سبيل المثال نذذكر منهم حسن الشمسى صاحب جريدة ١ المفيد » وأحمد حلمى
وعبد العزيز جاويش وعلى الغاياتى وتوفيق دياب وأمين الرافعى ومحمد حمين
هيكل والشيخ على يوسف والعقاد والتابعى ومحمد مندور
الصحفيين بجمعه ؟! فهزلاء هم الشعلة التى ثير الطريق للصحافة المصرية والعربية
وهم أيضاً الذين أعطوها الرمز والقدوة والقوة ..
وفى محاولة متواضعة لجمع هذا التراث أخذت أربعة من الرواد كان لهم
بصمات واضحة ومؤثرة فى الصحافة .. وقضوا شهوراً طويلة خلف القضبان
أحمد حلمى - عبد العزيز جاويش - عباس العقاد - محمد التابعى .. هؤلاء
واحد .. وهو النبات على المبدأ ... وكان هذا دافعى الأول فى الاختيار .
وأخيراً .. أرجو أن يكون هذا الكتاب خطوة على طريق جمع التراث
مدحت البسيونى
وثقوا بأن كل الخطوب
والأحكام لا تغير لى ضميراً
ولا تبدل لى اعتقاد “
مع مطلع القرن العشرين بدأ اسمه يتردد فى الأوساط الصحفية فكان همه
الأول آن يكون صحفاً يشهر قلمه مدافعاً عن الحتى وعن الشعب ضد الاحتلال
وفساد الحكام .. عاش أحمد حلمى ( فبراير ١897/5 م - يناير 1477 م ) ومات
من أجل الصحافة لم يخف .. لم يجن .. لم يدكسر .. ولم يمالق أو يهادن ..
سجن وعذب وشرد .. ووقف حتى آخر يوم فى حياته .. مدافعاً عيداً عن
مصر يحارب الفساد الذى استشرى بين الحكام .. ويقاوم الاحتلال الأجبى .
الحلال على الحكومة المصرية حرام على الرعية » وكانت هذه المقالة شهادة
ميلاد صحفى مناضل فى بلاط صاحبة الجلالة .. رغم أنه عمل قبل ذلك فى
جريدة « السلام » ومجلة ١ الهوائم +
وكانت هذه المقالة الجريئة التى أنتقد فيها الحكومة سبباً فى كثير من المتاعب
والمشكلات فهو ما زال يعمل بدواوين الحكومة وظروفه المادية لا تسمح له
بالاستقالة أو الفصل من العمل ومع ذلك كتب وهاجم وأنتقد ولم يتوقف عن
الكتابة وأستمر فى الكتابة تحت اسم مستعار ..
واستطاع بفضل جده وأخلاصه وتفانيه أن يصبح المحرر الأول لجريدة
؛ اللواء » واعتمد عليه « الزعيم مصطفى كامل » فى إدارة الجريدة فى حالات
أوروبا أن يرسل إليه فى م أغسطس عام ١8817 برسالة يقول له فيها ..
عزيزى الغيور الفاضل حفظه الله ..
تحية وسلاماً وشوقاً واحتراماً وبعد »
من مقالات ؛ ولذلك جنت شاكراً همتكم وراجياً تبليغ اخواننا جميعا مزيد شكرى
وعاطر سلامى .
أن ثقة المناضل الوطنى مصطفى كامل كانت فى موضعها .. فطوال حياته
وقف أحمد حلمى شامخاً مناضلاً لم بيال بأى شىء .. وتصدى للفساد وللأسرة
الحاكمة والإنجليز ودخل السجن وعاش بين جدرانه”'» فى ظل أسوأ الظروف
مدة تجاوزت العام فلم يضعف ولم يطلب العفو ..
وأحمد حلمى هو أحد الأبطال الذين تصدوا للإنجليز فى حادث ١ دنشواى +
واستطاع أن يشحن الرأى العام المصرى والأجنبى ووصف المحاكمة الظالمة
للفلاحين وكانت مقالته النارية « يا دافع البلاد » لها أكبر الأثر فى ألهاب وتعبئة
الرأى العام المصرى والأجبى ضد الإنجليز .
وبعد وفاة مصطفى كامل أستقال أحمد حلمى وأصدر العدد الأول من جريدته
« القطر المصرى » وذلك فى 94 أبريل 988 ولكنه استمر فى نفس الخط
ولعل أحمد حلمى هو أول من دعا إلى حقوق العمال ونبه « عمال شركة
للعامل ألف حساب .
وهو أيضاً أول من نبه وتبنى فكرة المقاطعة والاضراب عن شراء البضائع
)١( السجون المصرية
الإنجليزية وبنى خطته فى ذلك على أن الرأى العام فى إنجاترا له السلطان الأكبر
على الحكومة المصرية التى تعارض فى تكوين المجلس اليانى!"" .
ودعا أيضاً إلى اتحاد الجيش مع الشعب لمقاومة الاحتلال الإنجليزى للبلاد
ظلاله ودافع أحمد حلمى عن حريته وحرية الصحافة ووققفت صحيفته موقف
المدافع بعنف ضد بعث قانون المطبوعات القديم الصادر فى سنة 1881 م وألقى
خطبة فى 7١ مارس عام ٠604 م ندد فيها بالذين يعملون على تحطيم حرية
الصحافة ودعا الشعب إلى المقاومة وعلى من أثر ذلك تظاهر الشعب ضد السلطة
الحاكمة ..
وظل يتصدى لإستغلال وفساد أسرة محمد على لاستغلالها أموال الشعب
وأنتقد بشدة قانون الفلاحة الذى أصدره محمد على سنة ١768 م والذى يمثل
الاساءة والأذلال للفلاح المصرى .. وهاجم زيادة مرتب الخديوى وانفاقا
الأموال الكثيرة فى زينة عيد الجلوس ٠
وأضمرت السلطة الحاكمة الانتقام منه وقصف هذا القلم الذى أخذ يهدم
النظام والأسرة الحاكمة ويثير غضب الشعب ضد الإنجليز وأخذت تتحين الفرصة
الأسرة ومقاومة الاحتلال وليحدث ما يحدث ولا يستغرب ذلك من تلميذ مصطفى
كامل زعيم الوطنية فى مصر .
وكانت مقالة « مصر للمصريين ل" هى الأداة أو الوسيلة التى استغلت
لتقديمه إلى المحاكمة حيث واتتهم الفرصة التى إنتظروها للتخلص منه » ولقاد
)١( القطر المصرى العدد 5 فى 1464/8/17
© القطر المصرى العدد 16 .
)١( القطر المصرى العدد 777 / يناير 1468م
رأى أحمد حلمى أن مقالة ؛ مصر للمصريين » هى التصوير البليغ لما تعانيه الأمة
تصدر فى الأستانة .
مقالة ؛ مصر للمصريين +
رمتا بكم «مقدونيا» فأصابنا | مصوب مهم لبلاد سديد
لاشك أن سبب شقاء المصريين وتأخرهم وعدم تقدمهم هو عائلة ١ محمد
تبلغ فى خلالها ما بلغته فرنسا من التقدم فى العلم والرقى فى الأخلاق والعادات
والاستعداد لحكم نفسها بنفسها
لكن سوء قصدهم حال بين المصريين وبين التقدم ذلك لأنهم يعلمون أن مصر
متى بلغت رشدها لا تقبل ذل حكم الأجنبى ولا ترض بأن تسلم زمام أمورها
ومصالحها للفرباء .. لأن صلاحهم فى فسادها وتقدمهم فى تأخرها .. وقد
أشهرت أسرة ١ محمد على ؛ على العلم والفضل حرباً عواناً .
أما المدارس التى زعم المنافقون أن محمد على أمسها لخير مصر فكان
على الخروج على الدولة صاحبة النعمة عليه .. وقد يتم أولاد المصريين ورمل
وقد اقتفى أثر « محمد على ؛ فى قبح فعله وسوء سيرته أولاده واحفاده من
اليسير واقتصر ذلك على طائفة مخصوصة من مماليكهم .. اصطفوهم من دون
يستخدموهم فى خروجهم على الدولة التى تجمعنا بها رابطة الدين .. وحتى
يعاونوهم فى الاستثار بجميع خيرات مصر .. فقربوا منهم كل طريد لا يعرف
أحد مسقط رأسه ولا ملقط جسمه وسلموه الوظائف واستعانوا بهم على بقاء
الاوقاف التى أوقفها أهل الخير والتى جعلوها وقفا على العلم والمنافع العامة
وأرقاء لنسائهم حتى تقوم الساعة .
ومما يرهن على صحة ما نقول أننا ما سمعنا أن واحد منهم ساعد فى انشاء
مشروع علمى أو أعان مصرياً على خدمة العلم فى عضر النور .. بل أنهم كانوا
فى الزمن الماضى يعمدون إلى المكاتب ويخرجوث منها الصغار إلى مزارعهم
فقط الذين يحفظون القرآن الكريم لأن الأصحاء فى رأيهم لا ينبغى لهم أن يزاولوا
المصرى الفطرى وقابليته للعلم لأصبح المصريون وكلهم يشيهون أولاد « محمد
على » فى الجهل ..
وليس هذا بغريب بل الأغرب والأعجب أن طائفة من عباد السلطة يكذبون
على التاريخ ويدعون فى وقاحة أن العائلة المحمدية العلوية خدمت مصر
ويستدلون على ذلك بوجود بعض مدارس أنشتوها .. وما فعلوا ذلك الا خداعاً
مصر .
وهبنى قلت ؟ هذا الصبح ليل أيحتاج النهار إلى دايل
أما انحطاط مصر مادياً على أيديهم فأنهم كائرا يوجهون مدافعهم إلى القرى
فيهلكونها تسلبة وظلماً .. وعندما اعترض بعض الرحماء على هذه الأفعال وعاب
على ١ سعيد باشا » ذلك وقال له : ارحمهم واعدل فى أفعالك واشفق عليهم فقال
له : « لا تعارضتى فيما أفعل فألى ما استلمتهم بعدد » .. ولم تكفهم هذه الفظائع
؛ الأمير من لا يعرف الأمير » لأن الفروة كانت دالماً تدم عليهم وتكون سبياً فى
هذه الاطماع والشهوات ..
تالله لو كانت البحار تنطق والسجون تكلم لنطق البحر المتوسط مما يسود
الوجوه .. ولو تكلم سجن « الطويخانة » الدى ما زال باقياً لافصح عن الألوف
المصرى دريهماته فى حفرة حتى لا تكون سباً فى قتله وفى ازهاق روحه ؛ ولما
المادية -
أفضل وأرحم به .. ولأن أسرة محمد على بتبذيرها وظلمها أسلمت مصر إلى
الإنجليز وكان هؤلاء الحكام يغضون بل ويحتقرون المصرى » وقد أعلن
« الخديوى عباس » عداوته للأمة ومنع الأمة من حقها فى تكوين مجلس الدواب .
فكان على الأمة أن تعلن أنها لا حاجة لها بهذا الحاكم وأن ترسل الوفود
إلى الممالك الموقعة على معاهدة « لوندرة» لاخبارها بأنها غير راضية بأن
يحكمها حاكم غير مصرى . . ولا بد أن الدولة المتمدنة والأحزاب الحرة فى
زمن الرأى فيه للشعوب لا للأفراد .. ولا لزوم فى هذا الزمن لمنافقة واحد من
هؤلاء الحكام المستبدين الذين حرموا صاخب الأرض من حقوقه وجعلوها متاعاً
لكل أجبى .
ثم بأى حي تأخذ عائلة « محمد على » من الخزينة المصرية ثلاثماثة وخمسين.
لحصلت تحت حكم الدولة على دستور يتمتع به من الشعوب
العثمانية من هم أقل من المصريين علماً فيا أيها المصرى واصل سواد ليلك بياض
نهارك فى الخلاص من ظلمه وأبدل مالك وحياتك فى أن تكون حراً مستقلاً ..
فالموت فى الاستفلال حياة أبدية والحياة بدونه ميتة سرمدية .
وكان هذا المقال والمقالات الأخرى مثل «يا ولاة الإسلام وعلماء الأنام فى
دار السلام» وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأمير المصريين عباس بن
توفيق .
وكانت خطبته الشهيرة فى 7١ مارس ١604 ضد إعادة قانون المطبوعات
88م وغيرها من الخطب والكتابات إيذاناً بمرحلة جديدة فى حياة أحماد
وتدميره وكذلك ( القطر المصرى » يجب أن تتوقف ., فلقد أصبحت المعول
الذى يهدم هذا النظام وبدأت عمليات التمهيد للتخلص من هذا الرجل ؛ هددوه
يتراجع واستمر فى رسالته وفرضت عليه الرقابة وكلف بمراقبته نحو ثمانية من