صفحات من تاريخ مصر الفرعونية كتاب الموتى الفرعوني
الوصف
الكتاب تأليف برت إم هرو, ترجمها عن الهيروغليفية : السير والس بدج
و ترجمه للعربية : د.فيليب عطية.
حيث يقدم الدكتور فيليب عطية ترجمة كاملة لنص بردية "آني" الكاتب المحفوظة بالمتحف البريطاني التي تحتوي على أهم فصول كتاب الموتى الفرعوني، كما تعتبر من النماذج المثالية لكتاب الموتى في العصر الطيبي الدولة الحديثة الفرعونية. وقد اعتمد الدكتور عطية في الترجمة على ترجمة عالم المصريات المعروف "السير والس بيرج" التي نشرها لأول مرة عام 1895 مصحوبة بالمتن الهيروغليفي وتقوم بطبعها حتى الآن دار "دوفر" للنشر. كما قام الدكتور عطية بمقارنتها بما ورد من مقتطفات من برديات العصر الطيبي التي أصدرها "بيرج" في طبعتها الثانية المنقحة عام 1909 ضمن كتابه "كتاب الموتى في العصر الطيبي" التي تتولى نشره حتى الآن دار "روتلدج وكجان" للنشر. وحين وجد الدكتور عطية اختلافاً بين الترجمتين اعتمد الترجمة الأحدث والأكثر اتساقاً مع روح النص استناداً إلى المتن الهيروغليفي. لذا فإن كل ما جاء في هذه الترجمة العربية يتطابق مع متن البردية فيما عدا ترقيم الفصول وترتيبها وتبويبها الذي تمّ الأخذ به تبعاً للعرف المتداول بين علماء المصريات. ويتيح هذا الترقيم المقارنة العملية المنهجية بين نصوص مختلف البرديات ويؤخذ به دائماً عند الإشارة إلى فصول "كتاب الموتى" في الأبحاث التي تتناول الحياة المصرية القديمة والديانة المصرية وما يتصل بها من موضوعات. وقد ساعدت الدكتور عطية الهوامش والمقدمات التي كتبها "السير والس بيرج" في صياغة حواشي هذا الكتاب، لكنه حاول التقليل من الأخطاء في نطق الكلمات والشروح والمدلولات الميثولوجية والجغرافية وذلك بالرجوع إلى عدة مراجع في مقدمتها "الموسوعة المصرية" المجلد الأول ، الجزء الأول.
الإيجاز والإفاضة ثم أنها بمجملها ليست منقطعة الصلة بما سبقها من
تراث مماثل يتمثل فى متون الأهرام التى نعود إلى عصر الدولة القديمة
وبحاصة أهرام الأسرتين الخامسة والسادسة ( النصف الأخير من القرن
السابع والعشرين قبل الميلاد حتى منتصف القرن الثانى والعشرين على
امتداد فترة زمنية تربو على خسماثة عام) ومتون التوابيت ونصورص
النواويس التى تعود إلى عصر الدولة الوسطى
ولقد ذهب بعض علاء المصريات إلى اعتبار متون الأهرام
والتوابيت جزءاً لا يتجزأ من كتاب الموتى يشرح فى وحدة متكاملة
تطور الفكر المصرى الدينى حيال مشكلة «الموت » بإعتبار أن الهمداف
من جميع هذه النصوص هو تزويد المتوفى بكل ما يمكن من زادذ فكرى
فى رحلته الشاقة والعسيرة إلى السماء أو إلى العالم الآخر وسواء أخذنا
التى تحت أيدينا الآن والتى تبلغ آلاف الصفحات) إنها تمثل
بمفردها التصور الفوذجى_ الكامل للاهوت المصرى فتحت أيدينا من
النصوص الأخرى ما يفوقها روعة وعظمة وجلالاً وللقارىء أن يتصور
بعد هذا مدى ضخامة ذلك التراث الذى قرأ لتوه مجرد قطعة منه إن
متون الأهرام رغم أنها مفعمة بتلميحاث عن حوادث أساطيز ضاعت
معالمها وعادات ومعاملات فات زمانها وقوامها _-حسب ما اشار إليه
عالم المصريات ج ه برستيد «حياة وفكر وتجارب ضاعت مغالمها
كلها فى بيداء المجهول التام رغم هذا كله نجد أن أبرز شىء فى
إعتبارها صورة لأقدم ثورة عظيمة قام بها الإنسان ضد الظلمة والسكون
العظيمين »
إن هذا الخط أشبه ما يكون بخط ملحمى بالغ الوضوح وهو الذى
سيمتد ويتصاعد ويتعمق فى نصوص التوابيت وبرديات كتاب الموتى
لاسيا بعد أن استقرت قى وجدان الإنسان المصرى العقيدة الأوزيرية
إن «برستيد» فى كتابيه المعروفين «تطور الفكر والدين فى مصر
القديمة » « وفجر الضمير» رغم النقاطة الواضح لروح النصوص والجوهر
يقصد به تجديداً نصوص برديات عصر الدولة الحديثة وما تلاها اغراقه
يتصور أن رواج الكتاب ما هو إلا نوع من الشعوذة المقصودة التى سعى
من وراثها الكهنة إلى انتفاخ جيوبهم بالأموال
كأنما يفقد الخيط فى نفس اللحظة التى يلتقطه فيها رغم إعترافه
بأنذ «محاكمة اميت قد أصبحت فى أوائل عهد الدولة الحديثة لا
خلقياً قاسياً بل معياراً شاملاً للقيمة الخلقية لحياة كل إنسان »
كيف يتأتى لنا بعد إعترافنا بهذا النضج الأخلاقى أن ننظر نظرة
مضللة إلى ماورد فى البرديات من نصوص ألا يجدر بنا ان نبحث
عن تفسير آخر أكثر منطقية لتلك التعاويذ؟ إن التسير ليس بعيداً
بل الإحتجاج الحماسى ضد الموت والثورة العظيمة ضد الظلمة
والسكون ولنضف إلى ذلك برودة القبر المرعبة والتحلل الرمى
من التعاويذ والتحولات فكا عبر أحد علماء المصريات بعمق «لم تكن
الديانة مجرد مسألة شاملة ذات أهمية اقتصادية بل قامت بدورها
الأساسى” لشرح اسرار الوجود بعبارات بسيطة مقنعة كانت غرابة
الآلهة واختلافهم مرآة لغرابة الحياة نفسها كان المصريون يدركون
غزارة وغرابة خلق الحياة بأكثر من إدراكنا لها وإذ: ٠ كانوا ينظرون
إلى العالم نظرة الأطفال المتجددة بدا لهم أن الروح الإهية أخبرتهم
بكل شىء بغزارة لا تصدق فى شتى صور الهياكل البشرية والحيوانية
صورها فى وقت واحد فبوسع الروح المتألقة ل «رع» أن تتدفق إلى
داخل صقر فى نفس الوقت الذى تتدفق فيه خلال فرعون أو ثور أو
جعران كانت الروح واحدة وغير قابلة للتجزؤٌ كان البشر والطيور
والحيوانات والزواحف والحشرات والأسماك من شتى مظاهر قوة
الحياة »
على محك هذا المنظور الحيوى يصبح من الرثرة الفارغة أن تقوم
بعملية تقسيم أجوف للنصوص وتصنيفها تبعاً لنظرتنا الراهنة إلى
الحياة لقد أطاح المصرى القديم بالموت أفلا ننتظر أن يكون ألموت
« حتحور» إلخ هى بذاتها الإبتهالات التى كان يتغنى بها المصرى فى
حياته وفصول «التحولات » نجسيد لوحدة الوجود التى لم تغب عن
القرن العشرين أن تلومه على التعاويذ والقاثم فى الوقت الذى ما زال
على إقتنائها لدفع الحسد أو المرض أو الخطر أو المحنة أو الحاجة
لتركز الآن على موضع الإبهار الحقيقى فى كتاب الموتى ألا وهو
الحس الخلقى الذى نجده فى التكرار الملح لكلمة «ماعت » (الحق
الإنسان وكيا نجده وبشكل مكثف فى الفصل [125] الخاص
بالمحاكمة فهذا الفصل هو الذى يتفق علماء المصريات وغيرهم على أنه
ِثن أرقى ما وصل إليه الحس الخلقى فى أى شعب من الشعوب إن
إستتكار الكبائر القتل السرقة الزنى الكذب إلخ بل
حد إعتبار السعى وراء إنثى لإغوائها خطيئة والتعالى على الآخرين
خطيئة والقيمة خطيئة واستراق السمع واختلاس النظرات خطيئة إن
هذا الإبهار هو ما حدا بالمومر الشرقى فى لندن المنعقد عام ١/8/4
(وكانت نصوص كتاب الموتى قد أظهرت إلى النور خارج أضابير
البرديات ) إلى إقتراح تسمية الكتاب «بإنجيل المصريين» رغم أن
المعنى اللغوى لكلمة الإنجيل غير متماشية مع نصوص الكتاب
إن « سيبنوزا » الفيلسوف الشهير هو الذى صاغ فى كتابه « رسالة
الإنسان على الفضيلة والتقوى إنما هو كتاب مقدس » فإذا سلمنا بتلك
كتاباً مقدساً بل ومن أوائل الكتب المقدسة فى تاريخ الإنسان إن لم
يكن أولها على الإطلاق؟ !
البرديات التى تتضمن ترانم وإبتهالات تتفوق فى جلالها وعظمتّها على
« كتاب الموتى » ألا يحقى لنا أن نتوقف ولو للحظات أمام عظمة
بمزيد من ثاقب النظر ورحابة الفكر
بوضوح تام فى كتابة الموجز «آلهة مصر» حين قال « لقد توافرت نسخ
كتاب الموتى حتى العصر المتأخر وما أسرع ما تيتح محتويات فصوله
المتغايرة التعمق فى معرفة الآلغة المصرية التى تشكل دائماً الفاذج
الحشو (؟1) الأخوذ جزئياً عن متون التوابيت يتضاءل أمام كتابات
أكثر أصالة» إن فى هذا لإشارة واضحة إلى أن أحد الكتب المنبثقة
عن اللاهوت والتى تتصل بالطقوس الجنائزية ورحلة الموت يجب أن
تُدخلنا إلى صلب اللاهوت نفسه الخاص بطبيعة الآلهة (أو فى الحقيقة
موضع كتاب الموتى من ذلك اللاهوت الذى لا مكنا الإحاطة به
وبتطوره التاريخى عبر العصور المختلفة فى مثل هذه الحاشية
ثانياً: بردية «آنى» الكاتب والطقوس الجنائزية المرتبطة
بكتاب الموتى:
تتحمى بردية «آنى » إلى فترة العصر الطيبى أى عصر الدولة
الحديثة الفرعونية وهو العصر الذى بلغت فيه «مصر» أوج إزدهارها
الأطراف ورغم أنه لا توجد فى البردية أية إشارات تمكتنا من تحديد
ينسبها إلى فترة تتراوح ما بين 31600 م -031400م
إن «لوالس بدج» فضل كبير على علم المصريات رغم أنه تعرض
لهجوم غاشم بسبب كثرة أعماله وغزارة إنتاجه ,
ولعل عالم المصريات المصرى «د أحمد فخرى» قد أعطى
المصرية» [أنه ظل فترة طويلة أميناً للقسم المصرى فى المتحف
البريطانى وكات شعلة من النشاط ومهما تعرضت أعماله للنقد فقد أفاد
الدراسات المصرية فائدة كبيرة مما نشره عنها ] ذكر «بدج » فى مقدمة
اشتراها أمين المتحف البريطانى عام 88/م١ وتعد أطول بردية معروفة
من برديات العصر الطيبى إذ تبلغ أطوالها 78 قدماً « قدم وثلاث
بوصات | وبخلاف البردية فإن الأثاث الجنائزى ل « آنى » وزوجته
«ثوثو» يعد من مفاخر المتحف الريطانى والبردية تحتوىق على أهم
فصول « كتاب الموتى » وينبغى أن نفهم كلمة كتاب على أنه لفظ
اصطلاحى لا أكثر ذلك لأن عدد الفصول كان يتحدد بمكانة الفرد
الآخر أما ترقيم الكتاب فهو ترق وضعى تم على يد عالم المصريات
الألمانى « ليبسيوس » عند نشره لبردية «تورين » التى ترجع إلى العصر
البطلمى وذلك عام 1847م واستمر هذا الترقم سائداً بعد ذلك وهو
يسمح إلى حد كبير بمقارنة منظمة وعملية مختلف البرديات رغم أن
كثيراً من البزديات لا تتماتل فى عدد أو ترتيب الفضبول أو نوعية أو
إذ هذه النقوش واللوحات هى التى أوضحت لنا كيفية إجراء
الشعائر الجنائزية وأهم ما يجب ملاحظته أن المتوفى بمجرد موته يتوحد
مع «أوزيريس» ولا يذكر إسمد فى المتن إلا مرتبطأ به ومصحوباً
بلفظ الظافر الحق (يفضل بعض علاء المصريات ترجته «بالمبرأً»
الطريف أن نشير أيضاً إلى أن عنوان «الاعتراف السلبى » قد نال
اعتراض البعض وفضلوا تسميته «بوثيقة البراءة أو الإبراء» ومعظم
كما نلاحظ أيضاً فى المن أو النقش تكرار «عين حورس»
«حورس » فى صراعه للإنتقام إلى أن استرد العين لأبيه وجز خصية
كما كانت تمثل فى الوقت نفسه معنى لا هوتياً إذ أن « أوزير قد صار
ومتذ ذلك العهد صارت العادة الألوفة أن يسمى أى قربان للميت
«رعين حورس» لتحدث نفس الفعول الذى حدث « لأوزيريس »
تمنح القوة لقلب «المتوفى » وتقوده إلى اعتاب «الإله» وإن شعيرة
«فتح الفم» التى يت تمكين المتوفى بواسطتها من تناول قرابين اللحم
والشراب التى يشترك فى تقديها الأبناء والأقارب و الأصدقاء تؤكد
هذا المعنى وكانت هذه الشعيرة تتم بعد تطهير الجثمان بالماء والبخور
(أحياناً يق تمثال الميت الذى يمثل «الكا » بدوره فى هذه الشعيرة )
ومن الطريف أن تلاحظ كا أشار «برستيد» فى كتابه «فجر
الضمير» أن تطهير الجثمان بالغسل ما زال بمارس حتى يومنا هذا إن
الطقوس الجنائزية تضرب بحذورها إلى ما قبل عصر الإسرات وأول
شرح متكامل لا نجده فى متون الأهرام إذ نجد المتن مصحوباً بالحواشى
قلبه (30[9] يوم رفع مصراع الباب عن الأسرار الخفية فى
« رستاو» )١( إنى مع «حورس»[١] الذى يحرس كتف
« أوزيريس » الأيسر فى «سخم »()[17] وإنى أذهب وأخترق
ما بين اللهيب المقدس يوم هلاك [13] شياطين « سيبو» فى
سخ » ب مع « حورس » أيام [ 34؟] إحتفالات «١اوزيريس »
كى أقدم القرابين فى احتفال اليوم السادس('') وفى احتفال
يصب ماء التطهير فى «ددو» لأجل القاطن فى «« معيد أوزيريس »
كتاب احتفال الروح المقدس(') فى «ددو» إنى الكاهن
«سم»()[18] وقت (ما يقوم بد) من طقوس لقد قت
بواجبات « أورخرب عب » (9') يوم وضع زورق («حينو» (14[)9]
حفر الأرض فى «سوتن حان» (!") يا من جعلت الأرواح
الكاملة ]»١[ تدخل إلى منزل «أوزيريس» إجعل الروح النقية
د[39] ( أوزيريسن آنى» الكاتب منتصرة معك فى معبد
تعطى الأرواح الكاملة الخبز والجعة فى [35] منزل « أوزيريس »
فلتعط الخبز والجعة فى الصباح والمساء لروح « أوزيريس --أنى »
الذى [ +7] ظفر (برأ) أمام كل آلهة «إيدو» والظافر معك يا من
تفتح الطريق [7+] وتمهد المسالك للأرواح الكاملة فى [38] منزل
« أوزيريس » لتفتح الطريق وتمهد المسالك [349] لروح « أوزيريس
التى تبين لحظة أداء الشعيرة التى يقوم بها فى العادة كاهنان كاهن
يطاق عليه إسم « خرحب » وهو الذى يتلو الصلوات وكاهن يطلق عليه
إسم (لاسم » أو ل« سِيّم » وهو الذى يتولى تقديم القرابين
كانت الشعائر تبدأ برش الماء على الجثمان وتلاوة بعض الأدعية
أربع مرات ثم حرق البخور ثم صب الماء وحرق مقدار آخر من البخور
ثم تقديم القرابين التى تتكون غالباً من بعض الأطعمة المميزة ويم
خلال الشعائر أيضاً ذبح التضحيات التى تتكون من الطيور والثيران
إلى الآلحة الأربعة الذين بثلون أركان الكون
ولا يكف الكاهن عن تلاوة بعض الأدعية المعيئةأربع مرات كما
يتم تطييب الجثمات بالنطرون والعطور والمراهم الخاصة ولا يجب ان
يغيب عن الأذهان أن تلك الشعائر تسبقها فترة التحنيط التى قدرها
بعض علاء المصريات بأربعين يوماً وكانت لا طقوسها الخاصة التى
تخرج عن نطاق موضوعنا هذا ويستطيع القارىء بسهولة تامة أن
يستخرج من المتن تلك النصوص التى تتعلق بالشعائر الجنائزية وكيفية
لا يستطيع المرء أن يلم هنا الماماً كافياً بأسماء الآلهة المصرية التى
الآهة المصرية على غرار البانثيون اليونانى إذ أن عدد هذه الآلهة يربو
على الألفين ولا يهو لن القارىء هذا الرقم الضخم فتترسب فى
وجدانه تلك الفكرة الفجة بأن الديانة المصرية لم تكن أكثر من ديانة
بدائية ذلك لأن الكثيرين من علماء المصريات بعد دراسة مستفيضة
بلغ التقدير والاحترام لهذا العمل في العالم حداً صنف معه كأعظم مؤلف صدر في النصف الأول من القرن العشرين، فهو كتاب يعالج جميع مواضيع الحضارات الإ...
عدد المشاهدات : 2277
19
6
المعجم المختصر للوقائع التاريخية - العسكرية - الاجتماعية - الدينية من بدء الهجره حتى عام 1950 ميلاديه كتاب توثيق وتأريخ .. بحاجه الى تأريخ وتوثي...
كتاب رائع بقلم المستشرقة الألمانية الدكتورة مقارنة تاريخية و موضوعية بين الحضارتين العربية و الغربية والديانة الاسلامية والنصرانية كتاب الله ليس...