها
تجتذب حواس المراقب أكثر من سواها وبذا تدخل ) لا أكثر
ولا أقل من غيرها » في علم لا يغفل أبداً ان الانسان واضضيع الدراسة
أن نفهم هذا الحمال المقصود في الأرض أو اهواء أو الماء 6 مرة
قبل كل شيء أن نعيش في كل البلدان + حنى في أجملها
النصلأنامس
من قال إن حياة الحيوان لا أهمية ها 6
فعظامه )6 ولحمة ؛ وجلده + كلها
شبيهة بأمثالها عند البشر فلا تقتتصوا
العصافير على أطراف الأغصاث
بيه شوفي
لايخلو من الحياة ؛ أو لا يخلو على الدوام ؛ لا البر ولا الهواء ؛
ولا النهر ولا البحر وقد بذل الحغرافيون ؛ لاسيما في القرن الرابع
الهجري / العاشر الميلادي » جهوداً تورخت جميعها ان توفق بين المعرفة
والحياة ؛ وان تدخل الحياة في موسوعة معارفهم المتوارثة ؛ وان توطن
عند ملتقى العناصر التي تتألف منها الأرض ؛ البشر الذين ميزهم الباري
تعالى ؛ وسختّر لهم ظواهر كثيرة أقوى منهم وورد في القرآن ؛ ونقل
النبات والحيوان االذين يتقاسمان كرة الأرض واياهم
وهيهات اكتمال تأهيلها » وان تأهيلها المفروض اتخذ أشكالا” عديدة ؛
وتعرض إلى ضروب من الفشل ؛ في حال الحيوان الذي يستهلك لحمه
أو يستفاد من قوته 6 وفي حال الوحش المفترس أو الحشرة المزعجة :
ينافسون على حبر من الأرض في القرون الوسطى -- وبعدها بكثير -
وحوشاً تطاردهم ؛ وتحوم حوطم على مدى قريب منهم ؛ على طرف
القرية أو الحقل مباشرة فلاريب بالتالي ان الانسان لم يكن يسيطر
إلا على نطاق ضيق جداً من عالم حيوان يحاربه في الأساس ؛ وبتجاهله
على وجه التخصيص » ويتحداه في جميع الأحوال أكثر مما يفعل في
أيامنا الحاضرة الي قضينا فيها على أنواع كاملة منه مجازر علنية وشرعية؛
اذن مادامت معظم أنواع الحيوان لا تخضع لسلطان الانسان ؛ كيف
نفسّر دورها ومكانتها في الخليقة ؟ (1170) ؛ الذي يتمتع بتذوق كبير
في هذا الموضوع وفي غيره » لا يسعه بداهة أن يغفل تقسيم الحيوان إلى
ضار ونافع + باعتبار هذا التصئيف مظهر من مظاهر الثنوية الأساسية
في هذه الدنيا وفي الوقت ذاته » لابد أن نكتشف في هذا الحلق الاي
مبدأ وحدة خفية © إذ ؛ لم تفترق الأمور في حقائقها © وانما افّرق
المفكرون فيها » فالعقل النيّر يتجاوز التقريب المباشر الذي يفرق بين
النافع والضار ؛ ويدرك ان كل حيوان يلعب بحكم مرتبته في الحلق
والضار والقاتل فرصة إمعان الفكر وهذه الفرصة هبة فائقة من
الحالق وما علينا الا أن نتخير من بين أنواع الحيوان الكثيرة © وأن
نكون على بينة من أمرنا في الوقت المناسب ؛ لنقرر متى نتحاشى الحيوان
ومى نروضه أو تقتله ؛ أي أن نتقن الاختبار بالانختبار
بالتالي أصبحت معرفة الحيوان شكلا” من الأشكال المتميزة
في المعارف ؛ سوف يتحول مع الزمن ويصير غاية بحد ذاته بالفعل ؛
غاب عن الأذهان النظر والنهج اللذان سار عليهما اللحاحظ في تقصيه
(17/1) » ونزع الذوق العام آنذاك إلى الأخذ بالنمافج وحدها على
وضعها ؛ لأن عالم الحيوان دنيا عجائب في ظن المولعين بالعجائب ؛
الذين بميل فضوطم إلى التفتيش عن الغرائب لذلاك » توالى عرض
نوادر الحيؤان بعد الحاحظ عند ابن الفقيه ؛ فالبيهقي ٠ فابن عبد ريه
فالتنوخي ؛ فالتوحيدي 0 )١١77(
ونحا الأدب المنحى ذاته : فأرشد إلى أصول الانجاه الأدلي أي
إلى لهج الأدباء ( أو الظرفاء ) » وعين جملة المعارف الي يجب حفظها
لكي يجاري الكاتب القاعدة المتبعة » وجعل تلك المعارف تخالف المألوف
أو عن أنواعه الغريبة في الحد الأدنى وأشار طوراً إلى غرائب أنواع
معروفة أصلا” أو إلى غرائب بعضها أخيراً تناول أنواع الحيوان الشائعة ؛
عندما تعذر عليه ايجاد ما يرضي به فضوله الملحاح 6 فركدز على غرائب
مواطنها » أو على معطيات كمية عنها مبالغ فيها » تتعلق بكثرتها وقلتها
وحتى عدم وجودها » أو على جودة منتج الحيوان في بعض الأماكن ٠
مثلما يقتضي العرف والذوق
ويستدل من ذكر المنتج على تأثير الحاحظ الواضح أو المفروض
فكتاب التبصر بالتجارة (11970) رسالة تتحدث عن ساثر الأصناف
التجارية » وتضاف عناوينها إلى عثاوين كتاب الحيوان مكار جميع
ما ينبغي معرفته عن أماكن وجود شتى السلع ٠ كأنفس الجواهر ؛