الشيخ اكتفى بنشر فقرة وسماها تفسيرا طريفا للقران ) وهو تعبير
غريب ؛ أخشى أن يظنه من يختطفون القول تقريظا للكتاب !
آثر الشيخ أن يعمل بالمثل القائل : «الباب اللى يجيلك منه الريج
سده واستريج» فرفض الجدل ولكن هيبات ! لأن قفل باب الجدل
فى كتاب الشيخ؛» وما اثاره من جدل أو فتنة » ليس بالقرار الذى
يصدر من جانب واحد » وإن امتنع هو عن الجدل فلن ينال
السلامة ! وقديماً قيل من ألف فقد استهدف فما بالك بمن تعرض
وقد ناقشت أهم الاعتراضات التى أثارها الشيخ ضد الحديث
وعلماء الحديث ؛ وعارضت الشيخ فى منباجه الذى يحل مشكلة
الحديث الذى يستعصى فهمه ؛ أو ما شكك المستشرقون والكافرون
فيه » يحل مشكلته ؛ بإنكار الحديث أو إسقاط قيمته مع الاعتراف
بصحة سنده ! وهو موقف قد يكون الشيخ محتهدا فيه ولكن ليس
له أن يلزم الناس به وهو موقف لم يسبقه إليه أحد من شيوخنا بل
ويتعارض ثماما مع تاريخ الشيخ وما كتب كا قال بخبث مادح الشيخ
فى صحيفة الأهال !
ولايجوز مهما كان نفوذ الشيخ ومكانته عند الناس أو سلطائه أن
يسكت عما طرحه من آراء تفتح باب الجدل فى قيمة الاسناد وعلم
مومى من قبل ثم يدله الله جل جلاله على مكان السحر ليبطله
وعلى من قام بالسحر ليعرفه المسلمون جميعا
إذن هذه مسألة ليست على رسول الله وإنما هى له وهى تثبت
لنا أن الجن قد دخلوا فى التحدى ضد الرسول الكريم وأن الله جل
على أن السحر الذى تعرض له رسولنا الكريم كلل كان من
نفس نوع السحر الذى تعرض له مومى عليه السلام وهو
سحر التخيل الذى يؤثر على العين وحدها ولا يؤثر على العقل أو
القلب ولاباق أعضاء الجسم أى أن التخيل بالبصر فقط
ولعلنا بذلك نكون قد أوضحنا خواطرنا حول ما فهمناه من قصة
سحر رسول الله عله » (انتبى كلام الشيخ الشعراوى من كتاب
السحر والحسد تأليف محمد متولى الشعراوىق مكتبة الشعراوى
الإسلامية أخبار اليوم 1946) ٠
وفضيلة الشيخ الشعراوى يشير هنا إلى قوله تعالى عن موسى عليه
السلام عندما واج سحرة فرعون وألقوا العصى والحبال : ف فإذا
خيفة موبى [ طه : 17 - 17]
فموسى عليه السلام دخل فى دائرة سحرهم من ناحية النظر ء
كيف قبلت أن يسحر النبى موسى حتى يرى الحبال والعصى تتحرك
وتمشى أو تسعى وثرت على حديث سحر محمد ألا يتيح ذلك
للبعض أن يقولوا الشيخ يرفض الآية ولكنه استسهل رفض الحديث ؛
ولو قبلنا منطقه بأن القول بسحر نبى هو نيل من القمم ؛ فسيكون
وكيف يقف التساؤل فى حلقى ؛ وهذه ثالث مرة يعرض أو حتى
يعارض فيها الشيخ نصا قرانيا ؛ من خلال الطعن فى حديث مرة
ثار أن تكون دية الذكر مثل حظ الأنثيين وهاج على حديث ييح
الضرب فى تفسيره » مع أن الحديث لا ييح ذلك صراحة وإنما الآية
هى التى تفعل ومرة رأى أن القول بجواز السحر على نبى نيل من
القمم والقرآن قال : أإيخيل إليه من سحرهم أنها تسعى©
هذا إذا نحينا قضية اتمني والقاء الشيطان
رباه إلى أين تدلى الشيخ ؟!
هذا عن حديث السحر كا تناولته منذ أكثر من عشرين عاما
ولقد مضيت خطوة فى هذا الاتجاه بعد عشرين سنة عند مناقشتى
لحديث الذبابة فى رسالة التوحيد يناير 1985 فقلت :
«واليوم أضيف أنه بنفس المنطق يمكن أن ننظر لحديث
عرف ولااكتشف ؛ ولا كان الناس يعرفون سببا للأمراض التى
يصابون بها » ولا خطر ببال عالم ولا كاهن أن الذبابة تنقل «الموت»
تلويث طعامهم ؛ هو من علم النبوة » ولايمكن أن يكون هناك تفسير
والحديث علم الناس أيضا أو دفعهم لحماية طعامهم من الذباب ؛
فهو حديث يحض عل النظافة والوقاية ومحاربة الذباب ؛ أو هذا ما
الكلب لا دواء ناجح هو العشرون حقنة إياها ؛ لا بغريك بوضع
يدك فى فم الكلاب لأخذ الحقن !! بل الأحرى أن يجعلك تبتعد عن
الكلاب وعضاما ! ولاشك أن النفس العادية تر من امساك
الذباب وغمسه ؛ فالأحرى هو تجنب الذباب أساسا » وبخاصة أن
ووقائيا ولكن ما الموقف من الحديث الأن ؟!
أعود لحديث كنت ق أثرته أيضا فى كتاب «الحق المر» المشار إليه
وهو حديث الحباب بن المنذر ولم يفهم وقتها ماذا أقصد منه » ثم
و «الحباب بن المنذر» هو الذى اعترض على موقع المعسكر الذى
اختاره الرسول فى غزوة بدر فاستجاب الرسول لا قدمه الحباب
من أدلة على خطاً الاختيار » وأخذ باقتراحه ونقل المعسكر
وقد فهمها البعض على أنها دليل ديموقراطية الرسول ؛» ومازال هذا
البعض يستشهد بها على هذه الديموقراطية ! وهو يكشف مدى
فهمهم للديموقراطية أو الشورى التى يتشدقون بها وأى ديموقراطية
فى استجابة رئيس الدولة لمعلومات مقنعة يقدمها خبير عسكرى ؟!
هذا هو التصرف الطبيعى من رئيس مسكول_يعنيه مصير قومه ؛
والنصر فى المعركة ولكن لأن قومنا عرفوا قادة على استعداد
لخسارة الأوطان ولا يقبلون نصيحة ! فقد قصر فهمهم على الفرحة
بديموقراطية الرسول
لقد استشهدت وقتبها بالحديث للتدليل على نوع التربية التى رلى
الرسول عليها المسلمين حتى أصبح الجندى يعترض عل القرار الذى
طريقة السؤال والحوار والاستجابة السريعة للصواب من جانب
رسول الله وقلنا إن هذا كان درسا للطغاة والشعوب المستضعفة ؛
فمادام التصويب ممكنا لرسول الله » فمن ذا الذى يدعى العصمة
بعده أو يتعالى على النصح ؟! ِ
أما الشورى فالأدلة عليها أكثر من أن نحصى » وهى شورى
موجبة وليست استمزاجا ولا فى اطار شاوروهن وخالفوهن فالنبى
يقول «أشيروا على أيها الناس» وهو قد أطاع رأى شباب المدينة
بالخروج فى غزوة أحد رغم أن رأيه كان ضد الخروج وأثبتت تجربة
بعد غزوة أحد بالذات » لكى لا يسو مسلم فهم ٠ جرى فى أحد ء
أو يسوء مستبد استغلالها فيقول إن الهريمة كانت بسبب الشورى !!
والحقيقة أنهم هزموا بسبب مالفة الخطة العسكرية التى وضعها
وهناك قول الرسول لأنى بكر وعمر ولو أجمعها على أمر ما
وأشرنا إلى استشارعهما فى أمرى بدر فاختلفا ووافق رأى الرسول
رأى أنى بكر ولكن السماء أيدت اقتراح عمر بن الخطاب
كان رسول الله يطلب رأى الناس ؛ عن طريق المندوبين وليس
بالاستفتاء الارهابى الذى يصيح فيه البعض : امين ! فيضطر
الجميع للموافقة أو السكوت أو على طريقة : موافقون ؟
حديث الحباب بن المنذر له مفهوم آاخر غير الديموقراطية ؛
فالحباب بن المنذر سأل الرسول : هل هذا أمر من الله لا نتحول عنه
أم اجعباد منك ؟
سؤال واضح صريخ معناه أن هناك نوعين من الأوامر تصدر عن
رسول الله أوامر إليّة وأخرى هى اجتهادات من فكره كبشر
والنوع الأول فقط هو الذى يلزمنا قبوله بدون مناقشة وما عدا ذلك
فهو رأى والرأى مشترك م قال عمر فى مناسبة أخرى
يسجل التاريخ أن صحابيا علا الحباب بسيفه قائلا : ويحك «وما
ينطق عن الحهوى» بل كان رسول الله أول من تكلم بصدق
بل هو الحرب والرأى والمكيدة !
أى مجرد اجتهاد منى كبشر؛ مسئول عنكم؛ وف حلود
معلوماق العسكرية وهنا لم يتردد «الجباب بن المنذر» _لحظة
وأحدة: بل قال على الفور : فايس هنا تقول لو
الصائب يارسول الله !
ولاداعى للفزع » فهذا هو المعنى الذى أراده الله ورسوله © وهو
البات أن العضمة لا تكون إلا فى الأمور التى نزل بها الوحى على
رسول الله وإلا فإن الذى دبر لقاء بدر على غير موعد وأنزل
الملائكة مسومين يقاتلون مع رسول الله » ما كان يعجزه أن يرشده
للموقع الممتاز لنزول الجيش » سبحانه وتعالى وغفرانه » وإنما هو
حديث للتعلم وربما استنتج منه ابن تيمية » قاعدته «أنه لا أحد يطاع
وقد قال رشيد رضا : «وإنما تجب طاعة الرسول فيما يبلغه ويبيئه
تعالى : ل من يطع الرسول فقد أطاع الله[ النساء - ٠٠ فطاعة الرسول
ثم طاعة أولى الأمر من الأمة تبع لطاعة الله التى أوجبها للمصلحة
تنفيذا للشريعة ؛ على أن الرسول معصوم فى تبليغ الدين وإقامته ؛ وقد
جعله الله أسوة حسنة لأمته » وكان الصحابة على هذا يراجعون النبى
فيما يقوله برأيه فى المصالح العامة ؛ وكان يرجع عن رأيه إلى رأى
الواحد منهم)
«فهو ممتاز على البشر بالوحى إليه ولكنه فيما عداه وعدا ما
يستلزمه بشر بجوز عليه الأعراض البشرية ؛ ويحتاج إلى غيره فى
ويقدر على كل عمل فإن هذا لله وحده « قل لا أقول لكم عندى
خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنى ملك» [الأنعام - ٠ 5]
وسواء أخذنا ما جرى فى غزوة بدر على أنه تدبير إفى لتلقين
المسلمين عبر الأجيال درسا » أو أنه كان مجرد سابقة تاريخية لحضارة
حرة الروح والفكر » فلمهم أن ماجرى قد حدد مسار الفكر
الإسلامى ؛ وأرشدنا إلى الطريق السليم فى التعامل مع السئة
ونضيف هنا حادثة تأبير النخل فقد أمر الرسول بعض معاصريه
بعدم تلقيح الدخل قائلا : لو تركتموه لأمر ففعلوا ولم يثمر
الاعتراف بخطعه بقوله : «أننم أعلم بأمور دنيام»
قصد بها تعليمنا فإن الذى يلهمه خبر الأولين والآخرين ؛ والذى
علمه فى القرن السابع أن جناح الذبابة يجمل سما » وأن الطاعون
ينتقل بالعدوى ؛ وينتشر بالحركة من بلد لآخر ؛ ما كان ليضن عليه
بخب رتلقيح النخل ؛ وإنما أراد الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا من عصمته
أن الرسول يمكن أن يخطئء فى أمور الدنيا !
وقبل أن نجيب نضيف : لو أن المسلمين ظلوا فى موقعهم فى غزوة:
بدر » ولم يعترض الحباب بن المنذر أكان نزول الجيش بعيدا عن
المياه يصبح سنة ؟! أو لو أن رسول الله توفاه الله قبل موعد إثمار
البلح أكان تأبير النخل يغدو مكروها ؛ وتغدو النخلة ملعونة » لأنها
لاتثمر إلا إذا خالفت « سنة رسول الله » ؟! وكان الفقيه المحدث
: «حديث صتحيخ مجمع عليه» ونسعورد البلح من كاليفوزنيا ؟1 أو أن
يتقدم شيخ تقدمى فيقول الحديث غير صحيح ومدسوس مهما يكن
سنده ؛ لأنه معتل المتن ؛ لأن رسول الله لايمكن أن تخفى عليه الآية
الكريمة « وأ رسلنا الرياح لواقح 6 الحجر ؟ 1 ] أو لا يعقل أن تكون
يتعارض مع ما قام به عَهْنهِ فى عملية زرع نخل مكاتبة سلمان
الفارسى والحديث إنكار للأسباب الح وعليه فالحديث مرفوض
ولابد من حذفه من الصحاح ؟!
لابد من الرجوع إلى أول هذا الحديث ؛ لنكشف المعجزة التى
أرادها الله وعلمها لنا رسوله
الرسول بعلم بوحى الله أن سيكلاب عليه ؛ وستصنع أحاديث
تنسب إليه ؛ وسيقف المسلم حائرا أمامها » هل « يعقل أن يخالف
حديث الرسول حقائق الحياة المتفق عليها ؟» فأراد الله والرشول
التخفيف عن هذا المؤمن » وحمايته من المزورين المدلسين
الصحابة ولا التابعون ؛ ولا راه كتاب السنة ومؤرخو الإسلام ؛ وما
كان أسهل حذفها نهائيا فقد مرت عشرة قرون ؛ ولا مرجع عن
الإسلام إلا كتابات المسلمين ؛ ولو أحس حاكم مسلم ولا أقول فقيه
أو عالم حديث ؛ أن هذه الوقائع التى ثبت فيها «خطأً» الرسول ؛