صفحات من تاريخ مصر فتح العرب لمصر
الوصف
الكتاب ليس مجرد سرد للفتح الاسلامي لمصر ولكنه يتناول فترة هامة من تاريخ مصر بشكل خاص والدولة الرومانية بشكل عام منذ بداية القرن السابع الميلادي حتى الفتح العربي لمصر.
تحدث الكاتب بشكل ممتع عن الحروب ما بين الفرس والروم التي جرت إبان الدعوة المحمدية في الجزيرة العربية والتي أسهمت بشكل كبير في تمهيد الطريق أمام المسلمين لإسقاط الدولتين بعد أن كانت الحرب قد أنهكتهما.
قارن الكاتب ما بين الوضع السياسي والاجتماعي والديني في مصر في فترة حكم حكم الروم وفترة حكم المسلمين.
أيضاً قام الكاتب ببحث شيق في شخصية المقوقس وحقيقته من الناحية التاريخية.
يتضمن الكتاب وصف أكثر من رائع.. وصف يجعلك تعيش في عالم من الخيال وتتمنى العودة بآلة االزمن لترى مدينة الأسكندرية العظمى وهي في أبهى صورها..حيث وصف كنيسة القيصريون ومعبد السرابيوم وعمود السواري ومنارة فاروس وعيرها من المعالم التاريخية الباهرة لمدينة الأسكندرية.
القمح مهراً لكي يبيح له الدخول في زمرة رجال الدين ؛» وكان حنا لم يبق لديه
يقبل الهبة فجوزي على ذلك بأن أتته بعد قليل أنباء بأن سفينتين من سفن
الكنيسة تحملان مقداراً كبيراً من القمح آنيتان عند رأس فاروس مقبلتين من
ولكن بر البطريق لم يكن مقصوراً على مصر ولم يكن معناه إطعام
الجائعين وحدهم 3 فإنه ما كادت المدينة المقدسة تنهب وتدمر حتى أتى راهب
اسمه ( مودستوس ) ؛ كان قد نجا من القتل » فقطع أرض فلسطين ذاهبا إلى
مصر في طلب المعونة على إعادة بناء الكنائس المخربة وقد نجح في سعيه
وعاد إلى بيت المقدس ومعه مقدار كبير من المال » فوجد أن اليهود قد خسروا
حباء الفرس وتعضيدهم ؛ وكان الفرس قد بذلوهما في أول الأمر ثمناً لما قدموه
من المساعدة ؛ وصار المسيحيون بعد ذلك في مكان الحظوة عند الفرس
فجعل ( مودستوس ) على رشاسة جماعة المسيحيين في الحكم الدنيوي
والديني » وأبيح له أن يعيد بناء الكنائس وأرسل كسرى كما جاء في
( سبيوس ) أوامر خاصة يأمر بالإحسان إلى الأسرى » وأن يعيدوهم إلى حيث
يستقرون » وأن يرجعوا بناء بيوت الدولة ثم أجاز طرد اليهود فتسابق الناس إلى
إنفاذ أمره
( رئيس الدين في أرمينيا ) بعد أن تم العمل في الكنائس , وفيه يقول « لقد
جعل الله أعداءنا أصدقاء وأنزل الرحمة والرضوان في قلوب غزاتنا» على حين
أن اليهود الذين اجترأوا على معاداة هذه الأماكن الشريفة وإحراقها قد شردهم
الله من البلد المقدس » وقدر عليهم ألا ينزلوا به ولا يروه » وقد أرجعت فيه
كنائس بيت المقدس إلى سابق سيرتها تصلي فيها القسوس ويسود السلام على
مدينة الله وما حولها ؛
وليس بقل غرابة من هذا ما رواه الكاتب نفسه عن مجمع عقدة
المسيحيون وأوحى به كسرى » ولا تزال هذه القصة محفوظة بين طيات خطاب
خليفة هرقل وقد جاء في هذا الخطاب أن الملك الأعظم أمر مطارنة الشرق
مجلس واحد فليأخذوا بالحق وليذروا الباطل » وقد جعل الطبيب الأكبر
للملك ورجلا آخر اسمه ( سمباط البجرتوني ) عميدين لهذا الإجتماع وكان بين
من جاءوا إليه من الخواص (زكرياس)بطريق بيت المقدس كبا اساي
« رجال حكماء كانوا فيمن أخذ أسيرا من الإسكندرية » وكان ذلك المجمع أولا
كثير الصخب والإضطراب ؛ فاضطر الملك أن يخرج منه أتباع كل الفرق التي
لا تدين للمذاهب التي أقرها أحد المجامع السابقة » وهي مجمع ( نيقة )
و ( القسطنطينية ) و (أفيسوس) و ( خلقيدونية ) ثم أمر الملك المجتمعين من
ذلك ؛ فجاءت إلى الملك كتب عدة يبسط فيها أصحابها مختلف الآراء ء
الإسكندريين » وكانوا يقسمون له أن يقولوا الصدق فأجمعوا على أن الدين
الحتى هو ما أقرته مجامع ( نيقة ) و( القسطنطينية ) و( أفيسوس ) » وتبرأوا من
مجمع ( خلقيدونية ) ؛ وعلى ذلك حكمهم ( للمنوفيسيين ) ومذ سمع الملك
هذا أمر أن يبحث في خزائنه ومكاتبه عن الصحيفة التي كان مذهب ( نيقة )
« الملكة شيرين التي تحب الله ٠» وسمباط الباسل » وكبير أطباء الملك »
وختمت الصحيفة التي كتب فيها المذهب الصحيح كما أقره المجلس بخاتم
الملك الأعظم وجعلت في ( ديوان السجلات ) بالدولة
وليس لدينا ما هو أكبر دلالة على ما كان عليه كسرى في معاملته
للمسيحيين من هذه الرواية التي بقيت محفوظة للتاريخ في ثنايا خطاب المطارنة
في صحته وكانت كتابته حوالي سنة 1778 أي بعد نحو عشرين سئة من
المجمع الذي جاء ذكره فيه ؛ ذلك المجمع الذي اتعقد عقده بعد زمن قصير
من فتح الفرس بيت المقدس وهذا الخطاب يصور لنا الملك الأعظم في
صورة غير التي ألف الناس رؤيتها ؛ فلم يكن الملك الوثني المتعصب يضطهد
اعتقادهم ويبدي غيرة وإقبالاً عجيبين على فهم عقائدهم ؛ ويعجب أشد
العجب من خلافهم وتطاحنهم وتنابذهم وهو ما لا يتفق مع روح دينهم ويظهر
الحرص على إزالة ما بينهم من الشقاق والخلاف ولا ندري أكان ذلك من
تصريف أمور الدولة فكان يجلس معهم وهم يتناظرون ويسائلهم فيما هم فيه
ويتدير ما يجيبونه به فلما أن استقر رأيه على قرار وحكم حكمه قيل إنه توعد
بعض المطارنة أن يضرب أعناقهم ويهدم بيعهم إذا هم عصوا ما أمر به على
أن القصة تدل في مجملها على هوادة ورفق يقربان من العطف على المسيحية ؛
وهو ميل بدا منه من قبل عندما أمر أن يعيد المشردين من المسيحيين إلى بيت
المقدس والإذن لهم بإعادة بناء ما تهدم من معابدهم وقد جاء في كتاب ( حنا
الإيمان بالدين المسيحي ثم عمده أحد المطارنة ولسنا ندري ما مبلغ هذا من
الحق 6 ولكن أثر نساء الملوك من المسيحيات وأثر الأطباء والفلاسفة فى بلاط
العلم شيئا كثيرا!"؟ وفي الحق إن عجبنا من أن الفرس كانوا في حكمهم على
أنظر ما سيق لا قوله في صفحة 47 هامش © ونقول إنه قد جاء في الطبري ( لناشره دي )1(
تسليم الإمنكترية
الحرب الأهلية بمصر الإضطراب في العاصمة - وصول قيرس - موكبه
الحافل إلى القيصريون خطبته هناك - استئناف إضطهاد القبط - رحلة قيرس
إلى بابليون في السر- أحوال مصر العليا اجتماع قيرس وعمرو - يوافق قيرس
على تسليم المدينة- صلح الإسكندرية شروط ذلك الصلح بحسب الروايات
المختلفة رواية حنا النقيوسي - النص العربي وتعليق المؤُرّخين العرب عليه
حدث في أثناء غياب قيرس في منفاه أن ثارت بمصر فتنة بين الناس ؛
يتقد لهيبها بين حين وحين » فثار القتال مرة بين أهل كورة مصر وأهل الكور في
الشمال » ثم عاد السلام بينهم بعد أحداث كثيرة » وما كاد الأمر يستقر حتى
استعر القتال في العاصجة ذاتها وكان كبار الروم أحزاباً وشيعاً ؛ تباعد بينهم
الإحن ويغري بينهم التحاسد وكان حرص كل من الحزبين الأخضر والأزرق
مدينتهم فكان ( دومنتيانوس ) الذي أسلم الفيوم و( نقيوس ) يناصب
( ميناس ) العداء وينافسه في التطلع إلى القيادة العامة في الجيش » وكان
( ميناس ) يحقد على ( أودوقيانوس ) أخي ( دومنتيانوس ) لما كان منه من شنيع
الأفاعيل بالقبط الذين كانوا في حصن بابليون”'؟ في يوم عيد الفصح المشهور
الذي ذكره حنا ( صفحة *لاه ) لا بد أن يكون غير ميناس حاكم مصر السفلى في أيام
هرقل ( صفحة /ا0 ) وقد وصف بأنه كان يكره القبط وهذا الإنحتلاف في الميول دليل -
وكان ( تيودور ) لا يزال غاضباً على ( دومنتيانوس ) لما كان من جبانته في
يبقى ( دومنتيانوس ) في منصبه لم يؤاخذ أو يقتص منه بالقتل فليس غضب
معه الحزب الأزرق » فاتخذ من رجاله عصبة استعان بها في نضاله فلما رأى
ميناس ) ذلك استعد له بمثل عدّته فاتخذ من الحزب الأخضر له عصبة
وفيما كان الأمر على هذا التحرّج المخطر ء نزل إلى الإسكندرية رجل
بطرقة المذهب الملكاني وكان ( ميناس ) قد أحسن إلى ( فيليادس ) ولكنه
الأموال العامة » وكان الجند يكرهونه كراهة تعدل حبهم ( لميناس ) ولم
يمض زمن طويل حتى اشتدٌ الأمر وتازمت الأزمة » ففيما كان ( ميناس ) يوماً
يصلي بإخوانه الأقباط في الكنيسة الكبرى كنيسة ( قيصريون ) إذ ثار أهمل
المدينة بفيليادس يريدون قتله ولكنه فرّ منهم ولجأ إلى منزل صديق له فاختباً
وعند ذلك أخرج ( دومنتيانوس ) إليهم عصبته من الحزب الأزرق » والتقت
العصبتان في قتال شديد في طرق المدينة فقتل منهم ستة وجرح كثيرون ١ ولم
الأمر أعيد إلى ( فيليادس ) ما سلب منه » وعزل ( دومنتيانوس ) من مرتبته في
الجيش ولكن يلوح لنا أنه أعيد فيما بعد إلى ما كان عليه ؛ وذلك بعد أن أمر
2 قاطع على أن الأسماء لا تدل على شيء من ميول الناس بكونها أسماء قبطية أوغير
قبطية
( تيودور ) بالعودة إلى القسطنطينية فالحقيقة أن ( دومنتيانوس ) كان مع عداوته
لقيرس يرى رأيه في السياسة » وكانا كلاهما سواء في تقريب الإمبراطورة
والحظوة عندها وكان كلاهما يشير عليها ويزين لها رأي الإذعان للعرب
ولنذكر هنا أن ( حنا النقيوسي ) يصف نضال الأحزاب في الإسكندرية
النضال كان بعضه من عداوات خاصة وبعضه كان من أثر الشيع السياسية
على أنه يذكر بعد ذلك أن بعض الناس يذهبون إلى أن اشتداد ذلك التضال
واستعار لهبه إنما يرجع إلى اختلاف المذاهب الدينية ولكنه لا يوضح الأمر ولا
يجلو الظلمة عن حقيقة ذلك النضال » فلا ندري أكان بين ( المونوفيسيين )
والمسيحيين » فالحق أن الأمر مشكل لا يستبين المرء فيه وجهاً للرأي ولكنا
إذا ذكرنا أن كثيرين من أهل مصر السفلى والصحيد أتوا إلى الإسكندرية
( القيصريون ) للصلاة'» » إذا ذكرنا ذلك أمكن أن نقول إن عدد القبط في
الإسكندرية زاد في ذلك الوقت زيادة كبرى » وأنهم استطاعوا أن يتنسموا شيئاً
من نسيم الحرية وأن يعود إلى نفوسهم شيء من القوة منذ غاب المقوقس عنهم
في مناه ؛ وارتفع عنهم عسفه واضطهاده فلعلهم عند ذلك شعروا من
أنفسهم بالقوة فرموا سهمهم مع الرامين » يناصرون من أحبوا ويحاربون من
الأحزاب ونضالها وإن تعجب فعجب أن يقرأ الإنسان نبا نزول المقوقس
بالإسكندرية في ذلك الصباح من شهر سبتمبر » وأن أهل المدينة طرا ملكهم
الفرح فخرجوا « يظهرون سرورهم ويشكرون الله على عودة بطريق
)١( ما كان ليصف أية صلاة أخرى غير الصلاة القبطية بقوله « اجتماع المؤمنين » ( صفحة
الماح النامس
في سن عمرو بن العاص
اختلف مؤرّخو العرب بعض الاختلاف في سنة عمروبن العاص عند
المسلم به أنه توفي في يوم عيد الفطر من عام 47 للهجرة ويوافق ذلك يوم ١
وسبعين وقيل كان سبعين ونرى أن الرأي الأخير هو الصخيح وعلى كل حال
وعلى ذلك فنحن إذا حسبنا عدد السنين اعتبرنا الفرق بين طول السنة القمرية
والسئة الشمسية وقد قال ابن قتيبة (وهو من كتاب القرن التاسع) عند ذكره
في سن الثالشة والسبعين وذلك في عام 47 أو 83 للهجرة على أنه يقول إن
بعض الرواة يذكر أنه مات سنة 0٠ ثم يقول بعد ذلك إن ابنه عبد الله مات وله
من العمر اثنتان وسبعون سئة في سئة 16 للهجرة وكان أصغر من أبيه باثنتي
عشرة سنة لا أكثر فإذا اصبح ذلك كان ميلاد عبد الله بن عمرو حوالي سنة 11٠
للميلاد وعلى ذلك يكون ميلاد عمرو في عام سنة 607 وتكون سن عمروعند
موته في سنة 134 نحو ثلاث وستين سنة هجرية ومن ذلك يظهر تناقض ابن
تسعين سنة وقد روي ذلك عن الواقدي
ران
سنة ثم قال إن عمراً كان ابن سبع سنين عندما ولد عمر بن الخطاب واتفق معه
السيوطي في ذلك فقال إن عمراً مات في سن التسعين في سنة 43 للهجرة
وقد مات عمر , بن الخطاب في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة من سنة
وخمسين سنة وعلى ذلك فقد ولد عمر حوالي سنة 040 للميلاد فإذا كان
عمرو بن العاص ابن سبع سنين عند مولد عمر بن الخطاب كان ميلاده حوالي
ثمانين على أنه قد اختلف بعض الاختلاف في سنة عمر بن الخطاب عند موته
(صفحة 4١ ولكنه يروى أن الواقدي روى عن عامر بن سعد أنه مات وله من
سلة 6لاه5 للميلاد وعلى ذلك تكون سن عمرو في سنة 134 فوق التسعين
بالحساب العربي وينتج أيضاً أنه كان عند الفتح له من العسر أكثر من أربع
وستين أو خمس وستين من السنين الميلادية وهذا قول مستبعد جداً
وقال النواوي إن وفاة عمرو كانت حقاً في يوم عيد الشطر من عام 83
للهجرة وإنها لم تكن في وقت آخر مما ذكره المؤرّخون وهو يذكر أن سن عمرو
عند وفاته كانت سبعين سنة (صفحة 8 من طبعة (1/705:601210) ومعلى هذا
أن مولد عمرو كان حوالي 548 وأن عمره كان حوالي أربع وأربعين سئة في
وقت فتح مصر
وبعد فإن علينا أن نفصل أحد أمرين : وهما أن قائد الجيوش العربية وقت
بغير البحث الطويل أن الأمر غير محتاج إلى شك كثير فإن روحاً وثابة مقدامة
ليس من الممكن أن تكمن في رجل جاوز متتصف الحياة وبعد عنه مثل هذا
البعد » وليس من القريب إلى التصوّر أن يكون عمرو قد دخل فيما دخل فيه من
والستين فمشلا لو كان عمرو في سين التسعين في سنة 117 لكان في سن
الوقعة بلاء عظيماً وأظهر فيها المدهش من الرأي والعمل وحسبنا هذا الدليل
وحذه لتفنيد العبارة وإظهار سخفها على أنه من أسهل الأمور أن نكشف عن
منشئها فإنه لاشيء أسهل من أن يخطىء الناقل في العربية عند قراءة سبعين
فيجعلها تسعين » وليس شيء أقرب إلى التوقع من أن يحرف لفظ سبعين عند
العدد الأكبر وعلى ذلك يمكننا أن نيت في الأمر فنقول إن عمرا مات وهو في
سن السبعين
بلغ التقدير والاحترام لهذا العمل في العالم حداً صنف معه كأعظم مؤلف صدر في النصف الأول من القرن العشرين، فهو كتاب يعالج جميع مواضيع الحضارات الإ...
عدد المشاهدات : 2277
19
6
المعجم المختصر للوقائع التاريخية - العسكرية - الاجتماعية - الدينية من بدء الهجره حتى عام 1950 ميلاديه كتاب توثيق وتأريخ .. بحاجه الى تأريخ وتوثي...
كتاب رائع بقلم المستشرقة الألمانية الدكتورة مقارنة تاريخية و موضوعية بين الحضارتين العربية و الغربية والديانة الاسلامية والنصرانية كتاب الله ليس...