دلالة الأسماء الحسنى على التنزيه :
والصّفات والأفعال والأنداد والأمثال
" - أسماء الربّ تبارك وتعالى من أعظم أدلّة التّنزيه ؛ وهي تدلَّ على التّنزيه باعتبار وصفها ؛ وتدلَ
عليه باعتبار آحادها
“ - التنزيه الذي دلت عليه أسماء الربّ باعتبار وصفها يشمل التّنزيه عن أسماء الذمّ وأفعاله ؛ والتنزيه
عن الأعلام الجامدة ؛ والتنزيه عن الأسماء الاصطلاحيّة ؛ والتتزيه عن ظئون السوء ؛ والتنزيه عن
؛ - التّنزيه الذي دلت عليه الأسماء الحسنى باعتبار آحادها يشمل التنزيه المطلق ؛ والتنزيه عن أعيان
التقائصء والتنزيه عن المتل
8 - من أسماء الله ما يدل على التنزيه المطلق ؛ وهي أسماء التقديس المطلق ؛ وأسماء التمجيد التي تدلّ
على جميع صفات الكمال ولا تختصن بصفة معّنة
١ - ومنها ما يدل على التّنزيه عن أعيان النقائص ؛ وهي معظم الأسماء ؛ فمنها ما يدلَ على التنزيه
عن الحدوث وخصائصه ؛ ومنها ما يدل على التنزيه عن الجهل ؛ أو عن العجز ؛ أو عن العبث ؛ أو
عن الظّلم ؛ أو عن الفقر ؛ أو عن البخل ؛ أو عن سائر النقائص
- أمّا ما يدل على التنزيه عن المثل من الأسماء ؛ فإسم الأحد ؛ والواحد ؛ وأسماء التّقَديس والتمجيد
' دلالة الأسماء الحسنى على التنزيه / إعداد د عيسى بن عبد الله التعدي - كلبّة التربية بالطائف / سم الدراسات الإسلاميّة
نسخة الكترونية من المكتبة السَاملة - الإصدار١ ؟
فائدة جليلة :
( فائدة جليلة أقسام ما يجرى صفةٌ أو خبراً على الربّ تبارك وتعالى :
ما يجرى صفةٌ أو خبراً على الربّ تبارك وتعالى أقسامٌ :
الثاني : ما يرجع إلى صفات معنوية ؛ كالعليم ؛ والقدير ؛ والسميع
الثالث : ما يرجع إلى أفعاله "؛ نحو : الخالق والرزاق
الرابع : ما يرجع إلى التنزيه المحض ؛ ولا بد من تضمنه ثبوتاً ؛ إذ لا كمال في العدم المحض “؛ كالقدوس
والسلام
الخامس : ولم يذكره أكثر الناس ؛ وهو الإسم الدالٌ على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة ؛ بل هو
دال على معان لا على معنى مفرد ؛ نحو : المجيد ؛ العظيم ؛ الصمد ؛ فإن المجيد : من اتصف بصفات متعددة
والعَفارُ ) وأمجد الناقة علفا ومنه : رب العرش المجيد ؛ صفة للعرش لسعته وعظمه وشرفه
وتأمل كيف جاء هذا الإسم مقترنا بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لأنه
في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه؛ فأتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه ؛ كما تقول :
( اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) ؛ ولا يحسن (إنك أنت السميع البصير ) ؛ فهو راجع إلى
المتَوْسّل إليه بأسمائه وصفاته ؛ وهو من أقرب الوسائل وأحبها إليه ومنه الحديث الذي في المسند والترمذي
( ألظوا بياذا الجلال والإكرام )” ومنه ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات
والأرض يا ذا الجلال والإكرام )" فهذا سؤال له وتوسل إليه وبحمده ؛ وأنه الذي لا إله إلا هو المنان ؛ فهو
توسل إليه بأسمائه وصفاته ؛ وما أحق ذلك بالإجابة وأعظمه موقعا عند المسؤول ؛ وهذا باب عظيم من أبواب
التوحيد أشرنا إليه إشارة ؛ وقد فتح لمن بَصْرَهُ الله
ولنرجع إلى المقصود ؛ وهو وصفه تعالى بالإسم المتضمن لصفات عديدة ؛ فالعظيم من اتصف بصفات كثيرة
من صفات الكمال وكذلك الصمد ؛ قال ابن عباس : هو السيد الذي كُمّل في سؤدده وقال ابن وائل : هو
وقال عكرمة : الذي ليس فوقه أحد ؛ وكذلك قال الزجاج : الذي ينتهي إليه السؤدد فقد صمد له كل شيء وقال
ابن الأنباري : ( لا خلانف بين أهل اللغة أن الصمد السيد الذي ليس فوقه أحد ؛ الذي يصمد إليه الناس في
' فلت : هو الخبر , أو الاخبار عن الله تملى
معان قائمة بالل تعالى ( لا تنك عن الذات) ولا تعلق لها بالمشبئة كالعلم والقّدرة والسمع والبصر
* فلت : أي الصفات الفطلبة وريما تسمى ( الأعال الاختبارية ) وهي الصفات المتحلقة بمشيئة الله تعالى واختياره , كالإحباء
والإمائة والتزول والخلق والرزق قال تعالى : [ وربك يخلق ما يشاء ويختار ) ( الشحصص 1١ ) واعلم أن كل صفة فطبة
الصرف فهو عدم والعدم ليس بشئ
” رواه الترمذي عن آنس واحمد والتسائي والحاكم عن ربيعة بن عامر قال الشبخ الألباني :(صحيح) وانظر غبر مأمور
الحديت/٠ ١70 في صحيح الجامع الصغبر وزبادئه
" زواه أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني / وانظر غير مأمور تخريج الحدبت - ١747
في صحبح أبى داود ٠ والأدب المفرد الحدبت /0 ١٠١ الألباني 61 #
ألا بكر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن يربوع وبالسيد الصمد
والعرب تسمي أشرافها : بالصمد ؛ لاجتماع قصد القاصدين إليه ؛ واجتماع صفات السيادة فيه
السادس صفة تحصل من اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر؛ وذلك قد زائد على مفرديهما نحو : الغني
الحميد ؛ العفو القدير ' ؛ الحميد المجيد ؛ وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن ؛ فإن
الغنيّ صفة كمال ؛ والحمد كذلك ؛ واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر ٠ فله ثناء من غناه ؛ وثناء من حمده ؛
وثناء من اجتماعهما ؛ وكذلك : العفو القدير ؛ والحميد المجيد ؛ والعزيز الحكيم ؛ فتأمله فإنه من أشرف
المعارف
وأما صفات السلب المحض ؛ فلا تدخل في أوصافه تعالى إلا أن تكون متضمنة لثبوتٍ ؛ ك ( الأحد )
مين الكمال عه و الونرته ب وكاله كوله حعالى : ( وَمَا مَسّنَا من لُعُوبٍ ) (ق /8©) ؛ متضمن لكمال قدرته؛
ار ين : ( لغالك ولوايول3) (الإخلامن[7)» منتضمن لكمال :ضمديتة وغ 3 وعتللد قولة : ( وَل
له كُفُواً أَحَدٌ )(الإخلاص/ ؛)؛ متضمن لتفرده بكماله وأنه لا نظير له ؛ وكذلك قوله تعالى : ( لآ تُتْرِكُهُ
امتزء) الال )٠ ؛ متضمن لعظمته ؛ وأنه جل عن أن يُدرٌك بحيث يُحاط به وهذا مطرد في كل ما
' قلت :عفوه عن قدرة وفدرئه عن عفو سبحانه وتتحالى فالعفو عفوه سبحانه لبس عن عجز بل عن قو وكدرة وكمال سبحانه
وتحالى فان العقو صفة كمال والقدرة صفة كمال واجتماع العفو والقدرة كمال آخر
" بدائع الفوائد / ابن العم - ١/,ص *4؟ - 47؟
المبحث الثاني : قواعد ( ضوابط ) تتبع الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة على منهج اهل السنة والجماعة
عني المسلمون عنايةٌ قصوى بإحصاء أسماء الله الحسنى لأنّ العلم بها أشرف العلوم على الإطلاق ولدلالتها
وليعلم أن السادة العلماء رحمهم الله تعالى اجتهدوا في أمر تعيين الأسماء الحسنى طمعاً في وعد الله تعالى
ومن الطبيعي أن تختلف أنظار المجتهدين في هذا الموضع الذي ليس فيه نص مسلّم بصحّته ؛ ولكن هناك
قواعد وضوابط تعين على تحديد المنهج الصّحيح في استقراء الأسماء الحسنى ؛ وعلى الحكم على أعيان
الأسماء بالاعتبار أو عدمه ؛ وقد اجتهد أهل العلم من أهل السنة سلفًا وخلفًا في وضع قواعد وضوابط لذلك
إن تتبع أسماء الله الحسنى لم يكن حصرا على جيل دون جيل ؛ ولا زمان دون آخر ؛ وإنما هو مطلق لكل
عصر وجيل إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها
وتتبع أهل العلم للأسماء الحسنى - من المتقدمين والمتأخرين - كان مبنيا على الاجتهاد من خلال استقرائهم
للنصوص من الكتاب والسنة ونظرًا لعدم ثبوت الخبر في سرد الأسماء ؛ فقد اعتنى فريق من أهل العلم بتتبّج
الأسماء إِمّا من القرآن وحده ؛ وإِمّا من القرآن وصحيح الأخبار
قال ابن الوزير: ( وثبت أن حصر الأسماء التسعة والتسعين لا ينال إلا بتوفيق الله تعالى ؛ كساعة الإجابة يوم
الجمعة لأنها مجملة في أسماء الله ) '
ضوابط وفوائد في أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى وتحقيق القول فيها
قال ابن القيم الجوزية في بدائع الفوائد ' :
الأول : أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ؛ كالشيء ؛
قال الشيخ عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي :
(يطلق على الله عز وجل ثلاثة أمور :
' البخاري في صحبحه )14٠( ومسلم فى صحيحه (7117)
إيئار الحق على الظق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد / ابن الوزير محمد بن إبراهيم بن على بن
المرتضى بن المفضل الحسني القاسميء أبو عبد الله عز الدين اليمني (المتوفى: 4468ه) - الناشر: دار الكتب العلمبة - ببروت
الطبعة الثائيةء 1981م ص ١1994
" هذه الضوابط والفوائد اصلها من كتاب بدائع الفوائد للشيخ ابن القيم الجوزية /١( 764 -*»؟) سأذكرها كما هي مع شيء من
التوضيح - إن تطلب الأمر - من كلام السادة اللماء
بدائع الفوائد / ابن القبم - ,/١ ص 144
وبين هذه الثلاثة الأمور فروق يمكن أن نذكر شيئاً منها
يدل على أمرين ؛ والصفة تدل على أمر واحد
فيقل في الرحمن عبد الرحمن ؛ ويقل في العزيز عبد العزيز ؛ ويقال في الكريم عبد الكريم ؛ لكن الصفة لا
ومن جهة أخرى ؛ فالاسم هو العلم في اللغة ؛ والصفة هي المصدر ؛ فمثلاً العزيز علم ؛ وأما العزة فهي
المصدر
وأسماء الله سبحانه وتعالى هي الأعلام التي تدل على ذات الله عز وجل وتتضمن الصفات ؛ فالعزيز والحليم
والرحيم تتضمن العزة والحلم والرحمة ؛ وهكذا فكل اسم من أسماء الله يتضمن صفة من صفاته
- وأما الخبر فهو ما يطلق على الله عز وجل بغير توقف ' ؛ كأن يقال : إن الله سبحائه وتعالى واجب
الوجود مثلاً؛ أو إن الله سبحانه وتعالى قديم أزلي ؛ وهذه الألفاظ لم ترد في السنة ولم ترد في
القرآن ؛ لكن يصح إطلاقها على الله عز وجل من باب الخبر ؛ ومن هذا الباب يصح ترجمة معاني
أسماء الله في أي من الألفاظ السابقة وغيرها ؛ وأهم شيء ألا يدل هذا اللفظ على نقص أو ذم ؛
وإنما يدل على معنى حسن أو على أقل تقدير لا يجوز على معنى سيئ ؛ فيقال مثلاً : الله عز وجل
شيء موجود ؛ ويمكن أن يقال : واجب الوجود ؛ وقد ذكر أهل العلم في ضمن ردودهم على الفرق
( العلامات الثي يتميز بها الاسم عن كل من الفعل والحرف خمس هي :
؟- الثنوين : مثل (قوة حَبِزٌ من ضعف ٠ وصراحة حينٌ من نغاذي) : نٍ
؟- النداء : مثل (يا محمد , يا خالد) ومن ذلك قول الفرآن : (نا أَيُهَ لني (التحريم/١ ) وقوله : َل با نُوخٌ اهْبطٌ بِسّلام من
؛4- أل : كما جاء في قول المتنبي :
85 الإسناد للاسم : بمعنى أن بكون الاسم متحدئا عنه ول مقر عت ديا ره كيل رخدي يول ٠ أو أن يكون فاعلا أو
نائب فاعل
(وخلاصة الأمر في ذلك أنه يكفي في تميبز الاسم مجرد قبول عائمة من العاثمات كما أنه بكفي من ذلك علثمة واحدة
فأكثر )اه باختصار من ( النحو المصفى ) - محمد عبد نسخة الكترونية من المكتبة الشاملة الاصدار (1؟)
قلت : قال الشيخ ابن عثيمين فى تفسير الاية ©/ا/سورة البقرة : ( والفرق بين الصفات الذائية والفطية أن الصفات الذائية
لازمة لذات الله أزل ٠ وأيداً ومح ( أزلا ) أو فيا معن + و( أبجاً ) أي فبما يستقّل مثل الحدا والعلم والقدرة والقوة
والتزول إلى سماء الدنبا ٠ والمجيء بوح القبامة للفصل بين العباد والفرحء والرضاء والتضتب عند وجود أسبايها 0
* قلت : الاخبار أوسع من الاسماء والصفات لانه باب مستفاد من اللوازح , لوازم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله علبه واله
وسلم ( أي ان الاخبار مبني على دلالات النصوص ولوازمها ) ٠ إن صح أنه لازح أي دلث علبه النصوص دلالة صحبحة
بدلالة الالتزام وه دلالة اللفغظ على أمر خارج معناء فأنت تخبر عن الله تعالى بأنه الاعز من اسم الله العزبز عز وجل أو من
أضافوها على سبيل الخبر والحكاية ؛ ولهذا هناك قاعدة ؛ وهي أن باب الخبر واسع ؛ وباب
الصفات أضيق منه ؛ وباب الأسماء أضيق من باب الصفات
ومن جملة الفروق بين الأسماء والصفات من جهة وبين الخبر من جهة أخرى ؛ هو أن الأسماء والصفات
توقيفية ؛ يعني : مبنية على النص من القرآن ومن السنة ؛ بينما الخبر ليس مبيناً على النص ؛ لكنه مبني على
المعنى الصحيح الثابت لله سبحانه وتعالى ؛ هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن الاسم يدعى به ؛ فيقال : يا عزيز يا كريم ؛ لكن ما يخبر به عن الله لا يدعى به ؛ فلا
يقال: يا واجب الوجود مثلاً
كما أن الأسماء والصفات جميعاً قد بلغت الغاية في الحسن ؛ بينما الأخبار لا يشترط أن تكون حسنة بمعنى : لا
يشترط أن تكون أحسن ما يكون من الألفاظ ٠ وإنما أهم شيء أن تدل على المعنى بغير تضمن للنقص
كلمة موجود لا تتضمن مدحاً ولا تتذ تتضمن معنى حسناً ؛ لكن يصح أن يخبر عن الله عز وجل بها؛ ولهذا قد
يستغرب بعض طلاب العلم عندما يقراً كلاماً - مثلاً- لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول فيه إن الله عز
وجل واجب الوجود وإنه قديم أزلي ؛ ويحكي عنه بألفاظ لم ترد في الكتاب والسنة
وذلك أن باب الأخبار واسع وأهم شيء هو أن يكون المعنى صحيحاً ؛ وفيها ترجمة لأسماء الله سبحانه وتعالى,
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ : ( باب الإخبار عن الله تعلى أوسع من باب الأفعال + وباب الأفعال
أوسع من باب الصفات ؛ وباب الصفات أوسع من باب الأسماء الحسنى ومن باب الإخبار أن نخبر عن الله
جل وعلا بفعل أو بصفة أو باسم ؛ لكنه ليس من باب وصنف الله جل وعلا به وإنما من جهة الإخبار لا جهة
أن يخبر عن لك )
والسلف لهم في باب الإخبار قولان :
( القول الأول : أن باب الإخبار توقيفي ؛ فإن الله لا بُخْبَرْ عنه إلا بما ورد به النص ؛ وهذا يشمل الأسماء
النص فإنهم يمنعون استعماله
القول الثاني : إن باب الإخبار لا يشترط فيه التوقيف ؛ فما يدخل في الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في
وصفاته العليا ؛ فالإخبار عنه قد يكون باسم حسن ؛ أو باسم ليس بسيِّئ؛ أي باسم لا ينافي الحسن ؛ ولا يجب
أن يكون حسناً ؛ ولا يجوز أن يخبر عن الله باسم سيِّئ فيخبر عن الله بما لم يرد إثباته ونفيه بشرط أن يستفصل
عن مراد المتكلم فيه ؛ فإن أراد به حَنَّا ليق بالله تعالى فهو مقبول ؛ وإن أراد به معنى لا يليق بالله عز وجل
وجب رده)"
' شرح القواعد المتلى / دروس صوئية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية - 064 0108:/10/1/010/15180710/85 ٠ الدرس / ؟
شرح الواسطية / الشيخ صالح بن عبد العزيزٍ آل الشيخ نسخة الكترونية من المكتبة الشاملة - الإصدار ( ؟١)
حرج البخازي / كتاب التوكيد [ باب - 1١
في خلق أفحال ادا والحاك في المادر ك والبيهقى في الأسماء ) عن حذيفة وقال الشبخ الألباني : ( صحبح ) وانظر غبر
مأمور الحديت رقم : أ ١١١ في صحبح الجامع الصغبر
الثاني : أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها
وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند
الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله
فعلا وخبرا
قلت : إن الله جل جلاله لا يدعى إلا بأسمائه الحسنى خاصة ؛ فلا يدعى ولا يسمى بالمريد والمتكلم ؛ وإن كان
معناهما حقاً ٠ فإنه يوصف بأنه مريد متكلم ؛ ولا يسمى بهما؛ لأنهما ليسا من الأسماء الحسنى ؛ فإن من الكلام
ما هو محمود ومذموم ؛ كالصدق والكذب ؛ ومن الإرادة كذلك كإرادة العدل والظلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وأما تسميته سبحانه بأنه مريد وأنه متكلم فإن هذين الاسمين لم يردا في القرآن
ولا في الأسماء الحسنى المعروفة ومعناهما حق ولكن الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها وهي
التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح والثثاء بنفسها ) إه
الثالث : أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين
فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه
منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها '
قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه على صحيح البخاري المخطوط ص ١١ :
( كل أسماء الله حسنى ولذلك قال الله تعالى : ( وله الأسماء الحسنى ) والحسنى اسم تفضيل يقابله في المذكر
أحسن يقال رجل أحسن وامرأة حسنى ؛ وهنا قال الأسماء الحسنى فجعل الوصف وصف مؤنث لأن الأسماء
جمع والجمع يوصف بالمؤنث إلا جمع العاقل فيوصف بحسب ما يقتضيه المعنى ؛ إن كان للذكور فجمع مذكر
سالم وإن كان للإناث فجمع مؤنث سالم أما غير العاقل فإنه يجمع وصفه على جمع المؤنث ؛ إذاً أسماء الله
تعالى كلها حسنى والحسنى هي المشتملة على أكمل وجوه الحسن فهي حسنى ليس فيها نقص بوجه من الوجوه
فيفهم من هذه القاعدة :
أنه لا يوجد في أسماء الله اسم يحتمل معنيين ؛ معنى حسن ومعنى غير حسن ولهذا لم يكن من أسماء الله المتكلم
ولا من أسمائه المريد مع أنه متكلم مريد ؛ قال العلماء : لأن المتكلم من قام به الكلام والكلام قد يكون حسناً وقد
يكون سيئاً وكذلك الإرادة ولهذا لا يصح أن نسمى الله بالمتكلم أو نسمى الله بالمريد لكن يوصف بأنه متكلم وأنه
مريد لأن باب الإخبار أوسع من باب التسمية لأن التسمية إنشاء تنشاً اسما للمسمى الذي تريد أن تسميه لكن
الإخبار مجرد خبر ليس بإنشاء ولذلك قالوا الإخبار أوسع من الإنشاء فقد يخبر عن الشيء بشيئين ولا يسمى به
مثل المتكلم وحينئذ يمكن أن نقسم ما يضاف إلى الله عز وجل إلى أربعة أقسام :-
القسم الأول :- ما تضمن كمال الحسن فهذا يكون من أسمائه ٠
القسم الثاني : ما كان حسناً من وجه دون وجه فهذا يخبر به عنه ولا يسمى به
ولا يسمى به على الإطلاق مثل المكر والخداع والاستهزاء والكيد هذه أوصاف إن ذكرت في مقابل من يعامل
ولكن وصفاً مقيداً بمن يمكر به فقل ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فلا يصح أن تقول إن الله
' بدائع الفوائد - ١ /ص 44؟
قلت : المتكلم قد ينكلم بخبر ود يتكلم بشر فلا بسمى الله به لأن أسماءء لا تحمل النقض ولو بالتغدبر
" شرح العقيدة الأصفهائية ص ١19
بدائع الفوائد - ١ / ص 45؟
ماكر وهذا هو الفرق بين هذا وبين قولنا الله متكلم لأنه يجوز أن نقول أن الله متكلم على وجه الإطلاق لكن لا
مقابل مكر آخر ليتبين به أن قوة الله عز وجل أقوى من قوة هذا الماكر وكذلك نقول في الخداع ( يخادعون الله
المستهزئ لا يصح أن نقول الله مستهزئ على سبيل الإطلاق بل نقول مستهزئ بمن يستهزئ به وكذلك الكيد
نقول إن الله لا يكيد على أحد إلا من كاد عليه لقوله تععلى ( إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً )
الرابع : أن أسماءه عز وجل الحسنى هي أعلام وأوصاف ؛ والوصف بها لا ينافي العلمية ؛ بخلاف أوصاف
العباد فإنها تنافي علميتهم ؛ لأن أوصافهم مشتركة فنافتها العلمية المختصة ؛ بخلاف أوصافه تعالى "
الله [ لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعلى ( وَلله الأسماء
والأسماء الحسنى ليست أعلاما جامدة خالية المعاني ؛ فإنها لو كانت كذلك ؛ لم تكن حسنى ؛ وبهذا علم أن :
( الدهر ) ليس من أسماء الله تعالى ؛ لأنه اسم جامد ؛ لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى ؛ ولأنه اسم
للوقت والزمن ؛ قال الله تعالى عن منكري البعث ( وَقَالُوا ما هي إلا حَيَثنًا الُنيَا توت وَنَحْيَا وم يُهْكْنَا ا
قال ابن القيم في جلاء الأفهام : ( وكذلك أسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني
الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) الأعراف /180؛ فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ بل
لدلالتها على أوصاف الكمال ولهذا لما سمع بعض العرب قارئا يقرا ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء
بما كسبا نكالا من الله ) المائدة / 26 ؛ ( والله غفور رحيم ) قال ليس هذا كلام الله تعالى فقال القارئ أتكذب
بكلام الله تعالى فقال : لا ولكن ليس هذا بكلام الله فعاد إلى حفظه وقراً ( والله عزيز حكيم ) المائدة 7/0 فقال
الأعرابي : صدقت ؛ عز فحكم فقطع ؛ ولو غفر ورحم لما قطع ولهذا إذا ختمت ختمت آية الرحمة باسم عذاب أو
بالعكس ظهر تنافر الكلام وعدم انتظامه) ٠ ولو كانت هذه الأسماع أعلاما محضة لا معنى لها لم يكن فرق
التعليل صحيحا ) إه "
قال الشيخ ابن عثيمين : ( أن الله تعالى وصف أسماءه بأنها حسنى ؛ وأمرنا بدعائه بها فقل: َه الْأَسْمَاءُ
فضلاً عن أن تكون حسن ووسيلة في الدعاء ) إه '
' المجلى سرح القواعد المثلى / كاملة الكواري - ملحق القاعدة الأولى / ص ٠ 5 - ؟5
بدائع الفوائد - ١ /ص 9 2
" الفواعد المتلى - القاعدة الأولى وشرح السفاريتيبة - ص ١ ؟١ / الشبخ ابن عتيمين
* الدر المختار من حاشّيبة رد المحثار ا د ل ا
” الفواعد المتلى / القاعدة الثائية / ابن عتيمين وشرح القُصيدة النوثبة / هراس اي
جلاء الأفهام / ص ١45 و ١41
" تقربب التدمربة ص ؛؟
بالتضمن؛ ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم '
قال الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد: ( هذه الأنواع الثلاثة تسمى أنوع الدلالة اللفظية الوضعية
وإليك بعض التفصيل في هذه الأنواع زيادة على ما مضى ؛ لتتضح بصورة أجلى
-١ الدلالة المطابقية : وهي دلالة اللفظ على تمام ما وضع له من حيث إنه وضع له
الاسم نفسه وسميت مطابقية ؛ لتطابق اللفظ والمعنى ؛ وتوافقهما في الدلالة
"- الدلالة التضمنية : وهي دلالة اللفظ على جزء ما وضع له في ضمن كل المعنى
وسميت تضمنية لأنها عبارة عن فهم جزء من الكل ؛ فلجزء داخل ضمن الكل ؛ أي في داخله
بصرف النظر عن استعمال الجزء والكل ؛ بل يقال على الصف والموصوف
مثل دلالة اسم الله ( القدير ) على صفة الحياة ؛ وعلى العلم وغيرهما من صفات الله تعالى ) إه ا
قلت : (ودلالة اللزوم : هي دلالة اللفظ على معني في غيره لا ينفك تصوره عنه ؛ فمتى تصور الذهن الأول
أصلا ؛ تصور الثاني فرعا ؛ كدلالة لفظ ( السقف ) على ( الحائط ) ؛ فإن السقف لا يقوم إلا على حائط ؛
فصار الحائط معني ملازما للسقف ؛ وإن اختلفت ماهيتهما
وعرفها بعض أهل العلم ؛ بأنها : دلالة النتيجة على سببها ؛ كقول الأعرابي : البعرة تدل على البعير والأثر
الوطء نكاحا أو سفاحاء فهو معلول : الوطء ؛ إذ لا ولد بغير وطء إلا خارقة ترد مورد الآية ؛ فلا يقاس عليها
اللازم : نفي لملزومه
وقد أشار إلى تلك الدلالات إشارة موجزة : شمس الدين البعلي ؛ رحمه الله ؛ في ( تلخيص الروضة ) )79/١(
وأضاف إليها بعض أهل العلم:
دلالة الالتزام :
وهي عكس دلالة اللزوم فهي دلالة السبب على النتيجة ؛ كدلالة الوطء على الولد إذا انتفت الموانع الكونية
وتهيأت الأسباب فأذن الله ؛ عز وجل ؛ كونا ؛ بوقوع الحمل وتمامه ) "
وإعلم أن دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن هي على أربعة أقسام :
( الأول : الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى وهو الله ؛ ولهذا تأي الأسماء جميعها صفات له
' بدائع الفوائد - ١ /, ص 458؟
؟ باختصار من كتئاب أنواع التوحيد / توحيد الأسماء والصفات نسخة الكترونية من المكتبة الشاملة الإصدار 7١ وانظر
غير مأموز المرشّد السليم إلى المنطق الحديت والقديع د عوض الله جاد حجازي والصفات الإلهبة د محمد أمان ص ١١8 -